|
سائق كيا المجتمع العجيب
اسامة كامل كيوركيس
الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 22:49
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة غادرت منزلي صباح هذا اليوم و اتجهت نحو نقطة تقاطع الشارعين [ ج ] و [ ح ] أنوي الذهاب الى العمل و اذ رأيت سيارة كيا قادمة باتجاهي لوحت بإشارة من يدي للسائق ..فتوقف مبتعدا عني عدة أمتار و تنبهت إن السائق ينظر الي من المرآة الأمامية .فأسرعت خلفه و ما إن وضعت يدي على مقبض الباب رافعا قدمي لأصعد اليها حتى انطلق السائق مسرعا .المهم إني كنت دخلت من الباب و اتخذت لي مكانا فقلت في نفسي ..إن هذا السائق يقدر قيمة الوقت. فبادرني الرجل الذي يجلس بجانبي : الله بالخير - الله بالخير و العافية آغاتي - إن ما فعله السائق معك لا يعد شيئا على الإطلاق بالنسبة لغيرك ..انظر ماذا سيفعل بالآخرين. فقلت مندهشا : عجيب و في هذه الاثناء توقف السائق لإثنان من الركاب قررا النزول و اقترب آخرون من باب الكيا يهمون بالصعود فعمت الفوضى باب ال كيا بين جماعة النازلين و جماعة الصاعدين فهذا يقول لصاحبه : تفضل و الآخر يقول : لا ..ما يصير انت اولا - لا ما يصير انته كدامي - لا والله انته تنزل الأول و السائق يزمجر غاضبا : يلا أخوية اصعد . لا تظل واكف .شيرادلها نزل الإثنان و صعد الثلاثة و كل شيء سار على ما يرام. و إذا بال كيا تتحرك فجأة فتعالى الصراخ و نداءات التوقف .... - أوكف ولك أوكف. - أوكف أخوية . - ها اشبيك انته - مدا تباوع . ثمة امرأة كانت تريد النزول فتدحرجت على الأرض و رجل رمى بنفسه يريد ان ينقذها فسقط متعثرا عند الباب . والسائق يقول : إذا كنتم ترغبون بالنزول ..لماذا لم تجهزوا أنفسكم ..من الأفضل لكم ان تستقلوا سيارة الأجرة لتوصلكم الى الباب. كان وقوف هذا السائق العجيب و تحركه في اللحظة ذاتها . و سأشرح لكم اكثر . كان المشهد هكذا (توقف . تحرك مباشرة) ( توقف . تحرك مباشرة) و لم يقتصر الامر عند هذا الحد .بل تطور الى جدال و إنقسام داخل ال كيا - لماذا لم تصعد عندما توقفت ال كيا - و هل أقفز و ال كيا ..تسير - حصل خير ..المهم سلامة الجميع . - ماذا يفعل السائق المسكين (خطية) شيسوي كل شوي يوكف كل متر يوكف لواحد و عاد الرجل بجانبي ليقول : هل رأيت ما جرى بعينيك ؟ و لم يكمل حديثه و إذا بال كيا تتوقف بشكل مفاجيء و دون سابق إنذار فاندفع الركاب نحو الأمام بقوة عجيبة و اصطدم رأسي بشدة في حديد السقف . طبعا في كل هذه المواقف كنت اراقب ما يحدث..و احاول ان اجد له تفسيرا منطقيا و بشكل مفاجئ نظرت الى المقدمة فوقع نظري على المرآة لأجد السائق ينظر الي بعينين يملؤهما الشر .فانتابني رعب شديد و استجمعت قواي لأصرخ : نازل ..نازل يمك . ترجلت من الكيا و تنفست الصعداء و قررت انه في المرة القادمة عندما اقرر ان استقل اي سيارة من اي نوع كانت كيا ام أجرة ان انظر الى السائق أولا لأرى إن كان صالحا أم لا.
#اسامة_كامل_كيوركيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التشكيلية المغربية خيرة جليل ... سفيرة أرض الفن و السلام الخ
...
-
التشكيلية التونسية نورة بلحاج القارص ..اعمال مرمزة بالوان ال
...
-
ليلة أرق ..مع ايفيلين
-
نشوى أشرف ..الفن ظاهرة لصيقة بالوجود الإنساني
-
عناية البخاري ..أنوثة مسافرة بالألوان
-
منال ابو صفر ..رسالة جمالية معبرة عن الحب و الحرية و حلم الع
...
-
فاطمة النمر .. حين يصبح الفن اكثر صدقا من التاريخ
المزيد.....
-
روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي
...
-
طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب
...
-
الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو
...
-
الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض
...
-
الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة(
...
-
شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و
...
-
في وداعها الأخير
-
ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
-
عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني
...
-
شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|