الشريعة التي يريدون تطبيقها في مصر ! 4

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حول كتاب الاسلام وأصول الحكم :
عندما أصدر الشيخ علي عبد الرازق كتابه " الاسلام وأصول الحكم " في عام 1927 ، قامت القيامة في مصر .. وشبت المظاهرات بالأزهر ..
والذي قاله الشيخ علي عبد الرازق ، فيما يخص موضوع مقالنا هو أن الاسلام لم يعطنا نظاما للقضاء يمكن الركون اليه .. ولا نظاما للحكم يمكن الاعتماد عليه .. ..
وذكر مثالا دلل به علي أن الاسلام لم يعرف نظاما للقضاء بالمعني العصري الحديث للقضاء وانما كان مجرد اجتهاد يتناسب مع عصره فقط .. وكان المثال عما حدث مع علي بن أبي طالب عندما أرسله محمد للتحكيم في احدي القضايا .. فكان كل ما ذوده به أن حثه علي أن يستمع الي كل طرف من طرفي النزاع قبل أن يحكم ..ثم دعا له الله بأن يثبت لسانه ويقوي قلبه .. !! !! وهذا هو .. ..!!
ولكن أين هو القضاء ؟!!
أين هو التشريع الذي سيحكم بموجبه ؟!! أهو الأحكام المتضاربة بآيات متناقضة تكذب بعضها البعض ، وتتسم بالمناورة والمحاورة ..؟!!
أما علي بن أبي طالب فانه عندما تولي الخلافة وحدثت الفتنة وخرج عليه الخوارج من أتباعه ، أرسل اليهم عبد الله بن عباس للتفاوض معهم .. فبماذا أوصاه ؟
قال له علي .. ، وكما جاء ب " نهج البلاغة – للامام علي بن أبي طالب ، شرح الامام محمد عبده – " : " لا تخاصمهم بالقرآن ..فانه حمال .. ذو وجوه .. تقول ويقولون – ( تعليق : أي ولا تنتهي القوالة والكلام بدون الوصول لنتيجة ، نظرا لكثرة تضارب آياته وتناقضها).. - ولكن حاججهم بالسنة "..
ومن المعروف أن القرآن هو المصدر الأول للشريعة الاسلامية .. التي يريدون تطبيقها في مصر .. وتلك كانت شهادة رابع الخلفاء الراشدين وابن عم محمد وزوج ابنته فاطمة وأبي الحسن والحسين .. عن القرآن ، أنه لا يصلح لأخذ حجة حاسمة منه ، اذ لاطائل من ورائه سوي كثرة الجدل المضيع للوقت .. (!)
فمن هو الشيخ علي عبد الرازق الذي قال قولته الشجاعة في كتابه الشجاع " الاسلام وأصول الحكم"؟
- أولا .. لم يكن مؤهله الدراسي هو دبلوم التجارة .. كيلا يعيره به الجهلاء والمحرومون من نعمة العقل والتمييز – وأشباه المتخلفين عقليا -..
- بل كان واحدا من علماء الأزهر في زمن كان مدرس الابتدائي : نجما ومنارة في مجتمعه ..(!)
- لم يكن " الشيخ علي عبد الرازق " عالما أزهريا كأي من علماء الأزهر ..
- كلا .. وانما كان عضوا بلجنة كبار علماء الأزهر ...
- ولم يكن الشيخ علي عبد الرازق رجلا فقيرا .. لكي يتهمه معدومي الفهم بأنه يتلقي شيكات .. وليس صاحب رأي وفكر .. يعرض قناعاته بالحجة والعقل والمنطق ليرد عليها من لديه ثمة عقل ، ويقدر علي الرد بالعقل ..
- ولم يكن علي عبد الرازق ينقصه علم حتي يقال له " أنت لم تتفقه في الدين !!" .. بل كان كما ذكرنا واحدا من أعلم العالمين بالدين ..
- ولم يكن" علي عبد الرازق " ينقصه جاه فتكاد لا تشكل وزارة في ذاك الوقت الا وواحدا من عائلته وزيرا بها ..( أي كان من عائلة باشاوات ..) - كما عين هو فيما بعد وزيرا أيضا .. –
- وهكذا لم يكن ينقص الرجل لا علم ولا مال ولا منصب ولا شهرة ولا ولا حسب ولا نسب ولا جاه ..
- اذن ما هي مشكلة " علي عبد الرازق " مع من خرجوا يتظاهرون ضده من طلاب الأزهر وهو من كبار العلماء؟!!
- وما هي مشكلته مع من راحوا يسبونه ويشتمونه ويسيئون اليه ؟!
- كل مشكلته هي أنه كا ن رجلا عنده عقل ..، ويستخدم عقله في التفكير .. وعنده من الشجاعة الأدبية ما يساعده علي قول الحقيقة ، التي يجبن عن قولها غيره من رجال الأزهر والوعاظ والخطباء الذين يتخذون من الدين سبوبة يتكسبون من ورائها : أكل عيش ...
- وكان تيار الجهل والتعصب شديدا .. فاكتسح الرجل أمامه..اساءة وتشهيرا .. ! واضطر للتراجع عن رأيه ( كرها .. مكرها ) مثلما تراجع في عصرنا هذا عن فكره ( كرها .. أيضا ) بعد تهديده بالقتل " د. سيد القمني " ...!
- ولا يزال المتبجحون يتبجحون بأعين مفتوحة ويقولون : لا اكراه في الدين ....(!)
- و بقي كتاب " علي عبد الرازق " يرجع اليه الباحثون والدارسون والمثقفون و كل من لديهم عقول وبها يفكرون ويتفكرون ..
- وهو كتاب : لا يمسه المتعصبون ..
- ولا ننصح بأن يقرأه أي من هؤلاء الذين يشغلون عقولهم بأي شيء فيما عدا : نعمة ومتعة المراجعة والتفكير ..(!)
- ذاك ما قاله عضوا لجنة كبار علماء الأزهر .. الحسيب النسيب الشريف " الشيخ علي عبد الرازق " ...
- وما قاله " الامام علي بن أبي طالب " عن القرآن الذي هو المصدر الأول للشريعة الاسلامية.. (!!)
- …- وبعد مضي 14 قرن من الزمان علي شهادة الامام علي
- بن أبي طلب
- ألا يحق السؤال : أية شريعة تلك التي يريد ( المشايخ المودرن ) .. مشايخ البدل والكرافتات والموبايل والحقائب السمسونايت ، والدرجات العلمية.. (!) " جماعة الاخوان المسلمين " تطبيقها علي مصر وشعب مصر ، بينما نحن الآن في القرن الواحد والعشرين ..؟!

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات