أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لاوند ميركو - سقوط جمهوريات الخوف وممالكها














المزيد.....

سقوط جمهوريات الخوف وممالكها


لاوند ميركو

الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك الكثير من الحقائق التاريخيه والفكريه التي لايمكن طمسها أو إخفائها في مسارات التطور الإنساني مهما جوبهت بسياسات الإنكار والإمحاء والإباده ، لأن التاريخ يتطور بتغذية الإنفرادي والكوني بعضهما ببعض ، ذلك أنه من دون التاريخ الكوني لاوجود للتاريخ الإنفرادي .
وقد أثبت التاريخ الحقيقه التالية بأمثله كثيرة من أن الشعوب الأكثر تعرضا للظلم والجور والإضطهاد والتي تتخبط في أعمق الأزمات تكون مرشحة لظهور الإنطلاقات التاريخية فيها ، وهو ما يعطي الأحقية للشعب الكردي بريادة التحولات الثورية في الشرق الأوسط دون غيره من الشعوب لامتلاكه الخاصيه الديمقراطية المجتمعية اللا دولتية البديلة لنهر الهيمنة الممتد من « سارغون » الأكادي في أعمق العصور حتى الولايات المتحده الأمريكية في عصرنا الراهن .
وإذا كانت ثورة الأكراد في « روج آفا » شمال سوريا قد حققت هذه الإنطلاقة التاريخية للشعب الكردي فهي متممة لثورات المجتمعات والأقوام الطبيعية اللا متدولة أمام المد الدولتي تاريخيا منذ التوحدات الميدية في مواجهة الآشوريين وكونفدراسيونات الحثيين أمام الفراعنة المصريين أو أنظمة الإتحاد الطوعي لسكان أمريكا الشمالية مرورا بجميع المقاومات حتى يومنا الراهن ، تكون المجتمعات في « روج آفا » شمال سوريا قد امتلكت دفة الريادة لثورات الكونفدراليه الديمقراطيه القائمه على الثورات الإجتماعية الجنسويه والآيكولوجيه والديمقراطيه والتمحور عليها في ظل إنشغال الطرف النقيض بتضميد جراحه أو تأبين المنهزمين .
وما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث يسير في هذا المنحى حيث أن الشعوب التي كانت تعيش في هامش التاريخ بشكل إقصائي متعمد من الدكتاتوريات والدوغمائيات السائده وممارسات الهيمنة السلطوية وفرضها بالقوة الأطر الإقصائية على هذه الشعوب جعل من هذه المجتمعات تشكل طاقة مدخرة ومكثفه مشبعه بالحركة حسب تعبير « أينشتاين » للماده هذه الطاقه التي تنساب كالماء في الرمل لتفرض انطلاقتها الجديدة وتبشر بالرياده الأخلاقية من جهة وبالسقوط العظيم لسلالات الهيمنة من جهة أخرى.
تحاول جميع القوى المتصارعة في الشرق الأوسط أن تفرض ريادتها وتتجنب السقوط مايخلق حالة من التأزم في طريق الحل المستعصي منذ سنوات وفق مستويات القوة في الريادة والسرعه في الإنهيار والسقوط ، هذا التضاد في كلياتية الأزمة أغرق في طياته ومراحله المختلفة كل الأعراف والتقاليد المجتمعية المتكدسة عبر العصور والأزمنة الغابرة فلا الأديان السماوية استطاعت أن تفك هذه العقدة ولا الحداثة الرأسمالية بأدواتها المتخلفة وجدت طريقها إلى الحل والخروج من هذا المستنقع الذي ماعرفت البشرية أسوأ منه مطلقا بما يحفظ ماء الوجه كحد أدنى على مبدأ لا غالب ولا مغلوب يعتبر خسارة فادحة لهذه الأطراف والوقوع في حتمية ثنائيات الإنتصار أو الإنهيار بتفرعاتها من قبل الهيمنات التي كانت سائدة يفرض عليها أن تقوم بقضم نفسها بنفسها وتخرج من التاريخ غير مأسوف عليها في سابقة هي الأقوى في سلسلة السقوط بعد غرناطة والباستيل والنازية وآخرها سقوط الدولة القومية في شخص صدام حسين ما يؤكد أن القرن الواحد والعشرين مرشح ﻷن يشهد السقوطات الأعظم على الإطلاق وعلى الطرف الآخر يشهد الولادات الأعظم على الإطلاق هذا الديالكتيك الذي تؤكده مجريات الأحداث في الشرق الأوسط وعودة البشرية إلى مركزها الثقافي والحضاري الأول يشبه إلى حد كبير عودة الإبن الضال إلى حضن أمه بعد خمسة آلاف عام من التمرد والضياع والإنحراف لينهل بعضا من الحنان والعشق الذي خسره ضمن مجموعة القواعد الدوغمائية التي فرضها على البشرية كمفهوم الطبيعة الجامدة الغير قادرة على الحركة إلا بأوامر الإله ، وهنا نستشهد بما ذكره الفيلسوف الألماني « ثيودور أدورنو » ١٩٠٣ _ ١٩٦٩ حيث وصف مدنية الحداثة المؤدية إلى معسكرات التمركز _ التجمع بأنها تعني إنتهاء مرحلة في ثنايا الظلام وهو الخطأ الذي تأسست عليه الحداثة إسلوبا ومعرفة .
كل هذه القراءات تؤكد أن جمهوريات الخوف وممالكها والتي تأسست في القرن العشرين تحت مختلف المسميات والتي قامت بإقحام مجتمعاتها في أقفاص حديدية على حد تعبير « ماكس فيبر » يؤكد تحليل « أنجلس » قبله من أن نموذج الدولة سيكون مادة مركونة في متاحف التاريخ كمرحلة ماضية من حياة المجتمعات الإنسانية والخروج من الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط يعني إنهيار هذه الأشكال الدولتية التي أثخنت الذاكرة المجتمعية بدمويتها البشعة ويعطي الأحقية لامتدادات مكونات ميزوبوتاميا بالظهور مجددا إلى مسرح التاريخ كقوة حضارية مغمسة بالأخلاق الطبيعية وظهور جديد « ﻹنانا » وآلهاتها بعد دحر « أنكيدو » وكهنته بكل مراحلها التي تشكل ثقبا أسود في مسار المجتمعات الطبيعية البشرية وغبارها الكوني .



#لاوند_ميركو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع العربي بين العقل واللاعقل
- الاخوان المسلمين _أكبر أكذوبة في التاريخ المعاصر
- المفهوم القومي في الإرث الثقافي للشرق الأوسط
- الأكراد في أزمة الشرق
- الاسلام المفخخ ينحر الأقباط


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لاوند ميركو - سقوط جمهوريات الخوف وممالكها