أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عسليه - رئيس الملائكة ميخائيل بين الوثنية والخرافة















المزيد.....



رئيس الملائكة ميخائيل بين الوثنية والخرافة


هاني عسليه

الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 03:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاء في كتاب (التماجيد المقدسة) وهو من الكتب الكنسية التي تقرأ في الأعياد والمناسبات الدينية:

"ميخائيل رئيس الملائكة الطاهر قائم عن يمين الله ، يطلب عن أهوية السماء وثمرات الأرض ، ومياه النيل ، كي تمتلئ ، ويصعدها الله كحدها (وفاء النيل) على وجه الأرض كلها".

وجاء في ذات الكتاب أيضاً في موضع آخر "السلام لرئيس الملائكة (ميخائيل) الملتحف بنور الثالوث القدوس. أنت هو الذي تطلب إلى الرب ، من أجل صعود (وفاء) الأنهار ، ونبات الأرض ، وأثمار الأشجار ، والأمطار ...".

وجاء في بعض كتب الكنيسة : "ميخائيل مخلوق من نار ، هو خادم الملك العظيم ، يسوع المسيح ، وقائم عن يمينه في كل حين يشفع في جنس البشر ، يطلب في أمر النيل والندى والمطر والهواء والثمار والأرض" ...

وجاء في كتاب (الدفنار) تحت اليوم الثاني عشر من هاتور "هوذا ماء النهر (النيل) يكمل كحده بطلبات ميخائيل رئيس الملائكة العظيم ، وكل الأثمار التي على الأرض ينميها الله بطلبات ميخائيل العظيم في رؤساء الملائكة.

"هو ملاك المياه ، والطالب عن أهوية السماء ، وأثمار الأرض ، والأمطار والأندية ، وعن كل ما يتعلق بالبشر" ... ويوصف كذلك بأنه (رئيس الجيوش الواقف قدام الله ، يطلب نهاراً وليلاً من أجل مياه البحار وأهوية السماء ، وأثمار الأرض). وجاء في الميمر الذي يقرأ في السادس والعشرين من شهر بؤونه القبطي في تذكار تأسيس كنيسة الملاك غبريال (جبرائيل) بجبل النقلون بالفيوم (إحدى محافظات مصر) ، أن الملاك ميخائيل هو الملاك الذي قال عنه الإنجيل للقديس يوحنا إنه كان يحرك الماء في بركة بيت حسدا "لأن ملاكاً كان يَنزِلُ من وَقتٍ لآخَر إلى البِركَةِ ويُحَركُ الماءَ ، فكان أوَل مَن يَنزلُ عِندَ تَحريكِ الماءِ يَبَرأُ مِن كُل مَرَضٍ يَعَتريه" (يوحنا 5 : 4) . وجاء عنه أنه كان مع العمال الذين كانوا يحفرون في البحر المعروف ببحر يوسف الصديق إلى حين دخلوا به إلى إقليم الفيوم وصار يُسمى إقليم (الفيوم) اعني (البحر).

سبب اختيار يوم عيد ميلاده !

لرئيس الملائكة ميخائيل في كنيستة الأرثوذكس الأقباط عيدان أساسيان غير مناسبات اخرى يُذكر فيها ويُعيَد له فيها :
العيد الأول يقع في الثاني عشر من شهر هاتور ثالث شهور السنة القبطية ، ويقابل اليوم الحادي والعشرين من شهر نوفمبر (تشرين الثاني).
والعيد الثاني يقع في الثاني عشر من شهر بؤونه ، عاشر شهور السنة القبطية ، ويقابل التاسع عشر من شهر يونيو (حزيران).

أما الروم الأرثوذكس والكنائس التي تتبع الطقس البيزنطي فتحتفل بالملاك ميخائيل والملاك جبرائيل في اليوم الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) – والكنيسة الرومانية الكاثوليكية تحتفل بالملاك ميخائيل في التاسع والعشرين من سبتمبر (ايلول) وكذلك الكنيسة الاسقفية.

والمناسبات الاخرى التي تحتفل فيها الكنيسة القبطية برئيس الملائكة ميخائيل هى 12 من شهر بابه (ثاني شهور السنة القبطية) ، ثم 12 من كيهك (رابع شهور السنة القبطية) ،
وبالإجمال ، اليوم الثاني عشر من كل شهر قبطي ... وكان من عادة الأقباط ، خصوصاً في الريف أن تقام في هذه المناسبة القداسات والصلوات ، وبعد ذلك تمد الموائد ليأكل منها الفقراء والمساكين ، وخصوصاً من السمك ، ونوع من الفطير والخبز الخاص المعجون بالسكر أو العسل والزيت يعرف بـ (فطير الملاك).

والأصل في إختيار الثاني عشر من شهر هاتور القبطي عيداً لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل ، أن هذا اليوم كان عند المصريين القدماء عيداً يقيمونه للإله الوثني (زُحل) ،
فلما صار الأقباط مسيحيين رأى البابا الكسندروس وهو التاسع عشر من بطاركة الكرسي الإسكندري (312 – 328م) أن يحوله إلى عيد لرئيس الملائكة ميخائيل بعد أن بنى مكان هيكل الإله الوثني (زحل) كنيسة باسم رئيس الملائكة ميخائيل.
وبذلك حل الاحتفال برئيس الملائكة ميخائيل محل الاحتفال بالإله الوثني (زحل) ، وانتصر تدريجياً العيد المسيحي على العيد الوثني القديم ،
وصار يوم الثاني عشر من شهر هاتور عيدا مسيحياً لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل.

كذلك اليوم الثاني عشر من شهر بؤونه كان يقع في بدء الفيضان ، وكان عند المصريين القدماء عيداً من أهم الأعياد القومية والوطنية. وكانوا يقيمونه في مبدأ الأمر لإله النيل ، اعتقاداً منهم أنه كانت تأخذه الرحمة بالمصريين في زمن التحاريق ، فيطير إلى أعالي النيل ، وهناك يُلقي فيها من فمه قطرات من الماء ، فتتبخر وتصعد إلى السماء ، فتتحول إلى سحب كثيرة ، فتهطل سيولاً من أعالي الجبال ، ومن ثم يفيض نهر النيل بالمياه التي تروي البلاد ، فيعم الخصب والنماء ، ويفرح المصريون لهذا الخير العميم ، ويتبادلون الهدايا.

فلما صار الأقباط مسيحيين ، تحول عندهم هذا العيد القومي لإله النيل ، إلى عيد لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل بصفته رئيس الملائكة الواقف أمام العرش الإلهي في السماء يشفع في الناس ويرفع إلى الله صلواتهم ويطلب من الله ارتفاع مياه النيل ، ليعم الخير كل وادي النيل (انظر كتاب تاريخ البطاركة – المجلد الرابع – الجزء الثاني – طبعة سنة 1974م صفحة 118).

وميخائيل هو واحد من بين سبعة رؤساء ملائكة روحانيين غير جسدانيين يقفون أمام عرش الله في السماء العليا (لوقا 1 : 19) ، يعبدون الله ويقومون على خدمته وتنفيذ أوامره تعالى ، وهو يرسلهم إلى الأرض لتبليغ رسالاته (لوقا 1 : 19) ، ولخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص (العبرانيين 1 : 14) ، ووصفهم سفر الرؤيا بأنهم "السبعة الأرواح الذين أمام عرشه" (الرؤيا 1 : 4) وأنهم "حول العرش سَبَعةُ مصابيحَ من نار مُتَقدة ، هى أرواحُ الله السَبعةُ" (الرؤيا 4 : 5) كما وصفهم سفر طوبيا بـ "السبعة الواقفين امام الله" (طوبيا 12 : 15) وتذكرهم الكنيسة في طقوسها ، وفي الحانها ، ومنها لحن (الهيتنيات) مستشفعة بهم : (بشفاعة سبعة رؤساء الملائكة ، يارب أنعم علينا بمغفرة خطايانا).

ولعل هذا هو السبب في انه الوحيد الذي اختصه الله تعالى باسم ممتاز ، تفرد به بين جميع السمائيين ، مما يدل على أنه يفوقهم جميعاً ، بأنه يشبه الله في بهائه وجلاله ونوره وروحانيته وسيادته على من هم دونه من الملائكة ورؤساء الملائكة.

فاسمه (ميخائيل) وتفسيره (من هو مثل الله؟) وكأنه باسمه الذي يُنادى به ينطق قائلاً : ليس مثل الله أحد ، لأن الله ليس له نظير يساويه ، فهو واحد أحد ، متفرد بالألوهية والربوبية ، ولم يكن له كفواً أحد. إقرأ : مزمور 76 : 13 – مز 70 : 19 – مز 34 : 10 – مز 85 : 8 - مز 88 : 6 – الخروج 8 : 10 – الخروج 9 : 14 – الخروج 15 : 11 – التثنية 3 : 24 – التثنية 33 : 26 – 2 صموئيل 7 : 22 – 1 الملوك 8 : 23 – ارميا 10 : 6 – ميخا 7 : 18.

وقد ورد اسم الملاك ميخائيل خمس مرات في الكتاب المقدس ، ووصف مرة بأنه "ميخائيل أحد الرؤساء الأولين" دانيال 10 : 14 وأُخرى بأنه "ميخائيل رئيسكم" دانيال 10 : 21 ، وثالثة بأنه "ميخائيل الرئيس العظيم" دانيال 12 : 1 ، ومرة رابعة بأنه "ميخائيل رئيس الملائكة" يهوزا 1 : 9 ، والمرة الخامسة ذكر ميخائيل في سفر الرؤيا 12 : 7 أيضاً كرئيس الملائكة. انظر أيضاً 1.تسالونيكي 4 : 16.

ويعزى إلى ميخائيل رئيس الملائكة أنه هو الذي طرد الشيطان – المسمى أيضاً إبليس – وملائكته من السماء عندما تكبر وطغى وتجبر ، فنزع الرب قضيب الذهب الذي في يد إبليس أو ليسيفوروس (نجمة الصبح) . انظر (اشعياء 14 : 12) ، حرفيا : حامل النور وأعطاه لميخائيل ، فشرع ميخائيل في طرد الشيطان ، واشهر عليه سيفه الملتهب ناراً
جاء في سفر الرؤيا : "ووقعت حرب عظيمة في السماء. فإن ميخائيل وملائكته قاتلوا التنين. فقاتلهم التنين بملائكته. لكنه انهزم أمامهم فلم يعد لهم مكان بعد ذلك في السماء. فطرح التنين الحيةُ العظيمة القديمة ، ذاك الذي يسمى إبليس والشيطان ، الذي يضل العالم كله ، طُرح إلى أسفل الأرض ، وطرحت ملائكته معه" (رؤيا 12 : 7 – 9).

في تلك الحرب العظيمة التي وقعت في السماء بين ميخائيل وملائكته وبين الشيطان وملائكته ، انتصر ميخائيل وانهزم ابليس مدحوراً ، فطرده ميخائيل من السماء مقهوراً ، وأنزله إلى الجحيم والهاوية والعالم السفلي تحت الأرض. وفي هذا المعنى قال السيد المسيح له المجد "إني رأيت الشيطان ساقطاً من السماء كالبرق" (لوقا 10 : 18) . وجاء في رسالة القديس يهوذا "والملائكةُ الذين لم يحفظوا رِئاسَتهم ، بل تركوا مسكنهم ، تحفظ عليهم إلى دينونة اليوم العظيم في قيود أبدية في أعماق الظلمات" (يهوذا 1 : 6) . وجاء في رسالة القديس بطرس الثانية: "فإن الله لم يشفق على الملائكة الذين أخطأوا ، بل طَرَحَهم في اسافلِ الجَحيمِ ، مُقَيدين بسلاسل الظُلمات ، محروسين للقضاء والعقاب" (2.بطرس 2 : 4) .

لقد اتخذ ميخائيل من اسمه تبريراً حسناً لمحاربة الشيطان ومنازلته ، لأن إبليس قد تعالى على الله وظن في نفسه أنه صار أحكم من العلي ، فارتأى في نفسه فوق ما ينبغي له أن يرتئي (رومية 12 : 3) ، فانبرى له ميخائيل مدفوعاً بغيرته المقدسة على مجد خالقه وسيده ، منكراً على الشيطان دعواه وادعاءه ، وحاربه ليخرسه ويصمته ويقضي على غروره وادعائه ، وقهره على أن يُفارق السماء ، فسقط إبليس ومعه ملائكته مدحوراً ومهزوما بسيف رئيس الملائكة ميخائيل ، وهبط إلى الأرض وما تحت الأرض ، ولم يجرؤ بعد ذلك على أن يدخل السماء ... فكان تصرف ميخائيل مطابقاً لاسمه .. إنه لم يحتمل أن يكون هناك كائن في السماء يجرؤ على أن يدعي لنفسه ما لله سيده وبارئه . فكان الاسم الذي يحمله ميخائيل حافزاً له على أن يقود ضد إبليس حرباً شعارها (من هو مثل الله؟) وهو معنى الاسم الذي يحمله رئيس الملائكة ميخائيل .

يقول الوحي الإلهي بفم النبي اشعياء مشيرا إلى إبليس على ما يقول آباء الكنيسة وعلماء الكتاب المقدس "كيف سقطت من السماء أيتها الزُهَرَةُ بنتُ الصُبح؟ كيف قُطِعتَ إلى الأرض يا قاهر الأمم؟ قد قلتَ في قلبكَ إني أصعد إلى السماء ، أرفعُ عرشي فوق كواكب الله ، وأجلسُ على جبل الاجتماع في أقاصي الشمال . أصعد أعالي السُحُبِ ، وأصير مثل العلي . بل إنما تُهبطُ إلى الجحيم ، إلى أسافل الجب" (اشعياء 14 : 12 – 14) .

جاء في كتاب (التماجيد المقدسة) وهو من كتب الكنيسة التي تقرأ في الأعياد والمناسبات الدينية الطقسية ( ميخائيل الملاك ضرب إبليس بجناحه فألقاه إلى اسفل الجحيم ، إلى كمال الدهور ) .

ولعل الصورة التقليدية لرئيس الملائكة ميخائيل منتصراً على الشيطان في هيئة تنين هى وسيلة إيضاح رمزية لتلك الحرب القديمة التي وقعت في السماء ، وترتب عليها طرد الشيطان من السماء وهبوطه إلى باطن الأرض ، ونزوله إلى أسافل الجحيم في العالم السفلي . ويظهر في الصورة رئيس الملائكة ميخائيل في هيئة رئيس جند الرب مرتدياً حلته الحربيه ، ومشهراً سيفه بيده اليمنى ، ممسكا بميزان بيده اليسرى . أما الميزان فقد شالت إحدى كفتيه ، وفي ذلك بيان لنقص الشيطان امام ميزان الحق الإلهي ، وإيضاح لعدم استقامة سيرته وإنحراف سلوكه عن المسار السوي . وبينما يبدوا رئيس الملائكة منتصراً في قوة وجلال وجبرؤوت ، يظهر الشيطان ، الحية القديمة مدحوراً تحت قدميه ، مكسوراً مهزوماً ومرتعباً مرتعداً ، وقد مُسِخت صورته الأصلية ، الصورة الملائكية ، وتحول إلى تنين شرير ومظلم وكريه الشكل وقبيح المنظر .

وفي نفس الوقت قد تشير الصورة نفسها إلى اندحار الشيطان أمام رئيس الملائكة ميخائيل في معركة أُخرى بينهما ، من جهة جسد النبي موسى ، الذي أراد الله أن يخفيه عن بني إسرائيل ، بعد موته حتى لا يعبدوه فيقعوا من جديد في عبادة الأوثان . قال الكتاب المقدس "فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب بأمر الرب ، ودفنه في الجواء (الوادي) في أرض موآب تجاه بيت فغور ، ولم يعرف أحد قبره إلى هذا اليوم" ( التثنية 34 : 5 و 6) ، بينما قصد السيطان أن يظهره لبني إسرائيل حتى يفسدهم عن الإيمان بالله الواحد الحقيقي وحده . جاء في رسالة القديس يهوذا الرسول "وأما ميخائيل رئيس الملائكة ، لما خاصم إبليس وجادَلَهُ في مسألة جُثة مُوسى ، لم يجرؤ على أن يدين إبليس بكلمة مهينة ، بل قال له : زَجَرَكَ الرَبُ" . (رسالة القديس يهوذا : 9) فلقد تولى رئيس الملائكة ميخائيل ، بصفته رئيس جند الرب منع إبليس من إظهار جسد موسى ، تنفيذاً لأمر الرب وإرادته ، وقد نجح في ذلك .

ولرئيس الملائكة ميخائيل جولات أخرى مع الشيطان ومملكته . فميخائيل هو الذي ساند الملاك جبرائيل ، وأعانه على الشيطان ، رئيس مملكة فارس ، عندما وقف الأخير ضد جبرائيل وقاومه مدة واحد وعشرين يوماً ، ليمنعه من الوصول إلى النبي دانيال ، وكان جبرائيل قد أتى من السماء ليبشر دانيال بخلاص شعبه ، استجابة لصلواته ولصومه الطويل لمدة واحد وعشرين يوماً . قال الملاك جبرائيل لدانيال بعد أن وصل إليه أخيراً بعد واحد وعشرين يوماً من بدء صومه وصلواته : " لا تخف يا دانيال ، فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للفهم ، ولإذلال نفسك أمام إلهك ، اُستُجيب كلامك ، وأتيت أنا لأجل كلامك . وقد قاومني رئيس مملكة فارس ، واحد وعشرين يوماً ، فأتى لنصرتي ميخائيل أحد الرؤساء الأولين ، فقد كنت متلبثا هناك عند ملوك فارس ، ثم أتيت لابين لك ما يحدث لشعبك في الأيام الأخيرة" (دانيال 10 : 12 – 14). ثم يقول جبرائيل الملاك لدانيال في نهاية رسالته إليه "لا تخف أيها الرجُل المحبوب ، سلام لك ، تقو وتشدد ... أعلمت لماذا جئت إليك . فالآن أرجع لأحارب رئيس فارس ... ولكني أخبرك بالمرسوم في كتاب الحق . وليس أحد يساعدني على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم" ( دانيال 10 : 19 – 21 ) .

هنا في هذا النص الإلهي تبدو قوة الملاك ميخائيل وسطوته وقدرته : إنه بعد واحد وعشرين يوما قضاها الملاك جبرائيل محتجزاً في مملكة فارس ، ممنوعاً من الوصول إلى دانيال النبي ، لأن أحد رؤساء الشياطين المعين من قبل إبليس الرئيس الأعظم ، قاوم جبرائيل وصَده عن الذهاب إلى دانيال النبي ، لعله يفشل ويمل وييأس فيتوقف عن مواصلة الصوم والصلاة عن شعبه ، فلما واصل دانيال صومه وصلواته نزل رئيس الملائكة ميخائيل من السماء في اليوم الحادي والعشرين لصوم دانيال النبي ، لمساعدة جبرائيل الملاك ومؤازرته ضد رئيس شياطين مملكة فارس . وبذلك أفلت الملاك جبرائيل من سطوة الشيطان الشرير ، وتمكن من المجئ إلى دانيال وتبشيره بالخلاص لشعبه استجابة لصومه وصلواته . ومن شهادة الملاك جبرائيل نفهم أن ميخائيل أقوى رؤساء الملائكة وأشدهم بأساً واقتداراً ، كما نفهم أيضا انه أقيم من الله رئيسا لشعب الله ، يذود عنهم ويحميهم ، ويشفع فيهم مصلياً لأجلهم كل حين .

ومرة ثالثة يرد على فم الملاك جبرائيل اسم ميخائيل رئيس الملائكة ، في الرؤيا التي رآها دانيال النبي ، كاشفاً عن عينيه ما سيحدث لشعب الله في مستقبل الأيام ، خصوصاً في وقت حكم (الدجال) الذي سيزعم أنه المسيح الحقيقي المخلص لبني إسرائيل ، يقول : "وفي ذلك الزمان يقومُ ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك ، ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أُمة إلى ذلك الزمان . وفي ذلك الزمان يُنجي شعبك" ( دانيال 12 : 1 ) ومعنى هذا انه سيكون لرئيس الملائكة ميخائيل دور مهم في خلاص شعب الله من المسيح الدجال ، الذي سوف يتخذه اليهود ملكاً ومخلصاً وبديلاً عن المسيح الحقيقي ، ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ابن الله الحي.

ولما كان اليهود بنو إسرائيل القديم قد رفضوا الايمان بالمسيح مخلصنا عند ظهوره في فلسطين "إلى خاصتِهِ جاءَ ، وخاصَتُهُ لم تَقْبلهُ" (يوحنا 1 : 11) وقاوموه مُصرين على خطيئتهم ، فقد غضب عليهم ، ودعا على هيكلهم بالخراب (متى 23 : 28) و (لوقا 13 : 35) ودعا على أُمتهم بالشتات "ويُؤخَذونَ أَسْرَى إلى كُلَ الُأممِ" (لوقا 21 : 24) فصاروا أعداء الله ، وفقدوا امتيازهم كشعب الله المختار (اشعياء 43 : 20) ، فانتزع الرب منهم كرمه الإلهي وسلمه إلى كرامين آخرين (متى 21 : 41) هم رسله وتلاميذه . وبذلك صارت الكنيسة المسيحية هى إسرائيل الجديد ، وشعب الله المختار ، وقد حلت محل إسرائيل القديم .

وهنا تُقدم لنا كتب الكنيسة ، ميخائيل رئيس الملائكة باعتبار أنه (الرئيس العظيم القائم) عن يمين الله يشفع في شعب الله من كنيسة العهد الجديد ، ويرفع الصلاة عنهم في كل حين ، ويرفع صلواتهم وقرابينهم إلى الله . انظر نبوءة زكريا (1 : 12 – 17) . ومما جاء عنه في كتب الكنيسة أنه "القائم أمام الله يشفعُ في جنس البشر قائلاً : أيها الغير الغضوبِ لا تغضبْ .. أيها الصالح ، تحنن على خليقتك . أيها الطويل الروح ، لا تُهلك صنعة يديك" . (عن كتاب السنكسار تحت اليوم الثاني عشر من شهر كيهك القبطي) .

بالإضافة إلى ما سبق من نصوص في الكتاب المقدس ، يذكر فيها صراحة رئيس الملائكة ، ورئيس جند الرب ، فإن هناك نصوصاً أُخرى يُذكر فيها فعله ، ولا يذكر فيها اسمه .
من ذلك ما ورد عنه في الإنجيل من أنه نزل من السماء بعد قيامة السيد المسيح له المجد من بين الأموات ليعلن أن سيده قد قام من بين الأموات .

قال الإنجيل للقديس متى "وبعدَ السبتِ عِندَ فَجْرِ أَوَلِ الأُسبوع جاءتْ مَريمُ المجدَليةُ ومريمُ الأُخرَى لِمُعايَنَةِ القبرِ ، وإذا زِلزالُ عَظيمُ قد وَقَعَ ، إذ نَزَلَ مَلاكُ الله من السماءِ ، وجاءَ ودَحْرَجَ الحَجَر عن بابِ القبرِ ثم جَلَسَ عَليهِ ، وكانَ منظَرهُ كالبرقِ ولبَاسُهُ أَبيضَ كالثَلجِ . فَمِنْ شِدَة الخَوفِ مِنهُ ارتَعَدَ الحُراسُ وصاروا كالأمواتِ . فَأجابَ الملاكُ وقالَ لِلمرأَتينِ : " لا تخافا فإنَي أَعلمُ أَنَكما تَطْلُبانِ يَسوعَ المَصلوبَ . إنه لَيسَ هُنا ، فَقَد قامَ كما كانَ قد قال . فَهَلُمَا انظُرا الموضِعَ الذي كانَ الرَبُ راقِداً فيه ، واذهبا سَريعاَ وأَخبِرا تَلاميذَهُ بأنَه قد قامَ من بَينِ الأمواتِ ، وها هُوذا سَيَسْبقُكم إلى الجَليلِ ، فَهُناكَ تَرونَه . ها أنذا قَدْ قُلتُ لَكُما" (متى 28 : 1 – 7) . انظر أيضاً (مرقس 16 : 1 – 7) و (لوقا 24 : 1 – 7) و (يوحنا 20 : 12) .

على أنه وإن كان الإنجيل لم يذكر صراحة اسم الملاك الذي نزل من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر ، لكن كتب الكنيسة ذكرته وأوضحت أنه بعينه ميخائيل رئيس الملائكة . فقد جاء في قسمة عيد القيامة والخمسين بالخولاجي المقدس ، وهو الكتاب الذي يشمل القداسات المستعملة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية : "ميخائيل رئيسُ الملائكةِ نَزلَ من السماءِ ، ودحرجَ الحجرَ عن باب القبرِ ، وبَشرَ النسوةَ حاملات الطيب قائِلاً : المسيحُ قامَ من بينِ الأمواتِ

. وجاء أيضاً في ابصالية آدام للقيامة التي تقال في أحد توما : [ تَكَلَم ميخائيلُ مَعَكُن ( = النسوة حاملات الطيب) هكذا بفرحٍ قائلاً : ليسَ هو ههنا ] ( انظر كتاب دلال اسبوع الآلام) . وجاءَ في كتابِ (التماجيد المقدسة) وهو من كتب الكنيسة القبطية الطقسية ( السلامُ لِميخائيل رئيسِ الملائكة المنادِي بِخلاصِ القيامَةِ ، لأنك أنت الذي نَزَلْتَ من السماء بمجد عظيم مُضئٍ ، ودحرجْتَ الحجر عن باب القبر ، ثم جَلَسْتَ عليه بخوفٍ عظيمٍ ، وتكلمت مع النسوة بفرح وتهليل وعفاف روحاني ، معزيا إياهُن أن يسوع الناصري قام وليس هو ههنا) .

والمعروف ايضا أن رئيس الملائكة ميخائيل هو ملاك القيامة العامة الذي سيبوق البوق الأخير ، قبيل المجئ الثاني للمسيح ، عندما يجئ ليدين الأحياء والأموات ، فيقوم الموتى للحساب . جاء في رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل تسلونيكي " لأن الرب نفسه سينزل من السماء ، عند الهتاف ونداء رئيس الملائكة وصوت بوق الله ، فيقوم اولاً الذين ماتوا في المسيح" (1.تسالونيكي 4 : 16) .

على أن كتب الكنيسة القبطية تنص صراحة على أن ميخائيل هو ملاك القيامة العامة . جاء في لحن الهيتينيات الذي يُرتل ليلة عيد القيامة ، وفي أيام الخمسين المقدسة ( بشفاعات مُبَوقِ القيامةِ ، ميخائيل رئيسِ السمائيين ، ياربُ أنعِمْ علينا بِغُفرانِ خطايانا ) . وجاء في كتاب ( التماجيد المقدَسةِ ) المستخدم في الأعيادِ والمناسباتِ الكنسية : ( السلامُ لميخائيلَ رئيسِ الملائكَةِ المبوقِ في القيامةِ . أنتَ الذي تَصيحُ ببوقك في اليوم الأخير ، في الانقضاءِ ، فيقومُ كل الذين رقدوا ليلبسوا أجسادهم بقوة الله . وكلُ واحدٍ ينالُ كَأعمالهِ أمام مِنبر القاضي العادل . نسألك يا رئيس الملائِكةِ ميخائيل أن تكون مِعنا في ذلك اليوم ) .

هذا ، وتفيدنا كتب الكنيسة القبطية أن ميخائيل كان أحد الملاكين اللذين صحبا الرب في ظهوره لإبراهيم أبي الآباءِ في بلوطة ممرا . جاء في سفر التكوين قول الوحي الإلهي " وظهر له الربُ عند بلوطات ممرا ، وهو جالس في بابِ الخيمةِ وقتَ حَرِ النهارِ . فرفعَ عينيهِ ونظَر فإذا ثلاثةُ رجالٍ واقفونَ لديه . فلما رَآهم بادرَ لِلقائِهِم مِن بابِ الخيمةِ وسجدَ إلى الأرض . وقال : يا سيدِي إن نِلتُ حُظوةً في عينيكَ ، فلا تتجاوزْ عبدَك " ( التكوين 18 : 1 – 3 ) ويتضح من الأصحاح التالي " فجاء الملاكان إلى سدومَ" ( التكوين 19 : 1 ) أنَ الأوسط الذي خاطبه إبراهيم بقوله " : يا سيدِي إن نِلتُ حُظوةً في عينيكَ ، فلا تتجاوزْ عبدَك " كان هو الرب ، وهذه إحدى تجليات المسيحِ قبلَ التجسُد من العذراء مريم ، ويتضح من قول الكتاب المقدس : "وانصرف الرجال من هُناك ومضوا نحوَ سدوم ، وبقى إبراهيم واقِفاً أمام الرب" ( التكوين 18 : 22 ) أن الرب كان هو الأوسط ، وأما الملاكان فقد ذهبا إلى سدوم . وتذكر كتب الكنيسة أن الملاكين المصاحبين للرب هما ميخائيل وجبرائيل ، وكان ميخائيل على يمينه ، وجبرائيل على يساره .

وجاء في كتابِ ( الدفنار ) تحت اليوم الواحد والعشرين من هاتور "ثلاثة رجال أتو إلى أبينا إبراهيم وقت الظهيرة ، وهو في الخباء : ميخائيل العظيم رئيس الملائكة وغبريال (جبرائيل) ، والرب في وسطهما" . جاء في البارلكس الذي يقال في العاشر من شهر بشنس (من الشهور القبطية) على لحن الثلاثة الفتية القديسين : "ثلاثةُ رجالٍ مكَرمين جاءوا لضيافة إبراهيم ، اي ميخائيل وغبريال ، وكان مخلصنا في الوسط بينهما" (عن كتاب التماجيد المقدسة) وفي موضع آخر من نفس كتاب (التماجيد المقدسة) . ( ميخائيل رئيس الملائكة الطاهر قائم عن يمين الله ...) . وجاء ايضاً في موضع آخر من مصادرنا الكنسية عن رئيس الملائكة ميخائيل [ هو – مع غبريال (جبرائيل) – هو الذي استضافه أبو الآباء إبراهيم الخليل لما تجلى له الباري عند بلوطة ممرا وهو جالس عند باب خِبائه ] .

كذلك ينسب إلى رئيس الملائكة ميخائيل أنه هو الذي نزل وأخمد قوة النار في الأتون الذي اُلقى فيه الثلاثةُ الفتيةِ القديسين في بابل ، شدرخ وميشخ وعبدنغو . وجعل وسط الأتون ريحاً ذات ندى تهب ، فلم تمسهم النار البتة ، ولم تسؤهم ولم تزعجهم. فقد شهد نبوخذ نصر الملك الذي أمر بإلقاء الثلاثة الفتية في أتون النار المتقدة : "ها إني أرى أربعة رِجالٍ مَحلولين يَتَمَشون في وسط النارِ ، وليس بهم ضَرَرٌ ، ومنظر الرابع شبيه بابن الآلهة ..." وعندئذ هتف الملك نبوخذ نصر وقال : تبارك إله شَدْرَخَ ومِيشَخَ وعَبدَنَغوُ الذي أرسل ملاكهُ ، وأنقذ عبيدهُ الذين توكلوا عليه" (دانيال 3 : 24 – 28)

وجاء في بعض كتب الكنيسة القبطية "ميخائيل هو الذي ظهر في وسط الثلاثة الفتية القديسين ... في وسط الأتون ببابل وبرد النار عنهم وجعلها كالندى البارد" . وجاء في صلاة للقديس باسيليوس الكبير قوله "نزل ميخائيل الملاك من السماء بقضيب ذهب ، ووضعه على فم الأتون ببابل فخمدت ناره ، والثلاثة القديسون يسبحون في وسط الأتون" (الافشين السابع). وورد عنه في كتاب (التماجيد المقدسة) الذي يتلى في الاعياد والمواسم الدينية : هو (صاحب الأجنحة الذهب المبسوطة ، صاحب الحُلةِ الرمانية الذهب ، صاحب المنطقة الجوهرية اللؤلؤية ... هو مضى إلى بابل حيث الثلاثة الفتية القديسين وخلصهم من أتون النار...).
وجاء في كتاب (الدفنار) تحت الثاني عشر من هاتور (من الشهور القبطية) "السلام لميخائيل رئيس الملائكةِ الذي خلص الثلاثة الفتية القديسين".
جاء في ذكصولوجية آدام (من صلوات التسبحة) التي تقال للثلاثة الفتية القديسين ، كما ورد في كتاب التماجيد المقدسة:
"قضبان الناي والأرغن تعزف في كل وقت أمام التمثال حتى تخر جميع الشعوب ولغات الألسن وتسجد للصورة إلا الثلاثة الفتية القديسون الذين تعبدوا لاله السماء . لهذا ارسل الله ملاكه فنزل معهم في وسط الأتون ، وأحال اللهيب إلى ندى بارد بفعل عجيب وغريب".

وأيضاً يُنسب إلى رئيس الملائكة ميخائيل أنه "هو الذي نقل أُخنوخ البار بجسده إلى المساكن العلوية على البكرات النارية ، فقد ورد عن أخنوخ الرجل السابع بعد آدم أنه "سار أخنوخ مع الله ، ولم يوجد بعد لأن الرب أخذه" (التكوين 5 : 24 ) . وجاء عنه في (رسالة القديس بولس إلى العبرانيين) "بالإيمان رُفع أخنوخ لكي لا يرى الموت ،فلم يجده أحد لأن الله رفعه ، إذ إنه قبل رفعه شهد له بانه قد أرضى الله" (العبرانيين 11 : 5)

وجاء في السنكسار تحت اليوم الثاني عشر من شهر هاتور ، أن من عجائب رئيس الملائكة ميخائيل أن إنساناً محباً للاله يدعى ذوروثاؤس وزوجته ثاؤبستي ، كانا يصنعان تذكار الملاك ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر قبطي ، فانعم الرب عليهما بالغنى بعد الفقر . وذلك أن هذين البارين لما ضاق بهما الحال ، ولم يكن لهما ما يعملان به العيد ، أخذا ثيابهما ليبيعاها من أجل ذلك . فظهر رئيس الملائكة ميخائيل لذوروثاؤس ، وأمره أن يمضي إلى صاحب أغنام ، ويأخذ منه خروفاً بثلث دينار ، وإلى صياد أيضاً ليأخذ منه سمكا بثلث دينار ، وألا يفتح بطن السمكة حتى يحضر اليه ، وأن يمضي إلى صاحب القمح ويأخذ منه ما يحتاج اليه ، ولا يبيع ثيابه.
وفعل الرجل كل ما أمره به رئيس الملائكة الجليل ميخائيل ، ودعا الناس للعيد كعادته ، ثم دخل إلى الخزانة لعله يجد فيها خمراً برسم القربان ، فوجد الآنية مملوءة خمراً ، وكذا خيرات كثيرة متنوعة . فتعجب ودُهش . وبعد إتمام مراسم العيد وانصراف المدعوين ، حضر رئيس الملائكة ميخائيل إلى دوروثاؤس بالهيئة التي رآه بها أولاً ، وأمره أن يفتح بطن السمكة ، فوجد فيها ثلاث مائة دينار ، وثلاث أثلاث ذهب . وقال الملاك ميخائيل لدوروثاؤس : هذه الدنانير ثمن الخروف والسمكة والقمح . وأما الذهب فلك ولزوجتك ولأولادكما ، فإن الرب قد ذكركما ، وذكر صدقاتكما التي تعملانها ، انت وزوجتك ، فعوضكما عنها بهذا في هذه الدنيا . أما في الآخرة فيجزيكما بملكوت السماوات . وفيما هما في اندهاش وذهول ، قال لهما : أنا هو رئيس الملائكة ميخائيل ، أنا الذي خلصتكما من جميع شدائدكما ، وأنا الذي قدمت قرابينكما وصدقاتكما قدام الرب ، وسوف لا يعوزكما شئ من خيرات هذا العالم ، فوقعا أمامه ساجدين ، وأما هو فغاب عنهما وصعد إلى السماء.
انظر ايضا السنكسار تحت اليوم الثاني عشر من بؤونه ، قصة القديسة أوفيمية التي استغاثت برئيس الملائكة ميخائيل فجاء إليها وخلصها من الشيطان.

كذلك جاء عن رئيس الملائكة الجليل ميخائيل انه ظهر للقديس الشهيد (شنوده البهنساوي) وهو مطروح في سجن مظلم منتن الرائحة وردئ ، وقواه أبرأ جراحاته ، وقال له : تقوَ لأن المسيح كائن معك حتى تنال الإكليل الذي لا يبلى في السماوات (السنكسار تحت اليوم الرابع عشر من شهر برمهات) .

وجاء في كتاب (الدفنار) تحت اليوم السابع والعشرين من شهر بؤونه أن الله أرسل رئيس الملائكة الجليل ميخائيل إلى القديس الشهيد (توماس) من سندلات ، ونجاه وقواه وشفاه من جراحاته ، ولما وضعه غير المؤمنين في مخزن لمدة خمسة عشر يوماً بغير طعام أو شراب ، كان الملاك ميخائيل يعزيه ويقويه.

ويروي السنكسار بحسب طقس الكنيسة الانطاكية المارونية ، تحت اليوم السادس من ايلول – سبتمبر ، خبر الأعجوبة التي صنعها رئيس الملائكة الجليل ميخائيل في مدينة كولوسي :
(كان في تلك المدينة "كولوسي" كنيسة على اسم القديس رئيس الملائكة وبالقرب منها حوض ماء ، يأتيه الناس للاستشفاء من أمراضهم باغتسالهم فيه ، بواسطة إشارة الصليب المقدس وشفاعة صاحب المقام القديس الجليل ميخائيل رئيس الملائكة.
فجاء رجل وثني (أصله من اللاذقية) له ابنة وحيدة خرساء منذ ولادتها ، وهي في العاشرة من عمرها ، رأى جمعا غفيراً من المسيحيين يغتسلون فيشفون ، فسألهم : ماذا تقولون عندما تنضحون بالماء؟ أجابوا "باسم الآب والابن والروح القدس ، وشفاعة ميخائيل رئيس الملائكة" ففعل مثلهم وسقى ابنته من الماء ، فشفيت حالاً وتكلمت ، فآمن الرجل وعائلته وبعض معارفه ، فغضب الوثنيون وعزموا على هدم الكنيسة بتحويل مياه الحوض اليها.

كذلك جاء عن رئيس الملائكة الجليل ميخائيل انه ظهر للقديس الشهيد (شنوده البهنساوي) وهو مطروح في سجن مظلم منتن الرائحة وردئ ، وقواه أبرأ جراحاته ، وقال له : تقوَ لأن المسيح كائن معك حتى تنال الإكليل الذي لا يبلى في السماوات (السنكسار)


وجاء عن رئيس الملائكة الجليل ميخائيل في السنكسار بحسب طقس الكنيسة الأنطاكية المارونية تحت اليوم الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) :

"وكما كان هذا الملاك العظيم محامياً وناصراً للشعب في العهد القديم ، كذلك لم يزل محامياً وناصراً لكنيسة المسيح في العهد الجديد ، فهو الذي ظهر لإبراهيم ، وتراءي ليشوع حين جاز الأردن ونصره على اريحا . وهو الذي سلم لَوحَي الوصايا إلى موسى ، ونصر داود على جليات الجبار ، ونجاه من اضطهاد شاول . وهو الذي رفع إيليا بمركبة نار إلى السماء ، وأظهر آيات عظيمة للشعب الإسرائيلي ، كذلك هو محامي الكنيسة ضد اعدائها ونصيرها في حياتها وجهادها . وهو الذي تراءى للقائد كرنيليوس وهداه إلى بطرس الرسول ، ونجى بطرس من هيرودس وظهر مراراً للقديس يوحنا الحبيب ، كاشفاً له عن أسرار الرؤيا ... وهو لا يزال يشفع فينا لدى عرش العلي ، ويُرسل بأمر الله إلى الأرض ، ملائكته الحراس ليعضدوا الكنيسة وأبناءها في حربهم ضد العالم والشيطان) .
وجاء في كتاب (الكنز الثمين في أخبار القديسين) تأليف السيد مكسيموس مظلوم بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليكيين المطبوع في بيروت سنة 1866م.

"يعلمنا الكتاب الإلهي أن القديس ميخائيل رئيس الملائكة عتيد في الازمنة الأخيرة أن يبادر بنوع خاص لإسعاف الكنيسة الجامعة ولمعاضدة عبيد الله الامناء بقوة ساعده المتين وذراعه القوي المستند على قدرة الله الضابط الكل . وذلك حينما يظهر إنسان الخطيئة ورئيس الضلالات ، المسيح الدجال الذي يستخدم جميع الخداعات والحيل الأكثر رفاعة لكي يقتنص بأشباكه ويوقع في أضاليله المختارين إن امكنه ، غير أن رئيس الملائكة الجليل ميخائيل سيحاربه ويغلبه مبددا قوته ، فيقول دانيال النبي هكذا : وفي ذلك الزمان يقوم ميخائيل الرئيس العظيم الواقف عن بني شعبك ، ويأتي زمان لم يكن مثله منذ بدأت الأمم أن تكون إلى ذلك الزمان . وفي ذلك الحين يُخلَص شعبك اي كل من يوجد مكتوباً في الكتاب (دانيال 12 : 1) . فهذه المعركة العتيدة القديس ميخائيل أن يحارب بها المسيح الدجال وينتصر عليه بها ، قد أخبرنا عنها الرسول يوحنا.



#هاني_عسليه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قداسة البابا محمد بن إبراهيم والمفكر القصيمي
- التغريب والإلحاد والليبرالية والتعليم وابن سعود ج1
- ابن عبدالوهاب وعنوان المجد في تأريخ نجد
- مدينة شقراء والإرهاب وتكفير محمد بن عبدالوهاب
- مكة والأمير بين الدعارة والتضييق على المراهقين
- لماذا نشتم أم الإسلام السعودي والتوريث أنموذجا 2
- لماذا منع ابن سعود تصوير قطع الرقاب بالسيف ؟!
- الملحد عبدالله القصيمي يبعث من جديد في السعودية
- لماذا نشتم أم الإسلام السعودي والقصيمي أنموذجا
- جاستا حرب على الإسلام أم على آل سعود ج1


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عسليه - رئيس الملائكة ميخائيل بين الوثنية والخرافة