|
الديك الذي تحول إلى دجاجة
بولات جان
الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 23:08
المحور:
كتابات ساخرة
كان هنالك ديك له أبهة و كبرياء، يصيح صباحاً و يبقى دائماً على الأسوار و فوق البيوت. كان أبن صاحب المزرعة يمقت هذا الديك، ينزعج من صياحه، و يغضب من كبريائه و ريشه الملون، و يحاول بشتى السبل الايقاع به. - تعال الى هنا أيها الديك، يا صاحب الصوت الرنان و الريش الملون، عليك أن تكفو عن الصياح و التجول فوق أسوار المزرعة. - أنا ديك و هذه وظيفتي أن أصيح الفجر و أخبر الناس بالمواعيد و أنذر الدجاج و أراقب المزرعة (مستغرباً). - لا يهمني ذلك. كما أن الكتاكيت و الدجاجات يشتكون منك. و أقسم بالله أنه لو سمعتك مرة أخرى و أن تصيح صباحاً و تحرم نومي فسوف أذبحك (متوعداً). - آمان نمان دخيلك لا تذبحني و أعدك بأنني لن أصيح صباحاً (خائفاً). تخلى الديك عن عادته في الصياح صباحاً و كان يكتفي في الأوقات الاخرى. و بعد اسبوع: - أيها الديك العنيد، لما لا تسمع كلامي؟ أ لم أقل لك بأن لا تصيح؟ (مزمجراً). - أنا تركتُ الصياح صباحاً لكي لا أحرم عليك نومك. فما الذي يضير إذا صحتُ في الظهيرة و العصر؟(متمسكناً). - لا اريد أن اسمع صوتك نهائياً. لا في الصباح و لا الظهر و لا أي وقتٍ آخر. و إذا سمعت صوتك مرة أخرى فسوف أذبحك و أعزم أصدقائي على حلمك (مكشراً عن أنيابه). - آمان نمان قربان حيران. خلاص لا داع لذبحي. سوف أتخلى عن الصياح نهائياً (مستسلماً). و هكذا خرس الديك نهائياً و لم يعد يصدر أي صوت. بعد أسبوع من صمته: - لماذا تبقى تتجول فوق الأبنية و أسوار المزرعة؟ - و ماذا يضير اذا تجولت فوق الاسوار و البيوت؟ فأنا ديكٌ أحرس المزرعة و لا احب كثيراً مخالطة الصيصان و الدجاجات. - هااا. الدجاجات و الصيصان أيضاً يشتكون منك. عليك أن تكون بين الدجاجات طوال الوقت. أنا أحذرك، إن رأيتكُ مرة أخرى تتجول فوق الاسوار و البيوت فسوف أذبحك مباشرة و لن يرف لي جفن (و أعذر من أنذر). - طيب طيب طيب. خلاص لن أصعد على الأسوار و الجدران و سأتجول مع الدجاجات (ممتعضاً). تخلى الديك عن عادته في التجول فوق الاسوار و جدران البيوت و أصبح يقضي وقت بين الدجاجات ينقر الحبات و يلتقطتها من على الارض. بعد أسبوع: - يا عديم الفائدة، أيها المغرور المختال لماذا لا تشارك الدجاجات و الصيصان نشاطاتهم؟ - يا صبور يا الله... ماذا فعلته لك مجددا؟ ما الذي عليّ مشاركته مع الدجاجات؟ - لماذا لا تبقبق مثل الدجاجات الأخرى؟ - يا أخي أنا ديك أصيح و لستُ دجاجة تبقبق... - أنت لم تعد ديكاً و عليك أن تبقبق مثل باقي الدجاجات. كما أن الدجاجات و الصيصان يشتكون منك و عليك أن ترضيهم. و اذا لم تبقبق مثلك مثل باقي الدجاجات فبالله سوف أذبحك مباشرة و لن أرحمك (صارخاً). - ما هذا البلاء يا الله؟ تمام تمام لا داعي للغضب. سوف أفعل ما تطلبه مني و سوف أبقبق مثل الدجاجات من الآن و صاعدا (مبقبقاً). بعد أسبوع: - أيتها الدجاجة... يا عديمة النفع ماذا تفعلين عندك؟ ألا تسمعني؟ (كش كش). - هل تقصدني أنا؟! أنا لستُ دجاجة فأنا ديك (مستهجِناً). - ماذا قلت؟ ديك؟! أي ديكٌ أنت؟ أنت لست سوى دجاجة. - أنا ديك و لستُ دجاجة. - أنت دجاجة، تعيش بين الدجاج و تبقبق مثل الدجاج و عليك أن تكون ذو فائدة. عليك أن تنتج مثلك مثل باقي الدجاجات. - و ماذا أنتج؟ - عليك أن تبيض كل يوم بيضة. - ياووو و الله بالله أنا ديك و لا أبيض. - أنتِ دجاجة و عليك أن تبيض. و اذا لم تبض فهذا يعني بأنك دجاجة بلا فائدة و حينها عليّ أن أذبحك مباشرة. معك أسبوع واحد، إذا لم تبيض فسوف تكون نهايتك. طوال أسبوع كامل حاول الديك المسكين المستحيلات لكي يتعلم كيف تبيض الدجاجات و لن دون فائدة. و في نهاية الاسبوع جاءه الرجل قائلاً: - أيتها الدجاجة التافهة يا عديمة الفائدة هل بيضاتك جاهزة؟(ساخراً). - لا. - إذاً فقد حق عليك الذبح الحلال. - معك حق. لكن كان عليّ أن أقبل الذبح في اليوم الأول قبل أن أتنازل عن الصياح و من ثم تنازلت للعيش بين الصيصان و من ثم بقبقتُ مثل الدجاج و من ثم حاولت أن ابيض متناسياً بأنني ديك أو كنتُ ديكاً في يوم من الأيام. ستذبحني و لكنني فقدت كبريائي و أبهتي و كرامتي و صورتي.
#بولات_جان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سقوط حلب الشرقية
-
كوباني تنبعث من رمادها
-
أ و لم أقل بأنك لا تستطيع؟!
-
مفارقات كوبانية
-
الطريق إلى شنغال-5
-
الطريق إلى شنكال- 4
-
الطريق إلى شنكال-3
-
الطريق إلى شنغال-2
-
الطريق إلى شنكال- 1
-
خيوط المؤامرة و تفجيرات سروج
-
ليست للطائفية و المذهبية أي محل بيننا
-
ما الذي يجب أن نتعلمه من الأرمن؟
-
19 تموز
-
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ العَانِسّ الّتي اِشْتَهرت
-
لنتعلم من الأعداء أن نتوحد
-
القوة العسكرية القوية كفيلة بطرد الغُزاة المحتلين من كردستان
-
كلما كانت المؤامرة كبيرة، ستكون المقاومة أكبر و أعظم
-
على سيرة الحدود و الخنادق و الذي منه 1
-
بولات جان: المجموعات المتطرفة تهاجمنا بدعم من نظام الأسد.
-
مباركٌ ميلادك
المزيد.....
-
بسبب الأوضاع في لبنان.. عاصي الحلاني ووائل جسار يعتذران عن ا
...
-
رحيل فخري قعوار.. الأديب الأردني العروبي المفتون بقضية التقد
...
-
إنييستا.. اعتزال فنان لا ماسيا الخجول وقاتل دفاعات الخصوم
-
-تحت الركام-.. فيلم يحكي مأساة مستشفى كمال عدوان وصمود طاقمه
...
-
مسلسل عن محمد عبده وفيلم -كابتن ماجد-.. هذا ما كشفه تركي آل
...
-
الدنماركي توماس فينتربيرغ رئيسا للجنة تحكيم مهرجان الفيلم في
...
-
شموع وصلوات وموسيقى في إسرائيل لإحياء ذكرى 7 أكتوبر
-
أقوى إشارة وجودة HD … تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على ال
...
-
سليمان الرياعي: التقدم الرقمي أحدث تحولا إستراتيجيا سريعا في
...
-
طوفان الشعر.. كيف وثق الشعراء 7 أكتوبر وتفاعلوا معه؟
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|