أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - مقدمات تأثيث نظري لتمييز الشعر الحر عن قصيدة النثر لاحقا















المزيد.....

مقدمات تأثيث نظري لتمييز الشعر الحر عن قصيدة النثر لاحقا


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 5496 - 2017 / 4 / 19 - 02:59
المحور: الادب والفن
    


نحول ان نقدمة سلسلة من المقالات نعتبرها تأسيس لما سنقدمة من دراسة لتميز قصيدة النثر بكل اشكالها وانماطها العربية والعالمية مع الشعر الحر وبالذات المرسل المطلق منزوع القافية والوزن . لاننا وجدنة الخلط من الشعراء والنقاد ومنهم من الذين لهم باع طويل ومرد ذلك الفقر المعرفي أو الاجتهاد الاعتباطي غير العلمي والذي لا يساند إلى معايير مرجعيات ومصادر موثوقة ولها المصداقية . ذلك لوقع العديد من الجيل فؤ المتاهة والعبث بل اختلطت الأمور مع الخاطرة والومض والقصةالقصيرة جدا والنص المفتوح غير المجنس.
الأقوال التي عفا الزمان عليها كالتي تناولته خزامى البياتي في ديوان ضوءالقمر للماغوط ،والتصريح بشعر منثور ونثر شعري كما يقول، أنيس المقدسي وليس للخلط مع الشعر الحر. المكان اليوم كما كانت تفعل نازك الملائكة بالإصرار على التفعيل إن التزام وحدة البحر أو تنوع البحور ولا من يلتفت بجدية للعقيم من النقاش الذي أشبع عن المستورد من الفرانكوفونية أوالإنكلو سكسونية، أما من الأوراد والبنود والنفريات والبسطاميات والقوما والمواليا .....إلخ اليوم قصيدة النثر جنس قائم له قواعده أقر في إتحادات الأدباء العرب ويتعاطاه عدد لايستهان به .وما نراه من خلط مع الخواطر والومض المقطوع والقص السردي والنثر تجارب لإحداث. للنقد وإن كنا نعاني من خلل مقيت به إلا أن الغالب من الرصين يميز الغث من السمين . كتاب سوزان برنار واسهامات أدونيس وأنسي الحاج وجماعة كركوك من فاضل العزاوي إلى سركون متى ودراسة عزالدين المناصرة وعزالدين إسماعيل وإحسان عباس وكتابات جبرا ابراهيم جبرا وكتابات ومناقشات عبد القادر الجنابي ،وما قدمته مجلة شعر ومجلة الكلمة وحتى أهمية كتاب الشعر الحر لمانسيل جونز؛ ماعاد كل ذلك هو ما يشكل المشهد النظري لقصيدة النثر. الذي ليس بالعارف لا يميزها عن الشعر الحر وعن النثر بأشكاله . اليوم نميز بين قصيدة النثر الكتلوية والعنقودية ، بين الرص القبلي والنص السليقي بين إسلوب سطري وإسلوب مقطعي . حتى البحث بموسيقى الإيقاع ماأصبح من المستساغ بعد شيوع الجنس وممارسته بالشكل الواسع المنقطع .أما دعوات كالتي أطلقها صاحب القصيدة الخرساء سبق إليها ت، س، اليوت وباءت بالفشل لا تداخل بين جنس وآخر ولا تزاحم ولا كباش كل من الموزون وقصيدةالنثر له غائيات وسوق وتاريخ ويؤدي رسالة للأدب مغايرة ليتطور الموزون يعود للبحور .أما يتشظى تفاعيل يكتب بتشتيت أم بنظام تلك من ما يناقش إذا عنيناه أما قصيدة النثر المهم ان لا نقع بشباك الخداع ونخلط بين الأجناس الأصل هوالبروس .نعم كتب الدين والشطحيات والصوفيات قدمت من ما هو شبيه قصيدة النثر ولكن ما متداول على طريقة الماغوط أوأدونيس أوأنسي الحاج أو فاضل العزاوي أوعبد القادرالجنابي هوقصيدة نثر يتعاطاها الكبار أمثال سعدي يوسف وله المبدع فيها والمتعثرفي جنسه كما في الموزون فليس الجميع السياب والبياتي. وهنا الحال في مقامي بين من يسير على نفس الدرب وليس مع من له خط مغاير . سنأخذ نماذج وبقراءة ميشيل ساندرا وكل المتاح العربي والعالمي. نعمل على التعرف على ما تنهج في الشكل والمضمون ونعمل أدوات الدرس المتاح وفق مدرسة نتبعها أدواتها كل ما قدم أهل النقد في العالم من الشكلانية واللسانيات والبنيوية والتفكيكية والإسلوبية .... مراجعنا لا حصر لها كل التراث البلاغي البياني والإعلام من الجاحظ إلى الجرجاني إلى قدامة وابن رشد وابن حزم مارين على طبقات ابن سلام الجمحي وابن جني .....إلخ ومن كولريدج إلى وايتمان وآدغار الان بو وآليوت وباوند مارين على جينيت ورولان بارت وتودوروف وكرستيفا وبالطبع برنار والعرب الكبار .كتابات روبرت بلان وهنري ميشو وبودلير مالا رمية مع رامبو حتما والعشرات من المرجعيات كما نظن ونعتمد ومن العرب ما هو العلم أمثال أدونيس وأنسي الحاج وفاضل العزاوي لا يوجد كبير في قصيدة النثر بل هناك النص العظيم . وليس المقياس كم نشر الشاعر ومدى شهرته وذيوع اسمه بل جودة شعره وإنطباق معاييرالنقد التي في المنهجي نتبعها . فيما نحن نطرق من دروب من مسلك قصيدة النثر لا جدال لدينا ان الكتلة والسوق السردي والبناء و الهدام ان كان ذاك من المحاسن أومن المساوئ ذلك سنتعرف بسلسلة مباحث. كما فعلنا في السابق . كما فعلنا مع إيمان المصاروة وعبد الجبار الفياض وشلال عنوز وجابرمحمد جابر وقاسم محمد مجيد والعشرات ..وان عدنالكل منهم مرات عدة ومنهم المصاروة وتناولنا لها الديوان الكامل الذي هو سلاف الا ان المصاروة لا تعد عينة متميزة من عيون قصيدة النثر فهي نظامة غنائية ترحل إلى البعيد وتعود لجوار اصولها لانقول، ذاك من الجيد أومن الحسن ولكن لن تصلح أن تكون من المقاييس ،كما هو د. محمد الاسطل وان له ديوان واحد .بل قد نعتمد من لا منشور ورقي واحد له علمنا د رب الأدب والفن إن من الكبار من مات نكرة من الغافل عنهم كل طارق درب وبعد عقود وسنين يكتشف إنه من الكبار بل منهم من عد من العظماء ذاك ديدن ما تعلمناه .فلن نعر بالا بالذي طبع أكثر من عشرين من ديوان وكتاب ففي كل ما كتب قد لا نجد ضالتنا ولا بقصيدة واحدة وهناك من لم نطلع إلا على بضعة قصائد له بثت هنا أوهناك نراه فاق فيما جادت قريحته بعض نتاجات الرموز الكبار . لا نقدح بأحد ولا نشيد بأحد نحن قراء ولنا بعض الدراية ويقع تحت أيدينا كم هائل من المراجع فلا نؤمن بنقد يعتمد النت أو ما يخطر على البال أو مجاملة أو مسايرة أومحاكاة لاحد كان من كان. شينوار ابراهيم أطلعنا على كتاباته وجدنا فيه ملامح لا توجد عند المئات من الأسماء الرنانة وجدنا الصورة والإستعارة والتشبية ونقاء المفردة والحداثوية والتناول العصري وروح التطور وليس للرجل الديوان المطبوع في العربية، كحال المعداوي شاعرالمغرب الذي له ديوانه اليتيم وليس هو من طبعة ووزعه وبعد ان بلغ من العمر الكثير. فلا يستهين أمثالنا بالنصوص ولا نلتفت للأسماء إلا فيما ندر أو من نعرف لطول التعاطي مع ما يكتبون فأصبح لدينا ما يكتبوه عليه بصمتهم التي نعرف ونميز . ولت أيام الرد الذي قامت به خالدة سعيد الناقدة اللبنانية سورية الأصل زوجة أدونيس في يوتوبيا المدينة المثقفة بالر د على ما شنته الملائكة على التى قالت ،عن ضوء القمر شعر . نحن اليوم ندرس التبئير وجيولوجيا النصوص ونخوض فيما وراء معنى المعنى ونحفر وندخل الصورلوجيا ونقتفي الأنثروبولوجيا والسايكولوجيا وفنية عمق التصوير ودالاتنا ليس المعطى المباشر ولذلك فالمدلول حتى الناص لم يتوقعه. وهو حال تواتر الحدوث فالحالة الشعرية الصادقة هي ما استدعت إيعازها لعبقر وآبولو عبر الأوراكل والدفع للقول، ان استلهامات من الميتافيزيقيا تقف خلف نتاجات بعض الشعراء نحن لن نساير تلك الأقوال ،ولكن نؤمن بالكثير مما قال، فرويد ويونك وآدلر وفروم ودوركهايمر وبافلوف وعلوم الدماغ والأعصاب التي مصادرها لا تعد ولا تحصى بذلك. نستعين وبالميثولوجيا والفلكلور وكل ما متاح من منتج بشري قد نسترجع بعض من نصوص أوروك وبابل وطيبة والمأدبة وفيدروس وكتاب الأموات والملاحم السنسكريتة والأوردية والصينية وقد نعتمد الكلمات والأشياء لفيكو ودراسات جينيت وطروحات تشومسكي. لا نتوقف أما م مقدسات ففي الأدب والإنتاج البشري المقدس ما نتذوق ويلاقي الإجماع وإن كان الأمتاع الفردي لا يقدح ذلك بالنص ولا يقلل من الناص ما عاد للجنس قيد تناولنا قضبان لا فولاذ ولا خيزران ولا جدران ولا كوى .نحن في الفضاء الرحيب تتنوع المخلوقات فيه وتتباين تجمعها الأرض والماء والهواء والله مهما اطلقت عليه من أسماء . في مثل هذا المناخ وفي طقوس تلكم طقسها لا تقليدية ولا تابوهات ولا طوطمية فيما نرجع إلية ونعده من المصادر المعتمدة . لا يعني الخبط العشواء بل العكس تمحيص وتدقيق فقد وفرت التقنيات لنا أدوات لم تكن حتى الأمس متاحة لنفحص ونسبر ونمتحن النصوص ونقارن ونمخرعباب بحار اللغة بمعاجمها والدلالات بمعطياتها .طلبنا من إنطاق النصوص ولكن قد ليست جميعها تعتمد قد نرجع إلى نصوص نحن ننتقيها واستعنا بملفها الشخصي منها ومن ما نقدر عليه من تكوين خلفية عن ما نعالج من نصوص وتلك متطلبات مدرستنا لا نجد المبرر لعرضها هي لنا لنستعين بها في الفهم فنكون على دراية بآلية التفهيم .ولنا في مشروعنا الذي سرنا به وهو النقود الأنثوية علامة على جديتنا .وسنداخله بمباحث تنظيرية مراجعنا فيها الاحدث في العالم . الواقع ان عبد القادر الجنابي وجبرا إبراهيم جبرا وأدونيس وأنسي الحاج مكانتهم توازن مكانة كبار النقاد في العالم الذين بهم نستعين بالذات ونحن نتناول قصيدة النثر . لم نضع قوانين ولا معايير تقييس فهذا الجنس من الأدب ليس له ذلك ولكن المتبحر والمتعمق والذي حفر فيما لا حصر له من نصوص المئات ممن يتعاطى هذا الجنس لديه الحدس واليقين والقناعة على ما يقدم عليه ، نعني ان اختيار النصوص من نتاجات بعينها ليس اعتباطيا وإنما تبعا لما نحن نراه ينفع في تقديم رؤية عنها للمتلقي وهو بغيتنا .تلك من اصول منهجنا لا يملى علينا اعتماد النص الذي يرغبه الناص ولا سلك طريق يرجوها قد نعالج النفسي هنا واللساني هناك وقد نستنبط من الوحدات الصغرى دالة أو من الوحدات الكبرى بل لنا ما نراه في تفسير ما تعنيه الدلالة وأين تكون الصغرى والكبرى فالدالة في قصيدة النثر في التأصيل والتبئير والحفر والتسبير والتنظير ليس لها المكان المحدد قد نجدها في عتبة العنوان وهذه الأخرى أحيانا تكون داخل النص وليس فيما به يوسم .وعليه فإن التعرف على المداليل أمر شاق في هذا الجنس كما آنه هو بذاته جنس ليس من الأجناس التي يعتقدها المستطرق والعابر والحدث إنه يسير وهو الجنس البالغ التعقيد يحتاج فيه المتعاطي مع السليقة والموهبة والكارزما الى بيادر من المعرفة لشتى العلوم والمعارف والمفاهيم والالمام الموسوعي بما في بطون المعاجم واللهجات إلتي تحيط به. وبفلكلور بيئته وآساطيرها والإطلاع الموسوعي على ما قدم إنسانيا دون التعين الأثني أوالأنثروبولوجي من هنا تاتي جسامة مهمة الناقد لمثل هذا الجنس لان يكون أنسوكلوبيديا وتحت يده تل من المراجع. أما المعروض في وسائل النشر الورقية أو الألكترونية فهو الإنشاء والتنضيد للكلمات وليس شق لعباب النصوص والخوض فيها فأنتج ذلك ان يمر الطفيلي والمتسلق ومن لا موهبة له والمدفوع بعوامل ليس من بينها الأدب واحتياجاته كالعقائد والنوايا والأبعاد والأغراض الأخرى . على وجه العموم لا علاقة مقدما بما يسمى التقليلية في د راسة البروس ذلك إن كان تاثيلا فهو ما شاع في أمريكا قبل قرنين وأن كان ما يسود اليوم فهو من تسونامي الشان والزان اللذان يكتسحان أوروبا وأمريكا. التجريبية منذ أواخر ستينات القر ن المنصرم لا علاقة لها بالبروس الذي قد يكون من القصير أوالطويل المكثف أوالمشتت الكتلوي أوالعنقودي واستعمل المصطلح والمقدرة في النقد تحكمه أصول وليس كل من هب ودب يستعير من هذا الجنس ويقعده على سرير بروكروس ويفتي كالحال في مضان الإفتاء التي أضحت ساحة عارية بلا الأستار والوقار كل مفردة لها ما تعنيه في النقد أما في التسطير الإنشائي لاتبقي و رقة في دفتر الإمتحان لتحوز على من يستعين بالأشبار في التقويم . لنخوض في نصوص م ازمعنا ان نسوق عينات من قصائد نثر للتوزين
.يقول كاندنسكي :
(حقل متعدد الألوان)
في حقل تنمو عليه أزهار متعددة الألوان بدلاً من العشب، جلس خمسة رجال جنبًا إلى جنب. على جنب منهم وقف رجل سادس./قال الرجل الأول:/"السقف ثابت. ثابت السقف. ثابت".بعد وقت قال الثاني:/"لا تمسوني... أنا أعرق... أعرق... نعم!"/وقال الثالث:"لا تعبروا الجدار!/لا تعبروا الجدار!/لا!"/أما الرابع فقال:/"فاكهة طازجة!"/بعد صمت طويل صرخ الخامس بصوت حاد:/"أوقظوه! افتحوا عينيه على سعتهما!/هناك صخرة تنحدر من الجبل./صخرة. صخرة. صخرة. صخرة! من الجبل! إنها تنحدر إلى الأسفل. اجعلوا أذنيه فضوليتين!/افتحوا عينيه على سعتهما!/اطيلوا ساقيه! اجعلوها طويلة! طويلة. ساقيه!"/أما السادس الذي كان يقف على جنب فصرخ بقوة وبحدة: "أصمتوا!"
ويقول روبرت بلاي:
(أغنية بينيلوب)
أيتها الروح الصغيرة، الصغيرة المتجرّدة أبداً/افعلي الآن ما أرجوك أن تفعليه، تسلّق/أغصان شجرة الصنوبر الشبيهة بالرفوف،/انتظري في الأعلى، متنبهة، مثل /حَرَس أو رقيب. لن يطول الوقت حتى يعود إلي بيته/يتعيّن عليكِ أن تكوني
كريمة. أنتِ لم تكوني/كاملة الأوصاف، بجسدكِ المُرْبِكِ/فعلتِ أشياء ما كان ينبغي/أن تناقشها القصائد. /ولهذا
نادي عليه من خلال المياه المفتوحة/والمياه اللامعة/بأغنيتكِ المظلمة، الطامعة،/أغنيتكِ غير المألوفة، الجيّاشة
مثل ماريا كالاس. /مَن الذي لن يشتهيكِ؟ /وهل يمكن أن تفشلي/في تلبية أيّة شهيّة شيطانية؟/سرعان ما سيعود من حيث يذهب، /مُسْمَرّ البشرة من فرط الغياب، توّاقاً/إلي دجاجاته المشوية. آه، ينبغي أن تُحَيّيهِ/ينبغي أن تهزّي أغصان الشجرة
لكي تلفتي انتباهه،/بحذر مع ذلك، بحذر، لئلا/يتشوّه وجهه الجميل/بالكثير من الإبر الساقطة.
ويقول ادونيس:
من قصيدةطويلة
(اول الجسد آخر الجسد)
جالسٌ قربها/والستار الذي نسجتْه تباريحُنا مُسْدَلٌ/قَامةُ الأفق مكسـورةُ الخصرِ،/والشمسُ تمضي الى نومِها.
مِشْطها، قلمُ الحبر، كرسيُّها، الفراشُ/على الأرض، أكداسُ أوراقِها -/كتباً ودفاترَ، بستانُ وردٍ/تتناثر أكمامهُ.
أتذكّر حتَّى كأني أرى الآنَ: ها بيتُها/يَتنهَّدُ، هَا شُرفاتُ النوافذ تُسلم أحضانَها/للمُريدِ المولَّه،/والشمس في أوّل اللَّيل،
تخلع آخر قمصانها./لا الزمانُ سريرٌ ولا الأرضُ نومٌ،/شجرُ الحبِّ عارٍ/والمكان الذي شاءه الحبُّ دونَ غطاءٍ.
أتُرَى، أيقظَ اللَّيلُ أحلامَهُ/وهي الآنَ تركضُ في شارعِ الشمسِ؟ ظَنِّي/أنّ هذي الشموسَ التي تَتَثاءبُ/فِي فلكِ الحبِّ
ليسَتْ على الأرض إلاَّ جراحاً./سأُغنّي لهذا المكان المُضاءْ/بحُطامِ المحبّين قبلي،/ليسَ هذا الوجودُ سوى فُسْحةٍ للغِناءْ.
ويقول فاضل العزاوي:
(هجرة الشاعر)
من وراء الزجاج الشفيف لنافذة الطائرة/شاهد الشاعر المصطفى/كل ما صنعته يداه قديما/يتبدد في الريح،
عاصفة تتعالى بأوراق أشجارها الهالكة/والمواكب في غيها/تتدافع طالعة من ضباب العصور ـ/بدويون من كل فج عميق،/سكارى بخمرة أسلافهم/تركوا في الصحارى جمالهم المنهك/وأحاطوا بسور الزمان الجديد/موقدين مشاعل نيرانهم/فوق أعلى الصخور./ في ممر الغزاة القديم/قبل ألف عام وعام/ركعوا ساجدين، مقبلين الأرض ثلاثا،
معلنين الولاء /باكين ونادمين على عصيانهم الناموس المقدس/لاطمين صدورهم بالسلاسل/ساكبين دموعهم الوثنية المالحة/فوق وجوههم الكالحة/ليغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم /
ويقول انسي الحاج:
(أخافُ أن أعرف )
أجمْلُه ما بين الجهل والمعرفة. أكثرُه ألَماً وأشدُّه اعتصاراً./لا أعرف ما ستقرّرين. عيناكِ اللتان في لون ثيابكِ ثابتتان في دوختي ثباتَ الحَيرة المنقِذة في العذاب./كذابٌ هذا الصقيع، كذابٌ ذلك البحرالتافه، كذابٌ أيُّ انهماكٍ كان: سوف أنساك. كذابٌ أنا، لو كان لي أنْ أنساكِ لما فعلتُ لأنّكِ، أنتِ أيضاً، لستِ لي. وكيف أنسى من ليست لي!/كان يكون مريحاً لو.
لكنّي كذابٌ أيضاً. أرْفُضُ هذه الراحة. يَحْدث ما يحدث وما لا يجب أن يحدث وما لا يحدث. أحبّيني لا لأني أُحَبّ، بل لأن عينيكِ تُحبّان طريقتهما في إحراقي./يوم ولدتِ كنتُ كبيراً. أمسِ كنت صغيراً يومَ كبَرتِ. ولولا الضوء لما رأيتُ من عمري سوى الرعشة. صغيراً كالبداية، وأنتِ كبيرةٌ ككلّ ما يجعل النهايات تبدأ من جديد
ويقول
شينوار ابراهيم
من قصيدة
(رشفة من شفة الفجر )
اسقني من قطرات حبّك/شفة خمر/عتيق دهرها .بكأس مشفوع/بهمسات/عبير العشق/تحملها أنامل
صنعتها السماء/بخيوط من الفجر.......دموع من أنين الروح/تسكرني/على ضفاف النظرات
تردد أنغاما/تداعب أنفاسي/حينها/تربّت على أكتاف/ليل لا ينام فيه القمر ...نرقص أيضا مع الشمس
بضيافة سماء تغزل صلوات/ساطعة .عاشقة .
ويقول د. محمد الاسطل :
:من قصيدة
(عما قريب )
عندما تلبسين اكاليل الروح /سأهديك قرنفلا فضيا وقلبامن مداد/ها قدعلق القمر بشجرة الرمان
وتساقط المطر والزهر والوجدان/ترى كم نجمة تلألأت لهذا المساء؟!/ضفاف تطرزها الشقائق
وينفرط فيما بينناعقد ماء/الحدقتان ترتجفان وحيفا تنهل الدفء من خلج ناي /تيممي بالعشب يارفيقة
تيممي لتحرسك الجياد/للتو خلعت جسدي المجعلك على شبابيك الغياب/وسافرت نحوك كالغمام
السفوح المطرزه بالشقائق تتساقط بين ناظريك/هاك قصفة مني/قصفة تكسوها ظلال/ومن يدري؛
قد نكتب الصلصال ممدا كالبحر/ليبدأنا سفر التكوين من اول السطر؟!/كل ما اعرفها الان :/ان البحر الابيض يخضر في عينيك/انهما عالمان اسطوريان من سندس وريحان/لوزة لوزتان/وهاتان الحدقتان تغرقان اكثر في البياض/تحيران اللون وفرشة الرسام!
ما نلحظه في المنتخبات ان لا تشابه ولا مقاربة بل نضيف ان كل الشعراء ممن يمتلكون الكارزما من شعراء قصيدة النثر لا يكررون أنفسهم. انه الخلق الجديد ان لم يكن في الشكلانية ففي المحتوى كما إن المحتوى تغيب عنه وحدانية الغرضية ولا زمانية مستشرية فيه وكنز من المفردات الحداثوية بإستخدامات ليست تقليدية بلى هناك تناص قد نجد مع نصوص عالمية أو كتب دينية كما لدى الحاج ولكن ﻻأحد يشبه الأخر في المنظور والرؤية والتصوير والصو رة تلك مداخيل نوافذ شرعناها للولوج لنصوص من نتناولهم التي تتسم غالبا بالقصر أوالمتوسطة الطول .وبالكتلوية والسردية الشعرية مع مخزون مفرداتي هائل يرافقه استعمالات غير مطروقة .تاثيرات الرواد في التفعيل كالسياب في انتخاب مفردات تمسحها المعالجة النثرية في النص هو المىجع المعياري للإختبارات ، وهو ما سنعمل على تفكيكه للوصول إلى مداراته ومبتغياته ومبتنياته لنكون صورة شمولية عنها ونختم ان اختيارها جاء لانها ذات بصمان مميزة الناقد والمتلقي الأريب يلحظها حتى وان خطفا ..



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انكسار النفس /6
- انكسار النفس /5
- 2ج4على يمين القلب /نقود أنثوية 32/أ.دبشرى البستاني B9
- انكسار النفس /4
- انكسار النفس /3
- على يمين القلب /نقود أنثوية 36/ربا مسلم-أ
- 2ج4على يمين القلب /نقود أنثوية 32/أ.دبشرى البستاني B8
- انكسار النفس /2
- خطوط الهوامش للمشروع الكوني
- انكسار النفس/1
- أطلالة من شرفة وسائل التواصل الآجماعي على مشهدية عهر عصري/1
- حنين ناي
- ورقة توت
- 2ج4 على يمين القلب /نقود أنثوية 32/أ.دبشرى البستانيB7
- نهد أستير وكيد صويحبات زليخة /4
- 2ج4 على يمين القلب /نقود أنثوية 32/ أ.د بشرى البستاني B6
- نهد أستير وكيد صويحبات زليخة /3
- 2ج4على يمين القلب /نقود أنثوية 32/أ.دبشرى البستاني B5
- نهد أستير وكيد صويحبات زليخة /2
- نهد أستير وكيد صويحبات زليخة /1


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - مقدمات تأثيث نظري لتمييز الشعر الحر عن قصيدة النثر لاحقا