أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نزيه حاجبي - الأساطير المؤسسة للجامعة المغربية أو التعليم العالي من الورطة إلى الحل: نظرات حول فكر الدكتور المصطفى عيشان














المزيد.....

الأساطير المؤسسة للجامعة المغربية أو التعليم العالي من الورطة إلى الحل: نظرات حول فكر الدكتور المصطفى عيشان


نزيه حاجبي
كاتب وباحث

(Nazih Hajibi)


الحوار المتمدن-العدد: 5360 - 2016 / 12 / 3 - 03:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


إن عنوان الكتاب – أي كتاب – هو في معظم الأحيان تلخيص تجريدي للاتجاه العام الذي يسير فيه الكتاب بعد رفع التفاصيل وترك الموضوعات الجزئية جانبا...، أما الكتاب الذي بين أيدينا هنا فإن عنوانه لا يلخص اتجاهه العام فحسب، بل يحدد في الوقت ذاته طبيعة كل ما يعالجه من موضوعات جزئية تفصيلية... إنه، بإيجاز، ليس تلخيصا تجريديا للمضمون، بل هو لب هذا المضمون ذاته من بداية الكتاب إلى نهايته.
فهو لا يعدو أن يكون محاولة مفصلة، متعمقة، للإجابة عن سؤال هام يقع على الحدود الفاصلة – أو على الأصح الحدود الجامعة – بين فكرة مؤداها تنزيل إصلاح دون إشراك الفاعلين المعنيين بالأمر، وعمل تنزَّل يخالف خصوصية التربة التي حل بها.
بمعنى آخر، هل يستطيع الإصلاح أن يقوم بالدور الذي خُطِّطَ له بالميثاق الوطني للتربية والتكوين؟ وما أبعاد هذا الدور؟ وما حدوده التي لا يتعداها؟ والحق أن الدور ظل منفصلا عن المعنى الحقيقي للإصلاح، لأجل ذلك يتمرد الكاتب متوسلا بالطوباوية لاقتراح البديل، وخلق دينامية تحرك جمود شعبة الجغرافيا وتخرجها من الانكماش إلى الانفتاح عبر اخراجها من الكلية واستقلالها الخاص، تكون بذلك جغرافية البحث والابتكار وليس جغرافية التلقين والتدريس الجاف.
كان الكاتب وما يزال مؤمنا بنموذجه العلمي، مهما اختلفنا معه في التصورات، لكنه يظل الأقرب إلى الصواب نظرا لظرفية الكتاب وسياق ولادتها.
فكان من حقه الدفاع عن الفكرة المولودة، فكرة التغير والتحول على المستويين النظري والعملي معا، من الشعبة ضمن باقي الشعب إلى المعهد المستقل.
إن المتصحف والمتفحص لكتاب الدكتور المصطفى عيشان تعلق في ذهنه كلمة أخيرة حول المشكلات التي واجهها في قراءة الكتاب، تتعلق بما لم يكتب عنه، أو المسكوت عنه في الكتابة.
وعليه فهل هذا يعني أننا في انتظار عمل جديد؟ نظرا للتطورات الجديدة التي بدأت تعرفها الجامعة المغربية عموما وجامعة القاضي عياض على الخصوص، وأمام كذلك عدم تصنيف جامعاتنا ضمن جامعات البحث والابتكار عالميا أو عربيا حتى...
وهو الذي قال في ندوة الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030 التي نظمها مركز تبادل للدراسات والأبحاث في شهر رمضان الفائت، أننا على شفا تحولات بنيوية (اجتماعية) أواسط العشرية الثالثة من القرن الجاري سببها الرئيس – أو من أهم أسبابها – أزمة التعليم المغربي المدرسي والجامعي.
بالرجوع إلى كتاب الأساطير المؤسسة للجماعة المغربية، فإننا نقول إنه نص غريب في الواقع ... وغير مألوف بعض الشيء... عندما يمزج بين الواقع والمتخيل... واقع الجامعة المغربية الذي لا يرتفع والحل المتخيل الذي تجري أحداثه بساحة الكتبية في أربع جلسات مقمرة تجمع علماء أفذاذ من مشارب علمية وجنسيات وأديان مختلفة ... فلا هو بالنص العلمي الأكاديمي الهادئ الجاف... ولا هو بالنص الأيديولوجي الوعظي المتهافت... تلك النصوص -كما تعرفون- التي يعج بها الاعلام العربي والمغربي تحديدا... فجل النصوص المعنية بالجامعة المغربية هي أقرب إلى الثرثرة الاعلامية التي تهدف إلى دغدغة العواطف وتجييشها وشل الملكة النقدية لدى القارئ أو المتتبع أو حتى المعني بالأمر... فنلفي ان البعض منها لا يوافق معناها مبناها.. وبالتأكيد فنص كتاب الدكتور المصطفى عيشان لا يندرج ضمن هذا الإطار... ولا ضمن إطار التوبة العلمية لدى العديد من الجامعيين... خاصة مثقفي يسار ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذين أعادوا اكتشاف الدولاب أمثال "ميل" و "بانكثم"... لكنه ليس أيضا نصا مدرسيا أكاديميا يضج بالتفصيلات الدقيقة حتى الغثيان... كلا... إنه لا هذا ولا ذاك...
وبالمقابل فإنه نص سياسي صراعي نضالي... نص يرتبط بحركة سياسية إصلاحية علمية مرتقبة تحتاج رد فعل في وقت دقيق ومكان محدد... هو نص يسعى إلى صنع أفكار جديدة مرتبطة بالمكان... ولها انعكاسات على الحيز العام... إنه نص نضال من أجل التنمية... أو كما كان يسميه الدكتور عيشان في كثير من لقاءاته بـ "الجهاد التنموي"... تأسيسا على المقولة الخلدونية "أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل".
إن من بين ما كان سباقا إليه هذا النص الذي بين أيدينا هو صناعة الفكرة وولادتها... فهو عندما يتحدث عن أهمية المعاهد الجغرافية، نجده يقول في الصفحة 78 "...يَعْتَبِرُ المعهد الجهة التي يوجد بها بمثابة محطة للدراسة والتفكير في كل ما من شأنه أن يخلق تنمية جهوية"، وهو كلام قيل سنة 2000 حيث تاريخ إصدار الكتاب... فهو بذلك يخبرنا بأن مهمة الجغرافي لا تقتصر على التدريس، وليس أيضا ذلك المتبتل الذي يقبع داخل حجرة الدرس، بل مهمته في الميدان ويخالط الناس، إنها مهمة التهيئة كما أكد في الصفحة 68 من الكتاب... بصيغة أخرى يجب أن يكون ذلك المثقف العضوي الذي ينصهر داخل مجتمعه ويتهمم بهمومه وفقا لخصوصية عمله وعلمه.
عندما نضع نص الدكتور عيشان في سياقه التاريخي... وننفتح على التجارب التي تتقاطع معها أفكار الكتاب حينئذ، نتجه صوب الدكتور بيتر كلود الذي ألف كتابا مشابها تقريبا بعنوان " الجغرافي خارج قاعة التدريس" وهو الكتاب الذي أصدر بالموازاة مع كتاب الدكتور عيشان. مما أعطى له راهنيته الإقليمية... ونحن اليوم وخلال هذه السنة نعيد قراءته لمستجدات جامعتنا خاصة بمراكش والتحولات التي عرفتها شكلا ومضمونا.
على سبيل الختم إن الكتاب الذي طارحنا بعضا من أفكاره، يذكرنا بأن مهمة المفكر الذي يريد خدمة الانسانية، هي الانقطاع عن اجترار الأفكار، ومواجهة العالم بوضوح، وتجسيد الواقع بموضوعية.



#نزيه_حاجبي (هاشتاغ)       Nazih_Hajibi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة الكتابة وكتابة الحياة لدى السيناتور الروائي غابرييل غار ...
- مفهوم الإعاقة من اقتصاد التراكم إلى اقتصاد السعادة: الجزء ال ...
- الشباب المغربي: قصة الواقع والمتخيل من أجل تنمية علمية عالمة ...
- اتفاقية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة (دليل عملي )، رقم 19 الأ ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نزيه حاجبي - الأساطير المؤسسة للجامعة المغربية أو التعليم العالي من الورطة إلى الحل: نظرات حول فكر الدكتور المصطفى عيشان