|
العدوان الأمريكي على سورية لن يفت في عضد سورية ولم يحقق أهدافه السياسية
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 14:23
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
العدوان الأمريكي على سورية لن يفت في عضد سورية ولم يحقق أهدافه السياسية بقلم: عليان عليان من تابع جلسة مجلس الأمن التي عقدت مساء الأربعاء الماضي ، يكتشف بسهولة أننا أمام سيناريو أمريكي غربي رجعي معد مسبقاً للعدوان على سورية، وأن مجزرة الكيماوي في خان شيخون ، تمت من قبل جبهة النصرة وأخواتها ، بتخطيط تركي سعودي قطري ، لتوفير قوة المبرر للعدوان على سورية. فجوقة قوى الاستعمار " واشنطن ، باريس ، لندن " كلها عزفت على وتر واحد ألا وهو الجزم بأن الجيش العربي السوري، هو من وقف وراء مجزرة الكيماوي في مدينة خان شيخون ، دون تقديم أي دليل أو برهان ، ودون انتظار تشكيل لجنة تحقيق محايدة لتحقق في الحادث الكيماوي بشكل مهني وشفاف . لقد فند العديد من المحللين الإستراتيجيين – ومن ضمنهم ريتشارد نيتز كبير المحللين العسكريين والسياسيين الإستراتيجيين في معهد هدسون الأمريكي- المزاعم الغربية المزعومة، بقولهم أنه لا يمكن أن يقوم النظام السوري بهذا العمل في ضوء عاملين هما : ( أولاً) أن الجيش العربي يحقق انتصارات إستراتيجية متتالية ولم يكن في حالة تراجع أو ضعف ( وثانياً ) لا يمكن للنظام أن يقوم بهذا العمل في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأمريكية، بأن مصير الرئيس الأسد يحدده الشعب السوري. استهدافات العدوان بات من الواضح أن العدوان الأمريكي الفاشل بامتياز على قاعدة الشعيرات الجوية قرب حمص بصواريخ توماهوك ، جرى التمهيد له سياسياً في جلسة مجلس الأمن عبر مسلسل التصريحات الصادرة عن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ، وجرى التمهيد له عسكرياً منذ زمن – وفق القراءة العسكرية لوزارة الدفاع الروسية - إذ أن هذا النوع من العمليات العسكرية يحتاج إلى فترة طويلة من التخطيط والرصد والاستطلاع . فهذه الجوقة الإستعمارية وفي ضوء فشلها في تمرير قرار في مجلس الأمن يدين سورية وفق الفصل السابع ، ويمكنها من تفتيش القواعد الجوية السورية ، والتحقيق مع ضباط سلاح الطيران على غرار ما جرى في العراق عشية العدوان عليه واحتلاله عام 2003 ،أعلنت بكل وضوح أنها ستلجأ إلى خيارها العسكري خارج إطار مجلس الأمن ، وقد لجأت إليه فجر السابع من نيسان . وهذا العدوان، جاء بعد فشل مراهنة الإدارة الأمريكية على الفصائل الإرهابية ومشغليها في تحقيق أهدافها في سوريةـ خاصةً بعد انتصار حلب الإستراتيجي، كما أنه وبتوقيته يستهدف رفع الحالة المعنوية، لفصائل الإرهاب التي لعقت مر الهزائم في محيط دمشق وحماة وشرق حلب ، وتسهيل مهمة جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين وبقية فصائل الإرهاب، لإنجاز أمل خائب بإسقاط نظام الحكم السوري العروبي هذا من جانب . ومن جانب آخر ، يستهدف تعديل ميزان القوى لصالح الإرهاب، بعد أن بات دور الإدارة الأمريكية غائباً ومغيباً في معادلة جنيف والأستانة ، وبعد أن باتت واشنطن ولندن وباريس، تلهث وراء روسيا التي باتت تمسك بالملف وحدها ، ناهيك أن أردوغان الذي جر إلى أستانة بعد انتصار حلب الإستراتيجي- إثر هزيمة أدواته الإرهابية في حلب- عاد للتنكر للدور الروسي الذي منحه فرصة الحضور السياسي في تسوية الأزمة – عبر تخطيطه ودعمه لهجومي جوبر ومحيط حماة ، على أمل التعويض عن هزيمته وهزيمة أدواته في معركة حلب الإستراتيجية. كان على الإدارة الأمريكية أن تعلم جيداً أنها لا تستطيع أن تنفذ في سورية ما عملته في العراق ، وأن مياهاً كثيرة جرت، وأن متغيرات هائلة قد حصلت منذ احتلال العراق عام 2003 ، وأن سورية ليست لقمة سائغة لالتهامها من قبل الأمريكان من أجل تقسيمها لصالح الكيان الصهيوني وللرجعيات التركية والنفطية وغيرها . كان عليها أن تدرك أن قطبيتها الأحادية ولت إلى غير رجعة ، وأنها لم ولن تعد شرطي العالم ، وأن روسيا بوتين ليست روسيا يلتسين ، وأن روسيا بوتين باتت الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط ، بعد أن ألقت بكل تثقلها العسكري والمادي وراء النظام العروبي في سورية لتحطيم المؤامرة وإفشالها. وكان عليها أن تعلم أن الجيش العربي السوري قلب ميزان القوى العسكري وبشكل استراتيجي بدعم من أطراف حلف المقاومة والحليف الروسي الموثوق ، وأن سورية التي هي حجر الزاوية في مقاومة المشروع الصهيوأميركي الرجعي في المنطقة هي غير قابلة للهزيمة وعصية على الانكسار.
كمين الكيماوي لقد نفذت جبهة النصرة وأخواتها كمين خان شيخون بتخطيط ودعم من مشغليها في أنقرة والرياض والدوحة وباريس ولندن ومن معسكر الصقور في البنتاغون والإدارة الأمريكية لعدة أسباب : السبب الأول : لجر الفيل الأمريكي " ترامب" للمصيدة ودفعه للتراجع عن موقفه "في أن نظام الرئيس الأسد " واقع سياسي" وأن تغييره ليس من أولوياتها، وأن مصير الأسد يقرره الشعب السوري" ، ما جعل فصائل الإرهاب ومشغليها يفقدون صوابهم ، وهم من كانوا يطالبون ويصرون على خروج الرئيس الأسد من معادلة الحكم كشرط للحل ولما يسمى " بالانتقال السياسي". السبب الثاني: هو انكسار الهجوم الإرهابي في محيط دمشق في منطقة جوبر وكذلك انكسار الهجوم الإرهابي الكبير في ريف حماة الشمالي ، الذي عول عليه أردوغان كثيراً للتعويض عن هزيمته في حلب ، والذي حشدت له جبهة النصرة وحلفاؤها سبعة عشر ألف مسلح. وقد خسرت فصائل الإرهاب ما يزيد عن 2000 إرهابي لقوا مصرعهم في الهجومين، حيث تفتق عقل مشغلي الإرهاب في أنقرة والدوحة والرياض ولندن وباريس وواشنطن ، عن وسيلة لمحاصرة النظام العروبي في سورية ، عبر تنفيذ هذا الهجوم الكيماوي عبر جبهة النصرة ، ومن ثم تحميل الجيش العربي السوري مسؤولية الهجوم. السبب الثالث : هو انعكاس فشل مجاميع الإرهاب في هذه المعارك الفاشلة ، على جولة جنيف 5 لجهة إمساك المفاوض السوري بزمام المبادرة في فرض سلة مكافحة الإرهاب كسلة أساسية ، وإفشال تفسير معارضة الرياض المزعومة للقرار 2254 حول الانتقال السياسي للسلطة. فشل ذريع للعدوان إن قراءة النتائج لهذا العدوان- الذي جرى التخطيط له بالتنسيق ألاستخباري مع الكيان الصهيوني- تؤكد أن العدوان الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية، فشل فشلاً ذريعاً بالمقياسين العسكري والسياسي. فبالمقياس العسكري ، تبين من الصور والفيديوهات الخاصة بالقاعدة والتي عرضها العسكريون الروس ، أن الصواريخ الأمريكية لم تحدث أضراراً كبيرة في مدرجات ومهابط الطائرات بل وقعت على مسافة 150 متراً من محيط القاعدة ، وأن أضراراً بسيطة حصلت في المنشآت وخسائر قليلة في صفوف قوات الدفاع الجوي السورية ،كما تبين سقوط فقط 23 صاروخ فقط في محيط القاعدة الجوية، في حين سقطت أل 26 صاروخ الأخرى في مناطق أخرى غير عسكرية يجري البحث عنها ما يعني إهانة وفشل ذريع للعسكرتاريا الأمريكية. وبالمقياس السياسي كانت نتائج العدوان الفاشل بالمقياس السياسي لمصلحة سورية من الزوايا التالية : 1-تطور روسي جذري، تمثل في وقف القيادة الروسية العمل بمذكرة السلامة الجوية مع الأمريكان ، والخاصة بتنسيق العمليات الجوية لضمان سلامة طيران الحربي في السماء السورية من قبل الطرفين ، ما يعني إمكانية كبيرة لإسقاط طائرات حربية أمريكية وأطلسية، بصواريخ روسية أو سورية في أية مواجهات قادمة . 2- التصريحات الصادرة عن المستويين السياسي والعسكري الروسي، تؤكد أن ميدان الحرب في سورية ، سيشهد تصعيداً هائلاً في العمليات العسكرية الروسية ضد فصائل الإرهاب ، وسنشهد تطوراً أكبر في الدعم العسكري التسليحي النوعي لسورية ، وهذا ما نلمسه في إعلان وزارة الدفاع الروسية بعد اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي، أنه سيتم تنفيذ مجموعة تدابير لتعزيز نظام الدفاع السوري المضاد للصواريخ. 3- من خلال رصد التصريحات الروسية، نلحظ أن موسكو تعتبر العدوان على قاعدة الشعيرات الجوية هو عدوان عليها ، خاصةً وأن وحدات من الدفاع الجوي الروسية كانت متواجدة في القاعدة. 4- وصف القيادة الروسية للعدوان بأنه عمل إرهابي ، ومناقض للقانون الدولي ، وأن الوجود الأمريكي برمته في سورية وجود غير شرعي. 5- هنالك إمكانية محتملة كبيرة جداً لوقف التفاهمات الروسية مع الكيان الصهيوني بخصوص تجنب الاشتباك في الجو ، ولعل التوبيخ الشديد الذي وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، على إثر اتهام الأخير للجيش العربي السوري بالوقوف وراء التفجير الكيماوي في خان شيخون لمؤشر على ذلك. 6- انكشاف حقيقة التحالف الإسرائيلي مع كل من الحكم السعودي والقطري وغيره من الحكومات الرجعية أكثر أمام الرأي العام العربي ، وذلك جراء تأييد هذه الأطراف بشكل سافر للعدوان الأمريكي على سورية، وجراء انكشاف الدور الإسرائيلي الداعم لفصائل الإرهاب في سورية ، وإعلان حكومة العدو الصهيوني عن التحضير لمناقشة التدخل العميق في سورية في مجلس الوزراء المصغر، ما يدفع قوى اجتماعية وسياسية واسعة من الشارع العربي، لتغيير موقفها من معادلة الصراع في سورية، لصالح النظام العروبي في سورية وجيشها الباسل في مواجهة العدوان منذ عام 2011 . 7- في ضوء تأييد أردوغان للعدوان الصهيو أميركي على سورية ، واستعداده لتقديم كل أشكال الدعم لهذا العدوان، تشير توقعات العديد من المحللين أن موسكو ستعيد بشكل جذري تقييم علاقتها مع النظام التركي باتجاه تحجيم الدور التركي ومحاصرة تركيا اقتصادياً وسياسياَ ، والعمل جدياً لإخراج القوات التركية الغازية من المناطق التي احتلتها في شمال سورية. 8- بات من المؤكد أن الموقف الروسي، سيكون أكثر صلابة في أي دورة من دورات جنيف في حال انعقادها ، وأن موسكو ستتخلى عن المرونة التي أبدتها منذ جنيف 1 وحتى اللحظة اتجاه الفصائل المسلحة وقياداتها " الإرهابية ". 9- تطور إيجابي أكثر في الموقف الصيني لصالح النظام السوري، إذ أن الحكومة الصينية لم تكتف بإدانة العدوان الأمريكي على سورية ، بل أعلنت عن دعمها للحكومة السورية الشرعية ، وللرئيس السوري المنتخب ديمقراطيا وشرعياً . 10- تبلور وفرز شعبي ورسمي عالمي ، لجهة من يقف في صف الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها ، ومن يقف في صف القوى التي تقف في مواجهة المشاريع العدوانية الإمبريالية ، ما يعني أن سورية باتت لا تستند إلى دعم أطراف حلف المقاومة ، ودعم الاتحاد الروسي فقط ، بل تستند إلى دعم دول أخرى في حلف البريكس وغيره، ولدعم الشعوب في مختلف دول العالم . انتهى
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى يوم الأرض: تسارع وتيرة الاستيطان بغطاء رسمي عربي
-
الجولة الاولى في جنيف 4 لمصلحة النظام السوري ، وشرق سورية با
...
-
معارضة مؤتمر الرياض المزعومة تسعى في جنيف -4- لإعادة عقارب ا
...
-
في مواجهة القانون الصهيوني لسرقة ما تبقى من الأرض الفلسطينية
-
بيان مؤتمر الأستانة لحل الأزمة السورية في الميزان
-
السيناريوهات المتوقعة بعد انقلاب ترامب على ثوابت المؤسسة الأ
...
-
تنازلات أردوغان تكتيكية لم تغير مواقفه في دعم الإرهاب في سور
...
-
انتصار حلب الإستراتيجي محطة مركزية للاستثمار السياسي في مؤتم
...
-
تحرير حلب حطم إلى غير رجعة المشروع التقسيمي المدعوم أميركياً
...
-
فصائل الإرهاب في حلب أمام خيار الاستسلام أو الموت الزؤام
-
تكتيكات موسكو ودمشق السياسية والعسكرية لتحرير القسم الشرقي م
...
-
نحو مراجعة تاريخية لمحطات وعد بلفور واستخلاص الدروس في المرح
...
-
المؤامرة السعودية على القضية الفلسطينية منذ مطلع القرن العشر
...
-
الهدنة في سورية إلى أين.. بعد التدخل الأمريكي والإسرائيلي ال
...
-
الاتفاق الروسي الأميركي بشأن حلب في الميزان
-
هجمات فصائل الإرهاب تتكسر أمام أسوار حلب الشهباء
-
زلزال استفتاء بريطانيا يهز العولمة النيوليبرالية ويهدد الاتح
...
-
الجيش العربي السوري سيقبر أحلام الأمريكان وأدواتهم في الرقة
-
في الذكرى أل 49 لحرب حزيران 1967 : عبد الناصر لم يسلم بنتائج
...
-
جنيف -3- استثمار للوقت من قبل الأمريكان لتعديل الميزان لصالح
...
المزيد.....
-
مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب
...
-
نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
-
سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
-
الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق
...
-
المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
-
استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
-
المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و
...
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي
...
-
الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|