أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ايمان عبد الستار عطاالله - انهار لا تجف














المزيد.....

انهار لا تجف


ايمان عبد الستار عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 01:19
المحور: المجتمع المدني
    


انهارٌ لا تجف

يعود سبب تسمية العراق ببلاد الرافدين الى الاغريق, عندما اطلقوا عليه اسم (ميزوبوتاميا) للدلالة على (الأرض التي يوجد فيها أكثر من نهر)، وفي اللغة السريانيّة سميّ العراق بـ(بيت نهرين) نسبة الى نهري دجلة والفرات, ويبدو ان الاغريق والسريان غفلوا عن وجود نهرٍ ثالثٍ جارٍ منذ القدم لم يأت على ذكره التاريخ رغم حضوره الدائم, هذا النهر ظل متدفقا دافئا, لازمته السرمدية التي ترافقت مع شقيقيه (دجلة والفرات) ورغم الاتفاق على توزيع الادوار بين الاشقاء في سقي الارض وارواءها تعمد هذا الثالث الوصول الى كل شبر في ارض الرافدين لاشباعها بل واغراقها, ليس هذا وحسب بل تجاوزه الى حدِ ان يفيض الى الاراضي التي حوله ليجود بما منحه الله من دفق وطهارة, وبدلاً من ان يصب في شط العرب كأخويه كان مصبه أي ارض عربية عطشى لمياهه, ليبقى جاريا منذ اول جريمة لابناء سيدنا ادم الى الان, فكان كل رافدٍ (ميزوبوتامي) يولد يوصف بانه مشروع تطوعي للارواء, حتى وان كان جريانه مستقراً فهو مجندٌ للسقيّ, كي تحيا ارضٌ اخرى لا تجود بمياه انهارها كما يجود هذا (الميزوبوتاميّ), ربما كان السبب زواج مقدس بين قطرات مياهه وذرات التراب التي تلفظ أي مياه غيره, بعد ما تذوقت عذوبته وتمتعت في تلقفها, وربما لان بلاد الرافدين معطاءة في كل شيء... ربما وربما! اشياء واشياء! اسباب واسباب لنتيجة حتمية في سرمدية النهر الثالث التي جعلت سكان بلاد الرافدين لم يبادروا بالحفاظ على مياهه عن طريق وضع سدود وموانع, كما فعلت دول الجوار مع شقيقيه من بناء لسدود وخزانات ضاربة بذلك كل قوانين المياه الاقليمية, ولم يفكر سكان الرافدين في استثمار مياهه في مشاريع البناء وانتاج المحاصيل الخضراء لانه كما قلنا سابقاً (مشروع تطوعي للري)... ذلك هو الدم العراقي الذي كان وما يزال نابعاً متدفقاً في كل مكان وفي كل زمان وتحت أي ظرف ولاي سبب فمن لم يمت هنا في هذا الانفجار ذهب شهيدا لاحتجاجه الصامت او الناطق في هذه البقعة او تلك وتحت ذرائع ومسميات سياسية اوطائفية اومذهبية او قومية كاذبة.
لماذا كتب علينا القتال بالنيابة والموت بالنيابة ليحيا غيرنا بالاصالة؟ لماذا نتبرع بزهورنا كقرابين لاجل ان تحيا ادغال لا نفع فيها سوى انها تكسو الارض بالحشائش؟ لماذا قوافلنا تحج الى السماء جماعة بلا عودة بينما يحج البعض الى اوربا واستراليا, والبعض الاخر الى الديار المقدسة ليعود الى اهله سالما محملاً بالهدايا والافراح؟ لماذا امنا ثكلى من دون الامهات؟ لماذا يكبر شبابنا وهو يرى نهايتة تلوح في الافق قبل ان يرى حلمه في مستقبلٍ واسرة لا ايتام فيها ولا ثكالى, لا اطفال يُتاجر بهم في الطرقات لبيع مناديل, او مسح نوافذ السيارات, بعد ان استبدلوا مقاعد الدراسة بالرصيف ليعودوا الى بيوتهم حاملين ما يجلب اللقيمات الى عشوائيات ومساكن يكاد بيت العنكبوت يفوقها صلابة وقوة؟
سؤال يدور في الذهن باستمرار وربما اكتسب هو الاخر صفة السرمدية بعد ان ايقن الاجابة في ان هذه حتمية قدرية لكل من يحمل هوية ميزوبوتيمية.



#ايمان_عبد_الستار_عطاالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيادة المسرحية
- مصطلح التطهير بين ارسطو وبريخت


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ايمان عبد الستار عطاالله - انهار لا تجف