أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العليمي - الحوثيون والخطاب السياسي














المزيد.....

الحوثيون والخطاب السياسي


محمد العليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 03:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقدم النخب السياسية خطابات مختلفة لانتشال اليمن من مأزقه التاريخي، مزيجاً من اللغة المبهمة المراوغة التي يتم تطعيمها بكثير من شواهد التاريخ المغلوطة، إزاء هذه الظواهر المتداخلة التي يساهم المثقف في صياغة هذا الخطاب المرتبك نفذ شايمر إلى ما بعد اللغة السياسية الظاهرة قائلاً: إن بيانات النخب السياسية يجري تطعيمها بشكل كبير بالتفاؤل والفضيلة، غير أنه وراء الأبواب المغلقة تتحدث النخب التي تصنع السياسة الوطنية في المقام الأول لغة القوة.
تتفنن جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن إنتاج خطاب سياسي متناقض، فإزاء متتاليات الخطاب السياسي المتناقضة ينشأ تناقض آخر بين الرؤى السياسية التي تقدمها هذه الجماعات المسلحة وبين تحركاتها غير القانونية على الواقع.
نحن أمام مسرحية هزلية يتفنن أبطالها المثقفون في استمالة الجماهير نحو الحركات المسلحة وفي استمرار حالة التجييش العام في البلد.
حين تتحول الثقافة على يد منتجيها إلى فقرات مسرحية لمشاهدة عروض الفتى الحاذق بتعبير الكاتب محمود ياسين نكون أمام خطر عظيم ومحدق لأن اللغة السياسية باتت تعمل كواجهة ثقافية لجماعات العنف المسلحة.
تستعير هذه الواجهة الثقافية لجماعة الحوثي المسلحة في اليمن لغة الخطاب الثقافي والسياسي لممارسة الخيانة التاريخية في تزيين القبح لدى الجماهير المرتبكة واليائسة من الإصلاح السياسي في اليمن وهو شرط النهضة الأول.
في مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في مارس من العام الماضي ساهمت هذه الواجهة الثقافية في صياغة مشروع وطني سياسي تقدمت به جماعة الحوثيين المسلحة لرئاسة مؤتمر الحوار.
بين الرؤية المقدمة إلى مؤتمر الحوار وبين ممارسات هذه الجماعة المسلحة بون شاسع، فالحوثيون يبسطون سيطرتهم التامة على عاصمة الدولة اليمنية "صنعاء" ومحافظات صعدة وعمران، بالنظر إلى تاريخ هذه الجماعة المسلحة فقد خاضت منذ العام 2004م وحتى الآن ستة حروب ضد الدولة بالإضافة إلى حروبها الأخيرة ضد القبائل والدولة وتخوض الآن حروباً مكلفة للسيطرة على محافظة الجوف كما أن السيطرة على محافظة البيضاء ومأرب تتجلى في استراتيجيتها القريبة.
كان تمدد هذه الجماعة المسلحة في المحافظات التي سيطرت عليها يأتي على حساب قيم التعايش السلمي وإقصاء جميع الألوان السياسية والدينية، فقد تم تهجير اليهود في 2007م كما تم تهجير السلفيين في فبراير من هذا العام.
لنعد إلى المثقف الرديء الذي يعمل كواجهة تجارية لإنتاج العنف والتبرير له فأمام كل انتهاك صارخ لحقوق الإنسان من قبل هذه الجماعة المسلحة يتحدث الناطقون الرسميون عن الرؤية السياسية التي تقدم بها الحوثيون إلى مؤتمر الحوار الوطني وكأنه لا يحق لأحد الحديث عن الفجوة الهائلة بين الخطاب السياسي وبين الممارسة الواقعية لجماعة مسلحة تقدم نفسها على أنها فصيل سياسي له حق المشاركة في صناعة المستقبل وتقرير المصير اليمني.
إن الحكم على فصيل سياسي يكون وليد نظرة لمدى الملائمة والانسجام والجمع بين صياغة الخطاب السياسي ومدى انطباقه على الممارسات السياسية.. لا يمكننا السير بعجلة واحدة ونحن نحاول تقييم فصيل سياسي ما.
الرؤية السياسية المقدمة في مؤتمر الحوار الوطني لا تكفي وحدها لطمأنة اليمنيين فها قد سقطت الدولة في ظروف غامضة على يد جماعة مسلحة ترى في الآخرين شكلاً من أشكال العمالة الخارجية الذين يستحقون الموت واللعنة في حين أن مثقفيها يقدمونها كعمق مدني يسعى لإسقاط مراكز النفوذ لبناء الدولة المدنية.
يبدو جلياً غياب البعد الوطني على المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، فنحن أمام كارثة وطنية بفعل تمدد المذهبي الحوثي على نطاق واسع في شمال الشمال، إضافة إلى استثارة النزعة القاعدية في بقية المحافظات كانعكاس للتمدد الحوثي عن طريق القوة ونتيجة طبيعية لموقف الدولة الضعيف والمفكك وصراعات النخبة في أعلى الهرم السياسي.
نحن أمام جيل كامل في شمال الشمال ينشأ بعيداً عن المغذيات الوطنية في غفلة منا جميعا.
إذن من المؤكد أنه ليس هناك شروخات طائفية أو مناطقية في الجسد اليمني، وكل ما هناك أن النخبة السياسية والتي تمثل 3% تعمل على جر الشعب إلى صراعاتها السياسية.
تبدو جدلية المثقف المحارب أو المحارب المثقف معقدة بعض الشيء، فنحن لم ندرك أيهما يقود إلى الآخر، غير أنه من السهولة التأكيد على أن الشخص الذي يفشل أو لا تساعده الظروف في تطبيق أطماعه الاستبدادية والميكافيللية فإنه يتحول إلى مثقف بارع في تبرير الجريمة وإضفاء طابع النبل على هتك القيم الإنسانية.
لا تملك الحركة الحوثية التي تمددت بقوة السلاح واقتاتت على فشل الدولة بعد ثورة 2011م أي أدبيات إنسانية أو سياسية واضحة يمكن أن تشكل من خلالها نواة هامة لصياغة وبلورة الشخصية التي تنتمي إلى هذه الجماعة المسلحة.
تسعى جماعة الحوثي الآن لإسقاط ما تبقى من ركائز الدولة معتمدة على نخبة من المثقفين الذين ينتجون خطابها السياسي المرتبك.



#محمد_العليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات المجتمع العربي من البداوة إلى العولمة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العليمي - الحوثيون والخطاب السياسي