أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سومية أبو الخير - قضية السمّاك المغربي..إلى أين؟















المزيد.....

قضية السمّاك المغربي..إلى أين؟


سومية أبو الخير

الحوار المتمدن-العدد: 5337 - 2016 / 11 / 8 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قضية السمّاك المغربي الى أين؟

المكان : الحسيمة إحدى أهم حواضر منطقة الريف الكبرى بالمغرب .
الزمان : الجمعة 28 اكتوبر/ تـشـريـن الاول حوالي الـسـاعة الـعــاشـرة لـيـلا .
الحدث : وفاة شاب ثلاثيني تحت آلة الضغــط لشــاحنة النفايات ، كان يحاول استرجاع أسمــاكــه الـتي صادرتها السلطات المحلية خارج أسوار ميناء المدينة .
وما هي إلا لحظات بعد الواقعة حتى انتشرت عبر الانترنيت صورة تصوّر مشــهــد موته بتلك الطريقة وهو بين فكي ألة الضغط لا يظهر منه إلا جزءه العلوي أما السفلي فقد تعرّض للفرم تماما مثل أسماكه ، هذه الصورة كانت كافية لتحـرك قــلوب المغـاربة في تعـاطف واضـح مع " السّماك" لكن روّاد العالم الأزرق وثّقوا الصورة ب وسم لا يقل أهمية عن الصورة وربما يفوقها وقعا وتأثيرا "طحن مو" باللغة العامية للمغاربة بما معناه "إطحن أمه"، عبارة كانت كافية لتأجج غضب المغاربة وتُحيي في نفوسهم الشعــور و الإحساس بالمهـانة و الحُكرة خصـوصا من طرف الإدارة ومن طـرف الأجـهزة الأمنية التي من المفروض أن تسهر على خدمة المواطن وراحته لكنها في العديد من المـرات تـتـحول إلى العصا التي تضرب بها الدولة بمفهــومها العـمـيـق (المخزن ) فوق رؤوس الشعـب ضـاربة عرض الحائـط كل التوجيهات و الإرشادات التي تتلقاها من أعلى سلطة في البلاد كان أخرها خطاب الملك فـي افتتاح السنة التشريعية لهذه السنة حين قال : " أن الهدف الذي يجب أن تسعى إليه كـل الـمـؤسـسات هــو خــدمـة المواطن ، وبدون قيامها بهذه المهمة فإنها تبقـى عديـمـة الجدوى بــل لا مــبــرر أصــــلا لوجودها ...إن تدبير شؤون المواطنين ، وخدمة مصالحهم ، مسؤولية وطنية أمانة جسيــمة لا تــقــبل التـهــاون ولا الـتـأخير"
خطاب لم يمضِ عليه سوى 15 يوما حتى صــُدم المغـــاربــة بـــوقع هذا الوسم /الهشتاغ في نفوسهم فكان دافعا لتضامن جماعي مع محسن فكري بائع السـمـك البـسـيـط كما قدّمه أصحاب وســــم "طــحـن مو" و الذي تبين فيما بعد من خلال كمية السمك الكبيرة التي كانت بحوزته والتي يـــفوق ثــمــنها 60 الف درهم انه تاجر أسماك اشترى هذه الكمية الكبيرة من سمك "أبو سيــف " المـحضور صـيـده خلال هذه الفترة الزمنية من السنة بسبب ما يُسمى بالراحة البيولوجية وهـي الـفـــترة الــتي تحضر فــيـها الدولة صيد هذا النوع من الأسماك حفاظا على الثروة السمكية خصوصا في المناطق المعرّضة لكـثـافة الاستغلال وتقلص الثروة السمكية ، وعمد إلى الخروج بها من الميناء دون أي تــرخـيـص أو مـراقـبـة بيطرية لهذا السمك، مخالفا بذلك القانون ، لكن القانون ما كان ليسمح له بالـمـوت بتلك الـطـريقة لأنـه يمنحه إمكانية دفــع غرامة وتخليص أسماكه ، الأمــر الذي لم يتم حيث جرت الأحداث بسرعة كبيرة لم تجعل من محسن فكري المخالف الوحيد للقانـون بــل زجت بمن عُـهـد لهم بتــطبــيق القانون في دائرة المخالفة بإصدار أمر فوري وسريع ودون انعقاد اللجنة المخول لهــا إعــطـاء الامــــر بــإتــــلاف كمية السمك المحجوز . الأمر الذي لم يستسغه السماك مهددا بإلقاء نفسه في شـاحنة النـفايــات مع أسماكـه وهو الذي تم بالفعل، وفي أقل من ثوان تم الضغط على مكبس آلة الفرم التي تسببت له بالوفاة ونــجــم عنها احتقان للرأي الــعــام وخــروج الناس للشارع رافعين شعارات تُندد بالظـــلم والمــهانـة (الحُكرة) التي يتعـرض لـهـا الـمواطـن البســيط من طرف أجهزة الدولة مُحملين المسؤولية فيها للمخزن داعين إلى محاسبة القــــتـــــلة ووقــف إهــدار كــرامة المغاربة و عجرفة الادارة في التعــامل معهم من خلال اللافتات التي حـملــوها و الـشـعارات التي رددوها من قبيل : "فكري مــــــــات مقــــتول والــمــخـــزن هو المسؤول " " كـلـنـا كلـنـا ساخطـين ،غير طحنونا كاملين " لتعم هذه الإحتجاجات معــظم الــمــدن المغربية ، وتعيد إلى الذاكرة تفاصيل الحراك الشعـبي و الـمــــسيرات التي شــهـــدها المغرب فيسنة 2011 حين طالب نُشطاء حركة 20 فـبـرايـر بالــحـريـة والكرامة و العدالة الاجتماعية ، و بوتيرة أقـل في غشـت 2013 بـعـد اطــلاق سـراح البيدوفيلالاسـباني " دنـيال كالـفان "بعـفو ملكـي ، و في ســنة 2015 ضـد تغول الشركـات الكبرى بالمغرب المتمثل في الشركة الفرنسية "امانديس" بسبب الارتفاع المهول في فواتـيــر الكـهرباء .
مما جعل القصر يفطن لخطورة الوضـع الذي تعيـــشــه البلاد خصــوصا أن التوقيــت غــيــر مناســب ونحن على مشارف قمة المـــناخ المنعقدة في مراكش .الشئ الذييـمـكن أن يستغله بعض المُتصارعين على السلطة في البلاد ، فالمغرب كما يعـرف الجمـــــيـع شـــهــد انـتـخابات تشريعية في 7 من اكــتوبر/تشرين الاول فاز بها للـمرة الثانية حــزب العدالة والتنـمية الأمر الذي لم يــوافق توقعات بعض الأحزاب الأخرى التي يمكن أن تتدخل في الوضع العـام للــبلاد و تستــعمل هـــذه الاحتجاجات كورقة تبرهن فيها عــدم كفــــاءة الحــزب في تســيير وضــبط الأمــــور ولعـل هــذا هــــو السـبــب الــذي دعا رئــيـس الحكومة ليُصدر بيانا رســميا لمُناصريه بعـــدم الخروج إلى الشارع معبرا عن أسفه على الحادث ، فيما الملك كان أكثر حكمة في امتصاص غضــب الشــارع حـيث بـعــث بتعزية رسمية لأسرة محسن فكري من خــلال الزيارة التـي قام بها وزيــر الداخــلية شخــصيا إلى بيــت الفقيد ، وأمره بفتح تحقـــيق نزيه وشريف للوصول إلى الحــقيقة ومحاســبة المتورطين في القــضــية الأمـر الذي باشـــرته الــــسلطات الأمنية و كشفت العديد من خفايا القضية للرأي ، العام مفـــندة العديد مــــن الأكاذيـــب التي رُوج لــها قبل التحقيق ولعل أخطرها وسـم "طـحـــن مو" الذي تـــداوله نُشطاء الفيس بوكووســائل الإعلام على انه أمر تلــقاه سائق شاحنة النفايات من رجــل أمن للضغط على مكبس آلة الفرم المتـواجــدة داخل مقصورة القيادة حسب زعمهم ليتبين فيما بـعد أنه يوجـــد خــارجها وأن هـــذه العـبارة أصــلا لم يـتــم النطق بها في مـسرح الحـادث ، وأنها ابداع "فيس بوكي" محض.
ومع ان التحقيق الأولي أفضى إلى متابعة 11 شخصا: 8في حالة اعتقال و 3 في حالة سراح . إلا أن السلطات لم تتحدث أو لم تشير إلى مُـروجــي تلك الأكاذيب والأقاويل عن الحادث والتي ربــما كان لهــا هدف واحد أو عدة أهداف من الحـادث وسـعــت إلى استغلاله كورقة تخدم مصالحها خصوصــا وأنـهــا تعي جيدا أن ضغط الشارع هو إحـدى الأوراق المهــمة التي يستعملها المــغاربة ،لمواصـــلة التقدم في مسار بناء وطن يحترم مـواطـنه ومجابهة مسـعى العــودة إلى الوراء أو النكوص عن حق وق الإنسان



#سومية_أبو_الخير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية السمّاك المغربي..إلى أين؟


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سومية أبو الخير - قضية السمّاك المغربي..إلى أين؟