داود تلحمي في حوار مع العربية ضمن برنامج السلطة الرابعة

داود تلحمي

الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السيدة جيزال أبو جودة أجرت مقابلة مع السيد داود تلحمي عضو قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، وتناولت المحاور التالية:
• الوضع السياسي ما بعد شارون.
• الانتخابات الفلسطينية والتنافس الحاد بين حماس وفتح.
• الحملات الصحفية على فتح.
• تحول المشهد السياسي العراقي بعد الانتخابات.
• إيران والملف النووي.
• أفغانستان.

جيزال أبو جودة: نتحول إلى رام الله مع ضيفنا اليوم الأستاذ داوود تلحمي عضو قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضو المجلس الوطني الفلسطيني.
جيزال أبو جودة: ما مدى تأثير الوضع الصحي لشارون بحسب رأيك طبعاً على السلطة الفلسطينية خاصة في ظل الانقسام الذي تعانيه فتح والذي أشارت له اليوم صحيفة النيويورك تايمز؟
داود تلحمي: حقيقة لن تكون هناك تغيرات جوهرية في سياسة الحكومة الإسرائيلية اليمينية بعد رحيل شارون السياسي وربما الجسدي، حيث على الأغلب في الانتخابات الإسرائيلية القادمة في نهاية آذار مارس القادم ستواصل الحكومة الإسرائيلية نفس السياسات بفروقات محدودة، طالما لم تُمارس هناك ضغوط من الجانب الدولي والعربي، ومن جانب الوضع الفلسطيني إعادة ترتيب الوضع الفلسطيني على هذه الحكومة الإسرائيلية لتغيير سياستها العدوانية وسياسة فرض الوقائع على الأرض من طرف واحد، فيما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني والوضع لدى الإخوان في حركة فتح هو بصراحة بتقديري سيتحقق بعض التقدم إذا ما جرت الانتخابات التشريعية خلال أيام قليلة بشكل جيد، حيث ستتشكل هيئة تشريعية تعددية قوية يمكن أن تصلّب وتطور الوضع السياسي الفلسطيني، وتؤكد على حضور كافة التيارات وكافة الحساسيات السياسية في الوضع الفلسطيني، وتساعد في تدعيم الوحدة الوطنية.
جيزال أبو جودة: أستاذ داود يعني في سياق ما تقول طبعاً نلحظ أن معظم الصحف الغربية بما فيها النيويورك تايمز اليوم تنوه بتقدم حماس على فتح، يعني لماذا هذا الاهتمام المركز من الصحافة الغربية على هذا الموضوع بالذات؟
داود تلحمي: هو في الحقيقة يعني بالنسبة لنا كفلسطينيين تدخّل خارجي غير مقبول في الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي، فمهما كانت نتيجة الانتخابات سواء تمكّن الإخوان في حركة حماس من تحقيق كتلة كبيرة، أو بقي هناك شيء من التوازن بين فتح وحماس مع حضور لقوى أخرى من ما يسمى التيار الثالث أي التيار اليساري والقومي والليبرالي الديمقراطي فهذا شأن فلسطيني، وفي كل الأحوال نحن لسنا دولة مستقلة، ونحن نحتاج إلى وحدة وطنية إلى حكومة اتحاد وطني من أجل أن نعمل جميعاً بكل تياراتنا السياسية بما في ذلك حركة فتح وبما في ذلك حركة حماس بما في ذلك القوى اليسارية والديمقراطية الليبرالية والقومية من أجل مواصلة النضال لإنهاء الاحتلال.
جيزال أبو جودة: إذا ما انتقلنا إلى الديلي تلغراف ومقال باتريك بيشوب يعني نرى وكأن هناك حملة مكثفة من الانتقادات على فتح، لماذا تكثف هذه الانتقادات في الآونة الأخيرة ؟
داود تلحمي: والله بطبيعة الحال أية قوة في أي بلد تستأثر بالسلطة لفترة من الزمن تتحمّل مسؤولية عن كل الأوضاع التي تجري في هذا البلد، ورغم أننا لدينا خصوصية لها علاقة بكون الوضع هو وضع حكم ذاتي وليس دولة أو سلطة مستقلة، فنحن ما زلنا تحت الاحتلال محاصرين بالقوات الإسرائيلية في كل مكان سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، فإن السياسة التي ابتعتها الحكومات المتعاقبة منذ حكومات الإدارة الذاتية منذ اتفاق أوسلو تعطي انطباعاً بأن هناك أخطاء وممارسات لا يرضى عنها قطاع واسع من الناس، نحن نتمنى أن نتمكّن بالمجلس التشريعي الجديد بتمثيل كافة القوى والتيارات الموجودة في صفوف الشعب الفلسطيني من إحداث تغيير جذري في النظام السياسي الفلسطيني ولو تحت الاحتلال والحصار، بما يحسّن الأوضاع الداخلية ويتجاوز مظاهر الفساد والتسيب الأمني، والتخبط في السياسة بشكل عام يعني سواء في القضايا الداخلية أو في قضية المفاوضات مع إسرائيل.
جيزال أبو جودة: أستاذ داود يعني هل يمكن تفسير الخطوة التي تسعى لها الولايات المتحدة بتفعيل دور السنّة في الائتلاف الحكومي في العراق، هل يمكن تفسيرها يعني على أنها تقليص لدور الشيعة؟ أم أنها مسعى لوقف التمرد كما ورد في مقال تشارلز ليفنسون في الكرسشن ساينس مونيتور؟
داود تلحمي: نعم الإدارة الأميركية الحالية لديها انتخابات نيابية ورئاسة بعض الولايات في نهاية هذا العام، ولذلك إذا ما استمرت الحرب التي شنتها على العراق كما هي الآن مع خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال الأميركي، فإنه من المرجح أن يخسر الحزب الجمهوري حزب الرئيس بوش الأغلبية التي له الآن في كلاً من مجلس النواب ومجلس الشيوخ في هذه الانتخابات، ولذلك هناك سعي أميركي لبعض الترتيبات يعني سحب بعض القوات، إعطاء انطباع أن هناك سياسة باتجاه التخفيف من الوجود الأميركي لإرضاء ناخبين أميركيين تتزايد أعدادهم، أصبحوا يعارضون العملية الأميركية الاجتياحية للعراق، هذا هو السبب الفعلي الذي يجعلهم يحاولوا ليس فقط محاولة إجراء توازن بين ما يسمونه السنة والشيعة في العراق، وهي تسمية أعتقد أنها غير مناسبة لأنهم كلهم عرب، هناك في العراق عرب وهناك قومية كردية وأقلية قومية كردية، والتقسيم بين الشيعة والسنّة هو بصراحة نتيجة الاحتلال، وتسعير مثل هذه التصنيفات التي لم يتعود عليها الشعب العراقي.
جيزال أبو جودة: أستاذ داود دعني أنتقل وبسرعة إلى ما جاء في صحيفة النيوزويك، يعني فهي تنوه موقف إيران البراغماتي وتنتقد ضعف واشنطن وحلفائها عن اتخاذ إجراءات حازمة حيال إيران، ماذا يعكس هذا الكلام بحسب رأيك وباختصار من فضلك؟
داود تلحمي: الولايات المتحدة تسعى للضغط على إيران من أجل تسهيل وضعها الداخلي في العراق، حيث هناك قوة أساسية في عراق اليوم لها علاقات وطيدة مع طهران هذا هو السبب الرئيسي لتصعيد الضغط، وكما هو معروف لم يعد ممكناً بعد تجربة العراق أن تتدخل الولايات المتحدة عسكرياً ضد إيران، ولذلك هي تمارس ضغوط معينة، وكلنا يعلم أنها لو كانت متوازنة في سياساتها لوقفت موقفاً ضاغطاً على إسرائيل لوقف الوجود النووي الكبير في ترسانة إسرائيل ووقف سياستها الاحتلالية تجاه الشعب الفلسطيني، ولذلك يعني هذه السياسية لا نراها أنها متوازنة.
جيزال أبو جودة: أستاذ داود يعني البارحة انتقدت الصحافة الغربية الهجوم الأميركي على الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري، وهذا الهجوم الذي فشل بسبب عدم دقة الاستخبارات الأميركية، اليوم النيويورك تايمز تتطرق لنفس الموضوع، يعني بحسب رأيك هذا الكم من الأخطاء على الإدارة الأميركية كيف سيؤثر على صنّاع القرار؟
داود تلحمي: طبعاً يعني كل السياسة الأميركية من منطقتنا وفي أفغانستان كانت سياسة عشوائية وغير واقعية، ولا تأخذ بعين الاعتبار تجارب الدول الاستعمارية التي كانت موجودة في هذه المناطق وهي بالأساس الدول الأوروبية، ولذلك هي تكرر نفس الأخطاء التي ارتكبتها القوى الاستعمارية القديمة، وتعتمد على معلومات مجزوءة، ولا تستوعب ولا تفهم طبيعة تفكير وحياة الناس في منطقتنا وفي آسيا الوسطى في أفغانستان وباكستان، وكما هو معروف الجماهير في مناطق معينة من أفغانستان وباكستان تتعاطف مع طالبان وحلفائها وتحميهم، ولذلك ليس هناك وسائل لمعرفة الواقع على ما هو من قبل الولايات المتحدة وهناك قتل وتدمير بدون نتيجة.


الإعلام المركزي

#داود_تلحمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات