أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ريزكار حسن - أحزاب -الجبهة الوطنية التقدمية - في سوريا هل ستستعيد وعيها بعد الإستسلام















المزيد.....

أحزاب -الجبهة الوطنية التقدمية - في سوريا هل ستستعيد وعيها بعد الإستسلام


ريزكار حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9 - 09:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سوريا في دائرة الخطر وتحولت إلى المركز , والآن بات تغيير نظامها مطروحا بعد أن اتجهت
المعارضات السورية المختلفة إلى التخلي عن هذا الهدف الذي كلف ترسيخه المعارضة نفسها آلاما وتضحيات, والحقائق الراهنة تظهر أن التخلي عنه كان أقرب إلى الوقوعية من الواقعية ,إذ فقدت معه المعارضة برنامجها الأعظمي واكتفت بأضعف الإيمان , فضغطت الدولة والنظام على كل الفرقاء بمن فيهم حتى المستسلمون لهم لدرجة ربطهم تماما بعجلتها , وكانت الجبهة المتشكلة غطاء لكل أنواع التسلط والقهر السافر العاهر .
هل آن لأحزاب الجبهة أن تحاكم نفسها وسياساتها , بعد أن تبين لها بالدليل القاطع أنها ساندت نظاما تسلطيا إرهابيا تحول إلى معضلة أشبه بصدام حسين , بدعوى الدفاع عن الوطن , ومحاربة الإستعمار والصهيونية , وضرورة التصدي لأذناب الامبريالية والصهيونية , على حد تعبيرهم , كناية عن الأحزاب الدينية والكردية ومؤسسات المجتمع المدني وكل أنواع المعارضات .
هل لها أن تقدم نقدا جديا وتصحح من مواقفها القومية الشوفينية تجاه الكرد , والإستبدادية تجاه كل أنواع المعارضات الأخرى بما فيها مؤسسات حقوق الإنسان , بعد أن تدرك أنها سوقت للنظام داخليا وخارجيا على مدى نصف قرن , ودعت الجماهير إلى الخنوع والإستسلام والرضوخ , ونادت بتطوير هيبة الدولة وهي تعلم علم اليقين بطبيعتها وتوجهاتها , واتهمت المعارضة قبل أن يتهمها النظام بالتبعية للخارج , فخنقتها في دوامة رعب الماكنة الأمنية الجامحة المسعورة للنظام , هذه الماكينة التي أحرقت الشعب والأحزاب وكل وسائل الحرية , وأباح كل شيء تحت يافطة حماية الوحدة الداخلية لمواجهة الإستعمار الخارجي , الى أن كانت ممارسات السلطات إحتلالا داخليا للوطن بكل معنى الكلمة , تحولت معه أحزاب الجبهة إلى قوى متعاملة مع هذا الإحتلال ومساندة له ,و لعبت دور حصان طروادة في المنعطفات المفصلية , حتى تحولت مع السلطة إلى مقصلة تقتل كل ما هو حي , وكأنها استندت إلى مبدأ أحسن مواطن هو الميت , لأنه الإقل خطرا .
مقارباتها في تلك الفترة للكثير من المصطلحات بدءا بالإشتراكية والتقدمية والوطنية , مرورا بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان , إنتهاء بحقوق الأقليات والمذاهب , ليس هذا فحسب بل حتى مواقفها من المجازر الجماعية التي أرتكبت في الوطن والمنطقة , كانت مخجلة ولا تمت للإنسانية بصلة , فهل ستتحجج بأن مواقفها آنذاك كانت صائبة نظرا لإختلاف ظروف الزمان , أم أنها ستعترف بأنها إرتكبت أخطاء جسيمة بإلتفافها حول النظام بهذا الشكل الذي حولها نفسها إلى ضحية وقاتلة بنفس الوقت - وإن كنت لا أقصد هنا أبدا مواقفها الصحيحة من حركة الأخوان المسلمين المسلحة في الثمانينات - وأنها أنكرت شعوبا وأقليات , وأساءت الى الوطن وقتلته , وشوهت الديمقراطية والتقدمية , فكانت أحزابا أصولية سياسية تخلت عن التفكير الحر المنطقي الواقعي , واتجهت نحو الممارسة الوصولية الإنتهازية الشوفينية الساقطة الأسيرة , خوفا حينا , وبحثا للبعض من قادتها عن فتات على موائد البعث وكراسي " مجلس الشعب " , وما ادراك ما هو مجلس الشعب , أحيانا أخرى ؟! .
أين كانت هذه الأحزاب " الوطنية " من كل هذا الفساد الداخلي , الذي ظهرت علائمه واضحة بحدود دنيا مع نشر ملفات خدام , وكلنا يعلم أن خدام واحد من جوقة ألفية لا بل أكثر , لا يزال عناصرها باقون على صدورنا كالجدار , وفي حلوقنا زوبعة من نار , فأين هي ملفات ماهر الأسد وآصف شوكت , وبهجت سليمان , وعلى دوبا وجميل الأسد وعائلة مخلوف ؟! , أم أن هؤلاء رموز وطنية يعني المساس بها خدمة لأمريكا وإسرائيل , وأنتم تعرفون جيدا يا أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية بحجم جرائمهم من نهب المال العام انتهاء بانتهاك الكرامة الشخصية للناس , مرورا بالممارسات العنجهية السوقية التي تعج بها ذاكرة الشرفاء .
هل يمكن لعاقل ما , أن يدعي كما يدعي خدام بفصل مرحلة بشار عن أبيه وهو بالأساس دفاع عن الذات , وأن يعتبر تلك المرحلة عصرا ذهبيا حلت فيه البركات على شعبنا ووطننا , رغم أنها كانت طويلة ترسخت فيها كل أسس الدولة الأمنية السورية , وخرجت عن طورها , فكانت المقدمة التي أبدعت هذه النتيجة الراهنة , استمرت رغم أن العالم كان يتغير من الثمانينات والتسعينات , وإذا كانت من فترة متهمة بشدة في صناعة الواقع السوري الراهن , إنما هي مرحلة حافظ الأسد أولا , فحذاري من التغني بتلك الفترة ورواجها , وإلا سننضطر لنشر لوائح الجرائم بحجم أكبر بأضعاف من اللوائح التي وزعها البعث يوما تحت إسم إنجازات " الحركة التصحيحية " .
لقد آن الأوان لتؤكد أحزاب" الجبهة الوطنية التقدمية " , أو قياداتها بشكل خاص , مواقفها المنسجمة مع قاعدتها وجماهيرها وشعبها السوري بكل قومياته وفئاته , وأن تحاول كسب مصداقية إن كان قد تبقى منها شيء , فهل ستتوجه في نفس المنحى " الوطني " و " التصدي للهجمة الخارجية الإمبريالية الشرسة " و "تعزيز الجبهة الداخلية " , أم أنها ستتجرأ ولو للمرة الأخيرة على قول الحقيقة , وحماية الوطن عبر تفعيل ديناميكياته الذاتية , التي تتحمل مسؤولية خنقها جزئيا أحزاب الجبهة .
وهي بذلك فقط ستسد الطريق أمام الضغط الخارجي بمراحله المعروفة بدءا من الحصار الإقتصادي وإنتهاء بالتدخل العسكري .
إمتحان عسير تواجهه أحزاب الجبهة في تحديد مواقفها , وإن كنت أشك في قدرتها على إتخاذ موقف مختلف عن البعث , لأنها بممارساتها السابقة قد غدت أسيرة له بآلاف الحبال , لكن الوضع والضمير والأخلاق والمصلحة الوطنية العليا ورغبات جماهيرها , يدفعها لإتخاذ موقف مشرف , لنزع ورقة التوت عن جسم النظام , ولتكون صرخة ضد الملك بقول الحقيقة أن " الملك عار " .
هل سيكون موقفا كهذا تخليا عن الوطن , أم تخليا صائبا شريفا كريما عن نظام أوصل الشعب والوطن إلى ما هو عليه ؟ ! , هل سيكون إنقاذا لشعب أبي عانى الأمرين على يد النظام طيلة نصف قرن , أم خدمة للمخططات الإمبريالية ؟ ! , هل أن دعم بشار والبعث ونظامه الخارج عن العصر سيدعم عملية إجراء التحول الداخلي في سوريا , أم سيحول هذا النظام الكيدي العنصري إن نجا إلى غول سيبتلع قيم شعبه , ولا يعد بحياة شريفة قط .
ألم نجد كيف أن خدام اتهم النظام باللاوطنية والخيانة , رغم أنه مؤسس هذا النظام ومرسخه , وهو يدرك تماما حجم ممارساته اللا وطنية ضد الشعب , وكيف اتهمه النظام بالخيانة العظمى والنظام يدرك أن الجوقة الحاكمة كلها تشبهه في ممارساته وتصرفاته وتتجاوزها إالى حد بعيد , ألا يؤكد هذا أن كلا الطرفين يذكر ويدرك حقيقة الآخر وحقيقة نفسه فيذكر الآخر ويخفي ذاته , إنها تأكيد لحقيقة صمتت بقوة الإرهاب سنوات , فخرجت بهذا الشكل المشين .
كفاكم صمتا , وإن كان الجميع يشك بقدرتكم على التصريح وإعلان مواقفكم , حتى إذا توفرت نيات لدى بعضكم , ولتتذكروا دائما أن مواقفكم السلبية لم و لا ولن توقف عجلة التاريخ , لكن مشاركتكم ستجعلها أكثر سرعة وأمانا للشعب والوطن , فهلا أعدتم النظر بذهنياتكم لتعمل هذه المرة مع الوجدان الإنساني المتطور , فالوطن ينادي كل ابنائه , لكن !! هل من مجيب ؟! .



#ريزكار_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكينة سوريا
- الحركة الكردية في سوريا وأزمة الهوية


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ريزكار حسن - أحزاب -الجبهة الوطنية التقدمية - في سوريا هل ستستعيد وعيها بعد الإستسلام