أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - ليتها لم تكن(مرة أخرى) : لكنها كانت














المزيد.....

ليتها لم تكن(مرة أخرى) : لكنها كانت


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليتها لم تكن( مرة ثانية): لكنها كانت
منذر خدام
مأساة التعليم في سورية
قد يكون قطاع التعليم بمختلف مراحله في مقدمة القطاعات التي تضررت في سورية من جراء " الثورة". يجري الحديث عن أكثر من مليوني طفل فقدوا فرصة التعليم الأساسي، عداك عن مئات الآلاف من طلاب المراحل الدراسية الأخرى، الإعدادية والثانوية والجامعية، الذين حالت ظروف الحرب دون التحاقهم بمدارسهم أو جامعاتهم. أضف إلى ذلك حجم الدمار الهائل الذي أصاب البنية التحتية للتعليم فآلاف المدارس تهدمت من جراء الحرب، وجامعات بكاملها خرجت من نطاق الانتفاع، وعشرات الآلاف من أساتذة التعليم ما دون الجامعي وآلاف الأساتذة الجامعيين قد غادروا البلد، أو لم يعد لهم فرصة للعمل نتيجة لظروف الحرب. وفقد التعليم في كثير من المناطق وحدته المنهجية فصار الطلاب والتلاميذ في منطقة سيطرة كل فصيل مسلح يتعلمون وفق مناهج يفرضها الفصيل المسلح عليهم، عداك عما يتعلمه التلاميذ في مخيمات اللجوء. وطال الضرر أيضا العملية التعليمية حتى في مناطق سيطرة النظام من جراء كثافة الطلبة في غرف الدراسة جراء الهجرة الداخلية، ومن جراء قلة عدد المدرسين نتيجة سحبهم إلى الجيش، عداك عن الفساد المسيطر على العملية التعليمية برمتها. " ادفع تحصل على العلامة التي تريدها، فإذا رغب الطالب، أو أهله غالبا، بكلية الطب تختلف التسعيرة عن كلية الهندسة وهنا تختلف من كلية إلى أخرى... وتختلف التسعيرة أيضا بحسب شراء رئيس القاعة الامتحانية، أو المراقبين الآخرين معه، أو شراء المركز بكامله...". نتيجة لذلك يصل كثير من الطلاب إلى الكليات التي أرادوها عبر قنوات الفساد وهم شبه أميين رغم علاماتهم شبه الكاملة في شهادة البكالوريا. وقد انتهز كثير من المدرسين الجامعيين في كليات الطب والهندسة على وجه الخصوص ضعف الطلبة العلمي لفتح معاهد للتدريس الخصوصي وبأسعار عالية.
إن إعادة ترميم وإصلاح النظام التعليمي في سورية وفق مؤشرات ما قبل الأزمة، حتى لا أقول وفق المؤشرات العالمية، سوف يحتاج إلى عقود من السنين، ليس فقط من أجل إعادة إعمار البنية التحتية فقط، بل من أجل إعداد الكوادر التعليمية المناسبة. في هذا المجال بحاجة التعليم في سورية إلى إبعاده عن حزب البعث، وعن أيديولوجيته، ومنظماته مثل طلائع البعث وغيرها التي ألحقت به بالغ الضرر. ويبدو لي من الملح اليوم أيضا إخراج حزب البعث من التعليم الجامعي، والقيام بعملية إصلاحية شاملة لهذا القطاع وفق المؤشرات العالمية. لقد ألحقت عملية تبعيث التعليم العالي في سورية ضررا بالغا به ليس فقط لجهة إغراقه بكوادر غير مؤهلة بل ولانتشار الفساد فيه، وجاءت " الثورة " لتعمق من أزمة هذا القطاع الحيوي. يمكن القول أن اغلب الأساتذة الجامعيين الجيدين قد غادروا البلد من جراء الأزمة سواء لمعارضتهم لسياسات النظام بصورة عامة، أو خوفا من مفاعيل الأزمة على حياتهم الشخصية. وفي محاولة السلطة لعودتهم من جديد إلى البلد وإلى عملهم الأكاديمي اصدر مجلس التعليم العالي قرارا يسمح بعودة كل الذين انشقوا ،أو استقالوا أو من هم بحكم المستقيلين بالعودة إلى البلد مع ضمان عدم مساءلتهم. وتضمن القرار بندا صريحا بأن الوزارة " تتولى تأمين جميع الموافقات اللازمة "، و ليس عليهم العودة فورا بل مجرد إرسال فاكس إلى الوزارة يعبرون فيه عن رغبتهم بالعودة. ومما يدعو إلى السخرية انه عندما قرأ هذا القرار في بعض أٌقسام كليتنا انتفض البعثيون وكأن عقارب قد لسعتهم" هؤلاء خونة لا يجوز السماح بعودتهم " في تجاهل لحاجة الجامعات السورية إليهم أولاً، بل وفي تجاهل للقرار ذاته الصادر عن مجلس التعليم العالي. ويبدو لي أن قلة استفادت من هذا القرار وعادت، لذلك فقد أعلنت وزارة التعليم العالي عن مسابقة لتعيين ألف وستمائة وخمس وستين مدرسا جامعياً جديدا في ملاك الجامعات السورية.
اللافت، لكنه ليس غريبا على سلطة تكذب في كل كبيرة وصغيرة، هو أنه عندما أعلمت احد الأصدقاء وهو من أفضل أساتذة التعليم الجامعي، وكان قد فصل من عمله جراء توقيعه على أحد بيانات المثقفين السوريين، ولا يزال في داخل سورية، بصدور قرار عن مجلس التعليم العالي يسمح بعودة المنشقين اللذين غادروا البلد إلى عملهم، كان جواب السلطات المعنية له أن هذا القرار لا ينطبق عليه؟!!!. يفاوضون المسلحين ويعفون عنهم، بل ويعيدونهم إلى الجيش، ومن لا يصالحهم يرسلونه إلى جبهات أخرى لمقاتلتهم، أما أن يطلقوا سراح معتقل سياسي أو معتقل لرأيه، وعددهم في سجون النظام بعشرات الآلف/ فهذا لا يحصل لأنهم بالنسبة للنظام أوراق تفاوضية. ربما عودة صديقي الدكتور المتميز إلى عمله ورقة تفاوضية أيضاً، من يدري؟!!.
بقي أن أشير إلى أن جميع العاملين في قطاع التعليم هم اليوم تحت خط الفقر السوري، بل وكثير منهم يرزح تحت خط الفقر المدقع. لنأخذ مثلا الأستاذ الجامعي الذي كان راتبه قبل " الثورة " يبلغ ما يعادل نحو ألف دولار أمريكي، اليوم صار راتبه لا يزيد عن مائة وخمسين دولارا، في وقت تضاعفت الأسعار نحو عشرة أمثالها. هذا الواقع البائس لقطاع التعليم في سورية جعل صوت كثيرين يرتفع " ليتها لم تكن " ولا كان كل هذا الخراب لقطاع التعليم الذي هو من أهم القطاعات في سورية.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليتها لم تكن: لكنها كانت
- الأستانة: الجغرافيا تصير تاريخا
- شعب لا يريد الديمقراطية
- قراءة متانية في وثيقة الاتحاد الأوربي بخصوص مستقبل سورية
- ما هي المخارج المحتملة من الأزمة السورية
- منذر خدام - كاتب وباحث وسياسي سوري، وعضو سابق في المكتب التن ...
- حقيقة موقف كل من أمريكا وروسا تجاه الأزمة السورية
- الديمقراطية والنظام السياسي العربي( الحلقة6)
- الديمقراطية والنظام السياسي العربي( الحلقة5)
- الديمقراطية والنظام السياسي العربي( الحلقة4)
- الديمقراطية والنظام السياسي العربي( الحلقة3)
- الديمقراطية والنظام السياسي العربي( الحلقة2)
- الديمقراطية والنظام السياسي العربي( الحلقة1)
- الديمقراطية وبيئتها المفهومية(الحلقة 7)
- الديمقراطية وبيئتها المفهومية(الحلقة 6)
- الديمقراطية وبيئتها المفهومية(الحلقة 5)
- الديمقراطية وبيئتها المفهومية(الحلقة 4)
- الديمقراطية وبيئتها المفهومية(الحلقة 3)
- سيناريو الحل المقبل
- الديمقراطية وبيئتها المفهومية(الحلقة 2)


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - ليتها لم تكن(مرة أخرى) : لكنها كانت