أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم فتحي - مخاطر الشعبوية الجديدة فى الغرب














المزيد.....

مخاطر الشعبوية الجديدة فى الغرب


إبراهيم فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 5472 - 2017 / 3 / 26 - 02:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاعدت الحركات الشعبوية فى الحياة السياسية والاجتماعية فى الغرب فى صور متعددة حتى صارت تسمى بالنزعة الشعبية أو الشعبوية الجديدة. وأصبح الخطاب الشعبوى تيارًا رئيسيًا فى الديمقراطيات الغربية المعاصرة حتى أن باحثين أطلقوا على الظاهرة “روح العصر” الشعبوية. فما هى الشعبوية؟ هل هى أيديولوجيا أم ظاهرة مرضية أم أسلوب فى العمل السياسي؟ يعتقد بعض الباحثين أن الشعبوية بناء أيدولوجى يعتبر أن المجتمع منقسم إلى مجموعتين متجانستين ومتعارضتين فى آن. فهناك “الشعب النقي” مقابل “النخبة الفاسدة”. ويرى أن السياسة يجب أن تعبر عن الإرادة الشعبية العامة. ووفق هذا التعريف يكون لدينا مفهومان متعارضان: النخبة مقابل الأغلبية. ولدى الشعبويين أصدقاء وأعداء فقط والخصوم ليسوا أصحاب أولويات وقيما مختلفة بل هم أشرار أو فاسدون، وهى لذلك لا ترضى بالحلول الوسط. ويمكن اعتبار النخبوية صورة عكسية للشعبوية حيث يشترك المفهومان فى النظرة الثنائية للعالم التى تقسمه إلى أخيار وأشرار. فالنخبوية تريد للسياسة أن تكون تعبيرًا عن النخبة “الأخلاقية” مقابل الشعب “غير الواعي”. والنقيض الحقيقى للمفهومين هو التعددية فهى فى المقابل ترفض الشعبوية والنخبوية حيث ترى المجتمع مكونًا من مجموعات مختلفة ومتنوعة، مجموعات وأفرادًا لهم رؤى وأهداف متعددة وقد تختلف على نحو جوهري.



ويختلف باحثون آخرون مع تعريف الشعبوية كإيديولوجية، فهى ليست مجموعة من المعتقدات ولكنها تمثل ما يمكن أن يطلق عليه “المنطق السياسي” أى أنها طريقة فى صياغة المطالب بصرف النظر عن محتواها. ويعتقد أصحاب هذا الاتجاه أن تعريف الشعبوية بوصفها إيديولوجية يقلل من شأن البعد الاستراتيجى الحاسم للشعبوية ، كما ينزع عنها الصفة المؤقتة فالأحزاب التى تتخذ نهجًأ شعبويًا لا تظل شعبوية على الدوام. وعادة ما يرتبط وصف حركة سياسية بالشعبوية بتداعيات سلبية وربما يرجع ذلك إلى ارتباطها بحركات اليمين القومى المهددة للديمقراطية. ومن خصائص التيارات الشعبوية ظهور قيادة كاريزمية تتواصل مع الجماهير بالتركيز على الانفعالات والعواطف كالخوف من المهاجرين أو الإرهابيين، لا على الحجج المنطقية للموقف السياسي. وقد تتقاطع الشعبوية مع القومية وبخاصة فى الأحزاب اليمينية الصاعدة فى أوروبا، ولكن التمييز بين المفهومين ضرورى لفهم تكوين تلك الأحزاب. فبينما تعتمد الشعبوية مفهومًا رأسيًا عن هوة بين النخبة (من أعلى) والجماهير (من أسفل)، ترى القومية على نحو أفقى أنها تمثل جماعة متجانسة، أى عن داخل منتم مقابل خارج عن الجماعة. وفى أحزاب شعبوية قومية يرى ممثلوها أن “النخبة” قد خانت “الشعب” مستبعدين المهاجرين والأقليات العرقية من مفهوم الجماعة. ويستخدم “الشعب” لدى الفاعلين السياسيين الشعبويين كأداة خطابية لا علاقة لها بمجموعة معينة من الأفراد، ويسود مفهوم مثالى عن “روح الشعب” المستمدة من تاريخ مجتمع متخيل.



ورغم أن الشعبوية ترتبط عادة باليمين هناك حركات سياسية سواء فى اليمين أو اليسار استخدمت أساليب شعبوية لأهداف مختلفة، فعلى اليمين استخدمت للهجوم على المهاجرين والمسلمين واستبعادهم. أما على اليسار فقد دعت الحركات السياسية الشعبية فى اليونان وإسبانيا وبريطانيا، وحتى فى حملة برنى ساندرز للترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة، إلى تحجيم البنوك الكبرى وملاحقة الشركات المتعددة الجنسيات المتهربة من الضرائب وإلى نظام ضريبى أكثر عدالة.



ويثور جدل حول أسباب صعود الشعبوية فى العقدين الأخيرين. فيرى بعض الباحثين أنها تعبير عن أزمة اجتماعية وأن الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية التى حكمت طويلا فى غرب أوروبا لم تستطع أن تتعامل بنجاح مع متغيرات مجتمع بعد-صناعي. بينما يرى آخرون أن الشروط التى أسهمت فى نشوء وصعود الشعبوية هى استمرار الاستياء السياسى لدى قطاعات من الناخبين فقدت الثقة فى النخب السياسية فى التيار الرئيسي، بالإضافة إلى وجود تحد ظاهر متخيل”لطريقة الحياة” من جانب مهاجرين غير متأقلمين لهم قيم وطرائق حياة مختلفة. ولا يمكن إغفال أثر الركود الاقتصادى طويل الأمد والتفاوت الشديد فى توزيع الدخل، والأزمة الحادة فى 2007 و2008 وما تبعها من إنقاذ الحكومة للمصرفيين والمصالح المالية على حساب دافعى الضرائب.



يتوقع باحثون أن الشعبوية بما يتبعها من خطر الانتقال من سلطة قانونية ودستورية إلى سلطة كاريزمية ستظل سمة مميزة للحياة السياسية المعاصرة تبزغ كلما شعرت قطاعات كبيرة من “الأغلبية الصامتة” أن النخبة السياسية لا تمثلهم. ولكن تلك النخبة لا تقف موقف المتفرج، بل تتبع أساليب الاحتواء والاستبعاد، احتواء المطالب جزئيًا ومحاولات استبعاد الفاعلين الشعبويين. ولعل موقف إعلام النخبة فى الولايات المتحدة ضد دونالد ترامب نموذج لمحاولات الاستبعاد التى لم تكلل بالنجاح، ولكن الأيام ستظهر مدى قدرة المؤسسات السياسية القائمة على استيعاب ترامب حينما يكون فى موقع السلطة.



#إبراهيم_فتحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمين ويسار، أم تقسيم جديد للانتماء السياسي
- النزعة القومية الجديدة
- قراءة في مجموعة - كناري- لأحمد الخميسي
- قص الجواسيس / من -الزهرة القرمزية- إلى -فتاة الحلوى- و-عملية ...
- هل نعيش في زمن ما بعد الحقيقة؟
- صعود وانهيار النموذج التركي
- ما بعد العاصفة / توابع الاستفتاء البريطاني على الخروج من الا ...
- رواية الجريمة النشأة والتطور
- علاء الديب وتمجيد الحياة
- صناعة الثقافة
- أدب نسوي أم أدب إنساني
- إردوغان والسلطنة التركية الجديدة
- السلالات الحاكمة في السياسة والاقتصاد
- -الاختلال- العالمي الجديد
- تطور تقنيات الرواية في مصر
- صعود اليسار في جنوب أوروبا
- كيف قرأت أمل دنقل
- الحرب العالمية والأدب
- اليسار الراديكالي والسلطة جنوب أوروبا
- هنرى كورييل ضد الشيوعية العربية فى القضية الفلسطينية -


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم فتحي - مخاطر الشعبوية الجديدة فى الغرب