أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان الصباح - عن الفقر الى الفقراء (2)














المزيد.....

عن الفقر الى الفقراء (2)


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 00:04
المحور: المجتمع المدني
    


إلى أن يصبح الحبر خبزا والأقلام معاول


"ولدي الصغيرعندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت.ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أنني بريء. وأموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصته لأصدقائك"
بهذه الكلمات ودع أوجست سبايز المناضل النقابي الأمريكي الذي اعدم بجريمة لم يرتكبها في أحداث الأول من أيار عام 1886 في شيكاغو والذي تبينت براءته فيما بعد وحين كانت جريمة قتله تتم كانت زوجته تقف قبالة منصة المشنقة وتقرا رسالته التي ودع بها طفله.
احد على الإطلاق لم يعد اليوم يذكر ما قاله سبايز ولا النهاية التي طالته ورفاقه الثلاثة بالإعدام بل راح الناس يحتفلون بالأول من أيار والذي أصبح عيدا بكل ما تعنيه الكلمة يحتفلون ويغنون وينامون بما فيه الكفاية
"ثماني ساعات عمل وثماني ساعات نوم وثماني ساعات للراحة والاستمتاع " هذه هي المطالب التي مات في سبيلها سبايز ورفاقه واليوم والعالم اجمع يعلن أن هذه المطالب أصبحت حقيقة نغمض أعيننا عن الحقيقة الأهم وهي أن الذين يستمتعون بعيد العمال ويرقصون على دم سبايز ورفاقه في كل أنحاء العالم ليسوا هم رفاق سبايز الحقيقيين بل أصحاب الياقات البيضاء, ففي الأول من أيار لا يتمتع عمال البناء ولا عمال النظافة ولا عمال الحراسة والجنود الذين يحاربون من اجل نفخ جيوب أسيادهم.
لا احد من العمال الأميين والفقراء في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية واستراليا ولا حتى في أوروبا والولايات المتحدة يعلم متى يحل الأول من أيار ولا متى يحق له أن ينام أو أن يستمتع, على أكتاف الفقراء يجلس المتساقطون من أبناء جلدتهم, أولئك الذين يسهل عليهم لقربهم ان يمصوا دم الفقراء الأقرب لهم لصالح اللصوص الأكبر من الرأسماليين والامبرياليين وأعوانهم.
صغار الجنود والضباط وأصحاب الأعمال الشاقة بحاجة مرة أخرى لان يستيقظوا من جديد وان يقصوا الأفواه التي تمص دمهم ويقطعوا الأيدي التي تمتد إلى صحونهم لسرقة خبزهم وخبز أطفالهم ليزداد الأثرياء ثراء والفقراء فقرا.
منذ سنين باتت حكاية يا عمال العالم اتحدوا تحمل صوتا غريبا وكأنما النشاز ليس لان الشعار فقد معناه ومحتواه ولا لان فضية العمال قد غابت وان كل حقوقهم قد وصلت إليهم بل لان حجم الكارثة بات اكبر بكثير وان الإفقار طال شعوبا بحالها مما سهل على الرأسماليين رشوة عبيدهم والذين أصبحوا مستعدين للتآمر على العمال وقضاياهم ولان العمال الحقيقيين والشغيلة الفقراء والشعوب المضطهدة قد تم إلهائها وإشغالها بقضايا جانبية سخيفة وعلى يد حفنة من المرتزقة الأوباش الذين باتوا يسوقون شعارات الرأسمال الغربي عن الحريات والحقوق مع إفراغها من مضمونها ومحتواها.
الكارثة اليوم تكمن في أن الغالبية العظمى أو شبه المطلقة من حملة الأقلام المزورين ومقولي الأعلام وتزوير الفكر باعوا نهائيا القضايا العادلة مقابل فتات من الخبز يلقى لهم دون غيرهم.
على نداء اليوم أن يتغير كليا فطبقة العمال الصناعيين المنظمين في نقابات عمالية في البلدان الصناعية لا يمكن لها أن تكون طليعة العمال بعد أن تم رشوتهم ونقاباتهم وقادتهم علنا من قبل الرأسماليين وكذا أبواق الإعلام والأقلام المأجورة هي التي باتت تغطي السماء بكذبها بعد أن أصبحت وسائل الإعلام والاتصال حكرا على ناهبي قوت الشعوب.
إن الأمل يجب أن ينصب اليوم على الشغيلة الذين يموتون دفاعا عن الرأسمال وأصحابه وفي المقدمة الملايين من الجنود وصغار الضباط على مدى الأرض فقد آن لهم أن يرفعوا أصابعهم عن الزناد ويتوقفوا عن قتل بعضهم.
عندها وعندها فقط سيعلو صوت أوجست سبايز وابنه وسينتصر الحق والعدل وندفن في تراب الأرض حفنة صغيرة من تجار الموت وناهبي ثروات الأرض وقوت ناسها.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الفقر إلى الفقراء (1)
- ثورة التعليم لاستعادة الثورة
- - لا تندهي ما في حدا -
- مزرعة الحاكم ليست وطنا
- اللاثبات ... الثابت العربي الوحيد
- العرب ومتلازمة الخوف من الفرح
- المشافهة ثقافة المستبد والمرتجف معا
- تبييض المستنقعات الاستيطانية أم طمس لوننا
- قضايا أم لهايات؟
- حلب طريق الغاز لا طريق الجنة
- الاتحاد السويسري وسيط أم نموذج
- علم الجبر في جبر الحال العربي
- سنة فلسطينية لم تأت بعد
- العرب ... بين المؤتمر السابع والمهام السبع
- السماء لا تمطر حرية مجانا
- الامبريالية هي المشكلة وليس الاسلام
- ترامب العاقل وبرامج الأغنياء المجنونة
- المؤتمر السابع وبوصلة الوحدة
- متى قاومنا المحتل آخر مرة ؟
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (23)


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان الصباح - عن الفقر الى الفقراء (2)