أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الدحاني - الذكرى الاولى لوفاة شهيدة السوسيولوجيا حسناء العمراني














المزيد.....

الذكرى الاولى لوفاة شهيدة السوسيولوجيا حسناء العمراني


محمد الدحاني

الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 23:59
المحور: المجتمع المدني
    


الذكرى الأولى لوفاة شهيدة السوسيولوجيا حسناء العمراني
تعرفت الفقيدة على الموقع الاجتماعي/الفيسبوك، بعدما أرسلت لي طلب الصداقة، قبلت طلبها في حين لأني كنت نشيط حينها على حسابي، شكرتني على انضمامها للائحة أصدقائي وبدوري شكرتها على مبادرتها في ارسال الطلب، وافتخرت بوجودها وفعلا لقد نورت لائحة أصدقائي بملاحظاتها وتفاعلها.
فقالت: وكأنها خجلة من إرسال هذا الطلب أو تريد أن تبرر هذا الفعل، لقد شهدت تعليقا لك على إحدى منشورات الأستاذ "قيس مرزوق" وأعجبني التعليق وأرسلت لك طلب الصداقة، جددت الترحيب بها وأفصحت لها عن فرحتي بهذه الصداقة الجديدة.
قالت لي: هل تدرس أو سبق لك أن درست عند الأستاذ قيس.
أجبتها:لا، أنا طالب بجامعة "ابن طفيل بالقنيطرة"، لكني تعرفت الدكتور قيس مرزوق من خلال أستاذي "عبدالله هرهار"، الذي اعتمد كتابه "التراتبات المجالية والتراتبات الاجتماعية".في تدرس وحدة "التنمية المحلية والتدبير المجالي" في الفصل السادس.
سرنا نتحدث عن هذا الكتاب وكيف عالج علاقة المحيط بالمركز، وكذا عن مؤلفه، ولم نترك الفرصة لتعرف على بعضنا، ربما حين تحظر أسماء كبيرة في مجلسنا تجعلنا أن نتنكر بل وننسى أسمائنا في تأثرنا بهذه الأسماء الشامخة في ميدان العلم والعطاء والإنتاج وكيف لا نتأثر ونحن نتكلم عن نموذج المثقف العضوي بما تحمله الكلمة من معنى، طلبت منها أن تحدثني عن أستاذها، ركزت حديثها فقط على ما تعلمت منه من الالتزام والانضباط بالوقت، والجدية في العمل، وتقديم يد المساعدة للجميع، وغيرته على السوسيولوجيا النابع عن حبه الشديد لها...سألتها كيف تعرف كل هذه التفاصيل عنه؟
أخبرتني أنها درست عنده في جميع المستويات الجامعية، ابتداء من الإجازة الأساسية مرورا بالماستر وانتهاء بالدكتورة وهو الذي كان مشرف على بحثها الذي يحمل عنوان " الديمقراطية المحلية والمجتمع المدني".
فجأتني بأنها حامل لشهادة الدكتورة، إذن أنا الآن لا أتكلم مع صديقة عادية بل أتكلم مع "عالمة الاجتماع". لم نكن نتواصل لا بالعربية الفصحة ولا بالفرنسية ولا بأي لغة رسمية، بل كنا نتواصل بما يصطلح عليه "بالعرنسية" وهي لغة منتشرة بيننا نحن معشر الفيسبوكيين والفيسبوكيات، ونعني بالعرنسية هي الحديث بالدرجة المغربية مكتوبة بالحروف اللاتينية.
كانت مشاغبة وفضولية/ الفضول الأخلاقي طبعا، تحاول أن تعرف كل صغيرة وكبيرة عن الذي تتحدث معه دون أن تسأله، عادت في صمت لأرشيف حسابي وقرأت بعض مقالاتي المنشورة على بعض المواقع الالكترونية، ودون أن تضغط على "جيم أو تعليق"، جاءت على الخاص وشجعتني على الكتابة وأعطتني بعض ملاحظاتها القيمة والتي استفدت منها الكثير، أعطتني هذه التوجيهات بتواضع كبير ثم اعتذرت عن هذا الفعل، فكلمة الاعتذار لا تفارق شفتيها حتى وهي تقدم دروس إنسانية وتعليمية وتربوية...ثم ودعتني بهذه الجملة الطفولية "الوسادة تنادي"، فرغم أنها في عقدها الثالث لكنها لازالت تحمل في داخلها طفولتها.
مرت ثلاث أيام على حديثنا تلك الليلة، فإذا بي أتفاجأ لقد حذفتني من لائحة الأصدقاء، قلت لماذا؟ همست مع نفسي ربما خرجت من فمي كلمة على شكل زلة لسان لم أنتبه لها وغير مقصودة جعلتها تحذفني.
عدت بسرعة للرسائل التي كانت بيننا أفتش عن كلمة تجعلها تقوم بحذفي، قرأت الرسائل مرات ومرات، فكلامنا تلك الليلة لم يكون سوى حول الدكتور قيس وكتابه، راودتني فكرة بإبعاث طلب الصداقة، لكن لا أدري هل هي عزة النفس كما أدعي هي التي منعتني عن إرساله أم شيء من الكبرياء، إلى حدود كتابات هذه الشهادة لا أدري؟
في نهاية ذاك الأسبوع أرسلت لي طلب الصداقة من جديد، تهلل وجهي فرحا وأنا أوافق من جديد على صداقتها الافتراضية، فرحي ربما كان يعادل فرح أسرة عاد لها أحد أفرادها بعدما كانوا فقدوا أملهم في عودته. بعدما تبادلنا التحية.
قالت لي: لماذا حذفتني من لائحة أصدقائك؟
صفعتني بهذا السؤال، فثرت في وجهها، قائلا أنت من فعلت ذلك وليس أنا، وها أنت يا دكتورة تلعب معي لعبة "ضربني وبكا، وسبقني وشكا".
اعتذرت مني على الفور، وقالت اعذرني ربما أخطأت في ذلك إن كنت فعلا أنا هي التي فعلت.
أجبتها: إذن لا تحملني مسؤولية خطئك؟
ردت علي بجملة امتصت غضبي على الفور، إنها حكمة أعتبرها ولازلت أحفظها قالت "وحده الميت الذي لا يخطأ، فالخطأ ليس عيبا، والاعتراف بالخطأ فضيلة، بل إنه قانون الحياة للسير قدما نحو الأفضل".
سألتها عن أطروحتها باعتبارها من الدراسات التي يمكن الاعتماد عليها في بحثي، أخبرتني أنها لازالت في طور النشر، وأنها تنتظر إصدارها بأحر من الجمر، لكن هذا لم يمنعها من أن تدرك الموقف وتعطني رقم زوجها وقالت لي أطلب منه النسخ الورقية، ولا تنتظر إصدارها، فهي تجري في الخير كما يجري الدم في الشرايين، وخاصة إذا كان هذا في العلم والمعرفة، لم أكن أعلم أنها مريضة، ولم تخبرني هي أيضا بمرضها، امرأة من هذا المعدن نادرة جدا، فالكثير من الأصدقاء والصديقات يعلنون مرضهم عبر حسابهم وربما مرضهم يكون طفيف جدا. أما عالمة الاجتماع قاومت وأبت أن تستسلم للمرض وأعطتنا درسا كبيرا في المقاومة والتضحية في سبيل المعرفة.وكيف لا وهي التي كتبت مرة على حائطها الفيسبوكي "تكيف..هاجر أو مت هذا هو الثالوث الذي سيحكم الأرض في السنوات القادمة التي ستكون الحياة فيها صعبة لا مناص".
"أصرت ألا تودعنا إلا بعد أن تركت وراءها ثمرة عنادها الشهرزادي في ولوج المعرفة، فتركت لنا أطروحتها المتميزة "المذكورة آنفا، الكلام هنا يعود لأستاذها المشرف على بحثها قيس مرزوق الورياشي.
في صمت سلمت الدكتورة والعالمة والأستاذة والصديقة حسناء روحها بعد مدة طويلة مع المرض الذي نخر جسدها النحيف.
فعزائي لرفيق حياتها، ولعائلتها، ولأستاذها ولأسرة السوسيولوجيا في المغرب عامة وبفاس خاصة.



#محمد_الدحاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسيان هو نسيانكن
- أوراق والجوع المعرفي
- شهادة تبرئة
- الذاكرة السوداء
- الجنس عند العزاب المغارب
- رمضان بكاميرا سوسيولوجية
- لا تقرؤوا وحافظوا على صداقتكم
- قررت أن أكتب لك قصيدة..
- أسئلة على هامش مقاربة النوع.
- بنهمور الانسان
- الاباحة الجنسية
- السرقة الجنسية
- الصيام الجنسي
- نعم أخشى؟
- مكانة المرأة
- ضربة تحت الحزام: مقدمة لحوار لازال مؤجل
- الأساتذة المتدربون: قنبولة موقوتة


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الدحاني - الذكرى الاولى لوفاة شهيدة السوسيولوجيا حسناء العمراني