على من تقرأ مزاميرك ..يا..عبدو؟؟

خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 11:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

كنت كما ملايين السوريين نشاهدك ونسمعك ..وأنت تعطي دروساً في الحرية والديمقراطية .. أيها الميكافيلي ..أيها الديماغوجي بامتياز .. ولم أكن مذهولاً بقدر ماأذهلني ماسمعته في مجلس الشعب .. كنت قد أرسلت مقالاً صباح يوم أمس وقبل جلسة مجلس الشعب ..وأنا أظن أن ماأعرفه ليس معروفاً بدقة خارج محافظتي الساحل . لكن ما تبين لي
أن ممارساتك بحق الوطن ..كما غيرك من الفاسدين .. معروفة وبالتفصيل الممل ..
وهذه إدانة ..سجلها الشارع بحق النظام ككل .. كل هذه الممارسات منذ بداية حياتك على صعيد السلطة .. وهي مكشوفة .. اذاً لماذا السكوت .. طيلة هذه المدة .. الى هذه الدرجة ..الى هذا الحد يكون الشعب رخيصاً .. فتترك كافة البغال لتقضم .. بقوته ..وحصيلة عرقه .. ثم عندما تغير ولائها ..نفضحها .. أليس الفساد خيانة ..عظمى !
أنت أدنت نفسك ..ياعبدو .. نعم أدنت نفسك .. كان حديثك واضحاً .. لقد أثبت أنك وقفت بوجه أية عملية تطوير .. لقد قلت بأنك تقدمت بدراسات ..لكذا ..وكذا .. هنا أسألك .. أين كانت هذه الأفكار طيلة المرحلة السابقة وعلى مدى ثلاثون عاماً .. لماذا لم تطرحها على شكل مقالات في الصحف المحلية ..وأنت تسيطر على كل شيء .. أنت من كان يشكل الحكومات .. ويعفي الوزراء .. ويوزع المسؤولين السفلة على كافة القطاعات .. وهذه يعرفها أصغر سوري ..
اذاً هبط عليك وحي الديمقراطية والحرية فجأة .. لكن من وقف يتهم المعارضة ..بكافة أطيافها بالخيانة والعمالة .. أليس أنت .. من حول ربيع دمشق ..الى صحراء مجدبة .. وأنت تعلم أن أغلب القوى المشاركة في ربيع دمشق ليست من الباحثين عن السلطة ..أية سلطة .. كان الشارع مسروراً بأول حالة حراك .. بأولى نسمات الحرية
وأنت أول من ..تصدى لهذه النسمات .. أنت من حرفها .. ووقفت علناً لتتهمها بالخيانة..والعمالة والتآمر على الوطن ..والحقيقة الثابتة أنك أنت رأس المؤامرة ..ورأس العمالة والخيانة .. ثم وبكل وقاحة تريد أن تحول المقابلة الى تسويق لأفكار أنت لاتؤمن بها .. كل ماقلته .. كان من أصل طروحات قوى المعارضة .اليسارية ..الديمقراطية ..الليبرالية ..ولاعلاقة لك به اطلاقاً .. نحن هنا نعرفك ونعرف أنه لاعلاقة لك فكرية بكل هذه الطروحات .. وأنت لاتؤمن بها أصلاً ..وكنت تسخر منها وممن يطرحونها ..
أنت تقول .. أنك تركت سوريا من أجل سوريا .. من وجهة النظر التي فهمناها نحن .. هذه الكلام دقيق وصحيح .. اذا كان خروجك من سوريا لتخلصنا من فسادك .. فهذا فعلاً من أجل سوريا .. ولكن هنا والكلام الى النظام .. يجب اخراج كافة أفراد عصابتك وكل الفاسدين معهم .. واستبعادهم عن أي موقع لتكتمل الصورة . .
- أنت الآن كشفت نفسك ..وكشفت كل المنحرفين والفاسدين أمثالك .. لقد تحركت قوى المعارضة .. مستندة الى خطاب القسم .. وهذه المعارضة رأت فيه ضوءاً أخضر .. لتجديد سوريا .. للوقوف بوجه فساد عصاباتك وأمثالك .. رأت فيه مدى واسع لطرح أفكارها .. اذاً فالمعارضة هي حقيقة من تجاوب مع خطاب القسم وعملت على ترجمته الى واقع .. وهنا أسألك ..؟ أليست المعارضة هي أول من قالت بلقاء المصالح مع الدول العربية .. ورأت المستقبل ..وفق مفهوم الوحدة الأوربية ..
- فكيف تنسبها الى نفسك بكل وقاحة .. أليست المعارضة هي التي طرحت مفاهيمها للديمقراطية ..وقالت بأن الحرية هي التي تطلق ابداعات الشعب وتضعه على سكة الحضارة .. ثم وبكل وقاحة تنسبها لنفسك .. أيها الديماغوجي .. الوقح . ان كل ذلك مثبت في الكثير من الصحف ..ومنها الالكترونية .. اذاً فعلى من لايصدق .. ويظن أن هناك شيء من المصداقية فيما تقول أن يراجع الحوار المتمدن . وكلنا شركاء وغيرها وغيرها .وكل النشرات الالكترونية .. فماهي علاقتك أنت وأمثالك من الفاسدين بكل ذلك .
- على مدى أربعون عاماً وأنت تنهب البلد وتضخ حصيلة ماتنهبه الى الخارج
لم تترك نوع من الموبقات الا وارتكبته .. فاذا كانت هناك نسبة فقر في سوريا فأنت وأمثالك تقفون خلفها ..
أنت تتحدث عن الدائرة الضيقة ..وهذا لانختلف معك عليه ..ولكن دائرتك الضيقة ..والأوسع قليلاً ..ماالذي فعلته في سوريا .. واذاً أنكرت ..سنعدد لك بالاسماء .. قلت لك في المقال السابق .. هل تظن أن الشارع السوري غبي ..والحقيقة هي أنك أنت الغبي .. لأن الشارع يعرف أدق التفاصيل .. على مدى أربعون عاماً ونحن نعاني منكم ومن ممارساتكم ..التي تجاوزت حدود العهر .. نحن ضحاياكم ..وضحايا أقرباؤكم .. الذين استولوا على كل شيء
لماذا اقربائك ..ومن يستظل بك .. لم يقترب منهم الشبيحة .. فهل كان هناك اتفاق خاص بينك وبينهم .. وعندما استولى هؤلاء على مانملك لم تقل شيئاً
ألم تكن أنت من ينفذ لهم كل رغباتهم .. وموظف الأمن العام الذي تقول عنه أنه مات عن أربعة مليارات دولار .. ألم تكن أنت من ينفذ له كل رغباته .. ودون علم أحد .. ستقول أنك كنت تخشى الاصطدام به .. لكنك كنت أقوى منه . معنى ذلك أنك كنت تؤسس للفساد .. وهذا على مايبدو كان مطلوباً منك على الصعيد الخارجي ..
أنت قلت أن القانون غائب .. اذاً من غيب القانون ومن وقف بوجه تغييرات القضاء .. وعملية التغييرات التي بدأت من القمة .. لم ينساها أحد بعد .. ألم تقف بوجه تسريحهم وأعدتهم الى عملهم .. وبدلاً عن ذلك تمت التضحية .. بقضاة عاديين لاحول لهم ولاقوة ..ولادعم ..؟ نعم ياعبدو ..لقد أفنيت عمرك ببناء الفساد ..
اذا كنت أنت من وقف بوجه عملية الاصلاح وعطلها تماماً .. اذاً أين كنت طيلة الأربعون عاما ً .. والآن من باريس مربط خيل أبيك تريد الاصلاح .. عجيب هذه الوقاحة التي تجاوزت كل حدود العهر .. أنه السقوط بكافة أوجهه
- كل الكلام الجيد الذي قلته ..لاعلاقة لك به .. هو كلام صادر عن المعارضة الشريفة ..أقول الشريفة .. وأنت اختلسته الآن وتطرحه دون أن تؤمن به ..
- تتحدث عن الكرامة – العيش – الحرية .. وأنت على رأس من قضوا على هذا الثلاثي ..واحتكرته لك ولعائلتك فقط .. مثلك مثل بقية الفاسدين ممن قمت بدعمهم وتغطيتهم .. وحركتهم في اللحظة الحاسمة لتعطيل أية امكانية للاصلاح . ..
- في العودة الى مجلس الشعب .. وطالما أيها العباقرة تملكون هذا الكم من المعلومات .. اذاً فلماذا لم تطرحوها في المجلس .. ألا تتمتعون بالحصانة .. ليرفعوا عنكم الحصانة ..وادخلوا السجن .. مقابل ألا تأخذ ضمائركم هذه الاجازة الطويلة .. فهل أنتم تمثلون الشعب حقيقة ً.أثبتوا ذلك . على كل حال لم ينتهي الموسم بعد وهناك الكثير من الفاسدين .. ممن يجب فضحهم .. وقبل أن تتكرر .. الحالة .. بل حتى لولم تتكرر .. انها سوريا .. فالى متى نصبر
- أسألك ياعبدو أنت أوحيت بمقابلتك أن سوريا تقف وراء اغتيال الرئيس الحريري .. فهل يعقل أنه مقابل رئاسة الجمهورية ..ألايكون لديك مانع من أن يموت جوعاً نصف الشعب السوري ؟؟.. ولكن من يقبل بك .. أعيدوا أموال سوريا .. وارحل أنت وأمثالك الى الجحيم .. وبئس المصير ..فنحن نحتقرك ونحتقر كل فاسد .. لأن كل فاسد في عرفنا ..هو خائن بالمطلق ..؟

#خليل_صارم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل