أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ريزكار حسن - مسكينة سوريا














المزيد.....

مسكينة سوريا


ريزكار حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مسكينة سوريا ... بقيادتها الخارجة عن العصر والتاريخ , لأنها ظلت ملتزمة بأصوليتها الشوفينية الأمنية , ونأت بنفسها عن التطور والحداثة , ضخمت نفسها كالقط الذي ينظر الى نفسه بالعدسة المكبرة فيظن نفسه نمرا , ادعت الأصالة والقومية في زمن ما بعد الحداثة والعولمة , واعتبرت الديمقراطية بدعة , فأبدعت في التسلط والدكتاتورية وقمع الحريات , ونست أوتناست أنها تخنق نفسها عندما تريد أن تعيش بدماء ودموع وعرق الآخرين , فغدت متهمة لا بل مشتبهة بها , انتحر منها اناس وفر آخرون والحبل على الجرار , وهي لا تزال تنفخ في قربتها المقطوعة ,تظن أن الناس يرقصون على موسيقاها , رغم أن العرس قد قد انتهى , والمأتم على الأبواب , وتحولت تصريحاتها إلى مهازل وإدانات مباشرة وغير مباشرة , تتفاخر بأنها نجت من الفوضى ولا تدرك أبدا أن القادم أعظم .

مسكينة سوريا ... بمجلس شعبها , الذي كنا شهودا على جلسته الخاصة التهكمية لإدانة خدام , استل كل سيفه وبدأ يضرب عنق الفار ,رغم أنهم حتى الأمس كان كل منهم يتودد إليه لغاية شخصية , فأبدعوا في إظهار وتأكيد أنهم مجرد أبواق هزيلة لا تصل اصواتها لأبعد من جدران سوق عكاظ المعاصر , ولم ينس أن يغني لبشار حامي الأمة وقائدها الذي لا تنقذه جهود العرب من قبضة ميليس المستقيل , وعار أن يكون هؤلاء ممثلي الشعب السوري , فاللوحة تظهر قزامة النظام من قزامة مؤسسته التشريعية العليا , وا خجلاه منكم يا أشباه الرجال , أناديكم بالله أن تكفوا عن إهانة هذا الشعب وتحقيره , لأنه ارفع من ان يفعل به هذا .

مسكينة سوريا .... بنظامها الأمني المخابراتي ... رغم ان كل رجالاتها المعروفين تحولوا إلى دكاترة بعد أن حصلوا على شهادات الدكتوراة من الجامعات السورية واللبنانية على شاكلة رفعت الأسد ,عفوا الدكتور رفعت الأسد , فكان الدكاترة بهجت سليمان ورستم غزالي والقائمة تطول , لكنهم لم ينجوا من الدخول في قفص الإتهام والتحقيق وإن كان على ضفاف الدانوب , والكل يعرف أن ملفات هؤلاء أغنى من ملفات خدام , وأنهم أحوج من خدام إلى حمام شبيه بما حصل في " مجلس الشعب السوري " , لكن هذه المرة في صيغة جادة وصفة تمثيلية حقيقية , تتجاوز تلك الأبواق القديمة , لتوضع النقاط على الحروف , وليعرف الظالمون أي منقلب ينقلبون , تحولوا إلى إعلاميين , وأخرجوا إلى النور والعلن من الدوائر المظلمة بقدرة قادر , وبعد أن فشل مهدي دخل الله الساذج إلى حد التفاهة , وانزلق فيصل مقداد , وغابت بثينة شعبان عن الساحة وكأنها تقول " هاي مو شغلة نسوان " .

مسكينة سوريا .... بمعارضتها .... لأنها لا تزال نائمة أو في غيبوبة منذ سنوات , المعارضة التي نزعت منها السلطات هويتها وجواز سفرها إلى المستقبل , ومنعت عنها السفر , كما منعت اللجوء الى السفارات الخارجية , فظلت مكتومة القيد لا تملك الهوية , على غرار من تعرض للإحصاء الجائر في بداية الستينيات من الكرد , والطامة الكبرى أنها جامدة منهارة من الصدمة تضحك بذاتها من ذاتها على ذاتها , تظن نفسها عاقلة والعالم مجنونا , تتحجج بميولة الأرض لعدم إتقانها الرقص , وتخدع نفسها كل مرة , فتغوص في رمال سوريا المتحركة , وتضيع بين ثنائيات الوطنية والخيانة , الداخل والخارج , التقدمية والرجعية , هل ستصحو من سباتها وتدرك أن هويتها في بديل ديمقراطي حقيقي , يحطم كل الغرف السوداء لهذا النظام الأسود , بعد أن تغسل قلبها من شوفينية القومية السائدة , والنظرات القومية الضيقة , وتتفق على سمو القيم الديمقراطية بعيدا عن الغرائز والشهوات السياسية المتحكمة التي زرعتها سنوات القهر .

مسكينة سوريا .... بأكرادها , الذين ضحوا للوطن السوري كثيرا ولم يحصلوا منه حتى على ورقة هوية ... استمروا في المعارضة فبخلت عليهم حقهم في المساواة وفرضت عليهم ازدواجية التبعية , ضاعت أحزابهم بين الثنائيات والثلاثيات , فتاهت ولا تزال تدور وتلهث هنا وهناك , على ابواب المعارضة حينا , وفي دهاليز النظام أحيانا , لتسافر خارج الحدود عندما تفقد قوة الصراع والمواجهة والانتاج في الداخل , وتظل في نقطة حرجة على مفترق الطرق , بين العثور على الذات أو الضياع .

مسكينة سوريا .... بكل عناصرها , من قيادتها إالى معارضتها , والشعب يعاني , فهل سيعود ممثليه إلى رشدهم ليعيدوا للتاريخ سيرورته الطبيعية نحو الحرية والديمقراطية , أم أنه سيخلق قياداته الجديدة القادرة على أداء مهامها ,وكلنا ندرك أن التاريخ سيستمر .



#ريزكار_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الكردية في سوريا وأزمة الهوية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ريزكار حسن - مسكينة سوريا