أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشيد الأطلسي - هل منع البرقع انتهاك للحرية الشخصية؟














المزيد.....

هل منع البرقع انتهاك للحرية الشخصية؟


رشيد الأطلسي

الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 05:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أصدرت وزارة الداخلية المغربية قرارا يقضي بمنع خياطة وبيع البرقع الأفغاني، وهو القرار الذي لم يعجب التيار السلفي، الذي اتهم الداخلية بانتهاكها للحرية الفردية! كذا! فالسلفيون يكيلون بمكيالين،نعرف أنهم من أشد أعداء الحريات الفردية، وهاهم اليوم يستنكرون قرار وزارة الداخلية،بدعوى انتهاكه لحرية الأفراد.تناقض عجيب! فلو كان الأمر انتهاكا لكنا نحن من أشد المنددين بهذا القرار. لكن المتأمل سيجد أن منع بيع هذا اللباس لايتناقى في شيء مع الحرية الفردية، بل بالعكس هو حماية لها، مادام أن هذا اللباس المشبوه يحجب ملامح الشخص، وبالتالي لاتعرف هوية الشخص، هل هو رجل أو امرأة، ارهابي، أم مجرم؟ والجدير بالذكر أن الكثير من المجرمين والقتلة يستغلون هذا اللباس لتنفيد جرائمهم.خاصة ذات الطابع الارهابي.إذن المسألة مرتبطة بسلامة المواطنين وأمنهم، في الفضاء العام المشترك وليست انتهاكا لحرية الأفراد.
إن الانتهاك الحقيقي للحرية، يتجلى في ارغام المرأة على تغطية ملامحها، وكل نقطة من جسدها، وكأن جمالها وأنوثتها، شر يجب إخفاءه! وهذا حال كل السلفيين الذين يتبنون العقيدة السلفية الوهابية، المتطرفة، وهي الايديولوجيا، التي تتبناها كل الجماعات الارهابية في العالم، سواء طالبان او تنظيم القاعدة، أو داعش او جبهة النصرة.
إن تغطية المرأة باللباس الأسود، دليل على عقلية متخلفة، لا تنظر إلى المرأة من ناحية فاعليتها العقلية، ومهاراتها المعرفية والإدراكية، لكن تنظر إليها فقط باعتبارها فتنة للذكور، وباعتبارها ناقصة عقل ودين. فكيف يعقل مثلا أن تجبر المرأة على ارتداء البرقع، كي لا تفتن الرجال، هل المشكل في المرأة أم في العقلية الذكورية المكبوتة السائدة؟
في كثير من الأحيان، تجد سلفيا يسبح بجسمه العاري،بينما زوجته تلبس البرقع أو البوركيني، كأنه لايمثل فتنة للإناث،عكس المرأة!! فبهذا المنطق، يجب على الذكر أن يستر مفاتنه لأنه يفتن المرأة. إنها سكزوفرينيا، تخترق كل الخطاب السلفي المتطرف.
ورغم أن الوزارة لم تصدر بلاغا في هذا الصدد، إلا أن الدوافع التي دفعتها الى اتخاد هذا القرار ظاهرة، نظرا للتهديدات الارهابية التي تهدد أمن البلاد، وكذلك توظيف بعض المجرمين لهذا اللباس أثناء قيامهم بجرائمهم، وكذلك مخالفته للباس المغربي الأصيل.
فالكثير من المغاربة اعتبروا البرقع لباسا أفغانيا طارئا، لأن اللباس المغربي المعروف هو الجلابة ونقاب الوجه.والاسلام المغربي يختلف عن الايديولوجيا السلفية المتصلبة. التي تعتبر البرقع هو "اللباس الشرعي"وما دونه لباس غير شرعي، وهو نفس المنطق الذي تحكم به على كل المظاهر الأخرى، ابتداءا من طبيعة النظام السياسي، الذي يعتبرونه غير شرعي، لأن النظام الشرعي في نظرهم هو الخلافة كتلك التي تمثلها داعش، والعلم الشرعي هو فقه ابن حنبل وابن تيمية، ومادونه علم غير شرعي، مثل الرياضيات والفيزياء والبيولوجيا، وهكذا. إنه منطق متناقض وهو أصل المشاكل التي تعصف بالعالم العربي وتشوه صورة الاسلام في العالم، لهذا وجب الذوذ عن اسلام فردي متسامح، ومحاربة هذه الايديولوجيا السوداء.
وإذ نثني على هذا القرار، نطالب بمزيد من الإصلاحات في اتجاه تحديث المجتمع المغربي،والدفاع عن قيم الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية.
كاتب مغربي



#رشيد_الأطلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو إصلاح ديني للإسلام
- في مديح العزلة
- الموسيقى روح العالم:
- النقد الفلسفي والنقد الايديولوجي:
- النزعة الظلامية ورهان التنوير:


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...
- حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشا ...
- رسم -شعر عانة- لامرأة عارية وتوقيع ترامب برسالة عيد ميلاد جي ...
- “هام وعاجل” Link التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الجزائر 2 ...
- “سجلي بسرعة الآن” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- “800 دينار بعد الزيادة” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- ممرضة هندية تواجه عقوبة الإعدام في اليمن


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشيد الأطلسي - هل منع البرقع انتهاك للحرية الشخصية؟