أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - ختامها يوسف














المزيد.....

ختامها يوسف


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 07:50
المحور: الادب والفن
    


لبستُ الوقتَ صندلَ لحظةٍ سوداء
وانفلقَ الفضاءُ عن الجماجمِ
في حروبِ الوردِ ضدّ النحلِ
في عبثيّة الصحراءِ
لم أُخدع بلؤلؤةِ السرابِ
وسِلْتُ في نهدين يحتضران, فانبعثـا
لمستُ على امتدادِ توحّدي جثثـاً
كأني واحدٌ منها
سمعتُ صدى مزاميري يعشّش في العظامِ
فخفتُ: هل هذي القصائد لي؟
وهل هذي نبوءة مقتلي؟
وأنا شهدتُ على الوباءِ
وما زيفتُ باصرتي
لماذا لم أقل:
هذا الدمار حدائق تلتف حول البحر؟
هذا البحرُ – والأسماك فاسدةٌ – يجدف فيه
ربان حكيمٌ؟
كيف قاومتُ الصقيعَ
وكوخ قلبي تدلف الغربان منه في المساءْ
لماذا ما اشتغلتُ على ثياب الإمبراطور الأخيرِ
ولم أبصرْ سوى وهم الحريرِ ؟
وكنتُ الطفلَ يصرخ:إنه عارٍ ؟
لماذا ما دهنتُ قصائدي بعطورِ بائعةٍ
ترى في الأرضِ دميتها؟
وتجمع بين قطعانِ الخرافِ وذئبِ كوكبها
تكلّلُ نهرنا الباقي بتاج جفافها وصلاة ثعلبها؟
أنا الوادي القديمُ
أفيضُ, أقذفُ من أساطيرِ الرحيلِ
وأشتهي امرأة تعيدُ زوارقَ اللّذّاتِ
نحو صفائيَ الأزليّ,
لم أعثر على عرشٍ أسلّمه مفاتيح الطفولةِ
خفت لمسَ الصولجانِ
وخطبةَ السجّانِ
خفتُ صلابةَ الحرّاسِ
قلتُ: أريدُ اسمي واضحاً ومدلّلاً كالماسِ
قالوا: هل تبدّله وتسكنُ قبّة ذهباً؟
فخفتُ, وعدتُ أحملُ جثتي خدشت
وقلتُ لبعضِ أبنائي: أفيقوا من تهافتكم
فهذا الوقتُ يسحبُ تحت أرجلكم سلالتكم
خذوا حمـَل الحليبِ
وغادروا هذي الحقولَ
فلا مكانٌ للحملْ
أسودُ الاستواءِ غزت حظيرتنا
ودبّ القطبِ لم يترك عسلْ
***
لبستُ الوقتَ,
أفرغتُ الخزائنَ من خيوطِ العنكبوتِ
ملأتها ثمراً تـآكَلَه الفساد
وخفتُ أن يبلى المساءُ وكلّ غاباتي جرادُ
أضأتُ وريدَ وسواسي
وعاينتُ الهواجسَ كلها
ورميتُ نحو عماءِ تابوتٍ
فَراشاً آدميـّاً كان أوصاني بأن أرثيه
فيما أرضه قد لا تعادُ
رقصتُ له كجنـّيٍّ من الهذيانِ
قلتُ هو المدارُ هو الدمارُ هو الرمادُ
هو القتادُ هو الدّدادُ
وكان يرنّ في الآفاق حرفُ الدّالِ
حرف الدال طاغيةٌ ونحن له عبادُ
***
لبستُ الوقتَ
في جيبي صكوكُ خرائبِ الغفرانِ
ليسَ لآبـقٍ زنديقْ
مكانٌ في السماء فعش
كحوتٍ هائلٍ في جوف إبريقٍ نحيلٍ
واختنق بالضيقْ
رددت صدايَ, بعتُ رؤايَ,
ملّـكتُ الأماكن للحرائقِ
قلتُ للحكماءِ:أنتم لعنةُ الأبناءِ
أنتم حائط المبكى الذي نزلت
عليهِ آيةُ السلطانِ
واكتملتْ كراماتُ السلالةِ عنده
وغدا ضريحاً يبرىءُ الأعمى
ويُسمع من به صممُ
وأنتم شِرعةٌ مزجتْ عبيرَ الفجرِ بالقطرانِ
واخترتم كهوفاً للعذارى سوف ينهدمُ
وأنتم شرّ ما في الشّعرِ
أفسدتم عليّ قصيدتي
فأنا خذلتُ شذى مخيلتي
أحاولُ صدّ هذا الخوفِ في بئرٍ
سرقتم يوسفاً منها
سأخلقُ يوسفاً أبهى
وأنفخُ فيه حسناً لا تقاومه الطبيعةُ
سوف أحميه
وأمنعه من اللعبِ الخبيث مع الذئابِ
وسوفَ أنشئه وحيداً دون اخوته
فقد فقدت حكايتهم براءتها
وصار عليّ أن أختار سيرته
كأني ما سمعتُ بها
فلا يعقوب والده
ولن يُرمى إلى جبّ
ولن يهدى إلى فرعون
لا أغويه ثمّ أزجّه في السجنِ
يوسف أنت مخلوقي البديلُ
وأنتَ خارجَ هذه المأساةِ
تدفعُ عن أبيكَ اليأسَ
دعهم يمرحون وراء أسوارٍ نحاسيّة ْ
لك الأنثى تكونُ وكوكب آخرْ
وتفاح تحرّره القصيدةُ من أصابعهنّ
لن ترميك فتنتهنّ إلا في البنفسجْ
وفي لغةٍ من القمح المنقّى سوف تُلقى
يقدّ قميصَك العصفورُ من قبُلٍ ومن دبرٍ
وتلعبُ لعبةَ الترحال في عينينِ من سحَرٍ
لك الوقتُ الذي ينمو على مهل
لتحرسَ بيتك الباقي
وتسحبُ من عروقِ الأرضِ سمّ الأهلِ
ترمي بالقرنفلِ في فِراشِ أميرةٍ بكرٍ
تلين لها ليبزغ من غمامتها شتاءٌ آخرٌ
تنسابُ بين كلامه وتذوب من شبقِ
ولي مسراكَ من شفقٍ إلى شفقِ
تنسّم مثلَ صوتِ العطرِ
في أوصال مملكة عجوزٍ
سوف تنهضُ من خطاك بكلّ أبهةٍ
تطهّر سقفنا من وقع أحذيةِ الجنودِ
وترفعُ فوقَ بابِ العالم الطينيّ
أعشابَ الخلودِ
سأسألُ عنكَ كل حمامة ذبحت
وكلَّ قصيدةٍ بترت ذراعاها
وقصّ لسانها سرّاً
سأبحث عنكَ بين حصى الشواطىءِ
في عيونِ العائدين من الحروبِ
أحاولُ رسمَ وجهكَ في حبيبي
***
خلعتُ الوقتَ
يوسفُ كان يلبس سحرَ زينته ويولدُ من ترابي
يردّ بكلّ فتنته على هذا الخرابِ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في نقد الحداثة- بين البدعة والاختلاف
- تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس
- أغزو العالم بأحذية جنوني
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الخامسة
- قصيدة وداع الامبراطور الأخير
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الرابعة
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الثالثة
- محاولة قراءة جديدة في شعر نزار قباني الحلقة الثانية *
- قصائد قصيرة
- حلقة أولى من سلسلة دراسات نقدية عن تجربة نزار قباني
- صحوُ القصيدة
- حِوَارٌ مع المفكّر السّوري د. برهان غليون


المزيد.....




- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - ختامها يوسف