نادية ميلودي
الحوار المتمدن-العدد: 5432 - 2017 / 2 / 14 - 04:07
المحور:
الادب والفن
في ركام تلك الذكريات العابرة، بين كل ذاك الكذب المزيف، قدر يقذفني في الفراغ، يعانقني كمين الحقيقة، صراع يتخبط بداخلي، مواجهة وهروبا، أعانق نفسي، أناجيها، أعاتبها، أمسح دمعها، أحضنها، أغوص في سراديب لاهوتي..
ضوضاء صاحبة بداخلي، عتمة مخيفة، جحيم يلفني، ضباب سرمدي يحوم بي، صديق يربت على كتفي، يوقظني من غفوتي، ينتشلني من غياهبي..
وجوه كثيرة تحيط بي، وجوه أعرفها، وأخرى تسللت من غفوتي، وجوه تحبني، تبغضني، تأسرني، تتعقبني، عينان تدور في محجريهما، تحملق جاحظتين، ثعلب ماكر نط فارا هاربا من بؤبؤها، حمل وديع يسكنهما، يرعى في الوجوه، باحثا عني، عن وجهي في وجوه الحاشدين، وجهي ليس ككل الوجوه، وجهي في كل الوجوه، وجهي كل الوجوه..
جسَدٌ أثخنته قلة حيلة هاربة مني، إلى جذع شجرة شاخت من سنّها، وجه جدتي منحوت على ساقها، ثمانون سنين ويزيد، تجاعيد وهموم، آلام وخيبات، بصيص نور لاح من طولها، شارد في وجه جدتي، ابتسامة تقترب، تعانق روحا ماردة، تستكين لظل عينيها، دفئ يسري في أوصال تخاصمت وقت الظهيرة، حنان يتدفق موجا صاغبا، صوت جدتي تسلل مهلهلا إليّ "عانقي نفسك يا بنيتي"."
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟