أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم أحنصال - العمل الجمعوي بالمغرب: روافد للتغيير أم أدوات للإحتواء والتدجين؟!














المزيد.....

العمل الجمعوي بالمغرب: روافد للتغيير أم أدوات للإحتواء والتدجين؟!


ابراهيم أحنصال

الحوار المتمدن-العدد: 5499 - 2017 / 4 / 22 - 03:48
المحور: المجتمع المدني
    


اختصارا، العمل الجمعوي في المغرب هو وليد ونتاج لأساليب المقاومة التي خاضتها جماهير الشعب ضد الاحتلال الفرنسي والإسباني لاسيما مع أوائل خمسينيات القرن الماضي، فهو ثوأم المقاومة المسلحة ورديفها في معركة التحرر الوطني المجهض أو غير المنجز؛ كما أنه في نشأته ومساره تجاذبه منظورين وممارستين نقيضين عكست مستوى حدة الصراع الطبقي في البنية الاجتماعية، ويمكن التأشير على ذلك من خلال ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: عنوانها الأرأس الصراع مع النظام الديكتاتوري في ارتباط وثيق بالصراع الاجتماعي العام الذي عاشه المغرب، وهي المرحلة التي انطلقت منذ الاستقلال الشكلي إلى نهاية السبعينيات تميزت بهيمنت الفكر التقدمي في بعده اليساري الجذري وسط الشباب، حيث لعبت العديد من التناقضات الداخلية ومؤثرات خارجية في صياغتها: كانطلاق الثورة الفلسطينية في فاتح يناير 1965، انتفاضة 23 مارس 1965، هزيمة حزيران 1967، المد التحرري العالمي، انتفاضات ماي 1968 التي اجتاحت أوروبا الغربية، ميلاد منظمات ماركسية لينينية في المغرب 1970، مذبحة أيلول الأسود 1970 وما تبعها من تنامي الكفاح الفدائي الفلسطيني...

كما صعد النظام الرجعي من أساليب التضييق والقمع الذي طال العديد من مناضلي الحركة الجمعوية بالمغرب من أجل تطويقها والحد من فعاليتها، صدام كان تعبيرا عن المقاومة التي أبدتها الحركة التقدمية بصفة عامة بالمغرب في مواجهة الاستعمار الجديد الذي اتخذ عناوين مختلفة، خاصة وأن المرحلة أشرت لتقاطع السياسي بالاجتماعي بالثقافي، مما جعل الحركة الجمعوية التقدمية تشكل امتدادا طبيعيا لنضال الحركة التقدمية وطنيا وأمميا من أجل التحرر الحقيقي. لقد تميز العمل الجمعوي آنذاك بكونه يبدو على مستوى الشكل متجاوزا لخصوصيات ومجال اشتغاله، فقد أعلن وانخرط منحازا لمبادئ وأهداف الحركات المنادية بالتغيير.

المرحلة الثانية: فتميزت بدخول الدولة كمنافس من خلال إنشائها لإطارات السهول والهضاب والوديان...، مع إغداقها بكل وسائل الدعم المالي والإعلامي واللوجستيكي لدرجة فاقت ميزانياتها بعض مؤسسات الدولة والمجالس البلدية من أجل إغراق وتمييع الحقل الجمعوي لإفقاده مصداقيته، عبر تنظيمها لمهرجانات المدن والتبوريدة وحفلات الأعراس والإعذار...؛ مرحلة انطلقت منذ بداية الثمانينات متزامنة مع عملية ضرب المكتسبات الاجتماعية التي كافح من أجلها الشعب المغربي، بنهج سياسة التقويم الهيكلي ثم مسلسل الخصخصة وتفويت ممتلكات الشعب، ومن ثم الإجهاز على مكتسبات الحركة الجمعوية بالمغرب عبر استصدار قوانين ومراسيم تضيق الخناق المادي والمعنوي على الجمعيات التقدمية.

مرحلة تميزت أيضا بتنامي تفريخ جمعيات مشبوهة أوكلت لها مهمة التضييق الميداني من خلال مزاحمة الإطارات الجمعوية الجادة بدُور الشباب وفضاءات التخييم ، مع نشر كل أنواع السلوكات المائعة والمنحطة… لقيم متخلفة وثقافة رجعية، كما تم الدفع بالتيارات الظلامية المتأسلمة للانخراط في الإطارات الجمعوية وتأسيس أخرى خاصة بها كوصفة لمواجهة الحركة التقدمية.

المرحلة الثالثة: انطلقت مع أواخر التسعينيات وما تزال مستمرة إلى اليوم، عنوانها البارز هو الاحتواء والتدجين. فقد تفنن النظام الديكتاتوري في أساليب الاستقطاب باستعمال مغريات كثيرة، خاصة مع استفحال ظواهر اجتماعية جديدة كبطالة الخريجين موصولة باكتساح منظومة القيم الرأسمالية كالنزعة الفردية والأنانية والانتفاعية والوصولية والانتهازية وأوبئة اجتماعية أخرى. وهي معطيات أشرت لتراجع فعل وتأثير الحركة الجمعوية التقدمية وخفوت أدوارها، مع ما رافق ممارساتها من نخبوية انعزالية في العمل وانحسار فعلها وغياب الديمقراطية والعقم في التجديد والإبداع. كل ذلك مع ارتهان أغلبها للتمويلات الأجنبية وتهافتها على تمويلات الدولة بلا ضوابط كحالها مع "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، وهي التمويلات التي تتكامل في الأهداف والمرامي؛ والتي لا تغدو أن تكون إلا شكلا من الإرشاء وشراء الذمم وتحييد الجمعيات عن وظيفتها وأهدافها في التنوير والتحريض والاشتباك مع دفعها إلى الاشتغال باليومي للتنفيس عن الاحتقانات الاجتماعية وتدبير الأزمات.

من هذا الجانب فالجمعويون بخلفية مبدئية ديمقراطية وتقدمية معنيون بتدقيق موقفهم من هذه التمويلات بمساءلة هوية ومرامي المانحين، مع تحديد موقعهم من مجمل الصراع الطبقي الدائرة رحاه، ومن جهة أخرى: هل تخلي الدولة عن مهامها الاجتماعية مسوغ للتهافت على تمويل مشاريع لم تقدم حلولا ولا قضت على فقر بل كانت أداة مساهمة في إعاقة وعي الجماهير وتخذيرها وتغذية الوهم لديها؟ ويكفي التذكير هنا بمراتب ووضع المغرب في ظل" المبادرة الوطنية التنمية البشرية « المتقهقرة حيث استفحال البؤس والفقر والاجهاز على الخدمات الاجتماعية. إذ رغم كل هذه الأموال التي صرفت ونهبت والديماغوجية التي رافقتها فإن الجماهير الشعبية تعاني الانسحاق الطبقي بكل أشكاله الاستغلالية. إنه نهج يؤشر بوضوح في أحد أوجهه لواقع الأزمة التي يتخبط فيها الحقل الجمعوي، وهي امتداد طبيعي وموضوعي لمرحلة نكوص واحتواء أدوات النضال كالنقابات وغيرها. إذ تراجعت كل قيم التضحية والتطوعية أمام زحف قيم التسلق الاجتماعي والاسترزاق مما أسقطها في الأخير في خدمة النظام الرجعي.



#ابراهيم_أحنصال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة النظام تؤكد عبثية الانتخابات في المغرب
- المقاوم والمناضل الشهيد موحى أوموح نآيت بري
- في الذكرى الرابعة لرحيله.. محمد بوكرين مدرسة للكفاح تأبى الن ...
- بؤس الثقافة الليبريالية
- الشهيد عمر بنجلون .. الغائب اضطرارا الحاضر دوما
- الشهيد المهدي بن بركة .. زواج الوعي العلمي بالممارسة الثورية
- المجد والانتصار حليف خط الكفاح العمالي..الخزي والهزيمة مصير ...
- الكفاح النقابي المستمر هو السبيل الوحيد لهزم التحريفية المتآ ...
- في ذكرى رحيله رفاق محمد بوكرين كلهم إصرار على السير على خطاه
- محمد بوكرين: تاريخ ومواقف


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم أحنصال - العمل الجمعوي بالمغرب: روافد للتغيير أم أدوات للإحتواء والتدجين؟!