أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - ياهودايزم [7]















المزيد.....

ياهودايزم [7]


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وديع العبيدي
ياهودايزم
[7]
غوغاء وشغب..

ماذا لو قبل اهل الناصرة يسوع الجليلي- ابن مدينتهم؟؟!..
هل كانت الخطط والخطوط والسيناريوهات اختلفت عما نعهده اليوم؟..
وبالتالي اختلفت صورة حاضرنا وجغرافيا فلسطين وشرق المتوسط؟..
ماذا لو ظهر يسوع اليوم في ناصرة فلسطين، هل ستقبله ام تعيد نفس موقفها القديم؟..
أعني.. ان مدننا ما زالت ترفض ابناءها، وبلادنا تدأب على طرد ابنائها، وتوزيع سكانها على اطراف الارض، ليسودها اللصوص والبغاة والغزاة والطغاة وكل من هو آت!!.. العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة!..
ألسنا نحن مرفوضين، نحن الايتام الغرباء، مرفوضين من بلداننا ومدننا وعوائلنا وبيوتنا وناسنا الذين نشقى لأجلهم، ونتغرب ونتعذب بسببهم؟؟..
أليس.. لو كنا في دفء بلداننا، وبين محبة أهلينا، اختلفت ظروفنا وأفكارنا وحياتنا؟..
وبدل الهدر البشري والفكري، الوطني والقومي، استفادت بلادنا ومجتمعاتنا من خدماتنا وافكارنا، وتحسنت نوعيا، بدل الانحطاط والاسفاف الذي انتهت اليه!..
صاحب المعمل النمساوي الذي كنت اقدم له مقترحاتي حول العمل، قال لي: وظيفتك هنا ان تعمل ما نطلبه منك، وليس ان تفكر وتضع نفسك في مكاني!.. زعلت. ونسيت انه قبلني وانا الاجنبي الملون، المرفوض في بلدي ومن اهلي. لو قبلني بلدي واتاح لي فرصة توظيف امكانياتي ما كنت لاجئا غريبا في بلاد اخرى!.
وهذه حال أكثر من مائة مليون لاجئ مغترب خارج بلده حسب احصاءات الامم المتحدة.
فماذا فعلت بلداننا للمحافظة على ابنائها ومواطنيها، بدل اذلالهم وفرمهم في ماكنة الحرب والقتل والارهاب اليومي، الذي هو صورة الحياة اليومية، باعتبار ان الاضطراب ظاهرة عادية، في وقت تسود فيه الدمقراطية والانتخابات وبرلمانات الابتذل وحكومات القومسيون..
اقول، منذ ايام يسوع ومجتمعاتنا والعقلية الاجتماعية والسياسية لم تتحسن، بل نحو الأسوأ!..
لو قبل سكان الناصرة ما اراده يسوع الجليلي لهم من خير..
لو قدروا الخروج من مومياءات أنانياتهم الجسدية المتحجرة.. لما عرفنا اليوم تلك المقولة المؤلمة:
- لا كرامة لنبي في وطنه!..
- مطربة الحي لا تطرب!..
- لا أب من غير كرامة الا في بيته!..

"وعاد يسوع الى منطقة الجليل بقدرة الروح،
وذاع صيته في القرى المجاورة كلها.
وكان يعلم في المجامع والجميع يمجدونه!
حتى جاء الى الناصرة، حيث كان قد نشأ..
ودخل المجمع كعادته يوم السبت، ووقف ليقرأ..
فلما فتح الكتاب وجد الكلام الذي في سفر اشعياء (اش 61)
روح الرب عليّ، مسحني لأبشّر الفقراء
أرسلني لانادي للمأسورين بالاطلاق،
وللعميان بالبصر، لاطلق المسحوقين احرارا..
ثم طوى الكتاب وسلّمه الى الخادم وجلس..
وعيون الحاضرين في المجمع شاخصة اليه..
فقال: اليوم تمّ ما قد سمعتم من نبوءات!.
فتعجب الحاضرون من كلامه!
وتساءلوا: أليس هذا ابن يوسف؟..
ألسنا نعرف أمه وأخوته بيننا؟..
فقال يسوع: لا شك ستقولون لي هذا المثل..
ايها الطبيب اشفِ نفسك أولا!..
اصنع هنا في بلدتك ما سمعنا انك عملته في غيرها..
الحق اقول لكم.. ما من نبي يقبل في بلدته!
لقد كان في زمن ايليا التّشبي أرامل كثيرات..
حين اغلقت السماء وحدثت مجاعة كبيرة في الارض..
ولكن ايليا لم يرسل الى ايّ واحدة منهنّ..
بل الى امرأة أرملة في صرفة صيدا اللبنانية.
وكان في زمن اليشع كثيرون مصابون بالبرص
ولكن لم يشفَ احد منهم، سوى نعمان السوري!
فامتلأ الناس حنقا لما سمعوه ودفعوا يسوع خارج الناصرة..
وساقوه الى حافة الجبل المبنية عليه مدينتهم، ليطرحوه للاسفل!..
ولكن يسوع نزل الى كفرناحوم المجاورة واخذ يعلّم..
فانذهلوا من تعليمه لأنه كان يتكلم بسلطان!"- (لو 4: 14- 32)
وبدلا من الاحترام والتقدير.. أطلقوا شراذم الغوغاء واولاد الشوارع في أثرهم، فيكون قتلهم عشوائيا باسم الغضب الشعبي ولا يحتمل احد مسؤوليته. من هذا المنظور تتذرع حكومات اليوم باعتبار بعض المجرمين السياسيين مختلين عقليا..!

نجد هنا مدينتين متجاورتين من نفس المقاطعة والثقافة هما: الناصرة وكفرناحوم.
احداهما رفضت يسوع وهي الاولى، والثانية قبلت دعوة يسوع وتبعته. لماذا؟..
السبب واحد واضح وربما تافه. وهو ان سكان الاولى يقولون ان هذا اليسوع نشأ في مدينتهم، وركض في ازقتهم وما زالوا يعرفون امه واخوته والبيت الساكنين فيه من يومهم. وبحكم النشأة المشتركة، فهم متساوون ومتشابهون ومتكافئون في كل شيء، وليس بينهم احد أفضل من سواه. فلماذا يزعم يسوع ان لديه قدرات ومواهب روحية تميزه عنهم؟.. ولم لم يلاحظوها فيه عندما كانوا معا، ولماذا لا يتحدث عنها اخوته، ولا تكون لهم مثلها؟..
ان فكرة [المماثلة والمشاركة والتكافؤ] هي من مقومات الاجتماع القبلي – تقاليد عشائرية- والمجتمع القبلي لا يسمح بتمايز احد عن سواه، وكل من له فضلة في شيء على سواه، عليه ان يشارك بها المجموع. والاشارة الانجيلية المكررة، تكشف عن عمق فاعلية الاصول القبلية في الاطر الاجتماعية للقرية والمدينة على سواه.
وفيما يخص الناصرة، يرى المؤرخون انها كانت مدينة صغيرة يبلغ سكانها يومذاك حدود ستمائة نسمة. ومصطلح – مدينة- يعني انها ليست قرية ذات اصول قبلية او زراعية. ويفهم من قربها من بحيرة طبرية اشتغال بعض اهلها بالصيد الى جانب مهن اخرى كالتجارة والملاحة.
تنوع المهن يقود للانفتاح الاجتماعي والعقلي، اكثر من الجماعة الزراعية المتشابهة في كل شيء، ولا تتعدى اهتماماتها وافكارها قطاع الزراعة. لكن هاته الفرضيات العلمية المنطقية تندحر امام ردود افعال سكان الناصرة المدينة ازاء دعوة يسوع. نفهم منه ايضا، لماذا لم يتخير يسوع تلاميذه واتباعه من مدينته وموطن ذويه، منصرفا الى مدينة صيدا الشمالية ومواطن بعيدة عن موطنه الجغرافي. هؤلاء كانوا اهله وذويه، عائلته واخوته/(متى 12: 49).
نحن، من ابناء تفس المجتمع الذي نشأ فيه يسوع، تحتل الصداقة في حياتنا ونفوسنا، مكانة اكبر واقرب للنفس والفكر، من العائلة والاشقاء. يخبرنا الانجيل ان اخوة يسوع سخروا منه وتندروا عليه/(يو 7). وقد اتهموه انه يسعى وراء الشهرة والصيت. لذلك يقوم بمعجزات امام الجموع ويتجول من مدينة لاخرى.
جموع الغوغاء ومظاهر الشغب هي التي ستسم المناظر الاخيرة من المشهد الاخير من حياة يسوع في الجلجثة، بعد انسحاب قادة السنهدريم.
"وقف الشعب هناك يراقبونه، والرؤساء يتهكمون قائلين:
خلّص آخرين، فليخلص نفسه ان كان حقا هو المسيح!
وسخر منه الجنود ايضا، وهم يقدمون له خلا، قائلين:
ان كنت انت ملك اليهود، فخلص نفسك!..
وأخذ واحد من المجرمين المصلوبين يجدّف عليه قائلا:
ألست أنت المسيح؟.. اذن خلص نفسك وخلصنا!.. –(لو 23: 35- 39)

والغوغاء ومظاهر الشغب هي التي ستحيط وتحاصر التلاميذ والرسل عبر الزمن والجغرافيا، كما في رسالة غلاطية، وهم الذين يطاردون بولس والمتجددين داخل مدن مقدونية وتصل فلولهم الى روما. مناظر الفلول والغوغاء وجموع الشغب المتكررة في اضطهاد كلمة يسوع، سوف تستمر عبر التاريخ وخلال الزمن، اذ تتطور متخذة مظاهر واساليب متجددة، دون ان..
1- تتحمل المراجع مسؤوليتها لكونها تحدث من قبل غوغاء.
2- تتراجع المخططات الستراتيجية او تتعدل الاهداف وتميل الى نوع من التعقل او المراجعة بعد عشرات القرون.

في هاته المفارقة، يبرز سؤال وجيه، يجمع بين راهنيته التاريخية والراهنية المعاصرة، فحواه: هل يجب على اهل الناصرة أو اية شخصية او جماعة سكانية قبول كل فكرة تطرأ في البلاد او العالم؟.. ولماذا..؟!..
أليس كل كائن في الوجود حرا بذاته؟.. انه حر ومسؤول في طبيعة تعاطيه مع الوجود وتقرير مصيره!.. حر في ثيابه وطعامه وعلاقاته.. حر في بقائه ورحيله.. القبول او الرفض.. الاتفاق او الاختلاف.. الاتباع او المعارضة او الحياد.. نعم انه حرّ..
ولأن الانسان ليس كائنا همجيا متوحشا، مجردا من العقل والحكمة والاخلاق، فأن حريته تقترن بالمسؤولية من جهة، وبمبدأ عدم الضرر من جهة مقابلة.
وفي نفس الوقت، لا يبدو ان يسوع او أحد اتباعه في كرازتهم-[متى 10، لوقا 9، 10]، لجأوا الى العنف او القهر او التهديد لفرض أفكارهم على احد. وجوهر الكرازة كتابيا يتلخص في جملة واحدة أساسية: (يجول ويعمل خيرا!). ومن معاني (الخير/ الصلاح) تجديد أذهان الناس وتحرير عقولهم واجسادهم من عبودية العادات والتقاليد والافكار الجامدة والضارة. وهو ما أعتبره اليوم وظيفة المثقف الاجتماعية والوطنية.

وعند مراجعة الطريقة او الطرق التي واجه بها الفريسيون وأتباعهم حركة التجديد اليسوعي، نجد انها استندت الى مبدأ الاستبداد السلطوي [سلطة الاستبداد واحتكار السلطة]، وليس الى مبدأ الحرية الانسانية. وعلى طول الخط الممتد لثلاثة قرون، اعتمد الكهنوت اليهودي خطة موحدة لافشال وتفتيت حركة الاصلاح والتجديد الجديدة. وقد اعتمدت الخطة على عاملين رئيسين، او مستويين من التعامل:
- تحريض جماعات بشرية من قاع المجتمع للتشويش والتمرد واثارة الفوضى والقلاقل ضد التجديد. وهو ما يتمثل في مصطلح (الغوغاء) في كل زمان ومكان.
- تحريض السلطات العليا ضد المجددين باستخدام الافتراء والوشاية والتزوير، بما فيها تهمة اقلاق الامن وتهديد السلطة.
وبذلك يتم تحشيد كل مستويات الرأي العام والسلطات والاعلام ضد جماعة معينة، ومحاصرتها والتضييق عليها وصولا للقضاء عليها.

مظاهر غوغائية..
- صاحوا صياحا شديدا، وسدّوا اذانهم، وهجموا عليه هجمة واحدة، ودفعوه الى خارج المدينة، واخذوا يرجمونه بالحجارة. –(اع 7: 57- 58)
- حرّضوا ضدّهم النساء النبيلات والمتعبدات ووجهاء المدينة، وأثاروا الاضطهاد على بولس وبرنابا حتى طردوهما من بلدهم.- (اع 13: 50)
- انقسم اهل ايقونية فريقين: فمنهم من كان مع اليهود، ومنهم من كان مع الرسولين. ولما اوشك اليهود ورؤساؤهم والمنضوون معهم ان يهينوا الرسولين ويرجموهما بالحجارة، هربا الى مدينتي لسترة ودربة وأخذا يبشران هناك(...) بعد ذلك جاء يهود من انطاكية وايقونية الى لسترة، واستمالوا بعض الجموع هناك ورجموا بولس حتى ظنوا انه مات، وجرّوه خارج المدينة. – (اع 14: 4- 6، 19)
- في مدينة فيلبي المقدونية كانت امرأتان، احداهما تاجرة ارجوان تبعت بولس، والثانية تاجرة سحر فيها روح عرافة، بقيت تتبع بولس صارخة اياما، حتى تضايق بولس كثيرا وطرد الروح الشرير منها. ولما رأى سادتها ان مورد رزقهم قد انقطع، قبضوا على بولس وسيلا وجروهما الى ساحة المدينة للمحاكمة. وقدموهما للحكام قائلين: هذا الرجلان يثيران الفوضى في المدينة، فهما يهوديان يناديان بتقاليد، لا يجوز لنا نحن الرومانيين قبولها او العمل بها.. الخ. – (اع 16: 10- 20/ بتصرف)
- اقتنع بعض الحاضرين وانضموا الى بولس وسيلا، ومن بينهم عدد كبير من اليونانيين وكثيرات من النساء النبيلات. فأثار ذلك حسد اليهود الذين لم يؤمنوا، فأتوا ببعض الاشرار من ابناء الشارع، وجمعوا جمهورا واخذوا يحرضون الناس حتى اثاروا الفوضى في المدينة، ثم هجموا على بيت ياسون مطالبين بتسليم بولس وسيلا- المقيمين عنده- الى الجمع. – (اع 17: 4- 5)
- عرف يهود تسالونيكي ان بولس يبشر بكلمة الله في بيرية، فلحقوا به وبدأوا يحرضون الجموع ليثوروا عليه. – (اع 17: 13)
- في كورنثوس تجمع اليهود ضد بولس برأي واحد، وساقوه الى المحكمة، واشتكوا عليه قائلين: هذا الرجل يحاول اقناع الناس ان يعبدوا الله بطريقة تخالف شريعتنا!. – (اع 18: 12- 13)
- في تلك المدة وقع اضطراب خطير في افسس بسبب (الطريق)/[أي: المسيحية!]. فان صائغا اسمه ديمتريوس كان يصنع نماذج فضية صغيرة لمعابد الالهة ارتميس، فيعود ذلك عليه وعلى عماله بربح كبير. ولما تراجع اهتمام الناس بشراء مصوغاته لانصرافهم عن عبادة ارتميس، دعا عماله واهل مهنته وقال لهم: تعلمون ايها الرجال ان عيشتنا تعتمد على صناعتنا هذه. وقد رأيتم ان بولس قد اضل عددا كبيرا من الناس، لا في افسس وحدها، بل كل مقاطعة اسيا -الصغرى- تقريبا، واقنعهم ان الالهة التي نصنعها ليست بآلهة. وهذا لا يهدد معيشتنا وصناعتنا فقط بالكساد، بل يهدد معبد ارتميس الهتنا العظمى بفقدان هيبته، فنخشى ان تتلاشى كرامتها وتنهار عظمتها، وهي التي يتعبد لها سكان اسيا جميعا، بل العالم كله، فلا يعود يحج اليها احد، وتتراجع موارد الحج والزيارة. فلما سمع العمال هذا الكلام تملكهم الغضب وبدأوا يصرخون: عظيمة ارتميس، الهة اهل افسس!. وعم الاضطراب المدينة كلها. وهجم عدد كبير من الناس على غايوس وأرسترخس رفيقي بولس المقدونيين، وجروهما الى ساحة الملعب.- (اع 19: 23- 29)
- كنت اخدم الرب بكل تواضع، وبكثير من الدموع، وانا اعاني المحن التي اصابتني بها مؤمرات اليهود. وفي كل مدينة اذهب اليها، يعلمني الروح القدس، ان السجن والمصاعب تنتظرني فيها، ولكني لا احسب لحياتي اية قيمة.. -(اع 20: 19، 23- 24)
- رأى بعض اليهود من مقاطعة اسيا – الصغرى- بولس في هيكل اوروشالوم، فحرّضوا الجمع كله وقبضوا عليه وهم يصرخون: النجدة يا بني اسرائيل! هذا الرجل يدعو الناس في كل مكان الى عقيدة تشكل خطرا على شعبنا وشريعتنا وعلى هذا الهيكل. حتى انه ادخل اليونانيين الى الهيكل ودنّس المكان المقدس (..) عندئذ هاج اهل المدينة جميعا، وهجموا على بولس وجروه خارج الهيكل ثم اغلقت الابواب جميعا. وبينما هم يحاولون ان يقتلوه سمع قائد الكتيبة الرومانية بالاضطرب فأخذ مجموعة من الجنود وقواد المئات وحضر للمكان، فتراجع اليهود وكفوا عن الضرب. – ومن هنا اقتيد بولس للسجن الذي انتهى باعدامه-/(اع 21: 27- 32)


خلاصة..
قد استخدمت عبارة [تجديد/ مجددين] لغرض تفعيل هاته الحيثية السوسيوسياسية، وعدم حصرها في موضوع او شخصية محددة او زمن سابق. فقراءتنا التاريخ، لا تستهدف تقديسه وعبادته، وانما تحليله ودراسة تفاصيله، بما يفيد ويساعد في فهم ديناميكيات الواقع المعاصر والتباسات حياتنا الشخصية والعامة اليوم.
فالغوغاء والاستبداد، ومبادئ الشغب والتحريض والوشاية والافتراء والتزوير والتشويه ونشر الاشاعات وتضليل الرأي العام، هي القوت اليومي المستمر لجماعات النفوذ والسلطات بتعدد مستوياتها وتنوعاتها.
واليوم.. مع تطور تقنيات الدعاية والاعلام والميديا الالكترونية، تلعب اللغة وتقنيات الصوت والصورة، أكثر من أي وقت آخر، الدور الاساسي في انتاج فيروسات التخريب التي تخترق أذهان الرأي العام والشبيبة والاطفال، بشكل يشل قدراتها وخياراتها للتوقف والتأمل او التمييز.
وبحيث أنتج عبر نصف القرن الاخير، أجيال هائلة من روبوتات البشر المسيرين الكترونيا، والعاطلين اجتماعيا واخلاقيا، والمتمردين على كل الانساق والمفاهيم والقواعد الاساسية، في اطار الترويض والأدلجة والتسيير الذاتي عن بعد. فمرحلتنا الانتقالية المعاصرة، هي الأخطر والأفدح تاريخيا منذ وضع حروف الكتابة.

وعلى الفرد الواعي اليوم تشخيص ما وراء شغب الغوغاء والميديا، والاغراض المترتبة عليها، سيما بالنسبة لنا بوصفنا ننتسب الى اكثر الجماعات الضعيفة والمرفوضة عولميا وامبرياليا: العالم الثالث والشرق الاوسط.
وليس لنا او وراءنا اية خطوط حماية أو دعامة -من دولة او مجتمع-ح بعد سيناريو تفكيك الهيكليات على صعيد الدولة والقانون من جهة، وتفتيت وحدة نسيج المجتمع والثوابت الوطنية. وكثير منا اليوم يشبهون ابطالا فرديين في وجه قوى الامبريالية العالمية وسياساتها التدميرية، وفي نفس الوقت مرفوضين من السلطات العليا ومن القواعد الاجتماعية!.
وإذا كانت الامبريالية الانكلواميركانية تتبنى اليوم – جيلا جديدا من مشروع الاستشراق وفلسفة الهيمنة الدولية، بعد نجاحها في تفتيت المعارضات السياسية والاقتصادية، الحكومية والحزبية والشعبية، وفي طريقها لتفتيت الثقافات والديانات المعادية؛ فأن المثقف الوطني والانساني، المناهض للامبريالية والفاشية، مدعو لموقف جاد وحازم، عملي وثوري، جنب الى جنب تيار المثقفين الغربيين المعارضين للقمم الصناعية وزحف المكننة والاتمتة على مجالات الحياة والعمل والمعيشة، بما له من اضرار تدمير كارثية، على مليارات البشر، من اجل سيادة اقليات امبريالية اعلامية عسكرية وجماعات نفوذ مالية تكنولوجية/ الكترونية.
ولتكن البداية مقاطعة المنتجات الالكترونية وخطابها الاعلاني الاستهلاكي الذي التهم عقول الاطفال ببرامج الالعاب والاطفال السيئة المضمون والاغراض.
انها دعوة من اجل موقف جاد.. واكثر جدية..



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياهودايزم [6]
- تهنئة عراقية للكويت.. بعيدها الوطني السادس والعشرين..!
- ياهودايزم [5]
- ياهودايزم [4]
- ياهودايزم [3]
- ياهودايزم [2]
- ياهودايزم [1]
- الثامن من فبراير.. [5] مراهقة سياسية..
- الثامن من فبراير.. [4] ارستقراطية عسكرية..
- الثامن من فبراير.. [3] الاوضاع الدولية
- الثامن من فبراير..[2] الاوضاع الاقليمية..
- الثامن من فبراير.. دورة العنف والسلب.. [1]
- موقف من العالم.. [5]
- موقف من العالم.. [4]
- موقف من العالم (3)
- موقف من العالم..[2]
- موقف من العالم..!
- (أناركش..)
- (تمثيل)..! -ق. ق. ج.-
- من الكتابات الاخيرة للدكتور يوسف عزالدين


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - ياهودايزم [7]