أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - العالم غَدًا .. عالم بلا رجال..















المزيد.....

العالم غَدًا .. عالم بلا رجال..


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم غَدًا .. عالم بلا رجال.. " اعترافات رجل":علجية عيش


هو عنوان مقال كتبه الدكتور محمد قماري من الجزائر، و قد نشر المقال على صفحات جريدة صوت الأحرار الجزائرية في عددها 2749 الصادر بتاريخ الأحد 11 مارس 2007، و كان الكاتب ذكي جدا في اختيار العنوان حتى يجعل من القارئ أسيرا له و الجنس اللطيف على الخصوص ، و قد شدّ العنوان انتباهي لكي أعلق عليه لكنني تراجعت في البداية لأن عنوان مقال مثل هذا يحتاج إلى مناسبة عظيمة تتزامن معه و أحمد الله أنني كنت محظوظة في هذا لأن المناسبة تزامنت مع إحياء الذكرى التاسعة و العشرين لإغتيال الرئيس الراحل هواري بومدين و اغتيال بوتو الباكستانية خاصة و قد كانت هذه المرأة إحدى الأمثلة التي قدمها كاتب المقال و من حسن الصدف أن الزعيمان اغتيلا في نفس الشهر..( ديسمبر)

و ليس تعليقي على المقال "حملة كراهية" على الرجل بل هي وجهة نظر مستمدة من واقع ملموس و ما واجهته الرجولة من امتحانات عسيرة، و قد وصلت هذه ألأخيرة إلى نقطة تحول، و هو ما يدعو على التأمل العميق في وضع الرجل و المرأة على السواء لاسيما و قد أصبحت "الرجولية" قاسم مشترك بين المرأة و الرجل، فكم هي الحالات التي نسمع فيها وجود رجل خنثى و امرأة مسترجلة ومضى الإثنان في طريق الانحراف مترنحين عبر قطع مفككة من العصرنة و الحداثة و كأن هذان الأخيران لا يتحققان إلا إذا تجرد المرء من جلده و أصله، و لم يفتر الإثنان ) الرجل و المرأة ( عن الاحتياج الكبير على فهم نفس كل منهما و دور كل واحد منهما و ما هي القواسم المشتركة التي تدمعهما بعيدا عن الانحلال و الفسخ.. عنوان المقال ما هو إلا دلالة على أننا على مقربة من دخول عصر "ما بعد الرجولة" و هو ما دفعني إلى أخذ الموضوع موضع الجدّ في البحث عن النظام المجتمعي الذي فقدناه، بعدما غاب العنصر الرجولي في الرجل و نفس الشيء غاب العنصر الأنثوي في المرأة و ما هي الطريقة في تحديد الحدود الفاصلة بينهما..
تؤكد الأبحاث البيولوجية أن الذكر مخلوق ضعيف و هش و اقصر عمرا و هو مملوء بالعيوب و أن هرمون الذكورة ) التستوسترون( الذي يسري في دمائه سُمٌّ قاتلٌ يُضعِفُ جهازه المناعي.. هكذا افتتح الدكتور محمد قماري مقاله الذي قسمه إلى ثلاثة محاور بدأه في المحور الأول بالحديث عن " رجال الأمس و امرأة المستقبل " وهو جزء من خطاب رئيسة الحكومة البريطانية مارغريت تاتشر سنة 1979 عندما دخلت مبنى دوينغ ستريت و هي تخاطب الجميع بقولها : )تحية إلى رجال الأمس من امرأة المستقبل( وقد استدل به الكاتب ليؤكد أن عالم الغد سيكون عالم بلا رجال إن لم نقل دون "رجولة" ويؤكد مقاله بما تقوله المخابر العلمية في الحديث عن وظيفة الرجل البيولوجية و ما أكده العلماء في انقراض كروموسوم الذكورة و طريقه إلى التآكل وهو عنوان سماه ب: )حديث المخابر( و يختم مقاله في المحور الثالث ببعض مواقف الرجال السابقون إنه المفكر و الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي، الذي أثبت أن المرأة ليست أرفع و لا دون و لا تضاهي الرجل بل هي الشق الآخر من الإنسان..
هذه الاعترافات قد تعود إلى التكاثر الذي شهده الجنس اللطيف و اعتلائه المناصب العليا في السياسة ذاكرا بعض عظيمات الشرق الأقصى مثل غاندي، أكينو، و بوتو التي اغتيلت مؤخرا، باشلي من الشيلي، هيلاري كلينتون من أمريكا، و نساء اسبانيا ) تيريزا فيليندار( و نساء الألمان ) انجيلا هيركل ( ثم يذكر سيغولين روايال و هي الرجال نحو قصر الإليزي، و نسي الرجل أن في البلاد العربية نساء ضربن المثل في القيادة و التضحية و التسيير و التمثيل السياسي كذلك، وقد اتسمت آراءه بالإحباط و السوداوية لدور المرأة العربية و غاب عنه اسم جميلة بوحيرد أو لويزة حنون و هي المرأة الوحيدة التي قبلت التحدي في منافسة الرجال على كرسي الرئاسة و الدفاع عن حقوق العمال وقد التف وراءها الكثير ينفذون أوامرها و يؤمنون بمواقفها"الرجولية" و هي تدشن الألفية الثالثة ويوجد غيرها كثيرا في البلاد العربية، أم أن الرجل أصبح متخوفا من الخطاب النسوي المعاصر الذي لغي كل الفروقات الجوهرية بين الرجل و المرأة بعد حصولها على حقها السياسي و دخولها الانتخابات للوصول إلى مراكز الحكم و إصدار القرار كوزيرة أو وكيلة وزراء، و سفيرة أو رئيسة و لما لا..؟ ..
صعود المرأة إلى سدة الحكم أكدته الكثير من الدراسات التي أجريت و هو أن النساء في العالم ورغم عددهن القليل فهن يمثلن في 170 برلمان من مجموع 179 برلمان، ما جهل الرجل صاحب المقال يتنبأ بأن العالم غدا هو عالم بلا رجال سواء في جانبه المادي أو الإنساني الذي يربط المرأة بالرجل و لو أن القطبية ألإنسانية لن تكون لها علاقة بالموضوع موضوع التعليق لأن الرجل إنسان و المرأة إنسان و لا توجد صفة الأنوثة هنا، في حين تبقى النقطة موضوع النقاش حول من هو الرجل؟ و بماذا يُقَاسُ هذا الأخير؟ هل يقاس بقوة عضلاته..؟، بشنباته..؟ أم بالسروال الذي يرتديه و قد أصبح هذا الأخير القاسم المشترك بين الرجل و المرأة، أم بمواقفه..؟ و نفس الشيء بالنسبة للمرأة و بماذا تقاس هذه الأخيرة، بجمالها .. بحسبها و مالها أم بحيائها و دينها..؟ لأن تحقيق تكامل الثنائية بينها و بين الرجل يكون عبر الوظيفة الجسدية و النفسية و هنا يدخل عامل التربية في تكامل رجولة الرجل و أنوثة المرأة..
إن رجل اليوم يختلف عن رجل الأمس و أن رجل اليوم لم يصل بعد إلى المستوى العالي و السامي من الوعي و بالتالي فقد الرجل تكامله في وجوده و تنوع وظيفته في الوقت الذي أصبحت فيه المرأة تقوم بالوظائف التي يقوم بها الرجل و حددت لنفسها مستوى وعي متقدم و أصبحت تماثله سواء في اللباس أو الوظيفة، لقد أصبحت المرأة ترتدي السروال و تقود سيارة الأجرة و تعمل ميكانيكي و تدخن و ..و..الخ..
في نفس الوقت أصبح الرجل يضع الأقراط في أذنيه ويطيل شعره و يمارس مهنة تصفيف الشعر للنساء و القيام بتربية الأولاد في البيت، و يبحث عن المرأة التي تمنحه راتبها الشهري و التي تملك سكنا حتى و لو كانت مطلقة و آخرون يخشون من صراخ زوجاتهم و..و..الخ، كل هذا يؤكد على زوال الجنس الخشن في مفهومه المعنوي و بداية دخول عصر )ما بعد الرجولة( و بشكل أوضح فقد الرجل رجولته و تحولت الرجولية إلى الجنس اللطيف الذي أصبح هو الآخر يفكر في كيفية "الحرڤة"..
إن التحولات التي عرفتها المرأة في العصر الحالي تفند نظرية علماء الاجتماع الذين حاولوا في الكثير من الدراسات و الأبحاث أن يقنعونا أن الرجل يفكر بعقله و المرأة تفكر بقلبها ، بدليل نجد المرأة الوحيدة التي يمكنها أن تصنع من الرجل رجلا عظيما أو تجعل منه زوجا جبانا، خائفا أو خائنا..فليس من كان سطحي التفكير، و السريع الغضب و الذي يصدر الأحكام على الآخر، أو ضعيف الشخصية و المتناقض مع نفسه و مواقفه.. يعتبر رجلا، إنها رجولة نسبية أو ناقصة قد تستغني عنها المرأة القوية الإرادة و المرأة صاحبة المواقف، و مع ذلك يصعب علينا أن نجد المرأة العظيمة أو الرجل العظيم.. هكذا قال الأديب السور ندرة اليازجي هذا الرجل الذي طالما بحث عن القيمة الحقيقية للإنسان، و كان دوما يتساءل عن الرجل هل تجثم قيمته في أخلاقه أم في شخصه المهذب، أم في صدقه و استقامته أم في كرامته و شرفه و نبله و ما هي الأسس التي يُعتمَدُ عليها في تقييم الرجل أو المرأة..
يرى ندرة اليازجي أن رجل العصر حوّل الخير إلى شرّ، و الحق إلى باطل، و الحبّ إلى كراهية و عداوة، و أصبح يرى في الخيانة شيء عادي لأنه يعيش العبث و اللا جدوى و التفاهة دون أن يحاسب أعماله و أقواله، إن رجلا يتنكر بالفضيلة ليحقق هدفا آنيا رجل دنيء .. انهزامي..، و رجل يقارع الظلم و يقف أمام الصعوبات و يهزأ بالعراقيل و يناضل في سبيل الحق هو رجل جرئ يستحق أن يحمل اسم رجل و إنسان و ذلك هو العظيم، و رحم الله هواري بومدين فقد كان عظيم العظماء
وليسمح لي صاحب المقال ان أقول : العالم اليوم هو عالم بلا رجال..
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الريع البترولي- إحدى العقبات في فشل -اللامركزية- في الجزائر
- مجاهدون يستعرضون المراحل التي مرت بها الجزائر من -الثورة- ال ...
- من يصنع الوعي الشعبي؟
- أنتمْ من أنتمْ..؟ ..
- الرئيس هواري بومدين في لقاء -إيفران- 1969: الصحراء الغربية ل ...
- رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة: الأحزاب الإسلامية في الجزائر ...
- -التوارق- و صراع -الأقليات-
- أحزاب تبحث عن تحالفات لدخول معترك التشريعيات المقبلة
- الغراب علّم ابن آدم كيف يوارى جثة أخيه في التراب
- منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونيسف) تنظم ورشات تكوينية ل ...
- أزمة -المشاركة السياسية- وسعت من ظاهرة -الاغتراب السياسي- في ...
- أيها العربي.. ماذا تعرف عن المغرب العربي؟
- سفير العراق بالجزائر يفرض عقوبات تعسفية على الكاتب و الإعلام ...
- مجموعة -العقلاء- لدى الإتحاد الأوروبي: حان الوقت لكي تلعب ال ...
- الإعلام و دور النشر في الجزائر واقع و آفاق
- المجتمع المدني بأدرار جنوب الجزائر يطالب الوزير الأول عبد ال ...
- لماذا الشرُّ؟.. في البحث عن منابع الشرِّ و أسبابِهِ-
- -الإذاعة السّرية- كشفت للرأي العام الدولي جرائم فرنسا الوحشي ...
- -الإذاعة الجزائية- من صوت الجزائر المكافحة إلى-الرقمنة- في ن ...
- -الإذاعة الجزائرية- من صوت الجزائر المكافحة إلى-الرقمنة- موض ...


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - العالم غَدًا .. عالم بلا رجال..