أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الحميد أبوزرة - هكذا تكلم محمد أركون














المزيد.....

هكذا تكلم محمد أركون


عبد الحميد أبوزرة

الحوار المتمدن-العدد: 5352 - 2016 / 11 / 25 - 14:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كتب الأمير شكيب أرسلان " لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟ " سنة 1930 حين رأى القوى العظمى تُقطَع أوصال الرجل المريض _ الخلافة العثمانية_ لتسقط الشعوب العربية الاسلامية تباعا أمام احتلال الدول الاستعمارية الماسكة بأحدث الأسلحة والمثقلة بالأموال والثروات أمام شعوب المنطقة الضعيفة والغارقة في الفقر والنزاعات البينية، ذكر أرسلان أسبابا رآها حائلة دون التقدم: مثل الكسل والجبن والبخل وفساد الأخلاق.

تعددت محاولات فهم أزمة العالم العربي الاسلامي فظهرت تيارات ومدارس وأحزاب وجماعات وجمعيات تقدم أسباب التخلف وعلى أساسها تقترح حلول النهضة: منهم من اعتبر الأزمة راجعة لضعف التدين والحل في الرجوع للدين أو العكس السبب في الدين نفسه والحل في القطيعة معه، والبعض اعتبر الحل هو التوفيق بين افكار الحداثة الغربية والأخلاق الإسلامية.
من بين المفكرين الذين اهتموا بالتنوير كأداة للخروج من أزمات التخلف المفكر الجزائري الأصل والأستاذ لسنوات في جامعة السوربون الفرنسية الدكتور محمد أركون.
الذي أعطى للمكتبة العربية مجموعة من الكتب التي أشرف على ترجمة أغلبها من الفرنسية تلميذه الملازم له الدكتور هاشم صالح:
- الفكر العربي 1979.
- تاريخية الفكر العربي الإسلامي 1986.
- من فيصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر الإسلامي المعاصر ؟ 1993.
- الإسلام أوروبا الغرب، 1995.
- نزعة الأنسنة في الفكر العربي، 1997.
- الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، 1999.
- من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، 2001.

بالإضافة لعدة مؤلفات باللغة الفرنسية والانجليزية، بعضها مترجم والبعض لا يزال ينتظر دوره في الترجمة.
في رسالته للدكتراه Eux Epitres de Miskawayh، édition critique،B.E.O Damas1961.
أو " نزعة الأنسنة في الفكر العربي: جيل مسكويه و التوحيدي، ترجمة هشام صالح، طبعة دار الساقي 2001."
يسافر أركون بقُراءه إلى زمن القرن الرابع الهجري حيث عرفت بغداد نهضة فكرية ارتقت بفكرة الانسان ووحدة الانسانية في مواجهة الانغلاق الديني والطائفي، وعلى رأس هذه النهضة أبو حيان التوحيدي صاحب "المقابسات "و مسكويه صاحب كتاب " تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق " مبرزا جو بغداد الفكري حيث انتعشت حركة الترجمة عن اليونانية و الفارسية لكل العلوم من فلسفة و طب و أدب،
وظهرت حلقات النقاش والمناظرات الكلامية والفكرية التي جمعت حولها الكثير من مختلف العقائد والأديان والطوائف.
يقدم هنا أركون فكرة أن نزعة الأنسنة التي أفرزت عصر الأنوار الأوروبي خلال القرون 15 و16 و17، سبقها العالم العربي الاسلامي في القرن العاشر، لكن توقف هذا الازدهار بينما استمر في أوروبا لتفرز حالة الحداثة والتقدم التي يعيشها اليوم، من أسباب توقف نزعة الأنسنة في العالم العربي تهميش العقل لصالح النقل و اهمال اللغة العربية ومتحدثوها من مراكز القرار والشأن الديني.
كل أعمال أركون يمكن تصنيفها _ حسب د السيد ولد باه _ في اطارين نظريين هما " الاسلاميات المطبقة " و " نقد العقل الإسلامي.
الاسلاميات المطبقة على غرار العقلانية المطبقة لباشلار هي محاولة لإعادة تعريف وبناء المعرفة الاسلامية وذلك بالقطع مع المسلمات العامية، يُعرفها أركون: " تدرس الإسلام ضمن منظور المساهمة العامة لانجاز الأنثروبولوجيا الدينية "، يقصد اخضاع القرآن و الثراث الديني الاسلامي للنقد التاريخي المقارن و التحليل الألسني التفكيكي، والتأمل الفلسفي المتعلق بإنتاج المعنى وتوسعاته وتحولاته و انهدامه.
يسعى أركون إذن إلى محاولة نقد الثراث وذلك بتطبيق أدوات العلوم الانسانية الحديثة: النقد والقراءة التاريخية، النظرية التفكيكية، الحفريات المعرفية، البنيوية اللغوية... وبالاضافة إلى التأويلية نجد أن هذه هي نفس الوسائل التي طبقها الفكر الغربي على التراث المسيحي اليهودي من أجل تجديد وتحييد الكنيسة واعادة بناء الفكر الأوروبي.
يرى أركون أن العالم كله وليس النطاق العربي الاسلامي يحتاج إلى " أنسنة" الفكر والسياسة أمام دعوات العنف و "الدغمائية" التي دفعت الحداثة الغربية إلى السقوط في منزلقات لا إنسانية ككارثة الحرب العالمية الأولى والثانية و حروب الخليج، ويعطي أركون شرطا أوليا لهذه " الأنسنة العالمية " وهو اصلاح تربوي علمي يشمل المدارس والمدرسين في كل المراحل العلمية و مواجهة " الجهل البنيوي" الموجود في النخب العلمية المنوط لها مهمة اصلاح المجتمع.
عادة ما يُنتقد فكر أركون في مسألة استعمال المناهج الغربية على التراث الاسلامي، لكن يرى أركون أن هذه المناهج هي نتاج التجربة الانسانية المشتركة وليست حكرا على الحضارة الغربية، بينما ينتقد أركون المثقفين العرب في مسألة تهاونهم في ترجمة الانتاج الفكري الغربي الذي يتضاعف ويتراكم بعيدا عن الشعوب العربية الاسلامية عامتهم ومثقفيهم مما يزيد الهوة والفارق الحضاري كل يوم، يُنتقد أركون أيضا بسبب عدم إلمامه بشكل واسع بالتراث الاسلامي: القرآن بنصه العربي وتفسيره حسب المذهب السني وباقي المذاهب و ثقافته الفقهية و التفسيرية والأصولية الضرورية لنقد التراث على عكس أقرانه: حسن حنفي والجابري والطرابيشي ووائل حلاق..
يبقى مشروع المرحوم أركون مفتوحا أمام القراء الذين بدأت كتبه تصل إليه رغم عدم تبني فكره وتراثه من تلاميذ نشيطين أو مؤسسات علمية قادرة على نشره وتطويره، على خلاف المجتمع العربي الاسلامي فقد عرفت أفكار أركون قبولا حسنا في الدوائر الثقافية في أوروبا وقد يكون السبب هو لغة لكتابة أو تشابه فكرة التنوير الأركوني مع التنوير والأنسنة الغربية.



#عبد_الحميد_أبوزرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرض الصرع بين الطب و الخرافة رؤية تربوية
- أركيولوجيا الحركات المسلحة داخل الاسلام : الخوارج الميلاد و ...
- أركيولوجيا الحركات المسلحة داخل الاسلام
- حاجتنا إلى علم اجتماع قروي تربوي


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الحميد أبوزرة - هكذا تكلم محمد أركون