أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمنية حامد - رأس و عديد من الأرجل














المزيد.....

رأس و عديد من الأرجل


أمنية حامد

الحوار المتمدن-العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حين تنتقل نظم الادراة إلي ترتيبات تشابكية البنية لاتخاذ القرار و تفعيل كفاءة العمل نجد ان نظم اداراتنا تتجه بخطي واثبة نحو الترتيبات الهرمية. الحديث ليس بالجديد، ولكن الاصرار علي هذا الترتيب الهرمي، بل سرعة الخطو نحو تأصيل وتعميق هذا التوجة، هو ما يثير القلق.

لقد غدونا نعاصر اتجاهات تُفحل من حجم الرأس الواحدة، عل حساب تضئيل مساحة العنق، لتتراكم مراكز القوي في رأس تتربع علي عنق نحيف و هش، قبل ان تنفطر علي ملايين الأرجل القصيرة.

إذا ما بحثنا عن تفسير ما نراه، فاننا امام عدد من الاحتمالات، والتي تتضمن:

أولا: بعد تاريخي، فقد ورثنا الترتيب الهرمي كما ورثته باقي المجتمعات و المنظمات. لكن في حين تطور هذا الترتيب في عديد من المنظومات و البلدان، و تبدل نحو نسق أكثر تشابكية ليحاكي متغيرات العصر و متطلبات النمو، لم نغير نحن من هذا الموروث بشكل معنوي. لكننا اضفنا إليه و عدلنا منه (بقصد او بدون قصد) ليصبح ترددنا هو حول اتساع وتضييق العنق أو حول البعد بين الرأس والارجل، دون تغيير الهيكل الهرمي.

ثانيا: هدف التعبئة، يؤمن البعض بضرورة أحادية الاتجاة و التمسك بكيان هرمي حاد الرأس كسبيل لتعبئة الجهود ضد ”الدخيل“ أو ”العدو“. يصاحب هذا التوجهة محاولات للانفراد بالرؤية والسلطة (وهو ما يمكن ملاحظتة علي صعيد دول مثل تركيا بعد محاولاة الانقلاب 2016) وعادة ما يجتهد النظام علي توطيد هذه التركيبة الهرمية الحادة حتي بعد مواجهة ”العدو“، إما بفعل التناسي أو بانشاء عدو جديد و تحدي مستمر.

ثالثا: تفاعلات نقل الثقل، قد ينتج تفاقم الرأس بموجب تفاعل بين قوي الرأس وبين بعض مؤسسات العنق، الأول بدافع توطيد وضعه والثاني بحافز مصلحي و تفاعل فردي. يؤدي مثل هذا التفاعل إلي انسياق الثقل نحو الرأس، آخذا من هيكل العنق، و هو دائما ما يحدث في خضمه ضعف و إضعاف لباقي المؤسسات.

***

مشاكل الهرم

يعاني الكيان المعتمد علي تفاقم رأس المنظومة، علي حساب باقي أجزاء الجسد، من ضعف هيكلي لعدد من الاسباب:

1. ضعف القدرة علي حل المشاكل . تحتاج المشاكل التي تنشب علي مستوي الارجل، أي علي مستوي القاعدة الشعبية، لتفعيل تلك القاعدة ليس فقط للمشاركة في الحل و لكن أيضا للدراية الأفضل للقاعدة بنطاق وطبيعة مشاكلها. و عليه يخفق الكيان الهرمي في حل تلك المشاكل مالم يتسع ليحتوي القاعدة كشريك في وضع رؤية للحلول و ضلع اساسي في تنفيذ خطط الواجهة.

2. ضعف القدرة علي التكيف و مواجهة المتغيرات. تعتمد مرونة قدرة أي منظومة للتكيف والاستجابة للمتطلبات والمتغيرات المحيطة علي تفعيل دور مختلف المستويات التنظيمية (من أفراد و مؤسسات، أو أرجل و عنق). ان الدافع الاساسي لتحول عديد من المنظومات لترتيبات تشابكية أكثر تسطح من الشكل الهرمي هو تعظيم فرص نجاح المنظمومة و ضمان استمراريتها في خضم عالم بطبيعتة مضطرد في تغيره. يحدث ذلك من خلال تفعيل مقدرة باقي اجزاء المنظومة في استشعار و استشراف المتغيرات المحيطة، و تمكينها من التحرك السريع و المبتكر لمجابهه أو مواكبه تلك المتغيرات.

3. محدودية المنهج وفرص النجاح ان كانت حدة الرأس تعتمد علي مبدأ قصدي لتوحيد الصفوف تحت نداءات ”وضع الاختلافات جانبا للمصلحة العامة“، فيجب ان نتذكر ان التحول القصدي و الموجة في المجال البشري (الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي…) لا يمكن ان يكون كإطار مماثلا للتعامل مع ظواهر فيزيائية أو كيميائية في معمل مغلق.
ان التفاعلات الاجتماعية بطبيعتها معقدة و دائما و أبداً ما تنتج فجوة و حيود بين المقصد و المحصلة. أن نداء التعددية (تفلطح الرأس) وتفعيل دور باقي اعضاء الجسد، بخلاف ديمقراطية النداء، يرتكز علي تقوية التنوع في المنهج كسبيل ضمان فرص نجاح أكبر في بلوغ المقصد.

4. خطر ضمور قدرة باقي اعضاء الجسد. إذا ما وضعنا غمامة علي أحد عيني طفل، فستصاب العين بالعمي بعد فترة، علي الرغم من عدم وجود عيب خلقي بها. لقد تكيف الجسد مع الوقت بعدم الاعتماد علي تلك العين. الوضع ممثال تجاه مؤسسات و هياكل العنق، إذا ما تم عزلها أو تنحيتها جانبا (و لو بوضع مؤقت)، فستصاب بالوهن و بالعجز أو بالضمور.

ختاما لا يجب ان ينساق التوجهة نحو تفحيل القمة الهرمية تحت حجة ”عبقرية“ أو ”كارزمية“ الرأس و القائد. ان ركيزة التطور المؤسسي لأي نظام علي مدار التاريخ، تعتمد علي تفعيل آليات الفصل بين الصفه الذاتية أو المقومات الشخصية للقائد و وظيفته في الهيكل المنظومي. فبصرف النظر عن مدي براعة الرأس، لن يستقيم قوام هيكل غير متزن البناية.


بامكاننا المجادلة بأن احادية الرأس و هرمية البناء مناسبين لظروف معينة و لفترة وجيزة و تحت قائد بعينه، و لكن، إضافة لما اشرنا له من عيوب للهيكل الهرمي، فانه يمكن الجزم ان الانسب لأغلب الظروف و الأكثر كفاءة و حكمة هو تفعيل مؤسسات العنق و تمكين الارجل نحو تحول منشود لتستطيح الهرم.



#أمنية_حامد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابتكار الاجتماعي لتفادي العجز المكتسب


المزيد.....




- مقتل وإصابة أكثر من 59 فلسطينياً في استهداف إسرائيلي لاستراح ...
- بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمن ...
- تونس: السجن لعامين بحق المحامية سنية الدهماني التي انتقدت -م ...
- روسيا تسيطر على أول قرية في دنيبروبيتروفسك
- كيف تلطخ -مصايد الموت- في غزة أكياس الطحين بالدم؟
- بعد سنوات من الخلافات.. قبرص تعتزم دعوة أردوغان للمشاركة في ...
- إيران تعلن ارتفاع ضحايا الهجوم الإسرائيلي وتهدد بالرد على أي ...
- نيوزويك: من يقف وراء نصب الكمين لرجال الإطفاء بولاية أيداهو؟ ...
- ثاني وزير في الكاميرون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
- فرنسا ومدغشقر تبحثان حل نزاع الجزر المتناثرة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمنية حامد - رأس و عديد من الأرجل