أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - جرائم بشعة ترتكب بالعراق والأحزاب الحاكمة سادرة في غيّها!














المزيد.....

جرائم بشعة ترتكب بالعراق والأحزاب الحاكمة سادرة في غيّها!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



علم ودستور ومجلس أمة
كل عن المعنى الصحيح محرف
عند البحث في الدولة، أي دولة، يفترض أن نتحرى إن أوضاع شعبها، ودستورها، وسلطاتها الثلاث، ونظامها السياسي والاجتماعي وأوضاعها المجتمع الاقتصادية والثقافية والبيئية، ونوعية حكامها ومؤسساتها الدستورية وإعلامها وصحافتها. وحين يبدأ البحث بأوضاع الدولة العراقية الراهنة، فينطبق عليها بدقة كبيرة قول الشاعر معروف الرصافي:
علـم ودستور ومجلس أمة ...................... كل عن المعـنى الصحيح مُحرّفُ
أسماءُ ليس لنا سوى ألفاظُها ...................... أمّـا معانيهـا فليست تُعرفُ
من يقرأ الدستـورَ يعلم أنه ....................... وفقـاً لصكّ الاحتلال مصنّفُ
ومعذرة للرصافي الكبير، إذ استبدل كلمة الاحتلال بالطائفية، فيصبح البيت الشعري على النحو التالي:
من يقرأ الدستور يعلم أنه................................... وفقاً لصك الطائفة مصنَّف
مع واقع وجود أشكال من القوى والدول المجاورة المحتلة للعراق بصيغ وأدوات وأساليب جديدة.
ويضاف إلى ذلك ما قاله الشاعر الكبير معروف الرصافي أيضاً
يا قوم لا تتكلموا إن الكلام محرم
ومن لا يصدق هذه الحقيقة الراهنة ليتذكر الإنسان الرائع كامل عبد الله شياع، وهادي المهدي، ومئات غيرهم، الذين أرسلتهم المليشيات الطائفية المسلحة والعاملة في أجهزة الدولة منذ مجيء الجعرفي لرئاسة الوزراء إلى القبر، إضافة إلى ما حصل أخيراً مع السيدة الفاضلة والصحفية أفراح شوقي، التي أنهكها الاختطاف المليشياوي-الحكومي، وأبكاها بمرارة قولها بأن "المعاملة كانت زينة!!!"، تماماً كما كان يُطلب من ضحايا صدام حسين أن لا يتحدثوا بما حصل لهم وإلا فالويل لهم. إنهم يريدون فرض البيت الشعري الثاني للرصافي:
ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم
وباختصار شديد، أن الحكومة الطائفية الحالية، التي تقودها أحزاب الإسلام السياسي، مصابة بمرض الجذام الطائفي، وما ينجم عنه من فقدان الحس بأوجاع ومصائب الشعب اليومية، إضافة إلى إصابتها بمرض السرطان الخبيث الذي لا يمكن الشفاء منه، لأنه وصل إلى مراحله الأخيرة التي لا بد أن تقود إلى الوفاة العاجلة أو الآجلة.
لن يتوقف الموت والدمار بالعراق ما لم يتخلص من أردان وجراثيم الطائفية اللعينة التي حطت بثقلها على صدور العراقيين والعراقيات وخنقت أنفاسهم ومرغت كرامتهم بالتراب، وأدت إلى موت مئات الآلاف من أبناء وبنات هذا الشعب المستباح بالطائفية وبشتى صور الاحتلال الأجنبي من الدول المجاورة وقوى الإرهاب المحلي والدولي.
يعتقد البعض بإن العمليات الإجرامية الأخيرة التي أودت بحياة العشرات والمئات من الجرحى والمعوقين جاءت مفاجأة للدولة والحكومة ومجلس النواب والقضاء، وهم مخطئون بهذا التقدير. فالسبب يعرفه القاصي والداني، السبب يكمن في النظام السياسي الطائفي القائم، في الحكومة الطائفية ومحاصصاتها المذلة، في التمييز القومي والديني والمذهبي، في وجود المليشيات الطائفية المسلحة، في استمرار وجود من مارس الإرهاب الحكومي والفساد المالي والإداري والإفساد، وما زال في السلطة وفي أعلى مراكز الدولة العراقية الهشة والبائسة.
على من يحترم نفسه من الكتاب والصحفيين وعموم الإعلاميين، أن يدرك بوضوح بأن محاولة إبعاد أو صرف أنظار الشعب عن السبب الأساس في ما جرى ويجري بالعراق منذ إسقاط الدكتاتورية البعثية الغاشمة وسلطة الدكتاتور الأهوج والسادي النزعة صدام حسين، مؤذية للشعب ومضرة بمصالحة وتساهم في إدامة الأوضاع السيئة والجرائم البشعة التي ترتكب بحقه والتي يعيش تحت وطأتها الشعب العراقي. إن الإرهابيين الذين يقتلون أبناء وبنات الشعب يومياً مأجورون، جاءوا خصيصاً لإنجاز هذه المهمة مقابل إيمان مشوه ومزيف، أو مقابل نقود قذرة مدفوعة سلفاً، ولكن الشعب يدفع من أمواله الشيء الكثير جداً للحكومة وأجهزة الأمن والشرطة والقضاء ليتصدوا لهذه الجرائم البشعة، ولكنهم، وبسبب طبيعتهم الطائفية السياسية، عاجزون عن إنجاز هذه المهمة، لأن النظام السياسي ذاته "مهور!" من داخله، ولا يمكنه التصدي لمثل هذه الجرائم البشعة واليومية التي تحصل ببغداد وبمدن عراقية أخرى، ولا يمكن إصلاحه بذات القوى التي تقوده اليوم، لأنها ملوثة بجراثيم الطائفية السياسية التي تتسبب بكل ذلك!!
ليس أمام الشعب العراقي غير حل واحد ووحيد، إنه التغيير الجذري الشامل، تغيير النظام الطائفي المحاصصي، بنظام مدني ديمقراطي اتحادي وعلماني يستند إلى دستور ديمقراطي وحياة مدنية وديمقراطية. وإلى أن يقتنع الشعب وقواه الوطنية والديمقراطية والشريفة بضرورة التغيير ويتحمل مسؤولية ذلك، سيبقى الشعب يعاني الكثير من الآلام والكوارث والموت والتعويق والبؤس بسبب وجود هذا النظام!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الموت في تركيا؟
- هل النظام الطائفي ومحاصصاته صالح للعراق؟
- من يحمي مناهضي حرية الرأي ومن يمارس اختطاف الصحفيين وتهديدهم ...
- أمسية مع العلامة والشاعر والباحث الأكاديمي فرياد فاضل عمر
- مات الفنان التشكيلي حميد العطار!
- كيف السبيل للبدء بتحقيق وحدة النضال من أجل عراق حر، ديمقراطي ...
- هل سيلاحق الشعب نوري المالكي كما لاحق صدام حسين؟ 2-2
- هل سيلاحق الشعب نوري المالكي كما لاحق صدام حسين؟1-2
- نقاش هادف حول الحشد الشعبي بالعراق مع الدكتور صادق إطيمش!
- هل في مقدور رئيس الجمهورية إيقاف العمل بقانون الحشد الشعبي؟
- قراءة متأنية في كتاب -يهود العراق والمواطنة المنتزعة!- في ست ...
- رسالة تحية إلى المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي
- مع يهود العراق والمواطنة المنتزعة ثانية! المرحلة الأولى (192 ...
- نقاش مفتوح حول التأمين وإعادة التأمين بالعراق مع الاستاذ مصب ...
- هل يحتاج العراق إلى الحشد الشعبي أو -الميليشيات الطائفية الم ...
- رسالة ودٍ واعتزازٍ وتذكير موجهة الى الشعب الكردي الصديق في ا ...
- احتمالات أوضاع العراق ما بعد داعش!
- نقاش مفتوح حول اللبرالية واللبرالية الجديدة وواقع العراق؟ ال ...
- أردوغان هائم بين العجرفة والاستبداد والعزلة الدولية!
- هل أعلن معصوم نهاية عملية التغيير والإصلاح في العراق؟


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - جرائم بشعة ترتكب بالعراق والأحزاب الحاكمة سادرة في غيّها!