أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - عطري الوفير














المزيد.....

عطري الوفير


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5420 - 2017 / 2 / 2 - 15:53
المحور: الادب والفن
    


عِطري الوفير

كم عليّ ان أغازلَ جمرتَـك الوهّاجة
وأدندنَ باحتراق أغانِـيْـي وشِعري
كم عليّ الاّ أتظللَ بِـفيءٍ يُرخي أطايب جسدي
أأبقى ألهجُ وآنسُ باشتعالي !!
يوم لا فَـيءَ إلاّ في سعيرك اللاهب
ولا حضنَ إلاّ في مرجلِـك الطافح بالغليان
ولا شهدَ إلاّ مرارة وصولك إليّ
يا شِعري وجنوني وهوَسي
ارفسني وحَـرِّكْ شَـلَـلِي الرابضَ فيَّ
انتشلني من هناءة العيش
خذني الى شاطئ بركانك
أرِني كلّ ما لذَّ من العذاب
عطّرني بكلّ الازاهير البريّة السّامة
دعك من زهور " التيوليب " و" الغاردينيا "
أسائل نفسي ؛ ما الذي يسحرني بشفاهِـك اللاسعة ؟!
ألأنّها ثقلت بالرحيق المُجمر ؟
يكاد فمي يذوب في مذاقها
أحسب نفسي عريسا وأزفّ الى سريرٍ
حِـيْـكَ بالحرير وطُـلِيَ بزرقة السماء
ننام معاً ، ضجيعتنا الأحلام البارقة
يفرش المخملُ ملاءَته متوسلاً أن نطأها
يربتُ الليلُ على صدورنا : ان اغفوَا على سكوني
آهٍ ، ماهذه الشفاه الندِيّة الدافئة التي تُمرّر على جِلدي
كم هي اكثر نعومةً من ورق الورد الأملس
أصفى من حبّات دموع أمّـي
طافحةٌ هي رضابك ، تهذي بالشوق المعقّم بالوفاء
كنضوحِ قطْرٍ على ريقِ ظامئ
لاسعةٌ بالعشقِ مثل ليمونة بدينةٍ
حارّةٍ مثل جمرةٍ في ليلة قارصة البرد
أراني أتخدّر وجْداً
يدبُّ دبيبها في أوصالي مثل نشوةٍ جاءتني قصْـداً
كحال فتىً في اول عهدهِ بالخمر
أرقص فرحا كغجريٍّ مدثّرٍ بالغناء
أعجب كيف تنمو بتلاتُ زهورك
في هذا الفم الملِيء بالسحْـر !
وكيف تصّاعد الرجفة بأنحاء جسدي
تلْقفُ كل الهموم والأسقام والمواجع بغمضةِ عين
تطرحها بعيدا لأتطهّر بالعافية
أعود طفلا صافي السريرة ، خاليا من الإثم
مكللا بتاج السعد ، ناسيا ان هذه الدنيا
مليئةً بالشرور والخطايا
غارقةً بالفسق والعويل والبكاء
شاعرا انني امرح في بستانٍ
مرصعٍ بفاكهة ملوّنة
بصحبةِ كوكتيلِ غناءٍ يفوح من لسانها
هي ذي نطاسية الجمال ، حكيمة العاشقات
في يديها تدير عمليات التجميل
بأناملها تقوم بتكبير القلب
بشفاهِها تشفط الحقد
بأنفاسها تنفخ الضمائر الهزيلة الناحلة
بأطباقها تزيح كروش النفوس الدنيئة
بنصاعة دُرَرِها تقوم بتبييض الاسنان الصفر
بعداً أيها البوتوكس والنفخ المظلل
ومحاليل الوهم ومراهم الخديعة
لدَيَّ من عطر " البيلسان " مايغرقني شهورا
ومن " المليسا " و" الكولونيا " مايبخّر مهجعي
ومن " الغاردينيا " ما تتمنى الإطاحة بي عشقا
من يرقات النحل وعسل " الأكاسيا "
مايفيض في ريقِ حبيبتي
فلْتنأوا عني أيها القاحلون اليابسون
لا أريد قَـفْـر صحرائكم
سبَـخَ أطيانكم العاقرة

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تتمّ قراءة الشعر ؟
- أخطاؤنا الكبيرة ؛ متى نتلافاها ؟
- نجاة الصغيرة من الطفولة الى الكهولة ثم العودة مجددا الى الغن ...
- شِيْلِمْها
- الرجال والهوس بالنساء
- الحاجة الى العصا الغليظة في العراق
- الكتابة الصحفية ومعاييرُها
- وفَينا وفي بعض الوفاء سعادةٌ
- قصيدة بعنوان - عمياً ، بكماً ، صُمّاً لقداستِكم -
- هل تحتاج العراقة التاريخية الى تحديث ؟؟
- ديمقراطيون أم كليبتوقراطيون ؟؟
- بين الإعلام الحرّ والإعلام التأطيري
- والجهالة إذا شاعت
- قصيدة بعنوان - عشقٌ من طرفٍ واحد -
- باقةُ وردٍ في يديك ياناديا مراد
- رأفةً وهوناً بنسائنا فلاتكيلوا الفواحش عليهنّ
- خطابٌ الى شباب وفتية وطني
- إشعال الحرائق بأشكالها في بلادنا العربية
- نحن ، كما يقيّمنا مستعرب ياباني
- شيء من أيام المطاردات بُعيد انحلال الجبهة الوطنية


المزيد.....




- بمشاركة 57 دولة.. بغداد تحتضن مؤتمر وزراء الثقافة في العالم ...
- الموت يغيب الفنان المصري طارق الأمير
- نبأ الجميلي تناقش أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامع ...
- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - عطري الوفير