أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ريزكار حسن - الكرد في سوريا وإشكالات العلاقة مع أمريكا















المزيد.....

الكرد في سوريا وإشكالات العلاقة مع أمريكا


ريزكار حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1428 - 2006 / 1 / 12 - 03:26
المحور: القضية الكردية
    


العلاقة بين المعارضة السورية وأمريكا أو أوروبا ,لها حساسياتها الخاصة جدا ,لكن آن الأوان لمناقشتها بشكل جدي ,يتناسب مع جدية الوضع السوري والإقليمي , كما أن الأمر يكتسب أبعادا إضافية بالنسبة للكرد لإعتبارات قومية عرقية في نظر الآخرين مهما أنكرو , والمشهد العراقي واصرار الكرد على الوحدة العراقية لم يشبع نهم الروح الشوفينية لدى القوى العربية أنظمة ومعارضات , اللهم باستثناء البعض القليل من القوى العراقية .
أطياف الحركة السياسية الكردية في سوريا , اختنقت أو خنقت (بضم الخاء ) أو خنقت نفسها بنفسها في دوامة الصراع والنقاشات غير المجدية التي لا تتحملها ولا تفسرها أو تبررها الإيديولوجيات والفلسفات السياسية باختلاف مشاربها , لأن الفصل الميكانيكي بين الخاص والعام ,بين الجزء الوطني والكل العالمي , بين الداخل السوري الجماهيري الشعبي والخارج العالمي بما فيه الأمريكي والأوربي , بالشكل الذي يظهر في بعض أدبيات ومواقف المعارضة السورية المعلنة ,لا يمت إلى حقائق العلم والعصر بصلة , ويتناقض مع مبدأ ضرورة تحقيق التناغم والإنسجام بين مختلف العوامل الحاسمة والمؤثرة , كحقيقة مادية علمية لا تقبل الجدال في عصر العولمة والثورة العلمية , وان كان البعد الكردستاني , للكرد والحركة السياسية الكردية في سوريا يبقى له وضعه المميز بعد كل ما قدمه لأجزاء كردستان .
خنق الحركة الكردية ؛ بضغط النظام الشوفيني التسلطي الإنكاري من جهة , وبالممارسات والمواقف الشوفينية الإنكارية لما تسمي نفسها بالمعارضة السورية التي تعمل جاهدة على البقاء تحت سقف النظام من جهة ثانية , وبقبول معظم أطراف الحركة السياسية الكردية السورية نفسها -لأسباب عديدة - بالتبعية على طريقة القبول بالأمر الواقع من جهة ثالثة , وكل هذا تحت ستار الوطنية ورفض الخيانة والتعامل مع الأجنبي , أدى إلى حرمان الكرد من الكثير من الأوراق التي يمكن لهم عبرها أن يتحولوا إلى قوة فاعلة بوجه ممارسات النظام الذي أمعن في اضطهادهم ولا يزال , وكأنهم لا يدركون أو تناسوا أن الكثير من الحركات التغييرية بما فيها الثورية والإشتراكية , قد استمدت الدعم من الخارج عبر علاقات مختلفة المستويات والتأثير ، ولم يفسر ذلك حينها ولا الآن بأنه إنكار لدور العامل الداخلي الحاسم , ناهيك عن تقييمها في دائرة الخيانة والعمالة . أعتبر ذلك و هو على حق , تفعيلأ للعامل الداخلي وزيادة انتاجيته , من خلال دعمه بالمؤثرات الخارجية لإحداث التغيير والتحول المنشود , فلماذا تجاهل هذه الحقائق في حركة الشعب السوري والكردي السوري الديمقراطية بمواجهة النظام السوري المتحكم بالسلطة عائليا وأوليغارشيا عبر ماكنة أمنية وأجهزة تسلط منظمة تتجاوز في حجمها حجم الشعب الكردي , تمارس كل أنواع الضغط والظلم بما فيه إرهاب الدولة المنظمة .
أنظروا إلى علاقات لينين والثورة الفيتنامية والكوبية والحركات الديمقراطية الأخيرة وتحالفاتها الخارجية ضد أنظمتها , ستجدون أن هذا التناغم والتفاعل هو من حقق الإنتصار الذي لولاه لما تم بالتأكيد , ألم يتهم لينين من دافع عن القيصر في الحرب العالمية الإولى تحت شعار الدفاع عن الوطن بالشوفينية ؟ ! . تجربة العراق شاهد حي ودليل عملي يؤكد عدم إمكانية تغيير أو تحويل أو إسقاط هذه الأنظمة اعتمادا على القوى الداخلية فقط , لأن هذه الأنظمة تستند إلى أساليب ووسائل قمع وتسلط تصيب ديناميكيات المجتمع بالشلل .
أجل ؛ هناك خلاف بين الواقع السوري والعراقي , لكن أوجه الشبه وما يجمع بين النظامين كثير وكثير جدا , لدرجة تؤكد أن الحلول إن لم تكن واحدة فهي متقاربة , لذا لا بد من وضع النقاط على الحروف , وترك الشعارات الطنانة والإتهامات والإتهامات المضادة على شاكلة خدام والنظام ومجلس الشعب والجبهة الوطنية التقدمية جانبا , و مناقشة الأمور والبدائل بجدية العملية التغييرية لنظام استمر أكثر من أربعين سنة متواصلة في حالة الطوارئ والأحكام العرفية , ويمتلك كل هذا الكم الهائل من أدوات الضغط والتسلط . والقوى الديمقراطية مكلفة بالإجابة عن أسئلة حياتية , فهل يمكن لهذه القوى الموجودة على الساحة أن تغير النظام رغما عنه بالإعتماد على نفسها , وغذا كان الجواب إيجابا فلماذا لا تفعله ؟ , هل يمكن لها أن تدفع بالنظام نحو تغيير نفسه ؟؟ وهل أن النظام يريد فعلا أن يغير نفسه , أو أنه يجهد لذلك , وهل يمتلك القدرة والرغبة والقرار والإرادة في ذلك ؟؟؟ بالتأكيد ستكون الإجابة على كل الأسئلة بالنفي , والإجابة هي الحقيقة التي يعني إنكارها أو تجاهلها ,تهربا لهذه القوى من مسؤولياتها التاريخية بحجج وهمية واهية , وبفلسفة قدرية استسلامية , لا يمكن بها إدارة قضايا الشعوب الهامة والحياتية في مثل هذه المنعطفات التاريخية خصوصا .
إذا كان الداخل لأسباب موضوعية وذاتية ,داخلية وخارجية , لا يمكنه إحداث التغيير المطلوب , فما المانع إن استمد القوة من الخارج بعد أن غدا العالم متداخلا إلى هذا الحد الذي زالت فيه الحدود بين الداخل والخارج ؟ !,هل تكمن الخيانة في توظيف إيجابي فعال ومنظم ومدروس مع الخارج , أم في ترك الوطن لثلة من المتسلطين الوصوليين الذين ينعمون بالإستفراد بالوطن على حساب دماء ودموع وعرق الجماهير , هل تكمن في نيل الحركة الديمقراطية لقوى وطاقات تغييرية لازمة, أم في التقوقع والبكاء والعويل والإنكفاء على الذات بشكل يمهد السبيل أمام استمرار التسلط في ممارساته .
المداخلات الخارجية ستجري دون مشورة هذه القوى , وبقرارات من مكان آخر , لأن النظام السوري بات مشكلة جادة للعالم المتحضر بعد صدام , يجب تغييره دون بد , وهذا لا علاقة له بالوضع العراقي أو اللبناني أو الفلسطيني فقط , بل يتعلق بطبيعة النظام وحقيقته التي باتت خارج العصر , فهل أن الإنتظار والوقوف في موقف المتفرج , أم المساهمة في تغيير هذا النظام عبر سبل ديمقراطية معقولة , بعدما سدت كل سبل التغيير الداخلي , للتقليل من آلام شعب عاني خلال نصف قرن هو الوطني والأصح .
هذا لا يعني التحول إلى أداة بيد القوى الخارجية أبدا , بل يشير إلى فهم صحيح لآليات العصر التغييرية , أنظروا إلى النظام كم يقدم من التنازلات لحماية نفسه تحت شعار حماية الوطن , هل يتجرأ النظام أن يعلن حجم تعامله مع المخابرات المركزية الأمريكية , وحتى المراهنة على هذا التعاون الجدي في العلاقات الدولية , كم من الملفات الداخلية الجادة سلمتها سوريا لهم تتعلق بالداخل السوري أو بإشخاص سوريين , ما هي حجم التنازلات المقدمة للتفاوض مع إسرائيل , بعيدا عن الدعايات التي تتغنى بالمواقف الثابتة فهي باتت مجرد كلمات لم تعد تنطلي على أحد , ألا يعلن ممثلي النظام كل يوم أنهم مستعدون للتعامل أكثر مع النظام العالمي , ألا يدخل هذا النظام في علاقات إقليمية مع حكومات المنطقة لضرب شعوبها . ألا تشكل هذه الممارسات وغيرها دوافع حقيقية لتحرك القوى الشعبية في كل إتجاه لخدمة الوطن وإنقاذه مهما كانت إتهامات هؤلاء , خصوصا أن مثل هذه الإتهامات هي من أخلاقيات الأنظمة التسلطية , وكلنا نتذكر إتهامات صدام للعرب و الأكراد بالخيانة الوطنية مع كل نهضة وانتفاضة .
حذاري للمعارضة أن تستمر في الإستسلام لفخ النظام هذا , فيبقيها مجردة من أي دعم آخر حياتي ,بعد أن ظل يستفرد بها ويمزقها ويحطمها ويفترسها ويهشمها وفق ما يريد , إذا كانت القوى الديمقراطية جادة لخوض معركة التحول والتغييرالديمقراطي مع النظام .
الكرد والحركة السياسية الكردية في سوريا , وكمثيلاتها في الأجزاء الأخرى من كردستان متهمة بالفطرة منذ ولادتها بكل شيء , وتعاني من ممارسات ضاغطة إضافية يجعلها تحس بالحقيقة أكثر , فيزداد شعورها بالحاجة للحل أكثر من الآخرين , وهي التي ذاقت من ويلات استفراد السلطات بها الكثير ,ولا تزال .
لقد آن الأوان للحركة السياسية الكردية أن تنقذ نفسها من القفص الذي هو فيه , لتمتد هذه المرة بشكل جدي , وبشخصيتها الخاصة , استنادا إلى إلتزاماتها السورية والكردية السورية والكردستانية وحتى الإقليمية , نحو العالم دون إكتراث بالمقولات التي تصب الماء في طاحونة النظام ,وتغذي ماكنته التسلطية الأمنية .وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة أن تفي فصائل الحركة الكردستانية في أجزاء كردستان الأخرى بإلتزاماتها الأخلاقية والقومية والإقليمية تجاه أخوتهم في هذا الجزء ,وهم الذين لم يبخلوا يوما عليهم يوما بدمائهم وأرواحهم .
أعتقد ان الحركة أو بعض فصائلها بات عليها لزاما أن تتحرك في الإتجاهات المذكورة تحضيرا لمرحلة قادمة جادة ومتشابكة , وسيكون النصر حليف من يتمكن من بناء أقوى العلاقات والتحالفات الصحيحة . لقد باتت تلك الإتهامات هراءا لا مكان له إلا في مزبلة التاريخ , فنحن ندرك جيدا أن هذا النظام قد فقد مشروعيته بهذا الشكل الذي يعادي فيه الجماهير الشعبية , ولن تنقذه جلسات المهازل التي تعقد في ما يسمي نفسه افتراءا مجلس الشعب .
إنها إحدى القضايا الشائكة الحساسة جدا لحركتنا , وعانينا من وقع هذه العلاقات ,الأمرين في السابق بسبب أخطاء أرتكبت , فهل من إعادة للمياه إلى مجاريها الطبيعية في واقعنا الراهن , لرسم المستقبل الحر لشعبنا السوري والكردي .
الأمر مطروح للنقاش الجدي منظمات وأحزاب وجماهير شعبية , وإن كنت أعتقد أن اعتماد الواقعية والعملياتة في منطق التفكير بالأمور هو وحده الكفيل بالوصول إلى نتائج حقيقية .




#ريزكار_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزاب -الجبهة الوطنية التقدمية - في سوريا هل ستستعيد وعيها ب ...
- مسكينة سوريا
- الحركة الكردية في سوريا وأزمة الهوية


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ريزكار حسن - الكرد في سوريا وإشكالات العلاقة مع أمريكا