أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد طعام - حب أول نظرة / قصة قصيرة














المزيد.....

حب أول نظرة / قصة قصيرة


عبد المجيد طعام

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 21:51
المحور: الادب والفن
    


من خلف شاشة الكمبيوتر قال لها:" منذ أول اتصال أحسست أن حبَّك يستبد بقلبي... سَكنْت أحلام يقظتي و منامي.."
كانت إلهام تشاركه نفس الإحساسات لكنها كانت تتفوق عليه في التعبير بلغة يمتزج فيها لهيب الحب بالشاعرية المتدفقة...كانت تكتب قصائد شعر حَفِظَ فريد كلَّ حركات حروفها فتحولت في ذاته إلى ألحان خالدة..أعطت معنى لحياته.
كان " الكمبيوتر" أو "مرسول الحب" كما يحلو لهما تسميته هو ضامن استمرار تدفق الحب بينهما...لم تسمح لهما ظروفهما الاجتماعية و الأسرية باللقاء رغم أنهما كانا يقطنان نفس المدينة ...اكتفيا بتبادل الرسائل و الصور عبر المواقع الاجتماعية و مع كل اتصال كان حبهما يكبر و يكبر إلى أن تحول إلى شلال هادر،و لم يعد هناك حيز للصبر ...انتهى الصبر و انقضت كل حيلة لإرجاء أول لقاء بين الحبيبين القابعين خلف شاشة لم تعد قادرة على نقل شحنة الحب التي تحولت إلى كتلة ثلجية يزداد حجمها كلما تدحرجت من القمة نحو السفح...
قال لها ذات ليل حاسم :" حبيبتي ...لقد ملَّ الصبر من صبري...أريد أن أراك...تريد يداي أن تلمس وجهك...لم تعد لي سلطة على قلبي.. سيخرج يبحث عنك في كل قلوب فتيات المدينة .." سمع أنفاسها من خلف الشاشة كنسيم ينعش ظَمأَه الملتهب ... بعد تنهدات ساخنة قالت له:" حبيبي ....تشتاق أنفاسي لأنفاسك..تعبت خلف هذه الشاشة التي تريد أن تسلبني أنفس ما جادت به الحياة عليّ...وددت لو أن جسدي يتفكك إلى ذرات تخترق هذا الكمبيوتر ...تسابق الضوء عبر حباله وأسلاكه.... وددت لو أن جسدي لا يتوقف عن التفكك إلا و أنا بجانبك...أتكون من جديد ذرة فذرة...وددت لو..."
قاطعها فريد و أصر على اللقاء...بعد تردد غالبت خوفها و قالت له:" لكن كيف سأعرف أنك أنت حبيبي ؟ " رد مسرعا:" سأحمل في يدي باقة ورد أحمر داكن و أضع على عينيّ نظارات سوداء...و أنت كيف سأعرف أنك أنت حبيبتي ؟ "ردت في انشراح تام:" سأحمل وردة حمراء داكنة..وردة واحدة.....و سأضع نظارات سوداء مثلك."
كلما اقتربا من الحديقة تثاقلت الخطوات و ارتفع نبض قلبيهما...إلى أن لاحت لمرافقتها "سوسن" ملامح شابين واقفين أحدهما يحمل باقة ورد أحمر داكن فقالت لإلهام :" إنه هناك يقف مع شاب وسيم...هو كذلك وسيم بنظاراته السوداء..."
استقبلت سوسن مرافق فريد بابتسامة إعجاب متبلة بتوابل "حب أول نظرة" بادلها نفس الابتسامة متبلة بنفس التوابل...تقاطعت نظراتهما و انشغلا بحديث قلبيهما ..و نسيا مهمتهما...بعد انتظار وصمت ..مدت إلهام الضريرة يديها تتلمس طريقها نحو حبيبها..بينما مدَّ فريد الضرير يديه في الاتجاه المعاكس يتلمس طريقه نحو حبيبته...تاه الحبيبان الضريران بينما وجدت سوسن حبيبها و استسلما للقبلات تحت شجرة وارفة الظلال ...
ليل العاشر من دجنبر 2016



#عبد_المجيد_طعام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكيد التحاليل كانت خاطئة / قصة قصيرة
- تفاحة آدم / قصة قصيرة جدا
- يونس المثْليُّ / قصة قصيرة
- زوجي حامل .. ! ! / قصة قصيرة
- الطفلة العاهرة / قصة قصيرة جدا
- حبيبي أصبح سمكة / قصة قصيرة
- قصة قصيرة / أنا أرفض...
- قصة قصيرة / بُعَيْدَ آذان الفجر بدقائق...
- قصة قصيرة جدا / شجرة حب غير عادية
- قصة قصيرة / حزام ناسف و ثلاثة أقراص فياغرا
- قصة قصيرة / الحاج لزرق و السياسي المحنك
- قصة قصيرة / الوزير و الحلم
- قصة قصيرة/ صلاة مع الجماعة
- قصة قصيرة / أنا بحاجة إلى هواء نقي
- أريدك في الأرض ...قبل السماء....
- هو أم هي .. ؟؟؟
- فتوى امرأة / خمس قصص قصيرة جدا
- القرار و مزبلة النسيان…
- قصة قصيرة / دمغة أهل الجنة
- قصة قصيرة / الناعس سيدي الغالي


المزيد.....




- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد طعام - حب أول نظرة / قصة قصيرة