أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - ضوء على قربان الفسح














المزيد.....

ضوء على قربان الفسح


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 15:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ضوء على قربان الفسح
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي كتبهاعطا الله (نتنائيل) بن إبراهيم بن خضر (فنحاس) الكاهن الحفتاوي (١٩٣٠٢٠١٣، شمّاس معروف، زعيم رزين) بالعبرية ونُشرت في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد١٢١٣١٢١٤، ٢٠ آذار ٢٠١٦، ص. ٣٦٣٧. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى أيضًا مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.
بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين بالدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة ترزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن، الشقيقين، بنياميم ويفت (الأمين وحسني)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

”نهضتُ قُبيل الساعة الرابعة صباحًا للصلاة، الصلاة الأخيرة في أربعة عشر يوم الحراسة. فتحت النافذة لأعرف ما هي طبيعة الطقس ثمّ أغلقتها بسرعة بسبب الريح القارسة جدًّا، التي تسرّبت إلى البيت. خرجت ماشيًا إلى الكنيس في وسط غيمة رطبة وباردة جدًّا حلّت على الجبل. قطرات من المطر البارد لسعت وجهي. بالرغم من أنّ ّالمسافة إلى الكنيس على الجبل قصيرة، إلّا أنّ الرياح العاصفة حالت دون وصولي بسرعة. كلّ من كان ينظر إليّ في تلك اللحظة، لاحظ حتمًا الهمّ العميق الذي ارتسم على وجهي. علمت أنّنا سنقوم بتأدية مراسم قربان الفسح بالكامل، غير آبهين للحالة الجوية. كنّا مرّة قد احتفلنا به والسماء تمطر بَرَدًا، بدون مبالغة.
ولكن بدأت أحسّ بالارتياح، أُقسم بأن لجنتنا قد أحسنت صنعًا في إقامة سقيفة لخدمة العاملين في تنظيف الخراف بعد النحر. ولكن مع ذلك، كنت على يقين بأنّنا سنُمضي فسحًا صعبًا جدّا. بيني وبين نفسي أخذت في البحث عن الأسباب التي جعلت الله لا يلتفت إلينا هذه السنة، ويا لها من بداية غير موفّقة للكاهن الأكبر الجديد، صهري (شقيق زوجتي نعمة) يوسف بن أبي الحسن (حسده)، الذي تقلّد الكهنوت عام ١٩٨٧.
لم يتوقّف هطول المطر حتّى بعد رجوعنا من الصلاة. عبّر شقيقي الكاهن خضر (فنحاس) عن قلقه أيضًا من حالة الطقس المتوقّعة وقت القربان. قلقه كان معلّلًا؛ إنّه يبذُل قُصارى جهده في عمله جزارًا رئيسيًا في القربان. لا تنس أيضًا أنّه ليس صغير السنّ بالمرّة. استمعنا لكلّ نشرات الأخبار في خلال ثلاثة الأيّام السابقة للقربان، كيما نعرف الحالة الجوية يوم القربان، وأعلن عن توقّع طقس أكثر رداءة يوم العيد. فكّرت عن طائفتي الصغيرة، كم ستكون مسكينة في ساعات النحر في جوّ عاصف، بارد ورطب، وتواجد ضيوف مدثّرين ومرتجفين؛ الكلّ منذهل، لماذا فعل الله هذا لهذه الطائفة الصغيرة الآتية لتسبيحه وتبجيله. مع كل ذلك علمت أن القربان، لا محالة، سيتمّ.
هكذا مرّت عليّ ساعات الصباح. بقيت حالة الطقس على حالها، إلّا أنّ الرياح اللاسعة خفّت قليلا. زارني بعض أبناء الطائفة في بيتي، وكان محور حديثنا بالطبع حول عدد سيول المطر التي ستهطل حتّى تأدية الفريضة؛ لا أحد فكّر في قربان لذيذ المذاق. تغيّر ما أخد يطرأ قُبيل الظهر، ما يشبه الأعجوبة، أخذت السماء تصفو رويدًا رويدا، والرياح لم تعد كما كانت في الصباح الباكر باردة. إنّها رياح أخرى قطعت الغيوم إربًا إربا؛ خرجتُ لأحسّ بالتغيير.
غدت الرياح أدفأ، ويمكن القول إنّها لطيفة. رأيت حشدًا كبيرًا مرتديًا ملابس بشتّى الألوان، ينزل إلى مكان الاحتفال. إخوتي، أبناء الطائفة، كانوا يتراكضون حول المذبح والأفران الأربعة. آخرون مشوا بتُؤَدة نحو مكان حفل استقبال الكاهن الأكبر لمن قدم لدعوته إلى مكان القربان، وكنت من ضمن تلك الحاشية.
على أنغام ”نشيد البحر“ [سفر الخروج ١٥: ١١٩] الرائعة خطونا على مهل إلى المذبح. الكاهن الأكبر يوسف صعد على صخرة، رافعًا يديه، ومتوسّلًا من أجل شعبه. أوشك الغروب وحلّ الغسق؛ كانت السماء صافية والرياح ساكنة؛ أشعة غروب الشمس أضاءت القبّة الزرقاء في نزال أخير مع الليل وشيك الوقوع.
وها حدثت الأعجوبة، مربّع كبير من النور حلّق من على المصلّين والعاملين في تحضير القربان، وقد ظهر ذلك النور عن بعد لدقائقَ كثيرة. علمتُ أنّ صلاة الكاهن الأكبر الجديد وكهنوته قد قُبلا. [فياض (زبولن) ألطيف، يسرائيل ألطيف وزهاڤاه (ولدت في يافا ولم يعط لها اسم عربي؛ أشكر صديقي السامري بنياميم راضي صدقة على موافاتي بهذه المعلومة وبمثيلاتها) ألطيف أكّدوا ما رآه الراوي].











#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مجلّة ”فكر وفن “ عدد ١٠٥
- أُعجوبة الفِسْح
- كيف احتفل السامريون بعيد الفسح قبل قرن من الزمان تقريبا؟
- قَرْض كاهن وبجانبه بَركة
- حِكم، أقوال وأمثال في كل مجال (ح)
- الأسد في خِزانة الكتب
- عرفوا ما تُجيبون، عَشََرة أسئلة شائعة عن العريشة لدى الإسرائ ...
- اليوم الذي حدثت فيه الهزّة الأرضية في نابلس
- القدّيس مار أفرام السُّرْياني (٣٠٦؟-٣ ...
- حِكم، أقوال وأمثال في كل مجال (ج)
- كاتدرائية قازان في سانت بطرسبورغ
- لماذا هُزم الأتراك في الحرب؟
- القديس يوحنا منصور سرجون الدمشقي
- قصّة الكاهن السامري الذي اكتشف خطأ في كتاب ‘العهد الجديد’
- حول الفتاوى السامرية
- حساب التقويم الذي ظهر في الحلم
- قصّة الكاهن يوسف بن صدقة عن ذاكرة راضي بن صدقة
- الصدى‘ بقلم جريس عوّاد عرض ومراجعة
- تسهيلات على الحدود وفي المطارات
- أقوال وحِكم وأمثال في كل مجال (ث)


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - ضوء على قربان الفسح