النفط في غبار المحاصصة

يعرب المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم يعد خافيا على أحد ان وزارة النفط منذ ان دخلها وكيل الوزارة فياض حسن نعمة.. عنوة، بسبب الانقلاب على الاستحقاقات الانتخابية، وهو غير مؤهل لا من حيث الشهادة ولا الكفاءة ولا الأخلاق ولا الولاء الوطني، ولامن أية ناحية، لكن شاءت الاقدار، في لعبة المحاصصة الغبراء، أن تصل أهم وزارة في العراق هذه النتيجة السيئة الصيت، التي جرت معها فلاح العامري.. رئيسا لهيئة تسويق المنتجات النفطية – سومو، بإلتفاف من بهاء الأعرجي.. نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة.. المقال بجريمة فساد ثبتت عليه، لكن حزبه "الدعوة" لفلفها.. تواطئا معه، على إرادة الشعب ومصلحة البلد، فظل الاعرجي حامي حمى المفسدين.. فياض والعامري.
تعد وزارة النفط، العماد المطلق للاقتصاد العراقي.. المعروف بأحاديته، حنتى من دون مدخر لموازنة تقلبات السوق، بل يسير العمل فيها على النظام المعيشيش البدائي.. "من اليد الى الفم" أي نبيع نفط، يسرق السياسيون ثلاثة أرباعه، ويقتسم المسؤولون الربع الأخير مع الشعب، ومع ذلك "حامدين الله وشاكرينه" على لقمة يتخطفها من بين ايدينا والفم، مفسدون متنفذون في العراق، من أمثال الاعرجي وفياض والعامري، شفيعهم في تمرير الفساد، حزب الدعوة الذي...
... حزب الدعوة الذي كنا نتعاطف معه؛ عندما يعدمهم الطاغية المقبور صدام حسين، بالجملة؛ فإتضح أنه يحمي إقتصاد العراق منهم، بدليل تثبيت حزب الدعوة لشخصيات فاسدة، مثل العامري وفياض و... "بطانتهم التموينية".
كان على رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، ان يطرد فياض والعامري ويحيلهما للقضاء، هم والاعرجي، لأنهم لم يقدمموا للعراق تلك الخدمة التي كنا ننتظرها منهم، بل انهم أخروا البلد قرنا، منذ أول اتفاق نفطي مبهم.. فاشل، عقدوه مع اربيل! بخسران للحكومة المركزية وشعب العراق كله.. بل فرطوا بالعراق، من خلال إبتزازهم الشركات النفطية العالمية، مستبعدين من لا تدفع لهم، ومقربين التي تدفع.. في مكتب الجادرية الشهير.. الى حد تقديم تنازلات لها، تكبل العراق بعقود نفطية خسرانة تربح الشركات الاجنبية، مقابل نسبة لهم.. ثلاثتهم.. فياض والعامري وبهاء.
ما زال هذا الثلاثي، يتسبب بهدر ثروة العراق وسرقة نفط البصرة حتى هذه اللحظة، اذا كنتم لاتعلمون قبل ايام فقط من هذا التاريخ تمت السيطرة والكشف عن صهاريج تنقل النفط منذ سنوات في البصرة من دون ان يعلم أحد أين كانت تذهب تلك السرقات، التي تتم بنواطئ وشراكة فساد بين المقال.. بهاء الاعرجي، عندما كان نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الطاقة، ومدير عام شركة تسويق النفط فلاح العامري.. رئيس شركة سومو لتسويق النفط، وكيل الوزارة فياض حسن نعمة!
فثلاثي الفساد أصبحت لديهم شركات عملاقة في دبي وامتلكا عقارات في لندن والخليج؛ نتيجة الارباح التي حققوها في مجال تسويق النفط وابتزاز الشركات ورجال الاعمال وعرقلة اعمال الشركات الاجنبية الكبرى للحصول على أكبر كمية من الاموال، ورصيد العامري، وحده في مصارف لندن تجاوز الـ 900 مليون دولار!!! كل هذا يجري ووزير النفط جبار اللعيبي، لايحرك ساكن وكأن الامر لايعنيه! برغم كون شركة التدقيق الدولية، كشفت فساد وزارة النفط بشأن عدادات قياس النفط المجهز والمسلم من وإلى الشركات النفطية، وجاء في وثائق شركة التدقيق أن وزارة النفط نصبت تسع عدادات لقياس النفط المجهز من مجموع 251، وتجاهلت نصب 200 عداد لقياس ما تصدره الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية.
وأضافت شركة التدقيق الدولية أن وزارة النفط لم تنصب أيضا أي عداد لقياس إنتاج شركات كل من الشمال والوسط والجنوب كما أنها لم تنصب العدادات لمصافي الشمال والوسط والجنوب بإستثناء شركة نفط ميسان، وتؤكد عدم وجود التوثيق في مواقع العدادات التي نصبت لبيان دقة حجم المنتوج؛ لخدمة نوايا بهاء وفياض والعامري.
لذا أجد أن المحاصصة غيبت الشعب العراقي عن قدره.. تبدد ثروته من قبل ثلاثة أشخاص، أقوى من دستور الدولة، ومصالحهم، أهم من المنفعة العامة، بل تضر بالصالح العام ولا أحد يجروء على كسر المحاصصة، التي تعصف بنا وتحطم كيان الدولة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل