أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاية إسماعيل بادي - قصة قصيرة بعنوان/ وداع














المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان/ وداع


نهاية إسماعيل بادي

الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 20:03
المحور: الادب والفن
    



دخلت هالة العراقية المغتربة في باريس شقتها مرتمية على أول كرسي اعترض طريقها وحزنها مرتسم على ملامحها الجذابة.. امرأة في منتصف عقدها الثالث، طويلة، رشيقة، عينيها العسليتين الواسعتين برموشهما الكثيفة الطويلة توقع أي شخص في غرامهما باستسلام، شعرها الأسود المنساب على كتفها، أنفها المرسوم بدقة، وجهها الدائري العريض الذي نوره كبدر مكتمل في ليلة كالحة السواد، ناحت بشجن:
- لماذا تركتني ورحلت؟، منْ لي بعدك؟، هل تسمعني؟ أجبني بالله عليك، باكية: بعدك حياتي لا تطاق مستحيلة الاحتمال، أفهمك دون كلام أو جدال، تحسني بالحال، فراقك دموع لا تكفي أنهاراً تسال، روحي هجرتني دون سؤال، عد لي بأي حال، داخلي من اليوم أصبح بارتحال، شاركتني بضراء والفال، أنساك محال، انظر حالي إلى ما هو آل، هل تعد بالمال؟ معارفي، أصدقائي حتى أهلي ضحكوا باستغفال، مجنونه أكيد يقال، بحبي ضربوا الأمثال، في مرضك لم أنم ليال، اليوم لم تنتظرني ساعات قلال. بهتت أمها مصدومة عندما دخلت غرفة الجلوس ورأتها بهذا الحال:
- ماذا جرى؟، لا تقولي قد فارقنا ورحل؟
بحزن وألم، بدموعٍ تجري من المقل:
- نعم، تركنا ورحل.
- هوني عليك يا حبيبتي، كلنا على هذا المسار حان أم أجل.
- أتذكرين كيف ينتظرني بالشرفة والباب ليالٍ طوال؟
- متى تواري جثمانه الثرى؟
- غدا، أدفنه في الحديقة تحت الشجرة الذي أحب.
- هل أنت متأكدة؟!
- نعم، كل التأكيد يا أمي.
- يقال بعيد عن العين بعيداً عن القلب!
- كلا، لن ولم أفعل هذا، أنه في روحي وداخلي سيهون علي وجوده بقربي.
- كما تشائين، أنك حرة، ما سبب وفاة كلبك توتي، بماذا علل الطبيب؟
أجهشت بالبكاء:
- المرض أكل أحشاءه وزاد ألمه، رجوته أن يحقنه أبره ويريحه.
- خيراً فعلتي.
- لو كان الآن هنا لقفز في حضني، حجمه صغير بحبة كبير، فراء شعره الذهبي الناعم يزيدني دفئ وحنان.
برهة صمت إجابتها أمها بقهر:
- الموت في بلدنا أصبح على الهوية جار، بالمال جار باع جار، الإنسان يذبح كالأبقار، بدون سعر أو استغفار، سكن الخوف قلوب الكبار قبل الصغار، سنون مضت زاده اندثار، لا كلاماً نفع ولا حوار، لوعتنا استوطنت أبداننا الأكدار، استسلمنا رامين حملنا على الأقدار، ماذا دهاك يا وطن وما الذي صار؟، فيروز غنت لك أعذب الألحان منذ كنا صغار، نظمت القصائد فيك وأحلى الأشعار، أنهض شامخاً لكل محب وبار، خرجنا جبراً وعيوننا شاخصة بالانتظار،.. فلا تطل أننا سأمنا الانتظار..



#نهاية_إسماعيل_بادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان/ موت أمل
- قصة قصيرة جداً بعنوان/ مبادرة


المزيد.....




- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاية إسماعيل بادي - قصة قصيرة بعنوان/ وداع