أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الاستحقاق السياسي المطروح بعد تحرير حلب














المزيد.....

الاستحقاق السياسي المطروح بعد تحرير حلب


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بانتصار حلب .. توقف دومينو الحرب المتسارع .. وبدأ دومينو السلام . وحسب طبيعة الأمور ، من الآن وحتى دحر الإرهاب الدولي بالكامل ، ستستمر حرب المواقع ، والهجمات المعاكسة ، لكنها لا تستطيع أن تعيد دومينو السلام الذي شق طريقه بانتصار مستحق ، إلى دومينو الحرب المتداعية البشعة ، مرة أخرى . إن دومينو السلام يبنى ، على قدم وساق ، على ثلاثة أعمدة متكاملة . وهي انتصارات الجيش السوري وحلفائه ، المتتالية ، والمتسعة .. وهي المصالحات الوطنية ، التي باتت منتشرة ، بين أبناء البلدة الواحدة .. والمنطقة الواحدة .. وتحلق أقواسها فوق كل البلدات والمدن السورية .. وهي ثالثاً انفتاح الأفق السياسي الجمعي على رؤى ومسارات جديدة .

من المؤكد أن تحرير حلب ، سيؤثر إلى حد كبير على مسار الحرب السورية .. سواء في حركتها الميدانية .. أو توجهاتها الاستراتيجية .. وسيكون له فعالياته وبصماته على دحر العدوان بالكامل في البلاد .. وسيكون له ارتداداته المحبطة على الدول الإ قليمية ، والدولية ، المشاركة بالحرب . وهي دون انتظار تداعيات الحدث المباشرة على مخططاتها ومصالحها ، المتضررة من انعكاس تحرير حلب على مسارات الحرب وخواتمها ، بدأت هجومها السياسي على أعلى المستويات. ولجأت مباشرة إلى مجلس الأمن الدولي ، في جلسات متلاحقة ، لإ نقاذ الجماعات المسلحة الموالية لها من الطرد خارج حلب ، أو القضاء عليهم ، وبالتالي انكسار مشاريعها التوسعية ، أو التقسيمية لحلب . ولسوريا .

أكثر هذه الدول حماسة وشراسة في الهجوم على الجيش السوري والدولة السورية ، هي التي وجدت نفسها الأكثر تضرراً ، في الجانب المتعلق ، باستغلال الجغرافيا السياسية ، وبالاستحواذ على مخزون الطاقة في سوريا ، وفي استثمار الحرب أطول مدة ممكنة ، لتسويق كميات كبيرة من الأسلحة التي تستخدم في هذه الحرب ، للحصول على مزيد من مليارات الدولارات . وفي مقدمة هذه الدول .. فرنسا .. وبريطانيا .. وأميركا .. وقطر .. وإسرائيل .. والمملكة السعودية .

كل ما تقدم ، إن تم اختزاله ، أو التوسع فيه ، لن يبقى محصوراً ، في الجانب الخارجي من الحرب ، وكذلك في تداعياته الخارجية ، وفي حال طغيان هذا الجانب ، يمنكن معالجة ما ينشأ عنه من عقد متنوعة ، عبر المفاوضات بين مفاعيله ولاعبيه .
لكن تحرير حلب لم يقتصر على هذا الجانب رغم أهميته الكبيرة وحسب ، وإنما هو فعل له جذوره وارتداداته الداخلية ، التي تعزز ، أو تعوق ، مشاريع وخطط إعادة بناء الداخل ، إن فيما يتعلق بناء ما هدمته الحرب ، أو ما يتعلق بالجانب الإنساني ، الذي جرحته وشوهته الحرب أيضاً ، وليس على مستوى العمل العمراني وحسب ، وليس على مستوى العلاج النفسي التصالحي وحسب أيضاً .. وأيضاً . وإنما على المستوى السياسي ، الذي يشمل حركة وعلاقة المجتمع والدولة والأفراد ، وينظمها لبلورة الحاضر وفتح الآفاق الأثر جدوى في المستقبل .

بل إن الجانب السياسي، بات يلعب دوراً هاماً وأساسياً ، في مجال البناء المادي والإنساني . فحسب فهم واستيعاب السياسي لدوره في إعادة بناء الوطن ، وحسب مستوى إنجازات إعادة البناء ، الملبية للمتطلبات القائمة ، يعبر عن ارتقاء مستواه ونضجه . وحين لا يتحقق ذلك ، يقع السياسي في مستنقع الفشل ، ويدفع الوطن ثمناً غالياً ، يضاف إلى ما دقعه من أثمان في الحرب . بمعنى أن المستوى السياسي ينبغي أن يرتفع .. أن يتغير .. إلى مستوى المتغيرات التي حققها تحرير حلب .
لقد تجاوزت أحداث ، ومراحل الحرب السورية ، ما كان يسمى معارضة قبل الحرب ، وتجاوزت الكثير ممن ما زالوا يحملون بطاقة معارض للنظام ، سيما الذين طاب لهم العزف بقيادة مايسترو رجعي .. بالتعامل مع الحياة والناس .. أو إمبريالي عريق ، في خداع الشعوب والهيمنة عليها .

ولذا إن ما نتج عن تحرير حلب ، من متغيرات سياسية ، باتت ملزمة للقوى الوطنية ، أياً كانت مسمياتها وعناوينها المميزة ، بإجراء متغيرات لمفاهيمها ورؤاها السياسية والحركية ، وبلورة عقيدتها السياسية .. المحددة للمصالح الوطنية .. و للعدو والصديق . إذ أن ما تتضمنه تغييرات التحرير العسكرية ، من إجراء متغيرات سياسية ، إنما المقصود فيها ، الانتقال إلى العمل السياسي الجمعي الوطني .. بصيغة أرقى وأكثر فاعلية .. وهي الأكثر مطابقة لمتطلبات الواقع " الجبهة الوطنية الديمقراطية العريضة " التي تجذب كل المناضلين إلى العمل الوطني الديمقراطي المشترك . وهذ الصيغة لا تتجاوز المضمون الإيجابي " للحل السياسي " الذي يتحقق عبر الحوار البناء وعبر البرنامج السياسي التوافقي المتكامل .

وللتكامل السياسي مع إنجاز التحرير العسكري ، ينبغي التفكير ملياً .. من هي القوى السياسية المؤهلة ، والمستعدة للمشاركة في هذا العمل الوطني الديمقراطي التكاملي مع التحرير . سيما ونحن نرى المشهد المعارض .. بما هو عليه ، من فوضى ، وتمزق ، وارتباطات خارجية علنية معيبة ، مع قوى إقليمية رجعية ، ودولية ، تعمل على تحقيق مخططاتها ومطامعها المعادية لسورية .
بل إن هناك شخصيات معارضة ، تعلن على الملأ شروطها التعجيزية المخربة لأي حوار وطني تدعى إليه . ولذلك بات من الضروري بمكان ، تحرير الجبهة السياسية من " الدواعش " السياسية المعارضة .. والمتزعمة لتكتلات تحت الرعاية الدولية .

إن تحرير حلب .. قد دعم ووسع القتال الميداني على مستوى الوطن كله . وأسس لمنطلق سياسي وطني جمعي ، سوف يبنى عليه الكثير من الإنجازات الوطنية الديمقراطية الهامة ، وهو يدعو كل المناضلين الشرفاء للإ نخراط فيه .. وتؤكد مجريات الحرب وتداعياتها المؤلمة ، على مدار الساعة ، أن لا وقت الآن لتداول الخصومات التناحرية .. والشكوك .. والاتهامات بمفعول رجعي .. وليس هناك أعذار تشفع للتردد .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلب تنتصر .. وستكمل الطريق
- العقيدة السياسية ومسؤولية تحرير الوطن وحمايته
- حلب تتحرر .. وتتوحد ... ( مرة أخرى )
- بين نداء السلام وقذائف القصف الوحشي
- كل ما في الأمر
- الطريق إلى عرش الشيطان
- الحل السياسي ليس الآن .. سوريا إلى أين
- المرآة الكاذبة
- سوريا في غمرة التحولات المصيرية
- معنى الحرية إلى المهجرين
- متاهة السياسة الدولية الجديدة وتداعياتها
- حلب تتحرر .. وتتوحد .. وتجدد
- اتفاق لافروف كيري يحتضر إلى شهداء جبل ثردة
- حين تحل التسويات الدولية محل الشعب
- متغيرات السياسة الحتمية في الحرب
- سوريا واللعبة الدولية المتجددة
- سوريا بين لعبة دولية انتهت وأخرى قادمة
- رمز طائفي قاتل لهجوم إرهابي فاشل
- آن أوان تجديد رؤى القوى الوطنية
- حلب تنتصر على القتل والتدمير والتقسيم


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الاستحقاق السياسي المطروح بعد تحرير حلب