أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان عبد الستار عطاالله - مصطلح التطهير بين ارسطو وبريخت














المزيد.....

مصطلح التطهير بين ارسطو وبريخت


ايمان عبد الستار عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 20:25
المحور: الادب والفن
    


مصطلح التطهير بين ارسطو وبريخت
ايمان الكبيسي
يصنف ارسطو التطهير في كتابه (فن الشعر) و(السياسة) الى انه تصفية لانفعالات الشفقة والخوف اللذين تثيرهما التراجيديا, جاعلا منه نتيجة حتمية لتاثيرات العرض المسرحي على نفس المتلقي وما تبثه من مشاعر, والتطهيربلفظ (katharis)هو مصطلح بالغة اليونانية مستخدم في الطب ويعني التفريغ العاطفي والجسدي وقد استخدمه اليونانين بمعاني عدة منها ديني وجمالي وفسيولوجي وطبي...الخ, وهو"اجلاء او اخلاء او كما يقال غالباً تزكية او تصفية في الكلام على تصفية الاهواء وهو مصطلح استعمله المحللون النفسانيون ولاسيما (بروير) و (فرويد) للعملية الطبية النفسية التي تقوم على الوعي بفكرة او بذكرى يُحدث كبتها اضطرابات جسدية او عقلية , وتخليص الشخص منها بهذه الطريقة"(1)
والتطهير بوصفه احد من اهم اهداف المسرح كما اشار ارسطو شجع ( مورينو) الطبيب النمساوي على توظيفه كجزء من عملية العلاج بالسايكودراما باستخدام لعب الادوار والتمثيل لمعاجة مزدوجة تتم للبطل الذي يقوم باداء الدور وتقمص الشخصية بكل نوازعها وافكارها وللمتلقي الذي يشاهد الممثل ويتفاعل معه وصولا للتطهير, وللتطهير جانب مهم في انه لا يحدث بين الفرد وذاته (بل يجب ان يكون ضمن سياق اجتماعي يجمع بين شخصين او اكثر , فالعلاقات الاجتماعية والادوار المتفاعلة بما تثيره من قضايا ومناقشات بين الافراد ...تساعدهم على تحقيق التطهير)(2)هذا ان دلّ على شيء انما يدل على ان شرط الوصول للتطهير هو احداث حالة من التقمص بين الممثل والشخصية وحالة من الاندماج بين المتلقي والاحداث الجارية على خشبة المسرح من خلال الاكتشافات التي توصل اليها المخرج والممثل الروسي(ستانسلافسكي) في كتابه (اعداد الممثل )ان الحالة الذهنية للممثل تكون احدى اهم عقباته في التمثيل والاقناع اذ انه سيؤدي ما لا يشعر به داخليا , فضلا عن ان انشغال الممثل وانفصاله عن الجمهورمن خلال تخيله من ان جدارا فاصلا بينه وبين الجمهور يعطيه مساحة من الحرية في الحركة والارتياح الذي ينعكس بصورة ايجابية على اداءه الجسدي والنفسي عن طريق التقمص والاندماج الذي نادى به ارسطو.
في عشرينات القرن العشرين ظهرت نزعة على يد(اوزينغان ولوكربوزييه) " تعلن على ان المهمة الرئيسة للفن هي تطهير الواقع مما يبدو غريبا عنه اي التعقيدات الايديولوجية"(3) وظل هذا المفهوم حاضراً حتى احدث المخرج والكاتب الالماني(برتولد بريخت) ثورة قلبت كل ما كان متعارف من مفاهيم المسرح والدراما الارسطية باستخدامه اسلوب التغريب الذي تجسد في مذهبه المسرحي الذي اطلق عليه بعد نضوجه (المسرح الديالكتيكي), فتجسد في اليات النص من حيث عزوفه عن المنهج التقليدي الارسطي في البناء الدرامي المتصاعد, واستلهام قصص التاريخ وزجها في احداث حالية, وادخال شخصية الراوي في قطع سير الاحداث والتعليق عليها , فضلا عن اعتماد التغريب في اليات العرض من استخدام مناظر رمزية واشرطة سينمائية وتغيير الممثلين لشخصياتهم وازيائهم امام الجمهور ومشاركة الجمهور في الاحداث ...كل تلك الاساليب اعتمدها (بريخت) لكسر الايهام ومنع الاندماج ليبقي على ارتباطة بفكر المتلقي لا عاطفته وتوفير المتعة من خلال اكتشاف المعرفة لا من خلال مداعبة المشاعر واخراج المكبوتات كما كان هدف المسرح الارسطي.
من ينظر الى المنهجين يرى ان (برتولد بريخت) قد قطع كل السبل المؤدية الى التطهير, لكنه في الوقت ذاته اعتمد تطهيراً اخر جعله نتيجة لتطبيق نظرية الانعكاس ذات المرجعيات الماركسية من ان المسرح يقوم بواجبه في ان يعكس الواقع المعاش على الخشبة للعمل على تغيره واصلاحه, بمخاطبة فكر المتلقي واثارته وعدم تخديره وسلبه كما هو حاصل في المسرح الارسطي.
لذا فمن الممكن القول ان (بريخت) لم يرفض التطهير كهدف عام للمسرح لكنه رفض الالية التي تعامل معها (ارسطو) في مخاطبة المشاعر وسلب الفكر حقه في الاختيار, بل على العكس اعتمد تطهير الفكر ومن ثم تطهير المجتمع من سلبياته بتحفيزه الى الرفض والتغيير عن طريق مسرحه الديالكتيك.


المصادر:
(1)لالاند, اندريه:موسوعة لالاند الفلسفية,المجلدالاول,عويدات للطباعة
والنشر,بيروت, 2012 , ص153.
(2)حسين ,كمال الدين:المسرح التعليمي بين الدراما والتطبيق, الدار المصرية
اللبنانية,القاهرة,2004ص186.

(3) روزنتال ويودين:الموسوعة الفلسفية,ت:سمير كرم,ط2,دار الطليعة بيروت,
1980, ص131.



#ايمان_عبد_الستار_عطاالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان عبد الستار عطاالله - مصطلح التطهير بين ارسطو وبريخت