أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد سوسه - عقوق ق . ق .














المزيد.....

عقوق ق . ق .


سعد سوسه

الحوار المتمدن-العدد: 5497 - 2017 / 4 / 20 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


" الذكرى كالسكين كلما تذكرتها تؤلمك "
بعد ان بلغ الستين من عمرهَ ، اصبح يعتاش على تقاعدهَ ، اتاه احد ابناؤه بكل قبح : يجب ان تشارك معنا في مصرف البيت ، رواتبنا لاتكفي .
صمت طويلا وبدأ يستعيد ذكرياته عن هذا الولد بلذات . فقد كن يخاف عليه اكثر من نفسه ، كيف فقد الوعي عندما كان طفلا يومها لم يذق النوم وقضى اسبوعا كاملا بين اطباء مستشفيات الجملة العصبية وتخطيط الدماغ الى ان شفى وهو طفل لم يبلغ السنة ... احس الاب بان كل حواسهَ قد تعطلت واتخذ اول كرسي استند عليه وجلس بدا يتذكر .
كان يوسف مازال يتحدث عن مصرف البيت .... بدأ هو يفكر من جديد اين اخطأ فيهم ؟ من اين اتت هذه القسوة ؟ هل لأنه امتلك راتبا ، هي هي نتيجة الاهتمام والحب الزائد لهم .
لم يفرق بين ابنائه الثلاثة بل كانوا جميعا مدللين . كيف حرم نفسه من الاف الاشياء كي يمنحهم كل شيء . يوسف بالذات كان مميزا باهتمامه بالبيت فهو الذي يصلح كل عطل فيه .
كان يخشى عليه من الايام وقسوتها ، اصبح يوسف الان اقسى من كل سنين العوز . في فترات متباعدة جدا ، جدا كان يشتري لنفسه بنطال جديد اوقميص . فقد كانت جل ملابس مستعملة ؟ لان راتبه لايكفي لهم اجور المعاهد التي اكملوا الدراسة فيها وملابسهم واجور نقلهم و ... و ... .
يوسف هذا جعله يعاني من ضغط الدم المزمن بعد ان ظهرت نتائج الصف الثالث وكان مكملا من درس الاحياء ، جلب له النتيجة احد المدرسين اصدقائه الساعة العاشرة ليلا فاحس بصداع كاد يقتله .
قضى شهرين يدرسه الاحياء ويحضرها معه اللى ان حفظ المادة والرسومات ، اخيرا اصطحبه الى قاعة الامتحان . بقى ساعتين ونصف الساعة وهو ينتظر ان ينهي يوسف امتحانه
- الحمد لله ؟ كيف كانت اجابتك .
- سهلة .. فقد كانت الاسئلة سهلة .
بعدها خرج احد المدرسين وسأل يوسف عن احد الاسئلة ، اجابه ببساطة ؟
- لاتعتمد على يوسف اخشى ان تكون الاجابه خاطئة .
- ههههه لقد حل يوسف جميع الاسئلة للطلبة .
الانتظار مقلق فكيف بانتظار نتيجة امتحان ؟ فقد اصبح القلق يقتات عليه ، جل مايريده ان يكمل تعليمهم ويكونوا قدوة للاخرين . الانانية احيانا تنعكس على اولادنا فنحن نريدهم الافضل بين اقرانهم ... فهم جزئنا المتمم .
اخيرا ظهرت النتائج كانت نتيجة يوسف النجاح وبمعدل 88 % احس بعدها انه تنفس الصعداء ، اكمل معهد المعلمين ، تخرج ، بقى عاطلا عن العمل وراتبه الشهري مستمر .
تزوج يوسف بنى له غرفته ، اشترى له غرفة النوم ، حتى بدلة الزواج هو اختارها وقميصه وربطة العنق ؟ اشترى سيارة خاصة به ساعده بكل مايملك من نقود فهو مطمئن ان مرض ، احتاج شيئا سيكون هذا اليوسف صديقه الامين المخلص ، ثم باعها سدد للجميع الا ابيه . لم يقلق كان يريده سعيدا فقط .
القبح ان لا تتعلم كلمات الشكر والثناء فالذي يمنح يتنظر كلمة شكر . فالشكر لغة لايجيدها الكثيرون . مازلت الى الان اسدد اثامكم . 3 / 8 / 2016



#سعد_سوسه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسطورة البنيوية
- الاسطورة والتاريخ
- الاسطورة والتحليل النفسي
- حكاية خرافية ...مجموعة قصص قصيرة جدا
- مشاعر منتهية الصلاحية
- مناضل بالصدفة
- عطب في الذاكرة
- موت انسان . ق . ق . جدا .
- عطر الجسد . قصة .
- عوامل التغير الاجتماعي
- طبيعة التغير الاجتماعي
- سلبية الدين
- الدين ظاهرة ثقافية .
- اثر الثقافة على التنمية البشرية
- مانديلا اخر الاولياء الصالحين
- الثورة والديمقراطية
- الديمقراطية والشورى . الجزء الثاني
- الديمقراطية والشورى .
- مصادر الشرعية الجزء الثالث
- مصادر الشرعية الجزء الثاني .


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد سوسه - عقوق ق . ق .