أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حبيب المالكي - عن الحرية















المزيد.....

عن الحرية


حميد حبيب المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرية واحدة من اهم المفاهيم في مجال الفكر السياسي والفلسفة السياسية والتي تندرج تحتها اصناف من الحريات منها السياسية والاقتصادية والدينية والفكرية والقانونية وحتى الميتافيزيقية ، والذي اثر بشكل كبير في مجالات اخرى ترتبط به كالاقتصاد وعلم الاجتماع والفلسفة، وقد تناوله الفلاسفة والمفكرون العظام في مختلف الحضارات الانسانية وبحقب مختلفة بدرجات مختلفة من الاهمية، لكن الحضارة الغربية جعلت الحرية جوهرا للوجود والتطور واولاه مفكروها اهمية كبيرة وتناولوه بحثا وتنظيرا وتفسيرا وفلسفة.
اما الاسلام فانه لم يعتبر الحرية اصلا مستقلا وانما اعتبرها والمساواة فرعين يتفرعان من العدالة، حيث تمثل مفهوما مركزيا لان الفكر الاسلامية يرى الحرية او المساواة دون عدالة خطأ وظلم لذلك شرط هذين الفرعين هو اقترانهما بالعدالة.
ويصنف مفهوم الحرية بين ارفع القيم الانسانية والمعيارية. واذا قلنا ان تاريخ الانسانية كله، هو صراع من اجل تحرر الانسان، فاننا لا نجانب الحقيقة بذلك ابدا. فالانسان طوال تاريخه كان يسعى خلف هذه الحرية وقبل ان يتم التفكير فيها والتنظير لها، كان يبحث عن الحريات السياسية والدينية والفردية بدرجات متفاوتة لكن بمرور الزمن كانت مطالب الانسان تنضح ويدرك حقه الطبيعي بها وبقدر كبير منها.
ومن هنا جاء التفاوت الكبير والتعدد في تعريف الحرية حيث ان هنالك ما يزيد عن مئتي تعريف مختلف لها،وهذا يدل على وسع وعمق هذا المفهوم، وهو كباقي المفاهيم الانسانية والتي ترتبط بالعقل البشري والتي لا يمكن كشفها بشكل مباشر وانما يصار الى تعريفه اجرائيا فهو مفهوم مركب معقد، لهذا اختلف تعريف الحرية وتحديد مدلولها باختلاف الزمان والمكان والفكر السائد ونظرة المفكر.
احد تعاريف الحرية هو انها: حق الفرد لكل ما لا يضر بالاخرين وان الحدود المفروضة على هذه الحرية لا يجوز فرضها الا بقانون. والحرية هنا تعني قدرة المرء على فعل ما يريد، وهي تصبح بذلك علاقة بين ما يقدر عليه الانسان وما يريده. وهي بهذا المعنى تحرره من القيود ولكن هذا يدخلنا في بحث للتمييز ومعرفة تشابك ذلك مع الفوضى ومقدار او حدود حرية الفرد وحرية الاخرين. وسنحاول عرض اهم الاراء التي جاء بها المفكرون الغربيون حول الحرية لاحقا.

والحرية مفهوم فلسفي يعني توازنا معينا، اساسه التجانس بين مايشعر به الانسان وما يفعله او يعلن عنه، وينسب لافلاطون قوله قد يكون الحر عبدا، وقد يكون العبد حرا، ونفهم منه انه يقصد حرية الفكر هي الاولى من حرية الجسر والعبودية والرق لان عقل الانسان لا يمكن تقييده باي قيد خارجي الا بارادة الانسان نفسه.
اما الرومان فان الحرية برايهم تعني ان يتمتع جميع المواطنين بمعاملة متساوية امام القانون. كما ان شيشيرون هو اول من تكلم حول المساواة الطبيعية بين الافراد، وهو ما لم يكن موجودا لدى الاغريق الذين لم يؤمنوا بالمساواة بين الافراد وكانوا يرون فوقية للاغريق على غيرهم.
في العصور الوسطى فان الفكر الديني-المسيحي كان مسيطرا وصبغ بصبغته معظم الاراء والافكار وكان الى حد كبير قيدا على حرية الرأي والتفكير فيما يخالف المعتقد المسيحي، بالرغم من ان فترة سيطرة الفكر الديني استمرت لقرون اتسمت بالشح في هذا المجال، لكن بمجيء عصر التنوير كسرت تلك القيود، مترافقة مع ثورة الاصلاح الديني، صحيح ان بعض المفكرين قد سبقوا الاصلاح الديني بطروحاتهم مثل الايطالي مكيافيلي، لكن معظمهم جاءوا بعدها ومدفوعين بما حققته من مكاسب وكسر لحاجز الخوف والقيود.
يقول رينيه ديكارت: انا في افعالي حر مختار فأنا المسؤول اذن عن خطيئتي، والوقاية من الخطأ مرجعها الي وحدي، وذلك بان استعمل ما منحني الله من حرية الارادة استعمالا حسنا. فالحرية عند ديكارت اعلى مراتب الكمال ، وواضح الجانب الذي يتخذه ديكارت في تناول الحرية من ناحية كونها ارادة الانسان ومسئوليته عن افعاله.
اما فولتير فيربط بين حقوق الانسان والحرية فيقول: هي حريته الكاملة في شخصيته واملاكه، وفي مخاطبة الامة بواسطة قلمه، والا يحاكم الا من قبل هيئة قضائية مكونة من اشخاص مستقلين، والا يصدر عليه اي حكم الا بحسب النصوص الدقيقة للقانون، وان يمارس، بسلام، الدين الذي يشاء. ان جرعة الافكار في مقولة فولتير هذه كبيرة وسابقة لعصره ولذلك كان تاثير فولتير في الثورة الفرنسية كبيرا فقد استطاع بكتاباته ومسرحياته وادبه ان يوجه مباديء الثورة الفرنسية 1789 بدرجة لا تقل عن تاثير روسو ومونتسكيو ولوك.
كما يعتقد فولتير ان الحرية محدودة ومتغيرة وانها ليست حقيقة موضوعية ولكنها مبدأ من مباديء الحياة التي نعيشها وان ارادة الانسان ارادة حرة بينما افعاله على العكس.


اما الفيلسوف الالماني ايمانويل كانط، فان للحرية جانب في فكره، وهو تناولها في جانب مرتبط بالاخلاق، فالاخلاق عنده تقوم على الحرية، وهي الشرط الاول اللازم توفره حتى يصبح المثل الاعلى الاخلاقي حقيقة واقعة هو الحرية.
وعنده حيث لاتكون حرية لاتكون اخلاق، ولا اخلاق من غير حرية، فالشرط الاول لتحقيق القانون الاخلاقي عنده هو الحرية. وبسبب افكاره فان كانت تعرض للتعسف من قبل الملك فيلهلم الثاني، وقال كانت حول ذلك: يستطيع الملك ان يتحكم تعسفا في مصيري ولكنه لا يستطيع ان يقهرني على التنكر لضميري.
جاءت افكار كانط ضد الاستبداد والطغيان وداعية لبث روح الحريات بين الافراد وروح الجمهورية اي بمعنى الحفاظ على الحرية في اي نظام كان من نظم الحكم ومن ابرز ما جاء به:
1-ان حرية التفكير تواجه معارضة اخرى يمكن ان تنعكس من خلال الضغط السياسي.
2-تلقى حرية التفكير معارضة اخرى من جانب الضغط الاخلاقي على العقيدة حين ينصب بعض المواطنين انفسهم اوصياء على الاخرين في امور الدين، لا حوار ولا نقاش ولا راي وتهديد مما يقيد الفكر والعقل.
3-حرية التفكير تعني عدم خضوع العقل الا للقوانين التي يمنحها لنفسه.
فهو يعتقد ان العقل الانساني يسعى دوما الى الحرية، وان قيام السلطات الحاكمة باستخدام القوة والسرعة كاجراء افضل تجاه المواطنين مما يجعلها تعمد الى الغاء حرية التفكير وتحاول اخضاع الفكر للوائحها وقوانينها.
فيخته يرى الحرية هي المثل الاعلى وانها ماهية الاشياء وهي اعلى من لحقيقة ان لم تكن هي الحقيقة العليا، والحرية الصحيحة هي اخلاص المرء لعقله وبذل جهد للتفكير بنفسه وان الحرية الشخصية لا تنفصل عن حرية الاخرين.



#حميد_حبيب_المالكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحديات التي تواجه الدولة العراقية
- المواطنة
- نقد الديمقراطية
- التنمية والعولمة
- تراجع شرعية النظام السياسي في العراق
- التراجع في شرعية النظام السياسي العراقي
- لماذا يستفحل الأرهاب والجماعات المسلحة في الأنبار من جديد
- الحداثة والكلاسيكية في أستخدام المنهج التأريخي لدى الباحثين ...
- التلازم ما بين الحضارة والمدينة
- شيعة العراق بين مطرقة العرب وسندان أيران
- أحكام الأعدام في العراق والأمم المتحدة
- البراغماتية الكردية
- الطرز المعمارية..عوامل مؤثرة وأستجابات
- العراق ودول الجوار
- الرياضة العراقية تضيع بين الفساد والسياسة
- الطموح والخيال في فكر القاعدة
- حول مارتن لوثر وحركته وأثرها السياسي
- النظام الرئاسي بوابة لحل معضلة العراق
- جامعة الدول العربية بين الفشل والتقويم
- الثورة الفرنسية..بحث في الأسباب والنتائج


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حبيب المالكي - عن الحرية