بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 03:09
المحور:
الادب والفن
أقصوصة
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
محاولة هروب
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قررت أخيرا،بعد تردد ، أن أرحـل بعيدا ، عـن هـذا البلـد الغـيـرالأميـن ، دون
أوبة ، فلم يبق فيه ، ما يجعلني أتشبت به كقـرادة ، عـند مغـرب الشمس عـبرت
الغابة الصغيرة بصعوبة إلى الشاطئ الواسع ، المقفر ، كان البحرهادئا ، مشيت
على رمال الشاطئ المبللة ، كانت قددماي تنغرسان في الرمل ، فترسمان خلفي
أثر خطوات حذائي الرياضي ، كنت آخرمن وصل إلى عين المكان ، كـان عدد
( الحراكة) حوالي الثلاثين ، نساء ورجالا ، صاح صاحب المركب فينا : ((هيا
بنـا ، على بركـة الـرب ، لقـد حـان وقـت الإبحـار، الجميع حاضر، وكـل شيء
جاهز)) دفعنا المركب إلى الماء ، وقفزنا إليه ،أخذت مكاني بجانب فتاة إفريقية
تبت صاحب المركب ومساعده المحرك في مؤخر القـارب ، وبدآ يجذفـان بقوة
كان المركب يشق طريقه في الظلام والمجهول، حين تذكرت أمي وأختي اللتين
تركتهما ، رنت كلمات أمي في أذني ، كرنيـن منبه يوقظ نائمـا ، وهي تقول لي
منتحبة ومستعطفة : (( أمازيغ ، لاترحل ، لاتترك وطنك ، لاتترك أمك وأختك
وحيدتين ، بين أنياب الذئاب التي لاترحم ، مستقبلك يا ولدي في بلدك ، لاتنهزم
قاوم ،لاتفر، لاتكن جبانا ، لاتكن جبانا )) قمت واقفا في وسط المركب وصحت
بأعلى صوتي : (( لن أكون غطاسا في مطعم ، لن أكون خماسا في ضيعة ، لن
أشتغل عند الرومي ، لن أهرب ، لن أهرب )) أمـام دهـشـة الـرفـاق قفـزت في
الماء ، وسبحت إلى الشاطئ الذي ينيره مصباح باهت ، عائدا إلى بر بلدي .
بويعلا وي عبد الرحما ن ( بُويَا رَحْمَانْ )
وجدة - المغرب
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟