مختارات

عبدالرزاق تركي

الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 02:08
المحور: الادب والفن
    

(لحظة غير منسجمة)
اشرب ايقاعات الفناء
وأتارجح بين الميزان والميل
اصافح سقف الغرفة المبلول
وأقبل شفاه اشتهيها في الخيال
ويؤلمني
الجيشان المختصمان في عقلي
والمرايا التي تعكس الليل
وأنا ضئيل
مثل قنينة شراب فارغة
تفتح فوهتها للهواء
ويرقص حولها الجرذان والقمل


(ليل)
الليل
ذقن طويل اسود
والشمس
موس تجز الذقن
وانا ارقص فوق الموس من خوفي
فلا الذقن ذقني
ولكن الموس ذقني

(+ -)
متعبة اجراس الفوضى
وهاهي الان تشتتها
وتمشط الفكر السخيف
عربات تجرها احقاد لداخل
وداخل كل شيء
لابد شيء اعمق
يطل على السطح
فتلتمع في راسه فكرة
ان السطح تحت السقف
وفي السقف
ثقوب من نور وظلام
كلاهما يصارع الاخر
ويرى صورته فيه
وحين لاتحل النهاية
لايخرج شيء
فلا لا ولا نعم
وتمشط الفكر السخيف
مجلات اقنية أرصفة
وحين يصيح الديك
يبرد الشتاء
ويلتهب كانون في قلب المدينة
في السطح
والعمق
والداخل

(مستقيم)
طويلة قمصان المستقيم
وكم كريه هذا الامام الذي ندعية
سأدخل البيت من الشباك
ماذنبي لو كان الباب اصغر مني
والعتبات للاقزام
ماذنبي لوعندي قلمي
اغلى لدي من وجعي
ان اتت الريح
سافتح كل الحيطان
عودت نومي ان اختار حلمي
حلمي ثورة
ابدأ منها قص المستقيم
لاجلي ولأجلي فقط
اصنع المقص
واقص امتار المستقيم

(مكان)
صوت اقدام
ونهيق سيارة يأتي من بعيد
اشعة شمس على شارع قذر
تهتف بالسائرين
وتعبث بالجيف المنتفخة
خلف اصوات السائلين
بكاء اطفال كوشوشة التلفاز
ودخان سكائر ملقاة
في افواه تبتلع الكرتون
تجرها عربات تهذي
عن اشياء
ما سئلت عنها سحلية

(نزهة)
حقائب نختبئ فيها
نغفو في داخلها اعوام
ثم ننزوي
فنهز مهودنا من بعيد
ونتذكر صرختنا الاولى
بل معارضتنا للوجود
لنكتشف انا ثائرون
حتى على غبار احذيتنا

(نصف المكعب)
اصوات ملاعق
تهز كؤوس الهواء
ارقام نقال تمر على التلفاز
أبجدية
تجهل حروف الهجاء
ونحن على الضوضاء نرسم
نصف المكعب
وخربشات على حائط رطب
ندعوه وطن
وطن كوجوه المومسات
كلما تزينت زادت قبحا
وانا دائما
يسكن في جيبي احمر شفاه
اغير فيه شكل قضيتي

(وراء الحجر)
ما لايرى من الاشياء امتعها
فخبئ نفسك
وكن غير مرئيا
فأنت الرائي لمراتك
والاعمى امام الرؤيا
لاتصرخ خبئ لسانك في جيبك
لاتلفظ
حرفا
او اسما
بل عبر برؤيا الالفاظ

(لاادري)
باب وأدراج
وصوت ريح
تختبئ في مهد طفل
يتعلم ان الها غير ربه
يتوسل اليه زيفا
هكذا علمه ابوه
يموت الرب
ويحيا خلقه
الخلق الميت يوصل للرب الحي
وهكذا تتناقض الاشياء
فالرب الحي يوصل للخلق الميت

#عبدالرزاق_تركي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل