بحر التخلف

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 05:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الشعوب العربية كلها بدون أي استثناء تغرق في بحر من التخلف والتسيب والفوضى العارمة والضياع الشامل . بينما الحكومات التي تدير شؤون هذه الشعوب جميعها تغرق هي الأخرى في فضاء ملوث
فلا تستطيع حتى استيعاب ولا فهم أسبابه ومسبباته وتكتفي فقط بحفظ مصالحها الخاصة والضيقة غير عابئة بمعاناة الناس داخل هذه المجتمعات المريضة بانحطاطها وتفسخها الشامل .
إن العالم العربي في أمس الحاجة المستعجلة إلى طوق النجاة لإنقاد ما يمكن إنقاده . أما الندوات التي تقام هنا أو هناك من حين لآخر من طرف بعض النخب والمثقفين أو المؤسسات الثقافية لخلق
الحوار والمناقشات من أجل الخروج من الأزمات والمآسي التي تنخر جسم الأمة ليست سوى شكليات لا تجدي نفعا وأحيانا أخرى لا تكون هذه المبادرات سوى استعراضا للعضلات المعرفية الواهنة .
لا ولن تزيد الواقع الهش والفاسد إلا استفحالا وتشوها .
أين إذن رجال الفكر والعقل والمسؤولية ؟ أين هي النخب الفكرية والعلمية القادرة على القيام بدورها في فهم وخلق وسائل العلاج وطرح الحلول الناجعة للخروج من الأزمات القاتلة وتحرير الأجيال المقبلة
من تبعات الواقع المتعفن ؟ إن الواقع العربي المتردي يدق ناقوس الخطر . وهاهي الحروب الأهلية بدأت تنتشر وتشق طريقها إلى البلدان العربية الأخرى . وها هي القوى الفاشية تضع العصا في عجلة
القاطرة المتهالكة وتزرع بذور الفتن والشقاق والكراهية في جسم الأمة باسم الهوية والتراث والدين حفاظا على مصالحها ضاربة عرض الحائط بمصالح الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها والتي تعيش جحيم
أزماتها الخانقة .وغالبا ما لا تجد حتى لقمة عيشها ففقدت كرامتها وحريتها وأصبحت مهددة في مصيرها وهي في عقر ديارها .كما باتت هذه القوى الفاشية تتوسع وتتغول فانتقلت خارج الأقطار العربية أيضا
لتضرب مصالح الجاليات العربية في تلك المناطق التي تمارس فيها مواطنتها الثانية .وتؤلب عليها شعوب وأنظمة تلك المناطق لتدفع بها نحو اختيار القوى اليمينية العنصرية للوصول إلى السلطة ومن ثم طرد الجاليات
العربية عملا بمقولة " أوربا للأوربيين ".
إن ناقوس الخطر يدق بشدة ويصم الآذان معلنا الحرب الكونية على ثقافتنا العربية البدوية .
لهذا الحديث الطافح بالشجن بقية لن تنتهي إلا بانتهاء المأساة العربية المزمنة .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل