أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر البدري - بالفعل كانت محبطة














المزيد.....

بالفعل كانت محبطة


ناصر البدري
(Nasser Albadry)


الحوار المتمدن-العدد: 5417 - 2017 / 1 / 30 - 20:04
المحور: الادب والفن
    


( بالفعل كانت محبطة )
قصة
ناصر البدرى

بهدوءٍ شديد امتدت يدهُ وتناولت مقبض الباب ..واثقةً أدارته .. ببطيءٍ مرتبٍ ودون ما ارتباك .." كل شئٍ علي ما يرام".. وعلي كل حال كان يعرف أنهم لابد آتون هكذا .. ربما علي سبيل العادة، أو كإجراءٍ وقائي .
لم يكن خائفاً هذه المرة ، ولم تفزعه طرقاتهم العنيفة كما كانت تفعل من قبل .. لم يسقط القلبُ فجأةً ولم ترتعد الروح، ولا الذهن تبلبل كما كان ينبغي أن يحدث – فقط – لحظةٌ عابرة، وباعترافٍ ضروري، لم يكن الهدوء كاملاً ونقياً كما أراده، إنها براعة "البرافيزياء" ولن تستطيع أية مصالحة مع العالم أن تعفينا تماماً، ولو من ظلٍ خافت للوجع.
إذاً لا بأس فلا هواجسَ مُقبِضة ولا خيالات سوداء تقدر الآن أن تنزع روحَهُ من ثباتها الذي أسستهُ "الفواتح" و"مراقبة الشيخ" ولا نفسَهُ من سلامِها الذي صنعتهُ أقراصُ "الأنافرانيل" .. يالها من طمأنينة تلك التي أنتجها العجز !!.
المهم الآن أنه لا شئ هناك صالحٌ لإدانته .
- طييييييييييب ..
.. هكذا بياءٍ ممدودة لا تخلو من حدة مصطنعة – فقط - من أجل إنقاذ الباب من أياديهم الثقيلة، أو ربما لإعطاء عقله مساحةً للتأمل .
" لابد أن هؤلاء الرجال قد تلقوا تدريباً جيداً بعد أن قرأ رؤساؤهم بعناية تلك الأبحاث التي أعدها الأخصّائيون في مراكزهم السرية، فأنا لا أميل إلي تصديق أن هذه الأمور -علي بساطتها الظاهرة- تأتي عفواً ، وتكرارها علي هذا النحو يؤكد أنها أشياءٌ متفقٌ عليها .. انظر!! .. هكذا يجب أن تبدأ .. قوية وسريعة .. بقبضةٍ مغلقةٍ علي الأغلب، ثم تنفتح الكف بانحناءةٍ خفيفة للأصابع حتى تحدث دوياً متزايداً، هكذا دون توقف كي لا يجد الواحد فرصةً سوي الاستسلام السريع لإرادتهم " .. "يالها من مهارةٍ فائقة" !!.
ـ بالراحة .. بالراحة
ولم ينسَ أن يغلفها باستياءٍ واضح .
ربما فاجأهم بابتسامته الموحية في ثقةٍ مشيراً إلي الحجرة الداخلية في نهاية الممر.
لا شئ علي الحوائط سوى آيات مذهبات في براويزَ ملونة وبعض اللوحات التي صنعها الطبيعيون .
ـ إنه "فقه السنة" و"الطبقات الكبرى للشعراني" .. وهذه تعاليم بوذا وتمرينات في اليوجا .. عفواً عفواً ،إنها "مذكرات امرأة ساقطة" .. وتلك بعض مؤلفات " كارينجي " .
لم يكن شئ إذاً صالحاً لإدانته، حتى تلك الأوراق التي لم يعثروا عليها بعدما أفرغوا الأدراج كلها، لم يكن ينوي كتابتها علي الإطلاق .
هو بالفعل لم يكن متورطاً بأية درجة ، لذا فقد مضوا وحدهم هذه المرة وتركوه .. حزيناً جداً.

ناصر البدرى
القاهرة
2-5 -2004



#ناصر_البدري (هاشتاغ)       Nasser_Albadry#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم للحب والحلم والغضب
- بارا فيزياء
- عن الحدائق و غنا المجاذيب ( قراءة في رواية - غنا المجاذيب - ...
- قدر المختلفة


المزيد.....




- -المعجم الأدبي- يرى النور في طهران بثنائية فارسية - عربية
- المؤرخ الأميركي يوجين روغان: الاستعمار سلّح الاستشراق والعثم ...
- اللغة العربية والذكاء الاصطناعي.. معركة للبقاء في المشهد الر ...
- في مهرجان كان السينمائي.. لا يجوز الصمت أمام رعب غزة
- صورة محمد بن سلمان -الأيقونية- تثير تفاعلا في سوريا بعد رفع ...
- تألق عربي لافت في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي 2025
- نجوم الفن المصري يتألقون في مهرجان كان السينمائي
- الأرض في ديوان إبراهيم طوقان
- نادين نسيب نجيم -عروسا- في مدينة كان الفرنسيّة قبيل انطلاق ا ...
- كيف تفاعل الفنانون السوريون مع قرار رفع العقوبات؟


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر البدري - بالفعل كانت محبطة