أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصرالدين نواري - -هل هناك في مكان ما أحد يحبني-؟














المزيد.....

-هل هناك في مكان ما أحد يحبني-؟


نصرالدين نواري

الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 21:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


"هل هناك في مكان ما أحد يحبني"؟
" Y a-t-il quelque part quelqu un qui m aime? "
بهذا العنوان المغري الذي يكسر تابوهات الكتابة الأكاديمية؛ يختتم المفكر الفرنسي الشهير دومينيك فولتون Dominique Wolton آخر فصل من كتابه "الإعلام ليس تواصلا "Informer n est pas communiquer"، بعد ملحمة تنظيرية ضخمة حدد فيها حدود التلاحم والتقاطع بين الإعلام والتواصل.
"فولتون" الذي يشغل مدير البحث في علوم الاتصال بالمركز الوطني للبحوث العلمية الفرنسية CNRS؛ أعلن ومنذ الأحرف الأولى لكتابه، عن نزعته الإنسانية، وأبدى ميلا واضحا لعالم يسوده السلم والحب والتعايش.. "لا حياة فردية وجماعية من دون تواصل".. "أن نعيش يعني أن نتواصل".. هكذا يحلم "فولتون" بعالم تواصلي تسوده لغة الحوار والتفاهم..وتحترم فيه حرية الأفراد وحرية الاعتقاد.. عالم لا مكان فيه للحقد وللكراهية وللحروب.. عالم تسوده قيم الحب.. الحب وفقط.
"أن نعيش يعني أن نتواصل"، يعني أن نساهم كأفراد وجماعات، في كشف لغة العنف الرمزي بتعبير بيير بورديو، التي تتقنها الميديا العالمية خدمة لمصالح "المهيمنين" المنتمين لعالم المال والسياسية.. أن نتواصل يعني أن نرفع الستار لنكشف عوار القنوات والفضائيات التي تمارس "لعبة المنع بواسطة العرض".. وأن لا يكون حالنا كحال ذلك "المتفرّج الأصم الجالس في الصف الأخير.. الذي يغلبه النعاس، حتى لو عرف أن ما يجري فوق المسرح بالغ الأهمية" بتعبير والتر ليبمان.. أن نتواصل يعني أن نساهم في صناعة وعي الجماهير وأن نبتكر تعويذة للقضاء على سحرة الميديا.
قد يقول البعض، إنّ الطرح الفولتوني طرح مثالي، لا يكاد يصمد أمام "عالم الواقع المفرط"، بتعبير جان بودريار، الذي تفرضه وسائل الإعلام واسعة التأثير التي تؤثث للمشهد وتتحكم في صناعة الأخبار حسب ما يشتهيه "الكبار". لكنني أجد الأمل قائما في أنسنة العمل الإعلامي، ودفعه باتجاه تواصلي، من خلال استغلال أعقل وأمثل لمنصات الإعلام الجديد، وذلك بتبني رؤية متسامحة كونية تشتغل على محورين: أحدهما يختص بكشف لغة التزييف والتحريض والقتل والإرهاب والديكتاتورية والخراب والتجويع والتفقير والتجهيل والقمع.. بغض النظر عن الانتماء الديني أو القطري أو الإثني أو النوعي أو العمري أو المهني للإفراد والجماعات، والمحور الثاني يختص بالتأسيس والتكريس لثقافة الحب والسلم والحوار والتعايش والتثاقف والتفاهم، بعيدا عن منطق الوصاية والقوامة والفهامة.
كما قد يعترض البعض الآخر، بالقول إن عملا بهذا الحجم؛ يتطلب جهودا جبارة ووقتا زمنيا قد يكون طويلا، لنجيبهم بأننا لا ننفي صعوبة المهمة المنتظرة، جهدا، ووقتا، ونضالا، وتضحية، ولكننا نؤمن بدياليكتيك التاريخ، وأنّ البقاء في عالم الأفكار هو من نصيب الأفكار القوية الحية التي لا تموت؛ لذا فنحن نراهن على نخب واعية "بذاتها ولذاتها" بالمفهوم الماركسي، تُفكّر من أجل الإنسانية جميعا.. متحررة من الدوغمات والدوكسات الاجتماعية والثقافية والدينية والأيديولوجية القاتلة.. نخب متطلعة إلى بناء إنسان كوني يقف على قدمي ثقافته وهويته وفاتح ذراعيه للجميع..
سؤال: "هل هناك في مكان ما أحد يحبني"؟
الجواب: "نعم..ولكن".



#نصرالدين_نواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا يتكلّم السياسي الجزائري !
- أبنية خفية.. و-ماكياج- اجتماعي !
- ثلاث سنونوات لن يصنعن الربيع الثقافي !


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصرالدين نواري - -هل هناك في مكان ما أحد يحبني-؟