أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - لزرق الحاج علي - ليبيا ... الإستعمار وإملاءات الهجرة















المزيد.....

ليبيا ... الإستعمار وإملاءات الهجرة


لزرق الحاج علي

الحوار المتمدن-العدد: 5456 - 2017 / 3 / 10 - 15:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم يكن لعاقل أن يتوقع أن ذلك الهجوم الجوي للقوى الناتوية على ليبيا كان من أجل حرية الشعب الليبي أو أنه سيفضي إلى إيجابية و لو واحدة، فالحرية على فرض نقصانها لا تأتي بها الطائرات الأجنبية التي تلقي حممها على الليبيين من اجل أن يتسنى للعملاء و الخونة بتبوء مكانهم على عرش الفوضى في كنف حالة اللادولة واللانظام التي تشهدها ليبيا منذ سنوات. سلطة الميليشيات هي فقط ما ظهر من الجبل الجليدي أما ما تحتها وما خلفها فهو لعبة دولية قذرة تديرها دول أوروبية من أجل الثروات الليبية ناهيك عن الجائزة الكبرى و هي الإطاحة بالنظام الجماهيري الذي طالما كان شوكة في حلق تجبرهم و تكبرهم الاستعماري.
ليبيا التي لم تسقط بالاعتداء الجوي السافر للطائرات الأمريكية مرات عديدة بل زادها قوة وتحديا سقطت بمخطط الربيع العربي والذي كان حقيقة مرحلة الذروة فقط عقب اختمار مجموعة من العوامل، فما من أحد ينكر أن سياسة الانفتاح نحو الغرب التي كان عرابها سيف الإسلام القذافي والتي تزامنت بشكل غير غريب و لا اعتباطي مع إطلاق سراح العديد من السجناء الاسلاماويين من السجون الليبية بمقابل وهمي هلامي سموه مراجعات فكرية كان خرطها الأكبر على التماسك الاجتماعي والتوزيع العادل للثورة في ليبيا الذي انتهجه الشهيد معمر القذافي وكان سدا منيعا في وجه أي محاولة لإسقاطه عسكريا و لكن الانفتاح وبعده إطلاق سراح مسجونين مصنفين خطر ليس بعمل أيديهم فقط بل بما يستطيعون فعله من فتاوى تجييش الناس نحو القتل لاعتبارات غير وطنية إطلاقا كان كفيلا بأداء مهمة الوصول إلى تنفيذ الشق الليبي من مخطط الربيع العبري، إذ أن التحضير و حشد المقاتلين و تحضير الأسلحة بالإضافة للماكنة الإعلامية كان على قدم وساق ليختم الناتو و قواته الغازية المسلسل التحضيري المفضي للاستعمار في أبشع صوره بالتواجد العسكري الواضح حتى للأعمى. ربما ليس الوضع الحالي هو نهاية المأساة لو لم تنتهج القوى الحية و على رأسها القوى الخضراء خطة تحرير واضحة المعالم جذرية المنهج نحو إزالة حالة الفوضى بسحق تلك القواعد العسكرية الأجنبية و على رأسها الإيطالية من الأرض الليبية، تلك القواعد الأجنبية التي بدأت بما يسموه دعما لوجيستيا ثم تطور نحو عمليات كوموندوس محدودة النطاق لتنتهي بقواعد عسكرية متكاملة لعل أوضحها القاعدة الإيطالية في مصراتة و التي تم أخذ صور لها خلسة مما ينسف الرواية الرسمية التي طالما حاولت إنكار وجود هكذا قاعدة.
إيطاليا مستعمر الأمس يعود اليوم بحلة المستعمر القديم لوقاحة القدر، فإيطاليا التي صارت مرعوبة من شيئين اثنين ربما شكل لها هاجسا حقيقيا، أولهما أنها آخر المتخلين إعلاميا عن الزعيم الليبي معمر القذافي لاعتقادهم ببقاء موازين القوى على ما هي زمن اندلاع المؤامرة و خاصة لو سجلنا سبقا فرنسيا في موضوع المراهنة على الميليشيات المتشددة أو ما يسمونه ثوارا، ثم ثانيا الجزع الإيطالي من موضوع الهجرة باعتبارها القبلة رقم واحد و الأقرب جغرافيا لليبيا بالمقارنة مع باقي الدول الأوروبية، إيطاليا التي راهنت على مجلس رئاسي لا يمثل إلا نفسه على أرض الواقع و لولا الفرقاطة الإيطالية التي نقلته من تونس لطرابلس ثم القوات الخاصة التي حاولت تأمين حياته في طرابلس، لكان هذا المجلس في خبر كان و هو الذي ولد في خبر كان أصلا، مجلس رئاسي سرعان ما فشل في ما كان متوقعا منه وهو الذي يستحيل عليه النجاح في وضع تسوده قوة السلاح الميليشياوي بامتياز وما كانت محاولة استمالة خليفة حفتر و جيشه لتنجح كون أن خليفة حفتر قد حسم أمره منذ أكثر من عشرين سنة أنه رجل أمريكا وحدها وزال مع ذلك محاولة استمالة برلمان طبرق كأنه جري وراء توافق أو نوع من الإجماع لشرعنة المصالح الإيطالية في ليبيا. وقد لا تنفع تأكيدات او نفي الصحف الإيطالية على لسان رئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رينزي أو وزير الخارجية باولو جينتيلوني ولا بين إدعاء وجود 50 أو 100 عنصر عسكري إيطالي، لأن القواعد العسكرية لا تدار بهكذا عدد بغض النظر عن هرطقات السياسيين المخادعة.
يتمحور التواجد العسكري الأجنبي في ليبيا حول نقطتين أساسيتين أبانت عنهما الأحداث أولهما عامل تاريخي يشترك فيه الاستعمار مهما كانت جنسيته أو شكله وهو النهب بأبشع صوره للمقدرات الطبيعية والبشرية للبلدان المستعمرة، ثم أزمة المهاجرين في سيناريو مشابه جدا لما أثير حول المهاجرين السوريين، ربما الفرق الوحيد أن الوضع في ليبيا برمته غير مثير للزخم كما هو في سوريا و بالتالي سينعكس هذا على الوضع الليبي فلا يثير ما يتعرض له الشعب الليبي والمهاجرين الأفارقة منذ سنوات حتى قبل الأزمة هناك وفي كل شمال إفريقيا أي ضجة فالعذابات وفي غالبيتها الساحقة لا تنتهي بالوصول إلى الضفة الأخرى ويبقى الصراع محموما مع الفقر والأمراض والموت البشع أيضا. موضوع النهب ينبري على معالم واضحة تجعله غير خفي بدءا من الصراع الدموي والاستماتة لحفاظ على تلك المجمعات في يد ميليشيا على حساب الميليشيا المهاجمة وهذه الأخيرة التي تقوم بدور مطلوب منها و على أساسه تتلقى الدعم المالي و بالأسلحة كذلك.
بعدما تم إذعان تركيا لكي تلعب شرطي محتشدات للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا خصوصا من جهة سوريا، تحاول أوروبا الإملاء على دول كمصر و الجزائر و تونس لعب نفس الدور وما يعزز هذا الأمر أن سياسة ترامب البشعة الخالية من مساحيق التجميل الديموقراطية أخرجت للعالم الوجه الحقيقي للقوى الإمبريالية العالمية الحالية العنصرية في صميمها والتي تنفي الخلاف بين أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية كمل يبنيه البعض على أساس التصريحات الأوروبية المنتقدة لتصريحات دونالد ترامب حول موضوع الهجرة، لكن التاريخ من الإقطاع لليوم أبان على مدى عنصرية الرجل الأبيض المستعمِر تجاه المستعمَر. فيما يبدو أن قادة أوروبا لا زالوا يعتقدون بعنصرية مفرطة أنهم أسلاف الرومان الأقحاح و أن المهاجرين يمكن أن يعيدوا سيناريو القوط و معركة أدرنة، كل هذا جاء بخلطة عجيبة عنوانها دونالد ترامب و طريقة الجهر بالعنصرية، جعلت الهوس من الهجرة أمرا شاخصا في اجتماعات قادة أوروبا وهم الذين دعوا إلى قمة مستعجلة في مالطا لبحث هذه التطورات بين خائف من تجاهل المشكلة وبتالي تفاقهما و بين مؤيد عنصري لضرورة توطينهم عن طريق ما يدعون أنه مساعدة لليبيا من أجل حل مشكل الهجرة، حيث يتم تجهيز مراكز لجوء ستصبح دائمة وتنتهي باختلال التركيبة السكانية في بلد لا يحتمل مزيدا من المشاكل فلا هو حل لليبيين و لا للمهاجرين وإنما تأخير قنبلة موقوتة خصوصا أن احتمالات توظيف المهاجرين في عمليات استقطاب بين الميليشيات أمر وارد وبتالي مزيد من الدم والفوضى.



#لزرق_الحاج_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمليتي باريس مسرحية و ماذا بعد
- إضراب عمال مصنع الألياف ( الفيبر بالإسكندرية ) و عودة عقلية ...
- الأحزاب التي ولدت بشاربين
- اليسار الجزائري يسار الحلول السهلة


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - لزرق الحاج علي - ليبيا ... الإستعمار وإملاءات الهجرة