أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العليمي - عاصفة الحزم في اليمن.. الخيار الأول














المزيد.....

عاصفة الحزم في اليمن.. الخيار الأول


محمد العليمي

الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدور مباحثات سياسية الآن حول إمكانية استعادة المشاورات السياسية بين الحكومة ومليشيا الحوثي والمخلوع.. تأتي هذه الجهود عقب فشل جولات سابقة امتدت لأكثر من عام ونصف.. كانت التصريحات التي يدلي بها الطرفان تقول: إن هناك تقدما في هذا الملف، ومن الممكن أن نصحو صباحا على توقيع اتفاقية تبدأ معها مرحلة جديدة من تاريخ اليمن.
غير أن المعطيات الميدانية خاصة تقول غير هذا، فلا يمكن أن تمنح السياسة واقعا جديدا لا يمنحه السلاح.. إننا لا يمكن أن نتوصل قريبا إلى جملة همنجواي الشهيرة "وداعا للسلاح"، ذلك أن جماعة الحوثي التي تمددت عبر السلاح لا يمكنها تركه.. من هنا يمكن العودة إلى البدايات الأولى لتأسيس حركة الشباب المؤمن "الحوثيون" مطلع التسعينيات على يد حسين الحوثي.. لقد كفر حسين الحوثي بالسياسة وترك مجلس النواب بعد أن كان الرجل الثاني في حزب الحق وغادر البيانات والتنديدات والتصريحات وترجل نهائيا من السياسة إلى العمل الميداني.
بدأ إعداد المقاتلين بعد أن غادر السياسة نهائيا، واتصل بإيران وزارها آنذاك.. هؤلاء المقاتلون سيكونون وقود الحرب لسنوات طوال، ستقاتل الحركة الحوثية كحركة العقيد أورليانو بوينديا في الجبال والقرى، لا لتؤسس مبادئ ليبرالية حديثة، بل لتعود بالزمن إلى الوراء، مستعينا بذلك بإنسان صعدة، ذلك الإنسان الذي نشأ في مدينة نائية، في مدينة من الصعب جدا أن ترى فيها ملامح الحضارة المدنية، التي توجد في بعض مدن الجنوب والوسط.
لكن صعدة المدينة النائية التي استيقظت بعد عقود وقد حملت في بطنها نواة فكرة لن تجهض الحقيقة الجمهورية المولودة منذ نصف قرن في اليمن فقط، بل ستمتد أياديها الجارحة إلى البلدان العربية والخليجية تحديدا.
لقد كان دفاع الجنود والمتطوعين عن صنعاء في حقيقته دفاعا عن الجزيرة العربية ككل، وكانت صنعاء بوابة الدخول الأولى لإقلاق الجزيرة العربية بهذا المولود الإيراني.
في هذه الظروف كان تدخل التحالف العربي عسكريا ضروري لحماية نفسه أولا، وإن القوة هي الحل الوحيد لردع هذا النتوء السرطاني، إذ لا يمكن التعايش مع جماعة لم تراعِ الحد الأدنى حتى في مجمل المبادئ الإنسانية، اعتقلت الآلاف واختطفت الآلاف أيضا، ولم تكن لديها أدنى مسؤولية تجاه المدنيين والنازحين والمعارضين السياسيين، حتى أنها لم تلتزم منذ بداية حروبها بأدنى معايير الحروب العادلة، أو أخلاقيات الحروب إن صحَّت التسمية، وتجاهلت كل ذلك التراث المتراكم من مبادئ الحروب العادلة منذ آلاف السنين.
لست بحاجة لسرد الانتهاكات الإنسانية التي حدثت على يد المليشيا، ولست بصدد شرح ظروف التدخل الإنساني العربي الذي كان لابد أن يكون، لكنني أدرك أن اليمن وهي في هذه المرحلة التاريخية المهمة وما حدث خلال الأعوام الأخيرة كان يستدعي تدخلا عربيا وعالميا، لإنقاذ ما تبقى من وطن وكرامة وأحلام شعب منفيٍ ومنهك.
إن لم يقف العالم في وجه هذه المليشيا، فإننا مؤمنون بأن الرصيد الإنساني الذي استقيناه من مبادئ العالم المتقدم يقودنا إلى الإيمان بضرورة مناهضة هذه الأفكار السلالية التي تبشر بها جماعة الحوثيين في اليمن بالتحالف مع صالح، الرجل الذي عبر به الانتقام إلى النصف الآخر من الجحيم.
ولذا لم يكن أمام اليمنيين لدحض هذا التورم في مفاصل الدولة ومؤسساتها وتاريخها القديم والحديث سوى هذه الحرب التي كانت هي الحل الأوحد والأسرع.
نعم إنها الحل الأوحد..
لقد دون ليون ويسلتير على واجهة إحدى الصحف: لغرض وقف الإبادة الجماعية، فإن استخدام القوة ليس حلاً أخيرا، بل إنه الخيار الأول.



#محمد_العليمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوثيون والخطاب السياسي
- تحولات المجتمع العربي من البداوة إلى العولمة


المزيد.....




- مصر: تحركات حزبية مكثفة استعدادا لانتخابات مجلس الشيوخ.. وال ...
- حيواناتنا الأليفة تعاني أيضاً في الحرّ، فكيف نحميها؟
- تحقيق استقصائي لرويترز: كيف أحصت الوكالة عدد قتلى مذابح العل ...
- وساطة من ترامب بين إسرائيل وسوريا... وغضب في تركيا بسبب رسم ...
- ملك إسبانيا فيليبي السادس يستقبل الوزير الأول الجزائري نذير ...
- باريس -تأسف بشدة- للحكم على صحافي فرنسي بالسجن في الجزائر
- توقيف أكثر من 150 عضوا ببلدية إزمير بتهم فساد
- شهداء بغارات على غزة والموت يهدد مئات المرضى والجرحى بالمستش ...
- شهيدان في رام الله والخليل وتواصل الاقتحامات بالضفة
- عاجل | المحكمة العليا في إسرائيل تقرر تعليق جلسة النظر بتعيي ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العليمي - عاصفة الحزم في اليمن.. الخيار الأول