أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عباس علي العلي - الإرهاب تأريخيا وأجتماعيا وقانونيا في دراسة أكاديمية















المزيد.....

الإرهاب تأريخيا وأجتماعيا وقانونيا في دراسة أكاديمية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5426 - 2017 / 2 / 8 - 01:43
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


السلام عليكم صديقي الأستاذ المحترم

أطلعت جيدا على خطة البحث ووجدت من المناسب ان أدون النقاط التالية وحسب محاور البحث والأمر متروك لك في الأخر، في تعريف الإرهاب هناك حقيقة يجب الأنتباه لها أن مصطلح الإرهاب جاء لأول مرة بشكل معرفي ومقنن في آية كريمة من القرآن الكريم ( وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ورباط الخيل ، ترهبون به عدو الله وعدوكم... الخ الآية الكريمة، وهذا التأشير يمكن أن يصرفه الكثيرون إلى المتداول المصطلحي لمعنى الأرهاب في عالمنا اليوم، والحقيقة أن صرف المعنى بهذا الأتجاه يخرج معنى الفكرة ودلالاتها القصدية من دائرة المقصد المعنوي واللفظي ليوظف خارج ما أراد الله من قصدية محددة بمعنى ما يعرف اليوم في علم القوة وأستخداماتها التي تعني الإستعداد الأستباقي لدرء خطر العدوان من قبل الأعداد والمتربصين بالإسلام والمسلمين في دلالة المعنى الوارد في الآية، ولا يعني أبدا أستخدام القوة ومشتقاتها لتكون أداة تصادم وصنع الإرهاب المقابل.
إذن القضية خارج مفهوم الأرهاب الذي يعني أستخدام العنف المتطرف والعنف اللا مبرر ضد الأخر لحمله على القبول بما لا يمكن أن يكون وجعله نوع من الإلجاء والتعسف في أستخدام القوة للتعدي على حق الوجود، هنا يجب التفريق بين الإفراط في القوة للوصول بها لحالة العنف وتحقيق مصالح ذاتية خارج طبيعة العلاقات البينية بين الأفراد والأفراد والأفراد والمجتمعات.
في الجانب الأخر موضوع الصراع والتنازع الأجتماعي وما يعرف بالتصادم الأجتماعي من خلال تفعيل مفهوم القوة لم يكن حدث طارئ على المجتمع الإنساني لأنه مرتبط أساسا بفكرة الإنسان الأولى عن الوجود، في قصة قابيل وهابيل مثل على أختلاف النظر حول مفهوم الحق وأستخدام القوة في تحقيق الحق، وهنا أبتدأت القراءات الأعتباطية الفردية بغياب القانون الذي يدعم الحق ويحمي الوجود، لذا مثلا أبتكر الإنسان فكرة الدين أو تمسك بها لأنها أصلا فكرة حيادية وثانيا لأنها فكرة ضابطة وثالثا لأنها فكرة مقبولة غالبا لوضع تعريف محدد لمفهوم الحق قد ينجح في تخفيف غلوا القوة عند الأفراد، هذه النقطة مهمة جدا في بيان مصطلح وتعريف الإرهاب.
عند الأنتقال للغصل الثاني وهو السرد التأريخي لظاهرة الأرهاب أرى أن نعتمد بدلا من تسميته بالإرهاب إلى صراع القوة والتنازع على مفاهيم الحق كما أسلفنا لأننا لو أعتمدنا مفهوم الإرهاب على أنه التهديد والفعل الواقعي الذي يمارس فرديا وجماعيا ضد أفراد ومجتمعات وأمم سيكون التأريخ بذلك مجرد رحلة من الإرهاب والأرهاب المضاد، وبذلك نفقد الصراع قيمته وأسبابه ومحركاته الأساسية وسنتقتصر على جانب أحادي في حركة الصراع الكوني، مثلا في الحروب الصليبة التي جرت بين الغرب المسيحي والمجتمع الشرقي الإسلامي لا يمكن وصفه وحسب أقصى ما في الأرهاب اليوم من تعاريف لا يتوافق مع حقيقة كونه صراع عقائدي وسياسي وفكري وليس إرهابا منظما أو أرهاب مجتمعي لتميز الإرهاب عن الغزو وعن الأحتلال.
أيضا هناك قضية مهمة يجب الأنتباه لها أن العامل الديني المغلف بالقداسة كنسق معلن ومصلحي أقتصادي كنسق خفي هما أبرز علامات الصراع الديني الطويل بين الأمم والمجتمعات ، وحتى الصراعات التي جرت في أوربا إلى منتصف القرن الثامن عشر وصراع المدنية مع البابوية لم يكن إرهابا بقدر ما هو عملية تحول تأريخي ركنيه الأقتصاد والمصالح وإن كان اللاعبون هم بين كهنوتي لاهوتي وبين علماني واقعي قومي وعنصري وأقتصادي، الإرهاب هنا كان ذول وحقيقة ملحقة بالصراع السياديني الذي تقوده عجلة الأقتصاد، ولم يكن بكل ظاهريتيته وراهنيته عنف وتطرف ديني أو قومي فقط، إنها تقزيم لحقيقة أن الأديان كانت تتصارع فيما بينها أو قراءات الدين هي التي تتصارع لأجل مصالح دنيوية لا علاقة لها بفكرة الدين.
في الفصل الثالث ستجد أن ما كتبته لك في الفقرات السابقة سيفصح لك حقيقة معنى الإرهاب عندما يندفع الإنسان المأزوم تحت وطأة جملة من العوامل أساسها الفعلي والواقعي غياب التوازن والعدل والمساواة في النقاط التي أثرتها أنت هي التي تمنح الإرهاب حقيقته وتكشف عن مساراته في المجتمع وتأثيراته البنيوية في تركيبة العقل الإنساني مدفوعا بها وتحت ضغط اللا توازن واللا إنصاف، عليه فكلما تعمقت في دراسة الظاهرة من النقاط في الفصل الثالث يمكنك أن تعط صورة أوضح للقارئ للتفريق بين الإرهاب والنزاعات الوجودية الأجتماعية، وعليك التركيز جيدا على ثنائية العدل والقانون في لجم العنف والتطرف والعنف المضاد والتطرف المضاد.
في الفصلين الرابع والخامس أرتباط وثيق جدا بما تستنتجه وتستقرأه مما في الفصل الثالث من نتائج ، فكلما كانت أجاباتك وأستنتاجاتك وقراءاتك معمقة وحيادية ومجردة كانت النتائج في الفصلين واضحة وصريحة ومحددة لا لبس فيها ولا تفريط ولا أفراط في تحديد معنى الإرهاب، السلسل المنطقي ضروري في بناء النتائج وفي تحديد مجريات البحث لاحقا، ولا تنسى أن الفكر الأجتماعي عندما تعتمد فيه الخصوصية المجتمعية وتعميمها على أنها ظاهرة إنسانية تنساق من حيث لا تعلم إلى تعميمات غير حقيقية تنتج لك ما يعرف يتقنين رؤية مغلقة مقابل تشريح ظواهر متفرقة لها خصوصيات ذاتية قد لا تكون مشتركة في الغالب إلا في حدود كونها تصرف وسلوك إنساني بشري مختل ومنحرف.
الفصلين السادس والسابع الغالب في دراستهما توثيقية للتشريع ولا تتعامل مع الفهم الأجتماعي للقضية وهذا الأمر يتعلق بالقانون الدولي وما يجتمع تحت عنوانه من مفردات قانونية وتشريعية تحاول الجمع بين مفاهيم مشتركة في الغالب للخروج برأي تشريعي قنن لاحقا بعنوان مكافحة الإرهاب أو القوانين الدولية والعربية التي تحمي المجتمع من التطرف والعنف الفرديوالجمعي، ولكنها لا تتعلق أيضا بالغالب بالصراعات الوجودية الدولية بين الأمم والدول والمجتمعات، مثلا إسرائيل والقضية الفلسطينية لا يمكن وصفها بصراع ضد الإرهاب بقدر ما هي قضية تحرر وطني من الأستعمار والأحتلال، وأيضا هذا ينطبق على النضال الوطني للشعوب في صراعها مع القوى الأستعمارية من أوائل القرن الماضي حتى الربع الأخير منه، إنه صراع إرادة شعوب وليس عنفا ولا تطرفا ولا إرهاب.
أهم ما في البحث وكظاهرة عالمية برزت بقوة في بداية القرن الواحد والعشرين وموضوع أحداث سبتمبر أيلول في أمريكا وما تلاه من مواجهة عالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي نجحت في تعميم فكرتها ورؤيتها لما يسمى بظاهرة الإرهاب الإسلامي ومحاولة فصل الظاهرة عن جذورها وأساسياتها التأريخية التي ساهم الغرب عموما وأمريكا خصوصا في إنضاجه وتطويره ومن ثم خروجه عن الحاضنة السياسية الدولية الأم، قد خلط تماما بين الإرهاب وبين النضال العالمي ضد التمييز والأستعمار والأحتلال والظلم الدولي الواقع على الشعوب الفقيرة، إنها واحدة من نتائج صراع الشمال الغني والجنوب الفقير، وظاهرة صنعها الحرص الغربي على أستخدام المفاعلات الدينية في صراع الأيام الأخيرة من الحرب الباردة بين القطبين، إنها في النهاية ظاهرة مصنعة ومعلبة وليست أفراز تأريخي طبيعي في المجتمعات المقهورة والمغلوب على أمرها.
هنا يجب التركيز على البحث الجيو سياسي التأريخي وليس على دراسة الظاهرة كنتاج طارئ وكأن القضية هي إرادة مجموعة أو مجموعات متطرفة لتدمير الحياة الأجتماعية لبني البشر سواء في الغرب أو ما يسمى بالنمط الغربي للحياة، أو داخل بلدانها من خلال حركة التطرف والعنف الأجتماعي المؤدلج عقائديا ومذهبيا، إنها لحظة الحصاد المر لصراع الأقطاب والمصالح الدولية.
أخيرا الفصل العاشر هو مبحث فلسفي بأمتياز يستوجب القراءة المعمقة لفلسفة علم الاجتماع والتواصل الحضاري والتفريق بين نظرية صراع الحضارات والتي أراها واحدة من العوامل الإيجابية في تخليق المعرفة والتطور الإنساني، لأن الوجود البشري والحضاري قائم أساسا على المنافسة البينية، وبغياب المنافسة التي تتطور في غالب الأحيان إلى صراع أفكار وليس إلى صراع قوة هو الذي أنتج هذا الكم الهائل من المعرفة والعلم والتطور الحضاري، أما فلسفو تصادم الحظارات فهذه النظرية خيالية أكثر منها واقعية، فالحضارات التي تعتمد في قدرة الوجود والنماء لها على قيم المعرفة والعلم لا تتصاد ولا تتناقض بقدر مع تتنافس من أجل التميز والأرتقاء، تصادم الحظارات قراءة عنصرية لمفهوم الصراع الوجودي الإيجابي وجره إلى نوع من التطرف المدمر بقيادة العقل اليميني الذي لا يقبل بالأخر ولا يعترف به.
إذا علينا أن ننحاز للتنافس والصراع الإيجابي وتطويره بدل الترويج لمفهوم الصدام والذي ولد أساسا من عنصرية العقل الغربي الذي يؤمن بعدم التساوي بين الأجناس البشرية، وحتى يصل في عنصريته المقيتة إلى إنكار الدور الإنساني لشعوب أسست للحضارة وقادتها في ظرف زمني وحضاري مميز وأساسي في الوقت الذي لم يكن هناك وجود للحضارة المعاصرة التي هي بالأخر نتاج بشري عام تراكمي وأشتراكي بمعنى أن الحضارة منتج مشاع إنساني لا حق لأحد بالزعم أنه حصيلة فكر أو عقل منفرد على الخارطة الوجودية.






#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن وأنت كاحمامة في لجة السماء
- هل من خارطة طريق تنقذنا من القادم الكارثي؟
- صراع الثور والطاووس، أمريكا وإيران على الخارطة العراقية
- الموت والحياة وقصائد الشعراء
- الدين والسياسة خلطة التأريخ القاتلة
- رجل من تمر ... أمرأة من عنب
- إشكالية العقل الديني والتطور
- هل غادر الشعراء من متردم
- رسالتي إلى السيدة الأولى
- المفيد
- العراق ... وتخاريف الصغار
- سوق المربد حيث تباع الكلمة بخسة ونخاسة
- الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1
- مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............
- المصير خلق التجربة وإثبات لدور المعرفة
- حين يتكلم الفاسدون عن العفاف والطهارة والوطنية
- نظرات أولية في نتائج تحرير الجانب الأيسر من الموصل
- أنشودة الدم المسفوح في روح القصيدة
- أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق
- الدين وإنسانية القيم الأخلاقية


المزيد.....




- حراك الجامعات الأميركية يتواصل رغم الاعتقالات ويصل كندا
- انتقاد أميركي للعراق بسبب قانون يجرم العلاقات المثلية
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- لازاريني: المساعي لحل -الأونروا- لها دوافع سياسية وهي تقوض ق ...
- تظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة لتبادل الأس ...
- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عباس علي العلي - الإرهاب تأريخيا وأجتماعيا وقانونيا في دراسة أكاديمية