أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كورا - يا شعب المغرب “ما هزّك ريح البارح.. كيف يهزك ريح اليوما؟!”














المزيد.....

يا شعب المغرب “ما هزّك ريح البارح.. كيف يهزك ريح اليوما؟!”


رضا كورا

الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا شعب المغرب “ما هزّك ريح البارح.. كيف يهزك ريح اليوما؟!”

رضا كَورا


لا أريد هنا أكون متشائما عدميا، رغم أن كل المؤشرات والمعطيات البادية للعيان، تلك التي لا تحتاج تفسيرات عميقة او تحليلات فوق العادة، تؤكد اننا كشعب فقدنا كل السيطرة على انفسنا، وربما نسينا ايضا ان لنا حقوقا تعتبر من أساسيات عيش الانسان، علينا المطالبة بها كي نضمن على الاقل الحد الأدنى من كرامتنا كبشر.

قد يقول قائل منتقد، مهاجم في كثير من الأحيان، أن المغرب بفضل سياسة نظامه “الرشيدة” يعيش في نوع من الاستقرار الامني الذي ينعدم في دول المنطقة، ربما هو لا يدرك ان الاستقرار لا يتوقف بالضرورة عند أمن النظام، بل هناك ايضا امن اقتصادي وسياسي واجتماعي و غذائي، وقس على ذلك ما استطعت.

ربما لأن صورة الأمن التي يسوقها النظام السياسي في إعلامه المنحط، يربطها فقط بأمن المؤسسات السامية للدولة، والمقصود هو أن المؤسسة الملكية في مأمن من أن تُزال أو تُمس، وهذا ما تؤكده الاحصائيات الرسمية لهذه الدولة، بخصوص معدلات الجريمة، إذن فالأمن المقصود هنا هو أمن واستقرار النظام وليس المواطن، وأي حديث عن أي استقرار مزعوم فهو ضرب من الخيال ولا يمت للواقع بصلة، بل إن جميع المغاربة ينفون وجوده، إذا ما غصت معهم في تفاصيل النقاش حوله.

إن قراءة المشهد المغربي عن بُعد موضوعي، تمنح خلاصة موضوعية تفيد أن الشعب المغربي مورس عليه السحر من طرف من يظنه مقدسا في حين أنه مدنس، إذ صار الشعب يعتبر حقوقه المكتسبة على ندرتها مِنّة و عطفا من شخص الملك، وأنه لولاه لما استطاع حتى الكلام أو التِّجوال نهارا فما بالك ليلا، وهذا ليس نتاجا للصدفة، بل لأن هناك مَن يعملون جاهدين لتطويع الوعي الجمعي للشعب وسكبه في قوالب جاهزة لكي تحتويه.. إن للفقراء قالبهم وللطبقة الوسطى قالبها وللبورجوازية قالبها أيضا، بل إن حتى لخدام النظام الكبار أيضا قالبهم الخاص، لان النظام اساسا موضوع في قالب خاص به من طرف أولياء أمره ودوامه، والقوالب كما تدرون أحجام وأنواع، إذ إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينصهر الفقير في قالب البورجوازي، والعكس صحيح.

قد يقول قائل: كيف ذلك؟ بأبسط مثال يجيب به واقع الحال أجيب: هل رأيت يوما غنيا يصطف في طابور رفقة الفقراء وأصحاب الدخل المتوسط لكي يحصل على عقد ازياد في إدارة للسلطة المحلية؟

لا تَخَلْ أن هذا محض صدفة..

الشعب اليوم فقد القدرة على أن يطالب بحقوقه ضد من سلبه إياها، بل وأضحت ذاكرته أضعف من ذاكرة سمكة، فقبل شهرين فقط، كان الجميع ينتظر أن يحصل المحال بسبب حادثة استشهاد محسن فكري بائع السمك الحسيمي، حيث إن قضيته صارت لأسبوعين متتالين قضية رأي عام دولي، لكن هذا الحراك الذي راهن عليه الجميع انتهى كما انتهت قبله مئات المبادرات الشعبية في التغيير في تاريخ المغرب الحديث، فضلا عن حركة عشرين فبراير التي امتدت ثلاث سنوات والتي كانت أقرب قلب الطاولة بما عليها في وجه النظام السياسي المتلاعب بالشعب.

لقد مرت في تاريخ المغرب خلال العصر الحديث مئات الانتفاضات الشعبية التي سقط فيها مئات الشهداء وآلاف المعتقلين السياسيين، هذا إذا بدأنا بالحديث فقط عن أبرزها وأقواها منذ سنة 1965 بالدار البيضاء، عقب صدور قرار بخصوص منع اليافعين الذين تفوق أعمارهم 17 سنة من الالتحاق بالسلك الثاني من التعليم مرورا بأحداث 1984 بعد الزيادة في أسعار المواد الغذائية الأساسية، فانتفاضة الناظور سنة 1984، وفاس سنة 1990، وانتفاضة الخبز في صفرو سنة 2007، وسيدي افني سنة 2008 ، و20 فبراير 2011 التي عمت كل ربوع المغرب مطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والحسيمة وسيدي بيبي أخيرا في 2016.

بعد كل الشرارات التي انطلقت مطالبة بحق الشعب في العيش الكريم، والتي روت دماء شهدائها شوارع الوطن، وسُجن على إثرها جل المناضلين المنادين بالتغيير، لكن رغم ذلك لم يتغير شيء، ولم ينهض المسحوقون المهمشون، وهم الأغلبية، للمطالبة بأي شيء.. فماذا ينتظر هذا الشعب لكي ينتزع حقوقه؟ كم يلزمه من حراك وشهيد ومعتقل؟ هذا الشعب الذي “ما هزو ريح البارح … كيف يهزو ريح اليوما؟!”

رضا كَورا
صحافي مغربي مقيم بفرنسا



#رضا_كورا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المغاربة، إلى متى ستظلون قطيعا من الرعايا والعبيد؟!
- خدام الدولة أو خدام الملك المخلصين
- هل من اللائق وصف النظام المغربي بالديمقراطي؟
- بين الواقع و واقع المغرب
- الملك و المواطنة .. وأشياء اخرى


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كورا - يا شعب المغرب “ما هزّك ريح البارح.. كيف يهزك ريح اليوما؟!”