أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الجرح النازف: معاناة أهلنا بالموصل!














المزيد.....

الجرح النازف: معاناة أهلنا بالموصل!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 05:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل بلدة وقرية وبيت يتم انتزاعها من براثن عصابات داعش يسجل نصراً أكيداً لأهلنا بالموصل ولشعبنا بالعراق، إلا أن تحرير كل شبر من هذه الأرض الطيبة وأهلها الكرام تكلف الشعب العراقي عشرات الشهداء والجرحى والمعوقين والمزيد من الخسائر المادية، بما في ذلك دور السكن ومحلات العمل والبنى التحتية والكنائس والمساجد ودور عبادة أخرى، ودمار شامل. إضافة إلى ما يقترن بكل ذلك من نزوح مرعب ومحفوف بمخاطر الموت برصاص قناصة داعش الأوباش، أو انفجار الألغام التي زرعوها، أو القنابل التي تتساقط يومياً على رؤوس الناس في طريق نزوحهم إلى المناطق الأمنة بعيداً عن جبهات القتال ضد عدو مستهتر ويعيش هستيريا الخسائر الفادحة والهروب المتواصل لمجرميه من ساحات القتال.
وإذا كان القتال في الجولات الأولى قد تحقق بنجاح وبسرعة نسبية مع ضحايا كثيرة، فأن الجانب الأيمن من الموصل، حيث المدينة القديمة وحيث الشوارع والأزقة الضيقة والدور المليئة بالسكان، لاسيما النساء والأطفال والمرضى والعجزة، حيث يستخدمهم التنظيم الإجرامي كدروع بشرية للبقاء والمقاومة أطول فترة ممكنة أمام زحف القوات المسلحة العراقية ضد مواقعه وتطهير الأرض الطيبة من رجسه ودنسه وإجرامه. فالضحايا البشرية من شهداء وجرحى ومعوقين بين صفوف المدنيين والمقاتلين الشجعان هنا مضاعفة، كما إن الخسائر المادية أكبر بكثير من السابق، والتقدم بطيء ومليء بالمخاطر لأهلنا وأحبتنا، للمواطنات والمواطنين بالموصل وللقوات المسلحة العراقية.
ومما يزيد من فداحة الخسائر تلك الأخطاء التي يمكن أن ترتكب عبر ما يطلق عليه بـ "نيران صديقة"، تلك الصواريخ والقنابل التي يمكن أن تسقط على رؤوس المواطنات والمواطنين ومن مختلف الأعمار وتقتل المئات منهم، في حين كان المقصود بذلك أوباش داعش. وليس هناك من يستطيع أن يؤكد صواب هذا الادعاء بأنها "نيران صديقة" أم إنها استخدمت من جانب قوى أخرى في الجماعات الصديقة لتلحق الضرر بأهل الموصل. لا يمكن أن يؤكد هذا الأمر أو ذاك ما لم يجرِ تحقيق جدي وأمين من جهة مستقلة وبحيادية عالية لمعرفة حقيقة ما حصل في شمال الموصل حيث تحدثت الأخبار عن سقوط أكثر من 300 إنسان نتيجة توجيه ضربات صاروخية جوية مميتة ومدمرة من طيران التحالف الدولي على حي ودور سكنية بمدينة الموصل، علماً بأن الناطق الرسمي لقوات التحالف أشار إلى "احتمال!" أن تكون الضربات قد جاءت من طيران التحالف الدولي!
إن أهل الموصل الكرام يواجهون اليوم إرهاب داعش حيث يتعرضون للموت على أيديهم لأسباب كثيرة، بما في ذلك محاولتهم الهروب والنجاة بالنفس، وكذلك نتيجة استخدامهم دروعاً بشرية من قبل مجرمي داعش، إضافة إلى الجوع والحرمان والمرض والعيش في رعب دائم. إن هذا الواقع في الوقت الذي يتطلب التعجيل بإنهاء احتلال الأرض وتحرير أهل الموصل من سجن داعش الكبير، يستوجب في الوقت ذاته الحذر والتيقن من تلك الضربات التي تسمى "ذكية" والتي يمكن أن تخطئ الهدف أولاً، أو من أولئك الذين ما زالوا يتسمون بالطائفة الدنيئة التي يمكن أن تدفع بهم لإيذاء أهل الموصل بشتى الطرق، تماماً كما فعل سيدهم الذي علمهم السحر، رئيس الوزراء السابق المسؤول، مع رهطه، عن احتلال الموصل وبقية محافظة نينوى وغيرها من مدن غرب بغداد والعواقب التي تحملها الشعب من جراء ذلك.
إن تحرير الموصل وبقية الأراضي الخاضعة لعصابات داعش يجب أن تشهد محاسبة جادة وحقيقية لمن عرض أهل الموصل ونينوى لتلك الكوارث المريعة والإبادة الجماعية والأسر والسبي والاغتصاب والقتل والتشريد والنزوح والهجرة التي تعرض لها بنات وأبناء وطننا المستباح بالإرهاب والدواعش الأوباش والطائفية المقيتة من مسيحيين وإيزيديين وشبك وتركمان والعرب من أهل الموصل الآخرين. إن الشعب العراقي يمهل ولا يهمل، وسيعاقب من يحاول تجنب محاسبة المسؤولين عن كل ما حصل بالعراق خلال السنوات المنصرمة، ولأي سبب كان. وإن الشعب سيجبر الحكام والقضاء العراقي على ذلك، ما لم تمارس المحاكم العراقية، التي ما زالت سجينة الإرادة السياسية لمن هم ما زالوا في مؤسسات وأجهزة الدولة العراقية، دورها في محاسبة هؤلاء المسؤولين. وسيبقى الجرح مفتوحاً ونازفاً إلى أن تتم محاسبة أولئك الذين اغتصبوا العراق وأذلوه وفتحوا أبوابه لهؤلاء القتلة أتباع داعش.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الانتخابات الهولندية واليمين الأوروبي
- رسالة جوابية مفتوحة موجهة إلى الفنان التشكيلي السيد منير الع ...
- سياسات الاستبداد والإرهاب والقسوة تميز نهج الدكتاتور -المسلم ...
- أي جحيم يعيش تحت وطأته شعب مصر، ولاسيما أقباطه!!
- الرفيق الدكتور غام حمدون الغائب الحاضر في قلوب وعقول رفاقه و ...
- ما موقف السلطات الثلاث من فساد المسؤولين بالعراق؟
- ما الموقف من نهج السيد مقتدى الصدر وكتلة الأحرار؟
- مهمات الحركة المدنية الديمقراطية العراقية في المرحلة الراهنة
- عادت حليمة إلى عادتها القديمة، فتباً لها ولعادتها!
- بوابات دخول المسيحية إلى بلاد ما بين النهرين
- ليس هناك من طريق للخلاص غير الشعب وجبهته الديمقراطية!
- نحو جبهة وطنية واسعة لعقلانيي العراق
- العراق بين الانتصارات العسكرية والإخفاقات السياسية المتفاقمة ...
- نفق العراق المعتم: الطائفية والفساد والإرهاب!
- الحياء قطرة وليس سطلة!
- جرائم بشعة ترتكب بالعراق والأحزاب الحاكمة سادرة في غيّها!
- من المسؤول عن زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الموت في تركيا؟
- هل النظام الطائفي ومحاصصاته صالح للعراق؟
- من يحمي مناهضي حرية الرأي ومن يمارس اختطاف الصحفيين وتهديدهم ...
- أمسية مع العلامة والشاعر والباحث الأكاديمي فرياد فاضل عمر


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الجرح النازف: معاناة أهلنا بالموصل!