أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل احمد - عالم ما بعد حلب!














المزيد.....

عالم ما بعد حلب!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 23:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


استطاع الجيش السوري والقوة المتحالفة معه بمساندة روسيا السيطرة الكاملة على مدينة حلب السورية، وحصر القوة القليلة المتبقية من الفصائل الاسلامية الموالية للغرب والسعودية وقطر وامريكا في زاوية صغيرة من المدينة وسيتم اجلائها قريبا الى خارج المدينة، او سيتم القضاء عليها اذا لم يسسلموا انفسهم الى القوات السورية. وبهذا تنتهي عمليات ما تسمى بالمعارضة تقريبا قوتها الميدانية الفعالة في سوريا واقرت كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا فشلهما في سورية وانتصار روسيا في هذا الميدان.
ان هذا الانتصار لروسيا في سوريا يعني انتهاء وافول عالم احادي القطب برئاسة امريكا والذي بدأ اثناء انهيار القطب السوفيتي في بداية التسعينات من القرن الماضي وحرب الكويت سيئة الصيت، وانتهت بفشل امريكا في العراق وسورية وليبيا ومصر واليمن. ان انتصار روسيا وتفوقها العسكري في سوريا اثبتت للعالم بأنها قطبا سياسيا وعسكريا مهما وموازيا لامريكا لزعامة العالم، وهذا بدوره سيغير جميع الموازين والمعادلات السياسية في العالم وخاصة في الشرق الاوسط. ان بروز هذا القطب الامبريالي الروسي في القارة الاوروبية يعني طلب الحصول على حصتها في اعادة رسم خارطة العالم من جديد، وتشكيل تحالفات جديدة حسب التغيرات في القوة ومصالح الدول الكبرى، وهذا بدوره يجعل المنطقة برمتها تكتسب طبيعة هذا الصراع الرجعي. وهذا ما رأيناها في الحرب في الموصل وحلب بشكل واضح.
ان تأثير الازمة الا قتصادية العالمية والتي بدأت بوادرها عام 2008 وانتشرت الى جميع بقاء العالم، خلفت ازمة سياسية واجتماعية ايضا من ورائها. ان اصطفاف الدول ومصالحها قبل هذه الازمة الاقتصادية وبعدها تختلف كليا. ان محاولة جميع الدول الصناعية الكبرى ما يسمى بـ (مجموعة الثامنة G8) او (مجموعة العشرين G20)، لتفادي الضرر الناتج عن هذه الازمة الاقتصادية سويا وبخطط مشتركة بائت بالفشل، ولم يتوصلوا الى اي نتيجة مشتركة تخدم كل الاطراف بغير اشتداد الازمة اكثر واكثر، وتحميل اعباء هذه الازمة على كاهل الطبقة العاملة العالمية، وكان النصيب الكبير لهذه الاعباء وقعت على رأس الطبقة العاملة في الشرق الاوسط ودفعت ثمنها بالدم. وان هذا بدوره عمق الهوة بين اطراف مجموعة الثامنة وكذلك مجموعة العشرين من اجل الخروج من عاصفة الازمة، والبحث عن حل فردي بين هذه الدول، والنتيجة صوتت بريطانيا بالخروج من السوق الاوروبي المشترك وتفكك تحالفات عديدة في القارة الاوروبية، وتعاطف قسم من الدول الغربية مثل المانيا واسبانيا واليونان والى حد ما فرنسا مع القوة العسكرية الجبارة لروسيا، والتي تتمتع بأسناد ثاني اكبر دولة اقتصاديا وهي الصين الشعبية من اجل تقليل من تاثير هذه الازمة عليهم، وبهذا اكمل القطب الجديد الروسي لمواجهة القطب القديم برئاسة امريكا.
ان التنازع والصراع بين الدول الامبريالية الكبرى هو الصراع بين اللصوص الكبار من اجل اقتسام الغنائم من الثروة والمال فيما بينهم. ان هذا الاقتسام يأتي مرات عن طريق تحالفات ومعاهدات سياسية بين اللصوص، او يأتي عن طريق القوة والصراع العسكري لحسم الامور وفق القوة المنتصرة. وفي كلا الحالات يخسر أصاحب هذه الثروة الحقيقيين اي الطبقة العاملة العالمية.
ان عالم بعد انتصار روسيا في حلب يخطوا نحو مرحلة جديدة في الصراع العالمي. ان هذا الانتصار يعني النظر من جديد حول جميع التحالفات والاصطفافات السياسية والعسكرية والاقتصادية في العالم، بعد تفوق عسكري وسياسي لرجوع قطب قديم من جديد تحت اسم جديد وفي ظروف جديدة وهي القطب الروسي. ان عالم بعد حلب سوف يختلف كليا عن عالم قبل حلب، ولهذا السبب سوف تتجه حركة الطبقة العاملة اتجاها مختلفا ويتطلب مستلزمات المواجهة والصراع بعدا اخر. اذا كانت من قبل توجه ندائها الوحيدة بالضد من امريكا كقطب امبريالي ومتهور ومسبب لكل ما يحدث في العالم، سوف يظهر امام أعينيها القطب الجديد لا يختلف وحشية عن امريكا في صراعاتها ودمارها، وبهذا يتطلب تكتيكا واستراتيجية جديدة للطبقة العاملة بالضد من الرأسمال. والجدير بالذكر هنا ان نشير الى أن هذه المرحلة الانتقالية من عالم احادي القطب الى متعدد الاقطاب، سوف تسحب معها الدمار والخراب والمأساة اكثر لفقراء العالم نتيجة محاولات القطب القديم الحفاظ على مكانته بأي ثمن، وكذلك محاولة القطب الجديد وهجومه اكثر على بقايا قوة القطب القديم وتحطيمها واكتساب النجاح اكثر في سياساته وترسيخ مكانته اكثر.
ان الاستنتاجات العملية لهذه التغيرات في القوة وفي الموازنة والمعادلات السياسية والعسكرية، تتطلب دراسة الوضع بدقة وتحليل البيانات لكل القوة الداخلة في هذا الصراع، واستنتاج سياسة واضحة عمالية وماركسية حيالها وخاصة في الشرق الاوسط والعراق والتي هي في بؤرة صراع الاقطاب العالمية، وان فضح ماهية صراع الاقطاب الرجعية العالمية الحالية في الموصل وحلب، هي مهمة الاشتراكيين والوقوف بوجه الحرب والحرب بالوكالة بين هذه الاقطاب وتقوية الحركة المناهضة للحرب عالميا، وتشكيل جبهة عالمية ضد الاسلام السياسي وانقاذ المدنية وابعاد الحرب عن المدن، وتقديم مساعدات انسانية اليهم هي الخطوة المهمة والعملية لتقليل الخسائر الناجمة من هذا الصراع الرجعي.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات بوريس جونسون والنفاق الغربي!
- ديمقراطيتهم.. وطريقنا للحرية!
- حول رحيل كاسترو
- ماذا نتوقع من الديمقراطية الغربية؟!
- الانتخابات الامريكية والانتخابات المجالسية.. في ذكرى ثورة اك ...
- نقد النقد للموقف من معركة الموصل
- حرب داعش والأرهاب العالمي
- صراع الاقطاب العالمية، وعملية تحرير الموصل!
- الاحتجاجات في كردستان.. وما العمل؟
- التقسيم بالاخلاق تشويه لصورة الصراع الطبقي
- استقلال افاقنا هو طريق الخروج من محتننا
- كيف نقضي على اللامركزية في الدولة؟!
- الحركة العمالية والقيادة الشيوعية في العراق
- الاكراد في سوريا بين كماشة مصالح الدول الاقليمية!
- منع البوركيني بين القانوني والسياسي!
- الاشتراكية هل هي حتمية ام ضرورة تاريخية؟!
- الفلسفة الماركسية ونظرتها للانسان!
- ماذا تقول لنا احداث العالم؟!
- اردوغان بين الحلم العثماني والفشل الذريع!
- احداث الكرادة ونتائج تقرير تشيلكوت


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عادل احمد - عالم ما بعد حلب!