أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - يا شقيري عنا سلاح














المزيد.....

يا شقيري عنا سلاح


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5442 - 2017 / 2 / 24 - 19:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


الذين ينتظرون ماء غيرهم يموتون من العطش

رح الله احمد الشقيري الرئيس المؤسس لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي أشعل اكفنا وحناجرنا بالهتاف الشهير يا شقيري بدنا سلاح في زمن لم يكن بإمكان احمد الشقيري أن يحضر سكينا للقتال وقد ظل الشعار بلا معنى وبعيدا عن التحقيق قبل ان تتمكن الثورة الفلسطينية من النهوض بقضيتنا على اثر وجلب السلاح من كل مصدر وهي أي الثورة جعلت الشعب بدل نداء يا شقيري بدنا سلاح يغني للفدائي الذي سيحرر البلاد ويطرد المحتلين وبدل نداء يا شقيري صار عنا نداء يا فدائي الذي صار مطالبا بان يجمع شمل الحبايب ويخلي رصاصه صايب وحين قرر الفدائي أن يتوقف توقفت كل الأسلحة المجلوبة إليه وسكت صوت الرصاص وعادت القضية الى بداية المشوار الطويل بعد أن تاهت الأرض ومن عليها بين حكايات المفاوضات والاتفاقيات والوساطات.
الشعب الذي يطالب الآخرين بأخذ دوره او الحلول مكانه في قضيته لن يصل الى هدفه أيا كانوا حاملين رايته حتى لو كانوا فئة منه ومن أبنائه فالقضايا الوطنية يحملها الشعب برمته ويكافح في سبيلها كل الشعب لا جزءا منه ولا فئة تأخذ لقب البطولة وتملك القوة بما يجعلها قادرة على كتابة النصر او الانجازات كما ترغب والحقيقة يكتبها الأقوياء عادة وحين يسلم شعب ما زمام أمره لفئة منه بالمطلق عليه أن يقبل منها ما تريد وما تقرر وما تراه صحيحا لأنها تصبح وبتفويض منه صاحبة القدرة على جعل رأيها هو الحقيقة المطلقة وهو ما جعل من أوسلو ولا زال نموذجا لانجاز وطني وجعل من التفاوض وسيلة وحيدة للسعي للتخلص من الاحتلال.
عادة ما تملك الشعوب القدرة على زج أعدائها في الزاوية إن هي قررت أن تصحوا بكامل طاقتها فالشعب في جنوب أفريقيا تمكن بوحدته وصموده وعصيانه المدني ومقاطعة الحكومة العنصرية وعزلها من ارضاخها لإرادته وها هي جنوب إفريقيا حرة ديمقراطية مزدهرة وقد فعلت الهند ذلك أيضا وهي اليوم نموذجا حيا للدول الديمقراطية في العالم وللتعدد والتعايش والنمو رغم إمكانياتها البسيطة والمتواضعة, في عام 1923 تمكن عمال المناجم والسكك الحديدية الألمان من إجبار الجنود البلجيكيين والفرنسيين على التراجع أمام صمودهم الجماعي ورفضهم لتنفيذ أوامر جنود الاحتلال وذلك عبر أسلوب العصيان الكامل فقط – لا زلنا نعمل في بناء المستوطنات وحتى الجدار وغيره من أنشطة مؤسسات الاحتلال على أرضنا - , وفي عام 1944 نجح مواطني الدانمارك من فرض الشلل التام للحياة في بلادهم حتى اجبروا الاحتلال الألماني على إنهاء حالة الحظر والحصار المفروضة على بلادهم – لازال الحصار على بلادنا وشعبنا مفروضا منذ قرن من الزمان - ولا زلنا نحاول بكل السبل البحث عن وسائل لإقناع المواطنين تحت الاحتلال من مقاطعة منتجات عدوهم ولم يصل الوضع بعد بثقافتنا الى تحريم استهلاك منتجات عدونا او التخاطب بلغته فيما بيننا – لا تعلمها – او مقاطعة دوائره ومؤسساته وقراراته بل إننا نتوجه علنا لمحاكمه ونتقاضى أمامها ونقبل بقراراتها بما يجعلها تبدو وكأنها نظاما ديمقراطيا حقيقيا والأنكى من ذلك أننا نشارك في انتخاباته ومجلسه النيابي ونعتبر أنفسنا جزء منه ولا زالت الخلافات تعصف بنا لدرجة أننا نقضي جل وقتنا واهتمامنا بل واهتمام ووقت حلفاءنا وأصدقاءنا بالبحث عن حلول لخلافاتنا الداخلية تاركين للاحتلال كل الوقت لنهب أرضنا منتظرين – الترياق من العراق – والعراق هنا تارة أمريكا وتارة روسيا وتارة الاتحاد الأوروبي وتارة المجموعة العربية او مجموعة الأربعة او الثمانية الكبار إلا جهة واحدة لم نفكر قط بما يمكنها فعله للتخلص من الاحتلال وهي ( نحن ) بالمعنى الشمولي المطلق لكل الشعب بكل طاقاته الكامنة والمغيبة لصالح فئة لا صفة لها سوى أنها قررت أن تحل مكان الشعب بلعبة التحرير الغائبة عن الفعل الحاضرة بكل قوة الكلمات بلا أي مضمون.
الشعب الذي ينتظر السلاح الذي تصنعه أمريكا وكل الامبرياليين والرأسماليين وأصحاب المصالح ليحرر به فلسطين هو بالضبط كم ينتظر ماء الغرباء ليرتوي من العطش فسيبقى رهنا لرغبات الغرباء او سيموت من العطش في حين أن بإمكانه أن يحفر الأرض تحت قدميه ليخرج منها الماء ويشرب دون إرادة الغرباء وماءهم فبإمكان شعبنا بكل قواه وفئاته أجناسا وأعمارا واديانا وطوائف أن يضع للاحتلال حدا ويلغيه إن هو قرر فقط أن يفعل ذلك ويخطوا خطوة واحدة موحدة الى الأمام أيا كان شكلها إن هي فقط امتلكت صفة المقاومة ورفض المحتل ومنع تسهيل مهمته بمواصلة احتلاله للأرض وفرض سلطته وإرادته على الشعب فالذين يكتفون بالعيش لمجرد العيش سيكون من السهل عليهم أن يجدوا الخبز والماء لدى أي سيد على الأرض أيا كان ما دام خلاصهم يكمن في عيشهم لا في حريتهم فالشعب بإرادته فقط يملك مخزونا هائلا من الأسلحة لا يمكن لها أن تنضب ولا يمكن للأعداء أن ينتجوا مثيلا لها فهي أسلحة إنتاجها محتكر لصالح مصانع إرادة الشعوب الحرة من أمثال الوحدة والتماسك والجوع والصبر وعدم الخنوع ورفض إرادة الأعداء ووجودهم.
الأسلحة التي ذكرتها عديدة الفاعلية فلو تمكن مليون فلسطيني من بين العشرة ملايين أن يفترشوا الأرض جوعا لن تجدي معهم كل دبابات العالم لكسر إرادتهم ولو قرر المليون اجتياح بوابات القدس بصدور عارية فهم قطعا سيصلون إن آجلا أم عاجلا وإبداعات كفاح الشعوب لا حدود لها إلا عنان السماء ولقد كان الأجدى بنا أن نهتف للشقيري بان لدينا من السلاح ما يكفي فكل ما نحتاجه فقط هو إرادة تقرر إخراج سيوف إرادتنا من أغمدتها وإشهارها جوعا, صبرا, مشيا, وحدة وتماسك, في وجه أعداءنا وحينها لن يكون لنا إلا النصر أو النصر.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقاحة الأعداء ... تراجع الأصدقاء
- للأسف ... نتوه ولا يضلون طريقهم
- عن الفقر الى الفقراء (3)
- عن الفقر الى الفقراء (2)
- عن الفقر إلى الفقراء (1)
- ثورة التعليم لاستعادة الثورة
- - لا تندهي ما في حدا -
- مزرعة الحاكم ليست وطنا
- اللاثبات ... الثابت العربي الوحيد
- العرب ومتلازمة الخوف من الفرح
- المشافهة ثقافة المستبد والمرتجف معا
- تبييض المستنقعات الاستيطانية أم طمس لوننا
- قضايا أم لهايات؟
- حلب طريق الغاز لا طريق الجنة
- الاتحاد السويسري وسيط أم نموذج
- علم الجبر في جبر الحال العربي
- سنة فلسطينية لم تأت بعد
- العرب ... بين المؤتمر السابع والمهام السبع
- السماء لا تمطر حرية مجانا
- الامبريالية هي المشكلة وليس الاسلام


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - يا شقيري عنا سلاح